كاظم الحسيني الحائري هو مرجع شيعي عراقي من مواليد الخامس من أكتوبر من عام 1938 وهو مُعاصر مقيمٌ بمدينة قم الإيرانية. ولد في العاشر من شعبان عام 1357 هـ في كربلاء بالعراق. حظي الحائري بمكانة خاصة وسط أنصار التيار الصدري، إذ كان محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر، قد أوصى أتباعه بتقليد الحائري من بعده. اعتزل الحائري التصدي للمرجعية الدينية بتأريخ 29 أغسطس 2022 بسبب المرض والتقدم في العمر، وأوصى باتباع مرجعية علي خامنئي.

 

حقيقة وفاة الحائري

وينتهي نسبة إلى الإمام زين العابدين (ع). ولد في العاشر من شعبان عام 1357 هـ- 1938/10/5 م، في كربلاء،[١] من أصل إيراني،[٢] ولُقّب بالحائري، نسبة إلى أنّ ولادته وولادة أبيه من قبله في كربلاء المشتملة على الحائر الحسيني.

كان والده السيد علي الحسيني الحائري (توفى 1398 هـ) من مواليد كربلاء المقدّسة، فدخل في الحوزة العلميّة، ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف لتكميل دراسته، فأصبح من علمائها وأساتذتها. وهو عديل المرحوم سماحة آية الله العظمى السيّد محمود الحسينيّ الشاهرودي، ووالدته كريمة الشيخ محمد رضا الفاضل وهي أيضا من ذوات الفضل والعلم.

له خمسة أشقّاء استشهد واحد منهم في سجون النظlم السابق (1953 – 2003 م) في العراق تحت التعذيب، وهو الشهيد السيد محمد علي.

هاجر مع والده إلى النجف الأشرف وهو مازال رضيعاً، وتزوج بابنة عمه في الثانية والعشرين من عمره، فأنجبت له أربعة بنين: هم الشهيد السيد جواد استشهد في الحرب العراقية الإيرانية فشارك في الحرب مدافعاً عن الجمهورية الإسلامية في إيران حتى استشهد فيها والسيد صادق والسيد علي والسيد محمد رضا.[٥]

فند مكتب، السيد كاظم الحسيني الحائري، في بيان خاص الخميس، مزاعم وفاته بعد تعرضه لوعكة صحية، فيما أكد أن حالته الصحية في تحسّن مستمرّ.

حقيقة وفاة الحائري 
حقيقة وفاة الحائري

وذكر مكتب الحائري “نُطمْئن الإخوة المؤمنين بأنّه لا صحّة لما تمّ تداوله على بعض صفحات التواصل فيما يخصّ الوضع الصحّي لسماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري”.

وأضاف، أن “الحائري الآن بفضل الله وببركة دعاء المؤمنين في تحسّن مستمرّ بعد تعرّضه للوعكة الصحّية التي ألمّت به قبل شهرين، والحمد لله رب العالمين”.

الحائري مابعد غزو العراق عام 2003 

بدأ الدراسات الدينية في الحوزة العلمية بالنجف، وهاجر إلى إيران سنة 1394 هـ، حيث واصل نشاطه العلمي في الحوزة العلمية بقم، وأسس أول حوزة علمية باللغة العربية في مدينة قم، كما أنشأ مؤسسة لإرسال المبلغين إلى مختلف المناطق ومتابعة أمورهم، وأسس حوزة علمية بعد سقوط نظام البعثي في العراق عام 2003 م.

وهو ممن يرون ضرورة التغيير والتجديد في المنهجية السائدة للدراسات الحوزوية وكذا في الدراسات العليا (بحوث الخارج). وقد واكب الحركة الإسلامية العراقية وأصدر بيانات بشأن أوضاع العراق قبل سقوط النظام البعثي وما بعد السقوط (2003 م)، ذكر فيه آخر إرشاداته وتوجيهاته إلى الشعب العراقي، وبيّن فيها مواقفه تجاه قوّات الاحتلال، وكيفيّة التعامل مع الحكومة الانتقاليّة في العراق، وبين موقفه من الدستور المؤقت العراقي وعدم شرعيته بعد الاحتلال.

دراستهُ .

بدأ دراسته في العلوم الدينية على يد والده، فبدأ بعلوم اللغة العربيّة، وانتهى بكتاب المكاسب للشيخ الأنصاري وكتاب الكفاية للشيخ الآخوند الخراساني، ودرس بعض المقاطع من السطح على يد آخرين.

لم يكمل السابعة عشرة من عمره حتى أكمل السطح العالي، ودخل درس آية الله السيد محمود الشاهرودي فشارك في خارج الفقه والاُصول معاً، ودرس أكثر من دورة كاملة في اُصول الفقه، مضافاً إلى عدّة أبواب من الفقه طيلة تتلمذه لديه، حيث إنّه صار معتمدا لدى السيد الشاهردوي لجيب على بعض الاستفتاءات، وطالت مدة تتلمذه على يديه بما يقارب أربع عشرة سنة

ثم درس على يد أستاذه الثاني الشهيد محمد باقر الصدر، الفقه والاُصول، والفلسفة والاقتصاد لتكوّن له نقلة نوعية في حياته العلميّة. حيث ساعد أستاذه علميّاً في تأليف كتاب الأسس المنطقيّة للاستقراء واستمرت مدة تتلمذه عنده اثنتي عشرة سنة .

هجرته إلى قم 

هاجر السيد كاظم الحائري إلى إيران سنة 1394 هـ،[٩] ونزل في الحوزة العلميّة في قم، وبدأ بتدريس السطح العالي فترة وجيزة، ثمّ شرع بتدريس خارج الفقه والأصول.[١٠] وقد درّس دورة اُصوليّة كاملة بتحقيق عميق ودقيق، ثمّ شرع في الدورة الأصوليّة الثانية، كما درّس كثيراً من أبواب الفقه على مستوى الدراسات العليا (أبحاث الخارج)، وقد درّس بعض أبواب الفقه دراسة مقارنة بين الفقه الإسلامي والفقه الوضعي كالقضاء وولاية الأمر في عصر الغيبة وفقه العقود.

بادر إلى تأسيس مدرسة علميّة في سنة 1401 هـ، أسماها باسم أستاذه آية الله الشهيد محمد باقر الصدر لتكون حاملةً لأفكاره، ومواصلةً لنهجه، وكانت المدرسة الوحيدة في ذلك التأريخ التي تدرّس علوم أهل البيت (ع) باللغة العربيّة في حوزة قم المقدّسة، فاهتم فيها بتربية الشباب العراقيّين في إيران علميّاً وروحيّاً، كما أسس مؤسّسة تهتمّ بإرسال العلماء إلى مناطق تبليغيّة وسمّـاها ـ أيضاً ـ باسم اُستاذه الشهيد، ومدرسة اُخرى باسم اُستاذه الشهيد الصدر في النجف الأشرف بعد سقوط النظام البعثي في العراق بعد 2003 م

آرائه ومکانته العلمية

إنّ السيد الحائري ممن يرون ضرورة التغيير والتجديد في المنهجية السائدة للدراسات الحوزويّة، وقد جسّد هذا التغيير عمليّاً في مدرسة الشهيد الصدر، كما يرى أنّ الدراسات العليا (بحوث الخارج) أيضاً بحاجة إلى التغيير والتجديد

 

إنّ للشهيد الصدر الأول مواقف وكلمات تدلّ على عنايته الفائقة وأمله العريض بتلميذه السيد الحائري،[١٤] کما أنّ الشهيد الصدر الثاني کان يدفع طلبة العلم بالرجوع إلى تقريرات السيد الحائري عن أستاذه الصدر الأول، وذکر أنّ الصدر الثاني قال عنه: «أنا أعتقد أنّ الأعلم على الإطلاق بعد زوالي من الساحة جناب آية الله العظمى السيّد كاظم الحائري».

أنتشار نبأ وفاة الحائري 

كانت قد تناولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، انباءً حول وفاة السيد كاظم الحسيني الحائري، بعد تعرضه لوعكة صحية.

من جانبه، اطمئن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الخميس، على الوضع الصحي للسيد المرجع كاظم الحسيني الحائري، فيما دعا له بتمام الصحّة والسلامة والعافية.

وهي الأنباء التي أثارت حالة من الجدل الكبير والصدمة بين المستخدمين على السوشيال ميديا، مما دفع الجميع للسير وراء تلك الشائعات التي انتشرت بسرعة كبيرة وبشكل غريب.

ويعد الحائري واحد من المراجع الدينيين البارزين في العراق وإيران، ويحظى بتقدير واحترام واسعين، وذلك بكل تأكيد نظراً لخبرته وعلمه الواسع في العلوم الإسلامية والفقه والأصول والتفسير.

حيث يتلقى الكثيرون الاستشارات والإرشادات الدينية منه، كما يتم اللجوء إليه للحصول على الإجابات عن الأسئلة الدينية والمسائل المختلفة بجميع أمور الحياة.

هذا وبذات السياق حيث درس الأمور الدينية الهامة من مراجع الدين في النجف، وتابع دراسته في الحوزة العلمية في قم بإيران، ويشتهر السيد كاظم الحائري بالتزامه بالمذهب الجعفري الشيعي وبدعوته إلى الوحدة الإسلامية.

أنتشار نبأ وفاة الحائري 
أنتشار نبأ وفاة الحائري

وذكر المكتب للإعلامي للصدر، ان “مقتدى الصدر أجرى اتصالاً هاتفياً مع السيد صادق الحائري نجل المرجع الديني السيد كاظم الحائري (دام ظله) للإطمئنان على الوضع الصحي للسيد المرجع الحائري، داعياً له بتمام الصحّة والسلامة والعافية”.

بعد تحقق صحيفة العراق خلال اليومين الماضيين من المصادر الرسمية، تبين أن هذه الأنباء عارية تماماً من الصحة، وأن السيد كاظم الحائري ما زال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة، وفي الواقع، يظهر السيد كاظم الحائري بشكل منتظم في الأحداث العامة والدينية في العراق وإيران، ويستمر في ممارسة دوره الديني والثقافي كالمعتاد.

مما يؤكد عدم صحة الشائعات المغرضة التي انتشرت كالنار في الهشيم مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي وانساق ورائها فئة كبيرة من المستخدمين والرواد، وهو ما خلق حالة من القلق عند المتابعين وجعل الأمر يشكل موجة من الخوف والجدل.

كما يشغل السيد كاظم الحائري أيضاً منصب المرجع الديني للمؤسسة الدينية الشيعية الكاظمية في النجف الأشرف، كما قام بالعديد من المبادرات الإنسانية والتعليمية في مختلف المناطق.

حيث انه مؤسس مؤسسة الإمام الحسين للتعليم والتدريب في النجف الأشرف، وشارك في إنشاء عدة مؤسسات أخرى تهتم بالتعليم والثقافة والإغاثة والتنمية في العراق وإيران.

ومما لا شك فيه أن السيد كاظم الحائري يشغل مكانة مرموقة في الوَسَط الشيعي العراقي والإيراني، ويعد أحد الأصوات الهامة التي تؤثر في السياسة والمجتمع في المنطقة.

مؤلفات الحائري 

ألّف السيد كاظم الحائري في شتّى الموضوعات في الاُصول والفقه وغيرهما، فبعض كتبه المطبوعة:

الكتب:
مباحث الاُصول: وهي من تقريرات السيّد لبحث اُستاذه الشهيد الصدر مع تعليقاته عليه و هي تسعة أجزاء ،أربعة منها في القسم الأوّل من الاُصول ابتداءً من المقدمة إلى آخر بحث المجمل و المبيّن، و خمسة منها في القسم الثاني من الاُصول ابتداءً من بحث حجّيّه القطع إلى آخر بحث التعادل والتراجيح

أساس الحكومة الإسلاميّة: دراسة استدلاليّة مقارنة بين الديمقراطيّة، والشورى، وولاية الفقيه. صدر عام 1399هـ.
ولاية الأمر في عصر الغيبة: بحث فقهيّ استدلاليّ يتناول أهمّ الأسئلة التي تثار على ولاية الأمر في عصر غيبة الإمام المنتظر (عج) صدر عام 1414 هـ.

ومن ضمن تؤليفات الحائري دليل المجاهد: وهي مجموعة من الفتاوى في الأسئلة التي وردت على سماحته فيما يرتبط بعمل المجاهدين ضد الحكومة البعثيّة في داخل العراق. صدر عام 1414 هـ.
القضاء في الفقه الإسلاميّ: دراسة استدلاليّة تتناول أهمّ مباحث القضاء في الفقه الإسلاميّ مقارناً في جملة منها بالفقه الوضعي، صدر عام 1415 هـ.
الإمامة وقيادة المجتمع: تحدّث فيها عن منصب الإمامة للأئمّة المعصومين (عليهم السلام) وعن قيادتهم للاُمّة. الجزء الأول صدر عام 1415 هـ والجزء الثاني صدر عام 1432 هـ.

 

الخليجيون بقائمة العرب الأقل رغبة في هجرة دولهم أو اللجوء منها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد