المومياء هي عبارة عن جسد أو جثة محفوظة – بهدف حمايتها من التحلل بواسطة مادة ما. وكان المصريون القدماء يستخدمون الخل والملح للتحنيط وكانوا ينزعون جميع أعضاء الجثة إما بطرق طبيعية أو اصطناعية – والتي حافظت على شكلها العام. وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد، غياب الأكسجين أو استخدام الكيماويات. وتطلق لفظة مومياء على كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين ولهذا ينسب إليهم. وأول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.
أشهر المومياوات هي تلك التي حنطت بشكل متعمد بغرض حفظها لفترات طويلة، وخاصة تلك المومياوات التي تعود لفراعنة المصريين القدماء. آمن المصريون القدماء بأن الجسد هو منزل الكا أو القرين، وهو أحد العناصر الخمسة التي يتكون منها الإنسان، الأمر الذي جعل من حفظ الجسد ضروريا من أجل الحياة الأخرى الأبدية التي كان المصريون يؤمنون أن الإنسان ينتقل إليها عند وفاته.
ترتبط المومياوات بالأساطير والمحنطات المصرية. لكن اكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم وبكل القارات حيث اتبع فيها أسلوب التحنيط.
الاصل اللغوي
الكلمة الإنجليزية Mummy هي مشتقة من اللغة اللاتينية للعصور الوسطى من كلمة mumia، والتي استعيرت من اللغة العربية في العصور الوسطى من كلمة (مومياء) العربية ومن الفارسية من كلمة mūm والتي تعني (شمع).
يُعرِّف قاموس أكسفورد المومياء على أنها «جسد إنسان أو حيوان محنط (وفقًا للطريقة المصرية القديمة أو طريقة مشابهة) كإعداد للدفن»، مستشهدة بمصادر من عام 1615م فصاعدًا. ومع ذلك فإن سيكلوبيديا شيمبر (Chamber’s Cyclopædia) وعالم الحيوان الفيكتوري فرانسيس تريفيليان بكلاند يعرّفان المومياء على النحو التالي: «جسم بشري أو حيواني جاف بسبب التعرض للشمس أو الهواء. يتم تطبيقه أيضًا على جثة حيوان متجمدة مغروسة في ثلج ما قبل التاريخ».
تُعرف الدبابير من جنس اليودس باسم «الدبابير المومياء» لأنها تلف فريستها كاتربيلر كأنها «مومياء».
تقرير علماء الآثار .
في تقرير خاص أثار من خلاله جدلا واسعا وكبيرا اذ عثرت مجموعة من علماء الآثار في بيرو على مومياء من عصر ما قبل الإنكا يتراوح عمرها بين 800 و1200 عام، وقد حُفظ جلدها وخصلات من شعرها.
هذا وقد تبين من خلال تلك التقرير عن ان علماء وجدوا ماء الآثار بقايا مومياء مراهق محفوظة جيدا وفي حالة “مثالية” على عمق أكثر من مترين (6.5 قدم) في ضواحي العاصمة البيروفية ليما، في موقع كاجاماركويلا (Cajamarquilla) الأثري.
تاريخ دراسات المومياء
بينما يعود الاهتمام بدراسة المومياوات إلى اليونان البطلمية، بدأت معظم الدراسات العلمية المنظمة في بداية القرن العشرين. وقبل ذلك تم بيع العديد من المومياوات التي أعيد اكتشافها كفضول أو لاستخدامها في المستجدات العلمية الزائفة مثل موميا (بالإنجليزية: mummia.). وقد بدأت أولى الاختبارات العلمية الحديثة للمومياوات في عام 1901، والتي أجراها أساتذة في كلية الطب الحكومية باللغة الإنجليزية في القاهرة بمصر. بينما ظهرت أول أشعة سينية لمومياء في عام 1903، عندما استخدم الأستاذان جرافتون إليوت سميث وهوارد كارتر آلة الأشعة السينية الوحيدة في القاهرة في ذلك الوقت لفحص جثة تحتمس الرابع المحنطة. وقد قام الكيميائي البريطاني ألفريد لوكاس بتطبيق التحاليل الكيميائية على مومياوات مصرية خلال نفس الفترة، مما أعاد العديد من النتائج حول أنواع المواد المستخدمة في التحنيط. قدم لوكاس أيضًا مساهمات كبيرة في تحليل توت عنخ آمون في عام 1922.
شهدت الدراسة الباثولجيية للمومياوات مستويات متفاوتة من الشعبية طوال القرن العشرين. ففي عام 1992 عقد المؤتمر العالمي الأول لدراسات المومياء في بويرتو دي لا كروز في تينيريفي في جزر الكناري. وقد حضر المؤتمر أكثر من 300 عالم لمشاركة ما يقرب من 100 عام من البيانات التي تم جمعها حول المومياوات. وأثارت المعلومات المقدمة في الاجتماع موجة جديدة من الاهتمام بالموضوع، وكانت إحدى النتائج الرئيسية هي تكامل المعلومات الطبية الحيوية وعلم الآثار البيولوجية (bioarchaeological) عن المومياوات مع قواعد البيانات الموجودة. حيث لم يكن ذلك ممكناً قبل المؤتمر بسبب التقنيات الفريدة والمتخصصة للغاية المطلوبة لجمع مثل هذه البيانات.
في السنوات الأخيرة أصبح التصوير المقطعي المحوسب أداة لا تقدر بثمن في دراسة التحنيط من خلال السماح للباحثين «بفتح» المومياوات رقميًا دون المخاطرة بإلحاق الضرر بالجسم. مستوى التفاصيل في مثل هذه الفحوصات معقد للغاية بحيث يمكن إعادة بناء البياضات الصغيرة المستخدمة في مناطق صغيرة مثل الخياشيم رقميًا في 3-دي. وتم استخدام مثل هذه النمذجة لإجراء عمليات تشريح رقمية على المومياوات لتحديد سبب الوفاة وأسلوب الحياة، كما في حالة توت عنخ آمون.
حديث إماراتي عن “راشد 2” يُثير الجدل بعد فشل المهمة الأولى