هزت حادثة مروعة الولايات المتحدة، بعد أن قتل شاب أميركي مراهق، بسبب طرقه “الباب الخطأ”، مما أثار جدلا بشأن قوانين الدفاع عن النفس في البلاد.
ماذا حدث في تلك الواقعة ؟
في حادثة غريبة، اتُهم صاحب منزل في ولاية ميسوري الأميركية بإطلاق النار على مراهق قرع جرس الباب الخطأ بهدف اصطحاب إخوته الصغار.
رجل مسن يبلغ من العمر 84 عاما، أطلق النار على شاب من أصول إفريقية اسمه رالف يارل، يبلغ من العمر 16 عاما، مرة في رأسه ومرة في ذراعه .
معجزة رالف يارل
الشاب الأميركي نجى من الموت، بالرغم من إصابته بالرأس تمثلت بأنها مُعجزة .
وأخرج يارل من المستشفى بعد الحادثة بأيام، وقالت عمة الشاب بأنه يستطيع المشي والحركة بشكل طبيعي، لكنه سيحتاج لكثير من التأهيل على الجانب الذهني بسبب إصابة الرأس، ولم يكشف بعد عن تفاصيل أكثر من ذلك.
الجانب العنصري
تضمن “مكونات عنصرية” حسبما صرح به المدعي العام إن إطلاق النار، بسبب لون بشرة رالف، لكن ليستر لم يُتهم بارتكاب جريمة كراهية، ولم يصنفه تقرير الشرطة بأنه “متحيز عنصريا”.
احتجاجات في المدينة
احتجزت الشرطة في البداية ليستر لاستجوابه وتركته يرحل، مما أثار احتجاجات في جميع أنحاء المدينة الأحد.
والإثنين، تجمع المتظاهرون خارج منزل المشتبه به وهم يهتفون “حياة السود تتعرض للهجوم”، بحسب مقاطع فيديو على الإنترنت. كما ورد أن منزل ليستر تعرض للتخريب.
وقال المحامي بنيامين كرامب، الذي يمثل عائلة يارل: “لا يمكنك إطلاق النار على الناس دون أن يكون لديك مبرر عندما يأتي أحدهم ويطرق بابك، والطرق على بابك ليس مبررا للقتل”.
الواقعة
قالت عائلة رالف إن المراهق كان يحاول اصطحاب إخوته التوأم الأصغر من منزل أحد الأصدقاء في حوالي الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، عندما طرق باب ليستر.
يقول أفراد الأسرة إن الصبي ذهب بالخطأ إلى شارع 115 بدلا من شارع ” 115″ Terrace ودق الجرس مرتين. بعد إطلاق النار عليه، ذهب إلى 3 منازل قريبة قبل أن يساعده أحدهم، على حد قولهم.
وقال ممثلو الادعاء إنه لم يتم تبادل أي كلمات قبل أن يفتح صاحب المنزل النار بمسدس عيار 32.
اتهام الجاني
سيواجه أندرو ليستر تهم الاعتداء من الدرجة الأولى والعمل الجنائي المسلح. قال المدعي العام إن السلطات أصدرت مذكرة توقيف بحقه وهو ليس رهن الاحتجاز حاليا.
جرائم القتل في امريكا
تُعد جرائم القتل سببًا رئيسًا لوفاة الأطفال في الولايات المتحدة، وتوصلت دراسة جديدة إلى أنّ معدّلها الإجمالي زاد بنسبة 4.3% سنويًا، في السنوات العشر الأخيرة تقريبًا.
ويتعرض الأطفال ذوي البشرة السوداء للقتل أكثر من الأطفال ذوات ألوان بشرة مختلفة أخرى، وكانت الأسلحة الناريّة السلاح المُستخدم الأكثر شيوعًا، بحسب الدراسة المنشورة في مجلّة “JAMA Pediatrics”، الإثنين.
ووجد الباحثون أنّ 38،362 طفلًا أمريكيًا كانوا ضحية جرائم القتل بين عامي 1999 و2020.
وزادت معدلات جرائم القتل بين الذكور عمومًا، إذ سجلت ارتفاعًا بنسبة 16.1% بين عامي 2018 و2020.
لكن، سُجّل تراجعًا في جرائم القتل بين الإناث بين عامي 1999 و2020.
عدم المساواة المنهجيّة
اذ وارتفع معدّل جرائم القتل بين الأطفال ذوي البشرة السوداء بنسبة 16.6% بين عامي 2018 و2020. وكان هؤلاء، بالإضافة إلى الأطفال من أصلٍ إسباني ضحايا زيادة مطردة في جرائم القتل عامي 2012، و2014 على التوالي.
وقال الباحثون إن الأطفال الهنود الأمريكيين، وأطفال ألاسكا الأصليين شهدوا انخفاضًا في معدلات جرائم القتل بين عامي 1999 و2020، لكن ذلك لم يكن مهمًا من الناحية الإحصائيّة.
وأشارت الدراسة إلى أنّ معدلات جرائم قتل الأطفال الآسيويين، وأطفال جُزُر المحيط الهادئ، والأطفال البيض انخفضت منذ عام 1999.
وأظهرت دراسات سابقة أن التباينات العِرقيّة قد يكون مردّها جزئيًا إلى العنصريّة، والتفاوتات المتعلقة بالنظام في الأحياء التي يعيش فيها العديد من الأطفال، التي تعاني من الفقر المدقع، وقلّة أماكن اللعب الآمنة، وأنظمة المدارس التي تعاني من نقص في التمويل.
الهروب من الفقر عبر التعليم
وبقيت معدلات جرائم قتل الرضّع والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و5 أعوام، تنخفض باستمرار خلال العقدين الماضيّين.
واقترح الباحثون أن هذا التراجع يتزامن مع الإصلاح الطبي، والبرامج الفيدراليّة مثل “Maternal, Infant, and Early Childhood Home Visiting Program”، التي تدعم الحوامل، وأولياء أمور الأطفال الصغار في المجتمعات عالية المخاطر، والتي تعاني من حواجز تُعيق النتائج الإيجابية المتعلّقة بصحة الأم، والطفل، بالإضافة إلى البرامج التدريبيّة التي تُعزز مهارات التربية الإيجابية.
ووافقت الدكتورة كارين شيهان، الطبيبة المعالجة بقسم طب الطوارئ في مستشفى “آن وروبرت إتش لوري” للأطفال بشيكاغو، على احتمال وجود صلة بين هذه البرامج، وانخفاض جرائم القتل بين الأطفال الصغار.
وتعمل شيهان، غير المشاركة في الدراسة الجديدة، وأطباء آخرون على تحسين صحة الأطفال عبر برامج الشباب في شيكاغو، وقالت: “إذا أردنا تحسين صحتهم، كان من الضروري إخراجهم من حالة الفقر، وبالنسبة لمعظم الأشخاص، كان التعليم المسار الأقصر”.
سبب فشل الأنظمة
اذ وقد استخدم الباحثون في هذه الدراسة بيانات الوفيّات التي استقوها من قاعدة بيانات “Wonder” التابع لنظام الإحصاء الحيوي الوطني، التي تستخدم شهادات وفاة المقيمين في الولايات المتحدة، والنظام الوطني، للإبلاغ عن الوفيات جرّاء التعرض للعنف.
ورُغم موثوقيتها، إلا أن السجلّات قد تغفل بعض جرائم القتل، ويمكن أيضًا تصنيف وفيات الرضّع على نحو خاطئ، وقد لا يبلّغ عنها.
وأُخذت هذه البيانات من 45 ولاية فقط، لذلك هي غير قابلة للتعميم على البلد بأكمله، كما أنها تُقلّل من العدد الحقيقي لجرائم قتل الأطفال في الولايات المتحدة.
وقالت الدكتورة إلينور كوفمان، الأستاذة المساعدة بقسم الجراحة في كلية “بيرلمان” للطب ببنسلفانيا، إن ارتفاع أعداد جرائم القتل لم تكن مُفاجِئة، لكن “لا يعني ذلك أنها غير مُقلِقة”.
ورأت كوفمان ضرورة لوجود استجابة متعدّدة القطاعات في الولايات المتحدة بغية تقليل عدد جرائم القتل التي يتعرّض لها الأطفال.
الموت يُغيب عازف بيانو أمريكي “شهير”.. اعتنق الإسلام مؤخرا