في أجواء استثنائية لم تشهد مثلها الجزائر العاصمة منذ سنوات، شارك أكثر من 3 آلاف جزائري في إفطار جماعي نظمته بلدية الجزائر الوسطى، الجمعة بمناسبة شهر رمضان الكريم.
ومن هذه الخطوة فان الإسلام يدعو إلى الإلفة والمحبة، وتوثيق الصلات بين المسلمين، فإذا كان الإفطار الجماعي بدعوة من أحد الأشخاص لتفطير الجميع، ففي هذا من الخير ما لا يخفى على المسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً” رواه الترمذي عن زيد بن خالد رضي الله عنه.
وعلى امتداد أكثر من كيلومتر من ساحة البريد المركزي إلى شارع ديدوش مراد، تم وضع الطاولات والكراسي، لتجمع العائلات والأطفال وعابري السبيل على مائدة واحدة للإفطار الرمضاني.
وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها التي يتم تنظيمها في الجزائر العاصمة هذه السنة، علما أن آخر إفطار جماعي بهذا الشكل، نظم سنة 2019، قبل أن توقف جائحة كورونا مثل هذه الأنشطة.
ووصفت رئيسة بلدية الجزائر الوسطى، بن غالية مهدية، المبادرة بالحدث العائلي الكبير، وقالت لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لم نتوقع كل هذا الإقبال، لقد حضرنا حوالي 3 آلاف وجبة، لكن العدد كان أكبر”.
وأكدت مهدية أن روعة هذه المبادرة صنعها الشعب الجزائري بمختلف أعمارهم والذين شاركوا سواء كحضور أو متطوعين لتقديم الوجبات.
وأجمع المواطنون على وصف أهمية مثل هذه المبادرات، والتي من شأنها أن تترك بصمة في نفوس المشاركين، بدءا من مذاق الطعام اللذيذ الذي تم تقديمه، خاصة الشوربة الجزائرية الذي لا تستغنى عنه العائلات الجزائرية على مائدة رمضان، وصولا إلى الأجواء الموسيقية التي زينت الفعالية.
وتسعى بلدية الجزائر الوسطى لتكرار هذه المبادرة السنة القادمة، مع توسيعها لتستقطب أعدادا أكبر من المواطنين.
ورعت الإفطار بلدية الجزائر في محاولة لإعادة بعث الطقوس الرمضانية والعادات الاجتماعية الجزائرية خلال شهر رمضان المبارك، وتشجيع مظاهر التكافل الاجتماعي والتضامن الأسري خلال الشهر الفضيل.
أقامت عشرات العائلات السورية المقيمة في الجزائر إفطارا جماعيا بمناسبة شهر رمضان، فاجتمع السوريون واسترجعوا ذكريات وطنهم بعد سنوات من لجوئهم إلى الجزائر بسبب الحرب. وتجتمع عائلات سورية، تمثل اللاجئين السوريين الذين يفوق عددهم الأربعين ألفا، داخل إحدى المطاعم الجزائرية لإقامة إفطار جماعي، على نهج التقاليد الدمشقية.قبل يومين
والجميل في المبادرة هنا أنها نُظمت في شوارع المدينة، حيث يمكن لأي شخص الانضمام إلى الإفطار المفتوح، ولم يشمل الإفطار الجماعي عابري السبيل وحدهم بل ضم بعض سكان الحي.