مع بدء صيام شهر رمضان، يواجه عدد كبير منهم، صعوبة في التوقف عن تناول مشروبهم المفضل الذي كان يمنحهم جرعة من الطاقة لساعات طويلة خلال النهار، فيعمد قسم كبير من الصائمين إلى محاولة تعويض كميات القهوة التي كانوا يتناولها في كامل يومهم، وذلك في فترة ما بين الإفطار والسحور. لذا قد تعد القهوة بمختلف أنواعها، من المشروبات الساخنة المفضلة لدى الكثير من شعوب العالم العربي.
تقول أخصائية التغذية تاله الخطيب في حديث لمنصات التواصل الاجتماعي تُفيد، بإن أغلب النصائح التي توجه للصائمين خلال شهر رمضان، تركز على كيفية التوقف كلياً عن تناول القهوة، وهو ما يعد أمراً مستحيلا بالنسبة لعشاق القهوة الذين ينتظرون بفارغ الصبر موعد الإفطار حتى يتمكنوا من تناول مشروبهم المفضل، مشيرة الى أن هذا الأمر يمكن فهمه تماماً، وبالتالي فإنه بدلاً من الطلب من هؤلاء التوقف عن تناول القهوة كلياً، يجب توجيههم لتناول الكمية المناسبة بالتوقيت المناسب.
مشكلة القهوة
تؤكد تاله الخطيب أن مشكلة القهوة بمعظم أنواعها، ليست بالسعرات الحرارية التي تحتويها، فهي مشروب قليل السعرات، في حال لم تتم إضافة السكر أو الحليب كامل الدسم اليه، حيث أن المشكلة الحقيقية للقهوة تكمن في نسبة الكافيين العالية التي تحتويها، والتي تؤدي الى زيادة الشعور بالقلق والتوتر والعصبية، وتتسبب بالأرق في حال الافراط في تناولها، وعليه فإن الصائم يجب أن يلتزم بشرب كمية معتدلة من القهوة خلال شهر رمضان.
تناول الصائم القهوة ؟
ترى أخصائية التغذية أنه يجب الامتناع عن شرب القهوة مباشرة بعد وجبة الإفطار، لأنها تمتص معادن بعض الأطعمة كاللحوم وغيرها، وبالتالي يمكن للصائمين البدء بشربها بعد الإفطار بساعة، وحتى ساعتين ونصف، وبمعدل يتراوح من فنجان واحد الى ثلاثة فناجين كحد أقصى بالنسبة لمدمني شرب القهوة، وهذا يشمل القهوة العربية والتركية وقهوة الإسبريسو، أما محبي قهوة الكابوتشينو واللاتيه والنسكافيه، فبإمكانهم شرب كوب واحد بعد الافطار بساعة، أو حتى يمكنهم اللجوء الى شرب نصف كوب، بعد الإفطار بساعة ونصف كوب بعد 3 ساعات من الإفطار.
قهوة السحور
تشرح تاله الخطيب في حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه صحيح أن القهوة مدرة للبول، وشربها بكثرة عند السحور يعني فقدان الصائم لكمية كبيرة من الماء خلال ساعات النهار، ولكن لا ضير بشرب فنجان واحد من القهوة العربية أو التركية أو الإسبرسو عند السحور، في حين يمكن لمحبي الأنواع الأخرى من القهوة شرب كوب صغير إن أرادوا ذلك، مشيرة الى أن القهوة مفيدة عند شربها باعتدال، فهي غنية بمضادات الأكسدة المفيدة لصحة القلب، وتعزز اليقظة وتقلل الشعور بالتعب وتحد من الإمساك.
السعرات الحرارية لفنجان القهوة
تختم أخصائية التغذية تاله الخطيب، حديثها “لسكاي نيوز عربية”، بالإشارة إلى أنه من الصعب جداً تحديد عدد السعرات الحرارية التي يحتويها كل نوع من أنواع القهوة بدقة، وذلك نظراً لاختلاف أحجام الأكواب، وطرق التحضير، ولكن إجمالا فإن عدد السعرات التي يحتويها فنجان القهوة العربية والتركية والإسبرسو، يتراوح بين 5 و15 سعرة حرارية بحد أقصى، شرط عدم إضافة السكر، أما عدد السعرات في المشروبات الأخرى مثل الكابوتشينو واللاتيه والقهوة الأميركية والنسكافيه، فهي تفوق الـ 70 سعرة وصولاً الى 250 سعرة حرارية، وذلك حسب نوع الحليب أو القشدة المستخدمة، إن كانت كاملة الدسم أو قليلة الدسم.
هل سيصبح شرب كوب قهوة “رفاهية” في أوروبا ؟
هذا و بحسب أرقام “يوروستات”، التي حصل عليها موقع صحيفة العراق , فقد قفز سعر القهوة في الاتحاد الأوروبي من زيادة بنسبة 5 % في يناير 2022 مقارنة بشهر يناير 2021 إلى 14% في يونيو و 17% في نوفمبر الماضي. وفي البلدان الأكثر حساسية للتضخم، مثل ليتوانيا أو المجر، تتجاوز الزيادة 35 %.
ويعتبر معهد الإحصاء للاتحاد الأوروبي أن هذه “الزيادات الأخيرة في الأسعار قد تحول هذا المنتج الاستهلاكي حتى الآن إلى منتج فاخر”.
ويرجع كريستوف سيرفيل خبير السوق وأحد رواد صناعة “القهوة المتخصصة” في فرنسا، أسباب هذا الارتفاع في الأسعار إلى عوامل كثيرة، أهمها بحسب حديثه لموقع “صحيفة العراق “، “التغير المناخي وارتفاع أسعار الطاقة”.
هذا وقد اوضح “عانت القهوة في البداية من التغير المناخي الناتج عن الاحتباس الحراري الذي أثر بشكل سلبي على زراعة البن وحجم المزارع. ثم الأزمة الصحية التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا، إذ وقع شلل في النقل العالمي، فأشجار البن تزرع في المناطق الاستوائية، وبعد عملية الجني والتحميص يتم نقل الحبوب عبر السفن إلى أماكن الاستهلاك الجماعي مثل أوروبا، مما يؤدي إلى تحمل تكاليف لوجستية وطاقة كبيرة. وقبل التعافي من تبعات الأزمة الصحية، انطلقت الحرب في أوكرانيا وارتفعت فواتير الطاقة بشكل أكبر ما زاد من مصاريف الإنتاج والتوزيع”.