نشر موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا ترجمته صحيفة العراق اليوم الخميس يتحدث فيه عن شاب عراقي يدعى فلاح حسن، يمتهن أخطر مهنة في العالم.
وقال الموقع “على الرغم من المخاطر، يرى عامل إزالة الألغام حسن، الكثير من المكافآت في وظيفته، والتي تشمل أحيانا تفكيك 15 عبوة ناسفة يوميا في حرارة الصحراء العراقية الحارقة”.
وصرح فلاح حسن لـ “Insider”: “يمكنني رؤية إنجازاتي على الفور.. ولكن، إذا كنت مدرسا فسيتعين علي الانتظار لمدة عام كامل لأرى نتائج تدريسي للطلاب.. الطاقة التي أحصل عليها هنا مرتبطة بكوني إنسان”.
وتابع قائلا: “وظيفتنا لها قول مأثور.. لا مجال لحدوث الأخطاء مرتين.. لأن الخطأ الأول سيكون الموت”.
ويجني الشاب العراقي ما يقرب من 1700 دولار شهريا للمساعدة في العثور وتعطيل آلاف الألغام التي لا تزال مدفونة في العراق بعد الحرب مع “داعش”.
ويضيف حسن في مقابلة مع صحيفة العراق أن تنظيم “داعش” زرع معظم هذه العبوات الناسفة في عام 2014″، وهو العام الذي بلغ فيه التنظيم أوج قوته بعد سيطرته على نحو 40 في المئة من مساحة العراق.
وتم العثور على معظم العبوات الناسفة في الموصل والمناطق المحيطة بها، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق وكانت أكبر مدينة سيطر عليها “داعش”.
ويبين حسن أن الهدف من زرع العبوات الناسفة كان منع الجيش العراقي من التقدم باتجاه الموصل وكذلك منع السكان المدنيين من المغادرة.
ويتابع قائلا إن المعدات المستخدمة في جهود البحث وتحقيق الاستقرار “ثقيلة” وتؤثر على أجساد العمال، ولكن مع ذلك يخاطر العاملون في هذا المجال من خلال تعطيل العبوات الناسفة المدفونة تحت الأرض والتي يمكن أن تنفجر بأدنى لمسة.
وأوضح الشاب أن “تفجير العبوات الناسفة يحدث بثلاث طرق مختلفة، الأولى من خلال جهاز توقيت والثانية عبر مد أسلاك أو لاسلكيا باستخدام الهاتف والطريقة الثالثة بواسطة الضحايا أنفسهم عندما يدوسون عليها”.
تحتوي العبوات الناسفة المصنوعة محليا عادة على صاعق وبطارية ولوح لقياس الضغط يعمل كمفتاح للتفجير، في حين أن البعض قد يكون مغطى بالبلاستيك والبعض الآخر بالمعدن يمكن أن تتحول أيضا إلى شظايا عندما تنفجر.
ويشير حسن إلى أن “عملية الحفر مخيفة وصعبة للغاية وتتطلب الثبات والثقة بالنفس للقيام بذلك”.
حتى في حال لم تكن العبوة تحتوي على مفتاح واضح للتفجير، إلا أنها عادة ما تحتوي على مواد كيميائية تجعلها عرضة للانفجار بنفس القدر أو أسوأ من ذلك.
وحذر من وجود متفجرات في أكثر من 3200 كلم من الأراضي، أي ضعف مساحة لندن”، مضيفا أن 8.5 مليون شخص يعيشون وسط مخلفات الحرب القاتلة هذه.
وتسببت العبوات والألغام التي زرعها تنظيم داعش في مقتل وإصابة آلاف الأشخاص في أنحاء العراق خلال العقد الماضي.
ولفت تقرير لمنظمة الأمم المتحدة صدر في 2021 إلى أن “العراق يعد من أكثر دول العالم من حيث المتفجرات المزروعة”.