نشرت صحيفة “صنداي تايمز” عرضا لكتاب الباحثة الأمريكية المتخصصة في الحركات “الجهادية” نيللي لحود، والذي كشفت فيه عن تفاصيل كثيرة عن أيام زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الأخيرة.
والكتاب الذي يحمل عنوان “أوراق بن لادن: كيف كشفت غارة أبوت آباد الحقيقة حول القاعدة وزعيمها وحياته العائلية”، والذي وضعته المؤلفة بعد اطلاعها على ما حملته القوة الأمريكية التي أغارت على منزل بن لادن في باكستان وقتلته من أقراص صلبة لأجهزة كمبيوتر، يتضمن تفاصيل كثيرة عن أيام بن لادن الأخيرة.
وحسب الصحيفة فإنه لولا الـ18 دقيقة إضافية للقوة الخاصة التي قتلت بن لادن، لما كان ممكنا التعرف إلى هذا الكم من المعلومات. فقد كانت المهمة محددة بأن تتم في 30 دقيقة، وبعدما أبلغت القوة قيادتها في الولايات المتحدة أن المستهدف قتل، ذكروا أن هناك كمية كبيرة من الأجهزة، كمبيوترات وغيرها، في الطابق الثاني. وقررت القيادة أن هذا كم معلومات لا يمكن تركه، وأمهلت القوة مدة إضافية لتجمع كل تلك المواد وتعود بها من البيت السري لبن لادن في أبوت آباد.
وحين فضت السرية عن تلك المواد، قامت المؤلفة لحود، بمراجعة 96 ألف ملف رقمي من بينها آلاف الصفحات باللغة العربية وتتضمن كراسة بخط اليد تدون المناقشات العائلية في الشهرين الأخيرين من حياة بن لادن، إضافة إلى تسجيلات لاتصالات مختلفة.
وأشارت لحود إلى أنها اطلعت على كتابات بخط اليد تفيد بأن فكرة إرسال الطائرات لتدمير المباني في 11 سبتمبر كانت فكرة بن لادن، مبينة أن الورقة ممزقة من دفتر ملاحظات، بعنوان “ولادة فكرة 11 سبتمبر”، حيث من الواضح أن بن لادن كان يقرأ تقريرا إخباريا عن الطيار الذي حطم عمدا رحلة مصر للطيران رقم 990 من نيويورك إلى القاهرة قبالة ساحل نيو إنجلاند، مما أسفر عن مقتل 217 شخصا، في 31 أكتوبر 1999.
فوجه بعدها الكلام لمساعديه متسائلا: “لماذا لم يصطدم ببرج مالي؟”، إلى أن توصل بعدها إلى خطة لتوجيه الطائرات نحو المركز المالي في نيويورك، ومبنى البنتاغون، ومبنى الكابيتول في واشنطن.
وأفادت بأن تنظيم “القاعدة” ليس مسؤولا عن هجمات مدريد في 2004 ولا تفجيرات القطارات في لندن في 2005، لأنها لم تعثر على شيء في الملفات يشير إلى تلك الأحداث. كما أن التنظيم في ذلك الوقت كان في وضع بائس ويفتقر إلى الأموال بشدة، مؤكدة أن الاستخبارات العسكرية الباكستانية لم تكن على علم بوجود بن لادن في أبوت آباد، على الرغم من أن بعض الوثائق تكشف عن رسائل من بن لادن للاستخبارات العسكرية الباكستانية.
وعن بن لادن في أيامه الأخيرة، تقول الكاتبة: “نرى رجلا تقدم في السن محصورا في مخبئه في أبوت آباد، لا يعرف بمن يثق وعاجز عملياتيا. فمعظم قيادات تنظيمه في السجون والآخرون قتلتهم الطائرات المسيرة، في الأغلب لفشلهم في التزام القواعد الأمنية الأساسية. كل ذلك بينما شركاؤه حول العالم لا يمكن السيطرة عليهم”.
وقالت “صنداي تايمز” إن قراءة كتاب “أوراق بن لادن” ربما تبدو مملة ومضجرة، لكن الجزء الخاص بعائلة أسامة بن لادن شيق جدا، مشيرة إلى “أننا نرى رجلا يصارع كي يعيد بناء تنظيمه، مستغلا ذكرى مرور عشر سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر باعتبارها مناسبة مهمة، وفي الوقت ذاته يحاول إعادة بقية أفراد أسرته من إيران. أما داخل المجمع السكني (الذي يعيش فيه في أبوت آباد)، يتذمر ابنه الأكبر بالشكوى لأنه لا يستطيع المغادرة كي يتزوج، والأبناء مضغوطون لا يسمح لهم بإثارة جلبة أو علو الصوت، بينما زوجته الثانية تحاول وضع جدول لحصص الدراسة وشقيقاه المسؤولان عن تأمينه في حالة استياء”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن عرضها للكتاب لا يغطيه كاملا (362 صفحة)، لكن الصحافية التي كتبت عرض الكتاب تكرر في تقريرها أن الجزء الخاص بحياة بن لادن الأسرية في أيامه الأخيرة هو الأكثر جاذبية.