من المستحيل تغيير بعض عوامل خطر الإصابة بالخرف، مثل العمر والجينات، ومع ذلك تشير الأبحاث إلى أن عوامل الخطر الأخرى قد تكون مهمة أيضا، وربما يمكن تغييرها.
وتقول هيئة الرعاية الصحية في تكساس إن التوابل مثل الكمون والقرفة تحتوي على الكثير من مادة البوليفينول، وهي “مركبات تقدم فوائد عديدة للذاكرة وصحة الدماغ”.
وتنص الهيئة على أن: “مثل هذه التوابل لديها القدرة على التهام لويحات الدماغ الضارة وتقليل الالتهاب لمنع الضعف الإدراكي ومرض ألزهايمر”.
وتقترح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن عوامل الخطر مثل فقدان السمع، والاكتئاب غير المعالج، والوحدة أو العزلة الاجتماعية، أو الجلوس معظم اليوم، قد تكون مهمة أيضا.
وتوضح الهيئة: “خلص البحث إلى أنه من خلال تعديل عوامل الخطر التي يمكننا تغييرها، يمكن تقليل خطر الإصابة بالخرف بحوالي الثلث”.
وتضيف أن الخبراء يتفقون على أن ما هو مفيد للقلب مفيد أيضا للعقل، ما يعني أنه يمكنك المساعدة في تقليل خطر الإصابة بالخرف عن طريق الحفاظ على ضغط الدم عند مستوى صحي.
وشرحت الهيئة: “زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تزيد من ضغط الدم لديك وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وكلاهما مرتبطان بزيادة مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف الوعائي”، كما جاء في التقرير.
ويمكن إجراء فحوصات طبية للمساعدة في العثور على العلامات المبكرة وما إذا كنت أكثر عرضة لخطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية التي يمكن أن تزيد أيضا من خطر الإصابة بالخرف.
وكلما زاد عمر الشخص، تضاعف خطر الإصابة بالخرف، على الرغم من أن الأعراض يمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.
وفي الواقع، لا يتسبب الخرف في فقدان الذاكرة فقط. بل يمكن أن يؤثر على طريقة تفكيرك وشعورك وتحدثك وتصرفك.
ويشير الخبراء إلى أن منتصف العمر، من الأربعينات إلى أوائل الستينات، هو الوقت المناسب لبدء اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بالخرف، على الرغم من أنه من المفيد اتخاذ خطوات وقائية في أي عمر.
وأوضح الخبراء: “التغيرات الدماغية التي تسبب الخرف يمكن أن تبدأ سنوات أو حتى عقود قبل ظهور الأعراض. وإذا كنت تعيش نمط حياة صحيا الآن، فإنك تقلل من فرص حدوث هذه التغييرات في الدماغ”.
وهناك خمسة أنواع أكثر شيوعا من الخرف، وهي مرض ألزهايمر، والخرف الوعائي، وخرف أجسام ليوي، والخرف الجبهي الصدغي، والخرف المختلط.
ولا يحتاج المصابون بمرض ألزهايمر أو الخرف إلى نظام غذائي خاص، ولكن من المهم اتباع نظام غذائي متوازن ومغذ.
لذا اذ يرتكب الكثير منا أخطاء تؤذي الدماغ ببطء على مر السنين بسبب عادات يومية قد تكون بسيطة، ولكن يمكن تعديلها بسهولة، في معظم الحالات.
وقد يكون من المفاجئ أن تسمع أن بعض الممارسات التي تقوم بها غالبا مرتبطة بأمراض مثل الخرف. ولهذا، من الضروري معرفة كيف يمكن إبقاء الدماغ في المستويات المثلى.
الشعور بالوحدة
لا حرج في قضاء ليلة الجمعة بمفردك مع مشاهدة التلفزيون، وفي الواقع بالنسبة للكثيرين، هذا قد يكون مصدرا للراحة.
ولكن إذا شعرت بالوحدة أو العزلة عن بقية العالم، فقد يضر ذلك بصحتك بمرور الوقت.
ولطالما ارتبط الشعور بالوحدة بالتدهور المعرفي وتطور مرض ألزهايمر.
ووجدت إحدى الدراسات الأمريكية التي تبحث في أدمغة البالغين الأصحاء أن أولئك الذين أبلغوا عن الشعور بالوحدة لديهم مستويات أعلى من الأميلويد القشري، وهي علامة تستخدم للمساعدة في تشخيص الخرف ومرض ألزهايمر.
وقالت كلية الطب بجامعة هارفارد إن المشاركين الذين لديهم زيادة في الأميلويد كانوا أكثر عرضة بسبع مرات ونصف المرة للشعور بالوحدة.
ووفقا لدراسة أجراها باحثون من كينغز كولدج لندن، فإن أولئك المعزولين هم أكثر عرضة بنسبة 24% للشعور بالتعب والصعوبة في التركيز.
ليس لديك إحساس بالهدف
تشير دراسة استمرت أربع سنوات على 900 شخص من شيكاغو، أن أولئك الذين لديهم أهداف في الحياة يميلون إلى أن يكون لديهم خطر أقل بكثير للإصابة بمرض ألزهايمر.
ولا تثبت الدراسة أن وجود “هدف” هو فقط الحماية من مرض فقدان الذاكرة. ولكن، أظهرت بعض الدراسات أن كبار السن الذين لديهم هوايات أو الذين يحاولون الانخراط في الأنشطة الاجتماعية قد يصلون إلى مرحلة الشيخوخة بشكل أبطأ.
وتوضح مؤسسة Age UK: “تشير الأبحاث إلى أن وجود روابط وثيقة مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في أنشطة اجتماعية ذات مغزى، قد يساعد الأشخاص في الحفاظ على مهارات التفكير لديهم بشكل أفضل في وقت لاحق من الحياة ويبطئ التدهور المعرفي. ويبدو أن الأشخاص المنخرطين اجتماعيا لديهم مخاطر أقل للإصابة بالخرف، لكن الأدلة ليست قوية بما يكفي لاستخلاص استنتاجات مؤكدة”.
عدم الحصول على قسط كاف من النوم
مثل الشعور بالوحدة، ترتبط قلة النوم بكل من الخرف في وقت متقدم من العمر، ويسبب بلا شك مشاكل في الأداء على مدار اليوم.
ويمكننا جميعا أن نتعامل مع الحالة المترنحة والمربكة التي تأتي بعد ليلة من النوم السيء، وقد يتجاهل البعض الأمر، لكن الدكتور سكوت كايزر، مدير الصحة الإدراكية لكبار السن في معهد المحيط الهادئ لعلوم الأعصاب: “إن كمية ونوعية النوم لهما تأثيرات فسيولوجية عميقة تؤثر على تفكيرنا اليومي. والذاكرة والمزاج بالإضافة إلى خطر التدهور المعرفي على المدى الطويل”.
وتقول جمعية ألزهايمر إن المشكلات مثل صعوبة النوم أو البقاء نائما أو القيلولة ترتبط بالعديد من أشكال الخرف.
ويمكن أن يكون عدم الحصول على قسط كاف من الراحة الجيدة يسبب المزيد من بروتين الأميلويد في الدماغ، وهو سمة مميزة لمرض ألزهايمر.
وتقول المؤسسة الخيرية: “أدى ذلك إلى اقتراح أن تحسين نوعية النوم قد يؤدي إلى تأخير تطور مرض ألزهايمر”.
لا تمارس الرياضة
التمرين المنتظم ليس فقط من أجل جسمك، ولكن لصحة أفضل للدماغ.
ووجدت إحدى الدراسات في جامعة كولومبيا البريطانية أن التمارين الهوائية المنتظمة تزيد من حجم الحُصين، وهي منطقة دماغية تشارك في الذاكرة اللفظية والتعلم.
والتمارين الهوائية هي النوع الذي يجعل قلبك يضخ ويتعرق، على عكس تدريبات العضلات أو الأثقال.
وتوصل باحثون في جامعة كوينزلاند أن التدريبات عالية الكثافة تحافظ على تدفق الدم إلى الدماغ.
والحفاظ على النشاط هو إحدى النصائح الوقائية العديدة التي يعززها الخبراء لدرء الخرف.
ويمكن أن تقلل التمارين أيضا من مخاطر الإصابة بالأمراض التي يمكن أن تؤثر على الدماغ، مثل خفض ضغط الدم، ما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية.
العلماء يكشفون أخيرا سر “النقاط الساخنة” الغامضة على خلايا الدماغ!
تغذية سيئة
تماما مثل التمارين الرياضية، فإن الحفاظ على النظام الغذائي الصحي وإدارة الوزن يمكن أن يساعدا الدماغ بشكل غير مباشر عن طريق القضاء على أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم.
ويحصل الدماغ، الذي يتحكم في الجسم كله، على قوته من الطعام الذي تضعه في فمك.
وتقول مؤسسة “هارفارد هيلث”: “إن تناول الأطعمة عالية الجودة التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة يغذي الدماغ ويحميه من الإجهاد التأكسدي والنفايات (الجذور الحرة)، التي تنتج عندما يستخدم الجسم الأكسجين، والذي يمكن أن يتلف الخلايا”.
وتابعت: “يمكن أن يتضرر عقلك إذا تناولت أي شيء آخر غير الوقود المتميز”.
وتعد بعض الأطعمة مثالية لصحة الدماغ، بينها سمك السلمون (الغني بالأوميغا 3) والشوكولاتة الداكنة والتوت والمكسرات والبيض، وغيرها.
وأظهرت الدراسات أن النظام الغذائي “الغربي” النموذجي للأطعمة المصنعة بدرجة عالية يرتبط بمعدلات اكتئاب أعلى من تلك الأكثر صحة، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط والحمية اليابانية.
الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة
جميعنا في الغالب نحب تشغيل الموسيقى بصوت عال بين الحين والآخر.
ولكن فعل ذلك بشكل متكرر، يمكن أن يتسبب في تلف طبلة الأذن، خاصة إذا كنت تستخدم سماعات الأذن.
ومن المعروف أن فقدان السمع مرتبط بالخرف، وفقا لبحث أجرته مؤسسة Johns Hopkins Medicine.
وقال الدكتور فرانك لين، الذي قاد الدراسة: “تظهر لنا فحوصات الدماغ أن ضعف السمع قد يساهم في تسريع معدل ضمور الدماغ. ويساهم فقدان السمع أيضا في العزلة الاجتماعية”.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية، لحماية السمع، بألا يستمع الأشخاص إلى الموسيقى بأكثر من 60% من الحد الأقصى لمستوى الصوت، إلى جانب عدم استخدام سماعات الأذن أو سماعات الرأس لأكثر من ساعة في كل مرة، ويمكن أخذ استراحة لمدة خمس دقائق على الأقل بين كل ساعة.