تسجيل صوتي تحصل عليه “إيران إنترناشيونال” يكشف فيه ظريف عن سيطرة المرشد وسليماني على “الخارجية” الإيرانية
حصلت “إيران إنترناشيونال” على ملف صوتي لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مقابلة كان من المقرر نشرها بعد انتهاء الحكومة الحالية، أشار فيها إلى تدخلات قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، مضيفًا أنه ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري.
وفي هذه المقابلة التي استمرت أكثر من 3 ساعات مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، والتي أجريت في مارس (آذار) من الماضي، أجاب ظريف على أسئلة حول سياسات وزارة الخارجية خلال فترة ولايته.
وبخصوص فرض سياسات الحرس الثوري على وزارة الخارجية، وصف ظريف استراتيجية النظام الإيراني بـ”الحرب الباردة”، قائلاً: “ضحيت بالدبلوماسية لصالح ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لصالح الدبلوماسية”.
يشار إلى أن ما يقصده ظريف بساحة المعركة هو العمليات العسكرية وتدخل قوات الأمن في الاستراتيجية الدبلوماسية للبلاد.
التضحية بالدبلوماسية
وردا على سؤال حول سبب هذا التدخل العسكري في قرارات الحكومة، وجه خطابه إلى مؤيدي النظام، قائلا: يحدث هذا عندما يكون الوسط العسكري هو من يقرر. يحدث ذلك عندما يريد الميدان [العسكري] الهيمنة على استراتيجية البلاد، وبإمكانهم اللعب معنا”.
واستشهد في هذا الصدد، بمثال معاملة الحكومة الروسية مع إيران خلال قضية الاتفاق النووي.
وعندما سأله سعيد ليلاز عما إذا كانت هذه القرارات والتدخلات تستحق العناء، وفي المقابل هل تم الحصول على شيء للدبلوماسية أم لا؟ رد ظريف: “ما الذي حصلنا عليه؟ قولوا أنتم”.
سليماني لم يكن يأخذ بكلامي
وفي جزء من هذه المقابلة، أشار الوزير الإيراني إلى علاقته بقاسم سليماني، قائلاً: “لم أتمكن أبدا في مسيرتي المهنية من القول لقائد [ساحة المعركة- سليماني وغيره] أن يفعل شيئًا معينا لكي أستغله في الدبلوماسية”.
وأضاف: “في كل مرة، تقريبًا، أذهب فيها للتفاوض كان سليماني هو الذي يقول إنني أريدك أن تأخذ هذه الصفة أو النقطة بعين الاعتبار. كنت أتفاوض من أجل نجاح ساحة المعركة”.
وقد استشهد ظريف بمثال مشاركة الحرس الثوري في محادثات وزارة الخارجية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قائلاً إن سليماني أعطاه قائمة بالنقاط التي كان يجب أخذها في الاعتبار.
وقال ظريف: “لم أتفق مع قاسم سليماني في كل شيء. كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، وأنا لم أتمكن من إقناعه بطلباتي. مثلا طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سوريا ورفض”.
وفي هذا الجزء من المقابلة، طلب ظريف من ليلاز “أن لا ينشر هذا الجزء من المقابلة أبدًا”.
ساحة المعركة هي الأولوية للنظام
وبشأن الاختلاف بين الجيش والدبلوماسية في إيران، وضرورة ترك الأمور للدبلوماسيين، قال وزير الخارجية الإيراني: “لقد كانت ساحة المعركة هي الأولوية بالنسبة للنظام”.
وأشار إلى العلاقة بين الحرب والدبلوماسية في سياسات النظام الإيراني، قائلاً: “لقد أنفقنا الكثير من المال، بعد الاتفاق النووي، حتى نتمكن من المضي قدماً في عملياتنا [عمليات الحرب] الميدانية”.
ووصف ظريف، مرة أخرى، دوره في السياسة الخارجية للبلاد بـ”الصفر”، قائلاً: “يجب أن تكون سياسة ساحة المعركة أيضًا إحدى وظائف استراتيجية الدولة، لكن هذا ليس هو الحال، فسياسة ساحة الحرب هي التي تحدد ماهية سياسة البلاد”.
رحلة سليماني إلى موسكو كانت تهدف للقضاء على إنجازنا
وقال ظريف إنه بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي، في يوليو (تموز) 2015 وحتى يوم تنفيذ الاتفاق في ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، وقعت أحداث ضد الاتفاق النووي، كان آخرها الهجوم على السفارة السعودية في ديسمبر من ذلك العام، مضيفا: “في هذه الأشهر الستة، كان الحدث الأول هو زيارة قاسم سليماني إلى موسكو”.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن الزيارة تمت بإرادة روسية ودون سيطرة وزارة الخارجية الإيرانية، وكانت تهدف إلى “تدمير إنجاز وزارة الخارجية” بإرادة روسية.
روسيا حاولت منع نجاح الاتفاق النووي
وأوضح ظريف أن روسيا، وعلى الرغم من طلب سليماني زيارة موسكو واللقاء مع بوتين، وافقت على القيام بهذه الزيارة في الأسبوع الأخير من توقيع الاتفاق النووي. كما أشار إلى محاولات أخرى لروسيا للطعن بالاتفاق النووي في الأسابيع الأخيرة من توقيعه، خاصة في مجال وقود محطة بوشهر النووية.
لقد شتمت لافروف في المفاوضات
وأشار ظريف إلى أنه أهان الوزير الروسي سيرغي لافروف خلال المفاوضات النووية بسبب خلاف في الآراء نشب بينهما.
وقال ظريف إنه في مرحلة من المفاوضات عندما لم يتم التوصل إلى إتفاق، وسأله لافروف هل لديه تعليمات أم لا؟ قال له ظريف: “هذا ليس شأنك”.
وأضاف ظريف أنه إضافة إلى هذا التعبير، استخدم أيضا عبارة “مهينة وغير دبلوماسية” ضد لافروف.
ومع ذلك، أكد ظريف أنه من المؤيدين الجادين لعلاقات بلاده مع الصين وروسيا.
علاقاتنا مع أميركا لا تصب في مصلحة روسيا
وفي جزء آخر من المقابلة، أشار ظريف إلى عدم تغيير سلوك الحكومة الأميركية خلال فترة رئاسة بايدن، موضحا: أكثر من 10 مليارات دولار من أصولنا تم تجميدها في الخارج، ولم نر أي تغيير منذ تسلم بايدن السلطة.
وبشأن توترات إيران على الصعيد العالمي، قال ظريف إننا نتوقع أن الصين وروسيا تواجه أميركا، ولكن الصين ترى منافستها مع أميركا في المجال التكنولوجي.
وأشار ظريف أيضًا إلى أنه ليس من مصلحة روسيا أن تطبّع طهران علاقاتها مع الغرب.
بضغط من سليماني، زادت الرحلات إلى سوريا 6 أضعاف
وفي حديثه عن نفوذ سليماني، أشار ظريف أيضًا إلى أنه لأول مرة منذ رفع العقوبات الأميركية عن شركة الطيران الوطنية الإيرانية (هما)، حذره وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كيري، في يونيو (حزيران) 2016 من أن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا زادت 6 أضعاف.
وأشار إلى أنه عندما تابعت وزارة الطرق، والوزير آنذاك عباس أخوندي، الأمر، أكد رئيس الخطوط الجوية الإيرانية أن “ضغوط الحاج قاسم” تسببت في تسيير رحلات “هما” بالإضافة إلى خطوط “ماهان”.
كما لفت ظريف إلى أنه عندما طلب من سليماني، في اجتماعه التالي معه، السفر على “ماهان” بدلاً من “هما”، أجاب سليماني: “هما أكثر أمانًا”، مشيرا إلى إصرار سليماني على استخدام رحلات شركة “هما”، وقال ظريف إنه [سليماني] “يقول: لأن الساحة [المجال العسكري] هي الأصل، فإذا كانت (هما) أكثر أمانًا بنسبة 2 في المائة من (ماهان)، فيجب استخدام هما، حتى لو ألحق ذلك أضرارا بنسبة 200 في المائة على الدبلوماسية”.
الصراع السياسي الداخلي
وتحدث جواد ظريف أيضا عن الخلاف السياسي في الداخل الإيراني، قائلا: “هناك من يعرقلون الحكومة ظنا منهم أنهم سيأتون بعدنا ويفخرون بحل المشاكل، لكنهم لم ينتبهوا أن العالم سيتغير بعد 6 أشهر، وهذه الشهور المتبقية مهمة للغاية للنظام”.
وهو المعنى نفسه الذي أشار إليه موقع “رويداد 24” الإخباري نقلا عن مصدر مطلع من أن ظريف طالب، في رسالة إلى خامنئي، بوقف الضغط السياسي الداخلي على فريق التفاوض الإيراني في فيينا. وبحسب التقرير، فإن ظريف وعد خامنئي في هذه الرسالة بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران.
لكن اللافت في حديث ظريف أنه طلب من مهاجميه والمشككين في “ثوريته” طالبهم بسؤال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، قائلا: “من يهاجمونني في الداخل عليهم أن يسألوا عني حسن نصر الله هل أنا خائن أم ثوري؟”.
وأضاف ظريف في التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه “إيران إنترناشيونال”: “سعيت كثيرا لكي يشارك الناس في الانتخابات البرلمانية لكن لم يحدث، وقرر الشعب عدم التصويت، وبذلك سيطر الأصوليون على البرلمان”.
معظم هيكل وزارة الخارجية شأن أمني
وردا على سؤال حول تدخل القوات الأمنية في السياسة الخارجية والطبيعة الأمنية لمعظم سفراء إيران في المنطقة، قال ظريف: “إن معظم هيكل وزراة خارجيتنا شأن أمني”.
وحول النظرة الأمنية لقضايا الجمهورية الإسلامية فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أكد ظريف: “هناك جماعة في بلادنا لها مصلحة في جعل كل شيء أمنيا، لأن دورهم سيبرز”، مشيرا إلى أن “هذه الجماعة أقلية يتمتعون بالقدرة على تأجيج الأوضاع، إضافة إلى قدرتهم على خلق موجة هائلة”.
علاقة ظريف بالمرشد
وفي جانب من المقابلة أشار الوزير الإيراني إلى أن المرشد عاتبه “بشدة” بعد تصريح له “تم تحريفه من قناة ناطقة بالفارسية في الخارج، حول الاتفاق النووي. وقال لي حينها: عليك أن تكون مع مواقف النظام. اضطررت أن أشرح له عدة ساعات وأكتب توضيحًا على تويتر لشرح الموقف”.
ثم عاد ظريف وأشار إلى توزيع الأدوار بين أركان النظام الإيراني، قائلا: “كلنا ثوريون مثل المرشد، لكن تم تقسيم المهام؛ أحدنا يكون دبلوماسيًا والآخر عسكريًا أو اقتصاديًا، قوة إيران في ثوريتها”.
روحاني وظريف.. “آخر من يعلم”
وردا على سؤال حول سبب سماح الحكومة لسليماني بالتدخل، قال ظريف إن مسؤولي الطيران ووزير الطرق ورئيس الجمهورية لم يكونوا على علم بذلك.
وذكر ظريف أنه سمع من كيري أن إسرائيل هاجمتنا 200 مرة في سوريا، قائلا: “أخبرني كيري أن إسرائيل هاجمتنا 200 مرة في سوريا”، مؤكدًا جهله بالعديد من القضايا الإقليمية التي قام بها الحرس الثوري.
وأضاف: “هل تعلمون أن أميركا علمت بالهجوم على قاعدة عين الأسد قبل أن أسمع به أنا؟”، مضيفا أنه سمع بالهجوم على هذه القاعدة الأميركية بعد ساعتين من إبلاغ رئيس الوزراء العراقي آنذاك بالهجوم.
وحول جهله بزيارة الرئيس السوري، بشار الأسد إلى إيران قبل 4 أعوام، والتي أدلت إلى تقديم ظريف استقالته، قال الأخير: “نسقنا للزيارة أنا وسليماني، ولكن عندما أحضروه لم أكن على علم بذلك، فقد شاهدت الخبر على شاشة التلفزيون”.
وفيما يتعلق باستهداف الحرس الثوري الإيراني الطائرة الأوكرانية بالقرب من طهران، قال وزير الخارجية الإيراني إن المسؤولين العسكريين والأمنيين كانوا على علم باستهداف الطائرة بعد ظهر الأربعاء أو صباح الخميس.
وأكد ظريف أنه تم التعامل معه بشدة من قبل الحاضرين في اجتماع الأمانة العامة التابعة لمجلس الأمن القومي، بعد طرحه سؤالا حول إطلاق الصاروخ، مشيرا إلى أن الاجتماع حضره رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، وسكرتير مجلس الأمن القومي ووزير الطرق.
وقال ظريف إنه عندما سألهم في اجتماع يوم الجمعة، أي بعد نحو 3 أيام من استهداف الطائرة، قال إنه إذا تم إطلاق الصاروخ، ينبغي أن يخبروه بالأمر أيضًا، ولكن الحاضرين نفوا الأمر وطلبوا منه نفيه على حسابه في “تويتر”.
وأضاف ظريف أنه قال خلال الاجتماع المذكور: “انظروا، أنا وزير الخارجية، ومن المفترض أن أبرر ذلك، ولكن لا أحد يلتفت لي”.
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا كتبه باتريك ونتور يتحدث فيه عن تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، ينتقد فيها تدخل قائد الحرس الثوري السابق، قاسم سليماني، في العمل الدبلوماسي، قبل مقتله في غارة أمريكية في العراق.
واعترف ظريف في هذه التسريبات المزعومة بأن سليماني كان يسيطر على الدبلوماسية بشكل كبير إلى درجة أن تأثيره هو في قيادة دبلوماسية بلاده يكاد يكون منعدما، بحسب ما نقلته الغارديان.
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإيرانية قالت إن التصريحات التي وردت في حوار أجراه ظريف مع موقع إيران إنترناشونال “مجتزأة” وجرى التلاعب فيها من خلال اختيار أجزاء محددة منها.
ويذكر الكاتب أن البعض يرى أن نشر هذه التسريبات هدفه ضرب مصداقية ظريف في مفاوضات الملف النووي، بينما يرى آخرون أن ظريف نفسه يريد أن ينفض يديه من فشل محتمل للمفاوضات مع الدول الغربية.
وتأتي هذه التصريحات المسربة وسط احتدام المعركة في إيران بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول العظمى في 2015.
قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط “مايكل روبين” نقلا عن مصادر عراقية إن “مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز التقى بمسؤولين إيرانيين خلال زيارة للعراق”. وتم هذا الاجتماع سرا في منزل وزير الخارجية العراقي ولم يعقد في السفارة الأميركية أو مباني الحكومة العراقية.
وتجري مفاوضات في فيينا بين واشنطن وطهران.
واعترفت وزارة الخارجية بأن الحوار حقيقي، ولكنها قالت إنه لم يكن موجها للنشر، مضيفة أن المحتوى تم التلاعب فيه لجعل تصريحات ظريف تبدو انتقادا لسليماني.
وأضاف الكاتب أن هذه هي المرة الثانية التي تصدر فيها وزارة الخارجية بيانا تندد فيه بتغطية الإعلام لنشاطها، إذ سبق أن هاجمت قناة إيرانية تابعة للدولة بالتحيز في تغطية مفاوضات فيينا.
وانتقد ظريف مجموعة في إيران قال إن لها مصلحة في أن ترى كل شيء من منظور أمني، بحسب الغارديان.
بعد أقل من يوم على تسريب الملف الصوتي لوزير الخارجية الإيرانية، إلى “إيران إنترناشيونال”، علقت شخصيات عديدة داخل إيران وخارجها على تصريحاته، خاصة تلك التي تشير إلى احتكار العسكريين لسياسة إيران الخارجية، والتي صنعت صدى واسعًا.
وكان ظريف قد تحدث في هذا الملف عن مدى وحالات تدخل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، في السياسة الخارجية للبلاد.
بومبيو: اسألوا ظريف عن تأثير استهداف سليماني
وفي إشارة إلى خبر تسريب هذا الملف الصوتي، كتب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، على “تويتر”: “استهداف إدارتنا لقاسم سليماني كان له تأثير بعيد المدى على إيران والشرق الأوسط. لستم مضطرين لتصديق ما أقول، اسألوا ظريف عنه”.
وأضاف: “لا يزال الرئيس بايدن يعتقد أن [الهجوم على سليماني] كان خطأ”.
دوبويتز: تعاطفه مع النظام يضلل الغربيين
وغرد مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بأن تصريحات ظريف في مقابلته أكدت افتقاره إلى السلطة في نظام الجمهورية الإسلامية.
وأضاف دوبويتز: “لكن تعاطفه مع النظام العنيف لا زال يضلل الغربيين الساذجين [بأنه يتمتع بالسلطة]. إنهم [الغربيون] يخدمون الحرس الثوري الإيراني وخامنئي، عن غير قصد، وفي بعض الحالات عن طيب خاطر.
آشنا يلجأ إلى الدعاء
في إيران، كان حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس روحاني، أحد المسؤولين الذين علقوا على الكشف عن هذا الملف الصوتي على “تويتر”.
وباستخدام جزء من دعاء كميل، (من الأدعية الشيعية)، انتقد ما ورد في المقابلة، واصفاً إياه بأنه “سوء نية وكيد محتمل”.
خطيب زاده: المقابلة كانت سرية
المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده، علق يوم أمس الأحد، بعد ساعة من نشر الملف الصوتي لظريف، ووصفه بأنه جزء من محادثة مع وزير الخارجية. وقال في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، إن المحادثة كانت “سرية”.
وقال خطيب زاده إن المحادثة “لم تكن مقابلة ولم يكن المقصود منها أن تكون مقابلة”.
وأضاف أن ظريف “لطالما صرح بأنه يعبر عن آرائه خلف الأبواب المغلقة بصراحة وشفافية، لكن ما يتم تنفيذه هو سياسات النظام المتفق عليها”.
وقال المسؤول الحكومي إن الغرض من حوار ظريف هو تسجيل الوثائق “لنقل السجلات والخبرات إلى الحكومة المقبلة”، بموافقة من الرئيس.
البرلمان: نحن نحقق
وقال احمد أمير آبادي فراهاني، عضو هيئة رئاسة البرلمان، تعليقا على الكشف عن الملف الصوتي، إن البرلمان سيحقق في “تسريب معلومات سرية للبلاد”.
وكتب على “تويتر”، أن البرلمان سيقوم بالتحقيق في المقابلة “المسربة” وسيقدم “الخونة” إلى القضاء.
وفي الوقت نفسه، وصف جليل رحيمي جهان آبادي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، إذاعة المقابلة بأنه “يهدف إلى الإضرار بمحادثات فيينا”.
عضو لجنة الرقابة البرلمانية: تجاهل الخطوط الحمراء للنظام
اعترض نصر الله بجمانفر، رئيس لجنة الرقابة في البرلمان، على تصريحات ظريف في المقابلة المسربة.
وقال هذا النائب لوكالة “فارس” للأنباء: “بعد 40 عامًا في مجال الدبلوماسية في إيران، لا يزال السيد ظريف لا يفهم الخطوط الحمراء للنظام ونهج النظام في مجال السياسة الخارجية”.
وطالب النائب ظريف بتقديم إيضاحات حول تصريحاته، مضيفا: “إنها تتحدى قضايا هي جزء من الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية”.
نائب طهران في البرلمان: يعاني من “تخلف تحليلي”
كما رد علي خضريان، النائب عن طهران في البرلمان، في صفحته على “تويتر”، على تصريحات ظريف، حول التضحية بالدبلوماسية لصالح المجال العسكري، ونشر صورة لسليماني وكتب: “إنه يظن أنه هو من ضحى بدبلوماسية الابتسامة لصالح معركة الاقتدار التي كان يقودها الحاج قاسم سليماني”.
كما وصف خضريان تصريحات ظريف بـ”التخلف التحليلي”، مضيفاً أن هذا الموقف يكفي “لإنهاء حياته السياسية”.
محبي: هذا يعني أن سليماني مذنب
وكتب جليل محبي، نائب مدير مركز البحوث البرلمانية على “تويتر”: “حقاً كانت الليلة، بعد سماع صوت ظريف لمدة 3 ساعات، أسوأ من ليلة استشهاد الحاج قاسم [سليماني]”.
وفي تغريدة أخرى، علق على تصريحات ظريف حول سيادة المجال العسكري، قائلاً: “معنى هذه الجملة هو أنني لست مذنباً في هذا الوضع، بل رجل الميدان [قاسم سليماني]”.
يامين بور.. وشهبازي: صبياني.. وخيانة
ومن جهته، وصف محمد رضا شهبازي، الساخر والمذيع الموالي للنظام، في صفحته على موقع “تويتر”، وصف فهم ظريف للعلاقات الدولية والقوى العالمية بأنه “صبياني وساذج”.
كما تحدث وحيد يامين بور، مقدم وناشط في وسائل الإعلام الأصولية، عن “آثار خيانة” في نشر مقابلة ظريف، وكتب على “تويتر”: “لقد أدرك البعض أن هذا المرجل لم يعد يغلي بالنسبة لهم، وهم يريدون وضعه على رؤوس الناس
مهاجراني: فكروا في أشرطة المحادثات الأخرى
وغرد عطاء الله مهاجراني، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في حكومة محمد خاتمي، بأنه قلق بشأن إمكانية نشر مقابلات مماثلة لمقابلة ظريف مع مسؤولي الأمن والاستخبارات في البلاد.
وكتب مهاجراني: “الآن على حكومة التدبير والأمل أن تفكر في أشرطة المقابلات الأخرى”.
وأكد مهاجراني على ضرورة الحفاظ على الوثائق، قائلاً: “أتمنى أن يكون وزير الإعلام والدفاع ووزير الداخلية وأمين مجلس الأمن القومي إذا تحدثوا، أن يضعوا الأشرطة في مكان آمن”.
تقرير “نيويورك تايمز” و”تسنيم”
وقد أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى نشر هذه المقابلة من قبل “إيران إنترناشيونال”، وكتبت في إشارة إلى محادثات الاتفاق النووي في فيينا: “تم تسريب هذا الملف الصوتي في وقت حرج بالنسبة لإيران، ومن غير الواضح ما هو تأثير هذا التسريب على المحادثات أو على وضع ظريف”.
وفي إيران أيضا، أشارت وكالة “تسنيم”، المقربة من الحرس الثوري، إلى تصريحات ظريف في تقرير، حول نفس الموضوع، بعبارة “فضيحة في الحكم”.
وكتبت “تسنيم” أيضًا أن تجربة ظريف ودبلوماسيته أظهرتا أن “النتيجة النهائية لمنهجه ومنهج روحاني كانت فرض أشد العقوبات في التاريخ ضد إيران”.
يشار إلى أن ردود الفعل على تصريحات محمد جواد ظريف المسربة تصاعدت في وقت قام فيه بوضع الزهور أمام النصب التذكاري لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس المقتول، لدى وصوله إلى بغداد، اليوم الاثنين، ونشرت وسائل إعلام حكومية إيرانية صوراً لـهذا “التكريم”.
أثار الكشف عن مقابلة خاصة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جدلاً سياسيًا.
وقال ظريف في المقابلة ، التي نُشرت مقتطفات منها كملفات صوتية في وسائل الإعلام ، إن وزارة الخارجية تشارك في عملية صنع القرار وأن للقوى العسكرية والأمنية القول الفصل. كما يشرح كيف حدد قاسم سليماني ، القائد القتيل في فيلق القدس التابع للحرس الثوري ، سياسة إيران تجاه سوريا عمليًا.
قوبل إصدار أجزاء من هذا الملف الصوتي برد فعل حاد من وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية. وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده ، الأحد ، إن “الملف الصوتي الذي أصدره الدكتور ظريف هو ملف مجزأ ومجموعة مختارة من محادثة داخلية مدتها 7 ساعات لا تعكس بأي حال من الأحوال مستوى الاحترام والتعريفات التفصيلية و. وأعرب عن تقديره في “استمرار الحوار بالتفصيل ليس اللباقة والحكمة والشجاعة والدور الفريد لسردار سليماني في الإنجازات الإقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف: “صداقة الدكتور ظريف الطويلة الأمد وتقربه مع سردار سليماني لا تخفي عن أحد. وأضاف: “تم تسجيل هذه المحادثة فقط ليتم تسجيلها في الذاكرة التنظيمية للحكومة ولم يكن المقصود نشرها ، وليس من الواضح من قبل وما هي الأهداف والنوايا التي تم نشرها بشكل انتقائي في الفضاء الإلكتروني”.
اقرأ أكثر
جهانجيري: قاسم سليماني كان يبيع النفط في مرحلة ما
يشير إلى إطلاق نار متعمد على طائرة أوكرانية بصوت مسجل منسوب إلى ظريف
ظريف أو سليماني. وجهان للجمهورية الإسلامية من وجهة نظر بايدن وترامب
وفقًا لإيران الدولية ، تحدث ظريف مع سعيد ليلاز ، الاقتصادي الموالي للحكومة ، في مارس من العام الماضي ، ويبدو أنه كان من المقرر نشره بعد انتهاء حكومة حسن روحاني.
في هذه المقابلة ، استخدم ظريف مصطلح “ميداني” لوصف السياسات العسكرية ومشاركة مسؤولي الأمن في دبلوماسية ومؤسسات الجمهورية الإسلامية.
خلال المقابلة ، طلب من سعيد ليلاز عدم نشر مقتطفات من ملاحظاته.
يقول السيد ظريف في هذا الملف الصوتي: “في كل مرة أذهب فيها للتفاوض تقريبًا ، كان سليماني هو الذي قال إنني أريدك أن تأخذ هذه الجودة أو النقطة. “كنت أتفاوض من أجل نجاح هذا المجال.”
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده يوم الأحد إن الملف الصوتي للمقابلة “مجزأ وانتقائي” وهو مؤشر على “تنامي الفجور السياسي الذي نشهده هذه الأيام”.
واضاف انه “في حالة موافقة المؤسسات المعنية ، سينشر الحوار الذي استمر سبع ساعات بالكامل”.
وقال محمد جواد ظريف في مقابلة مع سعيد ليلاز “معظم هيكل وزارة خارجيتنا أمن أيضا … مجموعة في بلادنا لها مصلحة في تأمين كل شيء لأن دورها بارز”.
احتل الخلاف بين رستم قاسمي ، القائد الاقتصادي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، ووزارة خارجية الجمهورية الإسلامية عناوين الصحف ، يوم السبت. تقول وزارة الخارجية إن دعم إيران للحوثيين في اليمن سياسي بحت ، لكن وفقًا للسيد قاسمي ، إيران لديها مستشار عسكري في اليمن وتوفر تدريبات عسكرية وأسلحة لمقاتلي الحوثيين.