وقالت لـ”رويترز” من ملعب في مدينة بيمبا الساحلية يؤوي بعض الآلاف، الذين فروا من العنف “كنت أركض لإنقاذ حياتي… كانوا يأتون من كل شارع”.

وأضافت “رأيتهم يحملون (مدافع) البازوكا. كانوا يرتدون زيا موحدا ويضعون وشاحا أحمر…على رؤوسهم”.

وقالت جوزيه إن المسلحين اجتاحوا بسرعة بلدتها بالما الواقعة قرب مشاريع غاز ضخمة تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

ويعتقد موظفو الإغاثة أن عشرات الألوف فروا من الهجوم الذي بدأ في 24 مارس، ومع ذلك، تم تسجيل 9900 فقط من هؤلاء النازحين في بيمبا وأنحاء أخرى من إقليم كابو ديلجادو حتى الجمعة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ماتوا بسبب الجوع أو الجفاف

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن كثيرين ربما لا يزالون يختبئون في الغابة المحيطة وإن الذين ظهروا تحدثوا عن رؤيتهم لجثث آخرين ماتوا بسبب الجوع أو الجفاف على طول الطريق.

ونقل مقاول عن أحد موظفيه قوله إن التماسيح قتلت بعضا منهم أو لقوا حتفهم في الوحل العميق.

وانقطعت معظم الاتصالات مع بالما عندما بدأ الهجوم ولم تتمكن “رويترز” من التحقق من روايات الشهود بشكل مستقل.

كان إقليم كابو ديلجادو، حيث تقع بالما، موطنا منذ عام 2017 لتمرد متشددين مرتبطين الآن بتنظيم داعش.

وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات بين المتشددين والقوات الحكومية حول بالما استمرت حتى، الجمعة.

وتقول حكومة موزمبيق إن العشرات قتلوا لكن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى والنازحين لا يزال غير واضح.

وقالت جوزيه إنها أمضت ما يقرب من 5 أيام في الأدغال، تأكل الكسافا المرة وتشرب من برك المياه الراكدة قبل أن تصل إلى كويتوندا، وهي قرية تجمع فيها من جرى نقلهم من مشروعات الغاز الضخمة التي تقودها شركات نفط كبرى مثل توتال.

ومن هناك، كما تقول، تم إجلاؤها من قبل شركة توتال لكنها اضطرت إلى ترك ما يزيد على 6 من أفراد عائلتها، منهم زوجها وابنتها، لأنه لم يكن هناك مكان لهم على متن القارب الذي استقلته.

وقال مصدران مطلعان على عمليات الموقع لرويترز إن توتال أجلت، الجمعة، كل من تبقى من قوتها العاملة من موقع مشروعها بالقرب من بالما، تاركة المشروع في أيدي الجيش.

ولا ترد أخبار إلى جوزيه عن أفراد عائلتها منذ أن تركتهم، فيما تساءلت قائلة “هل هم بأمان؟ هل لديهم مأوى؟ هل سيعودون؟ لا أعرف”.