أمرت المحكمة العليا في أونتاريو بكندا، بتجميد أصول سعد الجبري في جميع أنحاء العالم، وألزمته الكشف عنها علنًا، وإلا سيواجه عقوبة محتملة بالسجن، وذلك على إثر قيام شركة تحكم الاستثمارية برفع دعوى قضائية في أول تحرك قانوني ضده، تتهمه فيها باختلاس مليارات الدولارات خلال فترة عمله في وزارة الداخلية، بحسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر الأربعاء.
وتضمن قرار المحكمة الكندية العليا بالحجز على امواله واصوله وحساباته، إلزام المصارف وشركات المحاماة والمحاسبين في كندا وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بالكشف عن أي سجلات تتعلق بأصول سعد الجبري، كما طلبت مساعدة تلك السلطات القضائية في تلك البلدان لإنفاذ أمر الكشف عن الأصول.
وبحسب الصحيفة، فإن قرار المحكمة الكندية تجميد أصول سعد الجبري يُعد خطوة ناجحة لمتابعة قضايا الفساد في محكمة غربية، حيث جعل الأمير محمد بن سلمان الحرب على الفساد محور جدول أعماله منذ العام 2017، وأسهمت التحقيقات التي تمت في إطار الحملة عن استعادة البلاد لمليارات الدولارات المنهوبة.
وكان سعد الجبري قد تورط خلال 17 عامًا قضاها في وزارة الداخلية، باختلاس مليارات بالاستفادة من الأموال التي خصصتها الدولة لصندوق مكافحة الإرهاب، عبر إساءة استخدام منصبه واستغلاله الشركات العاملة في المجال الأمني لإبرام تعاقدات مشبوهة أفضت لتعظيم أرصدته وأرصدة عدد من افراد عائلته والمقربين له، عن طريق رفع رسوم العقود أو تحويلها إلى وجهات أخرى بما في ذلك حسابات مصرفية خارجية يسيطر عليها الجبري وعائلته وشركائه، بحسب ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في تحقيق استقصائي عن القضية في يوليو العام 2020.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (أمس الأربعاء)، فإن الدعوى المرفوعة ضد الجبري أمام القضاء الكندي، تضمنت تهم فساد تتعلق بـ26 عقارًا في السعودية تقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 43 مليون دولار، وشققًا فاخرة في فندق ماندارين أورينتال ببوسطن، وفنادق فور سيزونز والعديد من العقارات في كندا.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن الدعوى ضد الجبري بتحميله مسؤولية تكليف عائلته وأصدقائه إدارة الشركات المتعاقدة مع وزارة الداخلية لضمان السيطرة من جهة والمحافظة على مظهر الانفصال من جهة ثانية. وتضيف “بينما كانت يدا الجبري خفية، كانت بصماته في كل مكان”.
ومن بين تفاصيل القضايا التي تورط بها الجبري، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، قيامه بنقل عقارين في جنيف وفيينا تقدر قيمتهما بنحو 400 مليون دولار من شركة تابعة لتحكم إلى كيان يخضع لسيطرته، في عملية سرقة صريحة تم تنفيذها من خلال سلسلة معقدة من المعاملات الاحتيالية التي أدت لإثراء الجبري وعائلته والمتآمرين معه، بحسب صحيفة الدعوى المرفوعة ضده.
ورفض مسؤول سعودي تحدث لصحيفة وول ستريت جورنال المزاعم التي تصف هذا التحرك القانوني ضد الجبري بالأداة السياسية. وقال “نحن أمام نزاع خاص رفعته كيانات تجارية لاستعادة الأموال التي تم اختلاسها من تلك الكيانات”، في إشارة لعدم وجود أي دور حكومي في تحريك تلك الدعوى.
يُشار إلى أن عائلة الجبري أقرت ضمنيًا بأن ثراء سعد ناتج عن منصبه في الفترة التي أمضاها بوزارة الداخلية، فيما أشرك في عملياته غير المشروعة العديد من أفراد أسرته ومنهم ابنائه. وقال مسؤول سعودي مطلع للصحيفة الأمريكية لقد ادين ابن وابنة الجبري (البالغين) بتهم غسل الأموال ومحاولة الهروب من البلاد.
تتهم السعودية جاسوس المطرود باختلاس المليارات
دعوى قضائية رفعتها شركات سعودية مملوكة للدولة في كندا تستهدف حليفًا قديمًا لولي العهد السابق للمملكة
رفعت الشركات المملوكة للدولة في المملكة العربية السعودية دعوى قضائية ضد رئيس التجسس السابق للبلاد في محكمة كندية ، زاعمة أنه اختلس مليارات الدولارات ، في قضية تلقي الضوء على نزاع ملكي مرير.
رفعت عشر شركات مملوكة لشركة Tahakom Investments ، وهي شركة تابعة لصندوق الثروة السيادي السعودي ، دعوى مدنية في محكمة أونتاريو العليا ضد سعد الجابري ، الذي فر من المملكة ويعيش الآن في كندا. والسيد الجابري هو كبير مساعدي الأمير محمد بن نايف ، المعروف باسم محمد بن نايف ، والذي عزله الملك سلمان من منصب ولي العهد في عام 2017 لصالح ابنه محمد بن سلمان. واحتجزت السلطات السعودية محمد بن نايف العام الماضي واتهمته بالتخطيط لانقلاب.
كان محمد بن نايف في يوم من الأيام أحد أكثر أعضاء الأسرة الحاكمة السعودية نفوذاً وحليفًا موثوقًا للولايات المتحدة معروفًا بدوره في المساعدة في محاربة القاعدة. توج إقالته بالصعود السريع إلى السلطة من قبل ابن عمه الأصغر محمد بن سلمان.
السيد الجابري ، لسنوات في جانب محمد بن نايف في وزارة الداخلية ، وهو ما ساعد محمد بن نايف في إدارته ، ينسب إليه المسؤولون الأمريكيون السابقون الفضل في المساعدة في وقف الهجمات الإرهابية على الأهداف الغربية. تم فصله قبل عدة أشهر من فقدان رئيسه لوظيفته ، مما دفعه إلى السفر إلى كندا.
تسلط الدعوى المرفوعة ضد الجابري الضوء على الصدام الذي وقع على أعلى مستويات النظام الملكي السعودي ، وتفرض تدقيقًا غير مسبوق في محكمة غربية على المعاملات التجارية المبهمة للعائلة المالكة.