امريكا تذكر باحتلال ايران لسفارتها في طهران

الذكرى الحادية والأربعين للاستيلاء على السفارة الأمريكية في إيران

بيان صحفي
وزير الخارجية مايكل ر. بومبيو
4 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

 

في مثل هذا اليوم منذ واحد وأربعين عاما، اقتحم أتباع آية الله الخميني السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا أكثر من 50 دبلوماسيا أمريكيا كرهائن. عذب النظام الإيراني هؤلاء الأمريكيين الشجعان وعائلاتهم لمدة 444 يوماً، ولم يكونوا يعرفون ما إذا كانوا سيرون أحباءهم مرة أخرى. يجسد الناجون من أزمة الرهائن في إيران شجاعة السلك الدبلوماسي الأمريكي. ونكرم اليوم التضحية التي قدمها هؤلاء الوطنيون ومن عملوا بلا كلل لتحريرهم.

يواصل النظام الإيراني حتى يومنا هذا استخدام التكتيك اللاإنساني المتمثل باحتجاز الرهائن بغرض تنفيذ أجندته المدمرة في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم. ندعو إيران إلى الإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين ظلما لديها، وهم مراد طهباز وسياماك وباقر نمازي. لم تكشف إيران حتى الآن عن مصير الموظف في مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ليفنسون، والذي اختطف منذ أكثر من 13 عاما. ولكن هؤلاء الأبرياء ليسوا الضحايا الوحيدين لوحشية النظام الإيراني، فالضحايا الذي عانوا لأطول مدة من النظام الإيراني هم الشعب الإيراني الذي يستحق أفضل من ذلك.

أزمة رهائن إيران هي أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأمريكية بها دعما للثورة الإيرانية وأحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوم من 4 نوفمبر 1979 حتي 20 يناير 1981

في 16 يناير 1979، أرغم الشاه على مغادرة إيران إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم وفساد هائل في العائلة البهلوية ودولتها وسياسات ضد دينية انزعج منها أغلبية أناس متدينين. حاول الشاه اللجوء إلی بلدان مختلفة منها البلدان الأروبية ومصر والمغرب والولايات المتحدة والمكسيك وبنما وغيرها ولکن لم يستطع البقاء في أي بلد لأسباب مختلفة في 19 أكتوبر 1979م وافقت الإدارة الأميريكية للشاه بدخول الولايات المتحدة بعد التأكد من أنه وضعه الصحي حرج للغاية وانه يحتاج للرعاية الطبية الملائمة. وكانت الإدارة الأمريكية متخوفة من ردة فعل عكسية على استضافتها للشاه وهو ما حدث بالفعل.

اقتحام السفارة
في 4 نوفمبر 1979م عند الساعة العاشرة صباحًا قام طلاب من الثوار الإيرانيين الموالين للخميني بمهاجمة السفارة الأمريكية في طهران. فقامو بكسر الأقفال، وفتحوا الأبواب، واقتحموا ساحة السفارة بسهولة. ثم استولو على السفارة خلال ثلاث ساعات. وكان موظفو السفارة يحاولون تدمير الوثائق، لكن سرعان ما دخل المهاجمون إلى المبنى، فصادروا معظم الوثائق. وقد أخذ الطلاب، الذين كان عددهم أقل من خمسمئة شخصا، 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن. ثم توصلوا إلى مئات النسخ من الوثائق، وحدثت أزمة دولية كبيرة.
طالب مقتحمو السفارة الولايات المتحدة بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي إلى إيران لمحاكمته. وأكدت الولايات المتحدة أن الشاه جاء إلى أمريكا لتلقي العناية الطبية. كما شملت مطالبتهم أن تعتذر الحكومة الأمريكية عن تدخلها في الشؤون الداخلية لإيران، بما في ذلك الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق في عام 1953، إضافة إلى الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة.

كانت الخطة الأولية هي اقتحام السفارة لفترة قصيرة فقط، لكن تغيرت الخطة عندما حظي الموقف بدعم كامل من الخميني وكذلك من الكثير من الشعب. نسب البعض القرار بعدم الإفراج عن الرهائن بسرعة إلى فشل الرئيس كارتر في توجيه إنذار نهائي إلى إيران. حيث كان رد فعله الأولي هو المطالبة بالإفراج عن الرهائن لأسباب إنسانية وتبادل آماله في ايجاد تحالف استراتيجي مناهض للشيوعية مع النظام الجديد. كما كان يأمل بعض قادة الطلاب، إلى استقالة رئيس الوزراء الإيراني المعتدل بازرغان مع حكومته بسبب الضغوط بعد أيام قليلة من الاستيلاء.

الوثائق المكتشفة في السفارة
ادعى مؤيدو موقف الاستيلاء على السفارة أنه كانت السفارة الأمريكية بمثابة “وكر للجواسيس” التي نظمت انقلاب 1953 في إيران. ثم تم العثور على وثائق في السفارة تشير إلى أن بعض الموظفين كانوا يعملون مع وكالات الاستخبارات الأمريكية. وفي وقت لاحق، أكدت وكالة المخابرات المركزية والحكومة البريطانية على دورهما في انقلاب عام 1953 ضد رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق.

عرضت الفرق الثورية مستندات سرية، التي حصلت عليها في السفارة والتي تم استرداد بعضها عندما حصلت عليها وهي ممزقة، تدعم ادعائهم بأن الولايات المتحدة كانت تحاول زعزعة استقرار النظام الجديد وأن بعض من الإيرانيين المعتدلين كانوا على اتصال مع الولايات المتحدة. ثم تم نشر الوثائق – بما في ذلك البرقيات والمراسلات والتقارير الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية- في سلسلة من الكتب التي تحمل اسم “وثائق وكر التجسس”. وفقًا لمجلة اتحاد العلماء الأمريكيين لعام 1997 ، بحلول عام 1995، تم نشر 77 مجلداً من الوثائق المكتشفة من وكر التجسس. العديد من هذه المجلدات متاحة الآن على الإنترنت.
بعد فشل محاولات الولايات المتحدة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية لإنقاذهم في 24 إبريل 1980 ولكنها فشلت وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني مدني واحد. وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقية الجزائر في الجزائر يوم 19 يناير 1981. وأفرج عن الرهائن رسميًا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين.

وُصفت الأزمة بأنها حادثة محورية في تاريخ العلاقات بين إيران والولايات المتحدة ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن الأزمة كانت سببًا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية، وفي إيران، عززت الأزمة من وضع علي الخميني وكانت الأزمة أيضا بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.