قال الرئيس التنفيذي لـ “بتروناس” الماليزية، تنغكو محمد توفيق، إن انهيار أسعار النفط هذا العام دفع الشركة -المملوكة للدولة- إلى التفكير في الانسحاب من حقل الغراف النفطي، جنوبي العراق.
وأضاف في كلمته بمنتدى “إنرجي إنتليجنس 2020″، اليوم الأربعاء: “في ظل متوسط 40 دولارًا للبرميل، سأكون أول من يُقر أنه –مع وضع جميع التصورات الممكنة في الاعتبار- كان علينا إعادة النظر في نيّتنا البقاء في الغراف”، وفقًا لما نقلته وكالة “أرغوس ميديا” المعنية بشؤون الطاقة.
وتابع: “نتشاور مع السلطات العراقية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تحسين الوضع الاقتصادي للحقل، لكننا نحتاج -بالطبع- إلى التأكد من أن القرار معقول ويراعي مستهدف الاستدامة”.
وتشغل “بتروناس” حصة بنسبة 45% من حقل الغراف، بينما تمتلك “غابكس” اليابانية حصة 30%، وتحتفظ شركة نفط الشمال العراقية -المملوكة للدولة- بالنسبة الباقية.
وتعطل الحقل -الذي تراوح إنتاجه بين 90 ألف و100 ألف برميل يومياً في 2019- في منتصف مارس/آذار الماضي؛ تأثراً بوباء (كوفيد -19)، ثم استؤنف الإنتاج في يوليو/تموز بمعدل 50 ألف برميل يوميًا.
وقال تينغكو محمد: “إذا تمكنّا من جعله (الحقل) أفضل وأنظف، فسنواصل البقاء فيه”، مشيرًا إلى أن دور “بتروناس” يتطلب منها النظر في محفظتها من خلال رؤية “صارمة ومنظمة”، وهذا يعني أن المشروعات لا تحتاج فقط إلى أن تكون مرنة على المدى الطويل في ظل متوسط 40 دولارًا أمريكيًا للبرميل، بل تحتاج -أيضًا- إلى أن تكون “أكثر نظافة وصديقة للبيئة” لتتماشى مع توقعات المساهمين والعملاء.
وتتطلع بتروناس إلى توسيع محفظتها من مصادر الطاقة المتجددة، لكنها ستستمر -أيضًا- في البحث عن فرص النمو في مجال النفط والغاز.
وفي هذا الإطار، قال تينغو، إن تجاهل النظر إلى عمليات الاستحواذ على النفط والغاز في بيئة السوق الحالية سيكون بمثابة “تقصير”، لكن “يتعين على بتروناس أن تكون قادرة على تقديمها بطريقة نظيفة وفاعلة من حيث التكلفة” حسب قوله.
وأضاف أن الشركة تطمح لتحقيق الحياد الكربوني، لكن الإطار الزمني لذلك مايزال قيد التداول.
يُذكر أن بتروناس أجرت في يونيو/حزيران الماضي، مفاوضات مكثّفة مع مجموعة “تاتا”، لتصبح مستثمرًا رئيسًا في صندوق استثمار البُنية التحتية للطاقة المتجدّدة المخطط لـ “تاتا باور”، وهي أكبر شركة مرافق متكاملة في الهند.