علكت بين عمام نادية مراد وغشيرة شمر

 

تسببت حادثة مقتل شخصين من أبناء عشيرة شمر في محافظة نينوى، على أيدي مجموعة من المنتسبين الأيزيدين ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، بغضب شعبي وتفاعل سياسي واسع.

واعتقال “4” افراد من “الحشد الأيزيدي المقدس ” بتهمة نصب سيطرة وهمية في قرية “وردية” غربي قضاء سنجار بمحافظة نينوى واغتيال اثنين من ابناء قبيلة “شمر” احدهما يعمل في “الشرطة” والآخر بـ”الحشد العشائري”….وهم حماد الدلي الشمري و سعود مناور الشمري قرب قضاء سنجار (باب شلو)غرب الموصل وهم من قرية مطني الحواس الصديد 

وبحسب مصادر محلية، تابعها “ناس”، (8 أيلول 2020)،  فإن “مجموعة مسلحة، من الحشد الأيزيدي ومقربة من حزب العمال الكردستاني، دخلت في شجار لفظي مع اثنين من أبناء قبيلة شمّر، وهم منتسبون في القوات الأمنية، لتفتح عليهم النار لاحقاً وترديهما قتيلين في الحال”.

وإثر ذلك، طالب وجهاء قبيلة شمّر بإخراج حزب العمال الكردستاني من قضاء سنجار، وإنهاء الفوضى الأمنية الحاصلة، حيثُ قال شيخ عموم شمّر، عبدالله الجربا إن “على رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، التحرك سريعاً، لإنهاء فوضى العصابات المسلحة في قضاء سنجار، وإخراج قوات حزب العمال الكردستاني”.

وأضاف الجربا في تصريح تلفزيوني، أن “العلاقات بين القبائل العربية والمكون الأيزيدي جيدة، ولدينا الكثير من التواصل والتعاون في مواجهة الإرهاب، لكن حزب العمال يستغل الضعف الأمني، في القضاء ويمارس جرائمه”،  مشيراً إلى أهمية “تشكيل قوة مسلحة رسمية، من أهالي القضاء للدفاع عنه”.

وتمكنت قوة أمنية رسمية، من اعتقال المتورطين بعملية الاغتيال، وعددهم 4 أشخاص، ينتمون إلى جماعة فوج اليزيدية “النصر المبين”، ضمن الحشد الشعبي، وتمت إحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات.

بدوره قال النائب في البرلمان عبدالرحيم الشمري، إن “المتورطين بعملية الاغتيال اعترفوا بفعلتهم، وقالوا إنهم يقتلون بداعي مظلومية الأيزيديين، لكننا لن نسكت على حقنا، ولدينا الأعراف والقوانين العشائرية الخاصة بنا”.

وأضاف في مؤتمر صحفي إنه “في حال اعترف هؤلاء على أية جهة، فإننا سنحاسبهم، ولا يمكن أن نترك أبناؤنا يُقتلون بتلك الطريقة، خاصة وأن الحكومة لا يُعول عليها في إحداث تغيير أو ضبط الأوضاع في المدينة”.

وتصاعدت دعوات التهدئة من ناشطين مجتمعيين، وفاعلين في نينوى، لوأد تداعيات الواقعة، واعتماد القوانين النافذة، خاصة وأن القوات الأمنية اعتقلت المتورطين بتلك الحادثة.

من جهته، أدان المجلس الروحاني الأيزيدي، في بيان صدر عن رئيسه تحسين سعيد بك، عملية الاغتيال، وقال إنها تهدف إلى خلق فتنة بين مكونات الشعب العراقي الأصيل.

وذكر بيان أن المجلس “يدين ويستنكر قتل اثنين من رجال عشيرة شمر الأصيلة، فهذا العمل الإرهابي الجبان، يبتغى من ورائه خلق الفتنة بين المكونات العريقة والأصيلة في شنكال (سنجار)، وعلينا أن نتسارع إلى قطع تلك الأيدي الملوثة التي لطخت بدماء الأبرياء وكل الجهات المعادية التي تلجأ اليوم إلى لصق الاتهام باللأيزيديين في شنكال لإحداث فتنة بين مكونات المنطقة”.

وأضاف، “نقول لكل المتآمرين، تربطنا علاقات تاريخية قوية مع عشيرة الشمر الأصيلة جذورها تمتد إلى مئات السنين فلا يمكن لأي سيناريو خبيث السيطرة على العقول المفعمة بالتآخي والتعايش المشترك“، مطالبًا ”الجهات المعنية والحكومية أن يكون لهم دور أساسي بفرض سلطة الدولة والقانون في مناطقنا وأن تأخذ العدالة مجراها القانوني في هذه القضية”.

القت القضية بظلالها على الوضع الأمني في المدينة، التي تعاني أصلاً من تعدد القوات المسيطرة عليها، وتضارب القرار بين تلك القوات، مثل الجيش والحشد الشعبي، والبيشمركة، بالإضافة إلى القوات الأيزيدية، التي يرتبط بعضها بحزب العمال الكردستاني.

وأدانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، واقعة الاغتيال، وحذرت من ”اقتتال داخلي، يتسبب بحصول تفكك في النسيج المجتمعي المتداخل فيما بينه، ويحقق ما تخطط له قوى الشر والظلام للسيطرة على المنطقة في ظل ضعف الجهود الحكومية“.