ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية يوم الجمعة أن الزعيم “كيم جونغ-أون” زار قرية تضررت من الفيضانات في إقليم “هوانغ هيه” الشمالي، بعد أن غمرت الأمطار الغزيرة أو دمرت أكثر من 900 منزل.
وفي أثناء زيارته إلى قرية داي تشونغ-ري في بلدة أون-با بإقليم هوانغ هيه الشمالي، أمر “كيم” المسؤولين بإرسال مخزونه الخاص من الحبوب إلى ضحايا الفيضانات وتسهيل استخدام الإمدادات الضرورية كالأسمنت في إعادة بناء المواقع المتضررة.
ونقل عن “كيم” قوله: «من الأهمية بمكان توفير مواد النوم والسلع اليومية والأدوية والضروريات الأخرى بسرعة للأشخاص المتضررين من الفيضانات لتحقيق الاستقرار في معيشتهم في أقرب وقت ممكن».
وعلى الرغم من أن وكالة الأنباء المركزية الكورية لم تذكر موعد زيارة “كيم”، فمن المرجح أن يكون قد تفقد المواقع المتضررة أمس الخميس، حيث أفادت وسائل الإعلام الرسمية بصدور تحذيرات خاصة من الأمطار الغزيرة في إقليم “هوانغ هيه” لمدة يومين اعتبارًا من يوم الثلاثاء.
في وقت لاحق من نفس اليوم، أصدرت محطة الإذاعة التليفزيونية المركزية الكورية الشمالية مقاطع فيديو تظهر الزعيم “كيم” وهو يخرج من مقعد السائق في سيارة رياضية يُفترض أنها من طراز “لكزس”، وهي من العناصر المحظور تصديرها إلى البلاد.
وقال مراقبون إن المشهد النادر للزعيم القوي خلف عجلة القيادة في السيارة الملطخة بالطين يعكس محاولة النظام لصياغة صورته كقائد شعبي يهتم بالمواطنين المتضررين والنازحين الذين يعانون من آثار الأمطار الغزيرة.
ودعا “كيم” المسؤولين إلى «التصرف بمسؤولية واستضافة السكان الذين فقدوا منازلهم في المكاتب والمباني العامة والمنازل المنفصلة، لتحقيق الاستقرار في معيشتهم وراحتهم».
وأصدر تعليماته لهم باستخدام «احتياطياته الاستراتيجية»، لضمان حصول الشمال على ما يكفي من مواد البناء مثل الأسمنت لترميم المباني والطرق المتضررة.
وأضاف المصدر أن “كيم” قام بتعبئة الجيش أيضًا وأمره بالانتشار في المنازل والطرق والمناطق المدمرة.
وتعد زيارة “كيم” إلى المناطق المتضررة من الفيضانات هي الثانية من نوعها منذ أن أصبح زعيمًا في عام 2011، حيث تفقد إقليم “هام كيونغ” الشمالي الذي ضربه فيضان في عام 2015.
يبدو أن زيارة “كيم” وقراره باستخدام احتياطياته من الحبوب لضحايا الفيضانات تهدف إلى تهدئة حالة الاحتقان الشعبي، حيث تكافح الدولة الفقيرة لمنع تفشي فيروس كورونا في الشمال لأكثر من ستة أشهر، في اقتصاد متعثر بالفعل بسبب العقوبات الدولية.
وقد ذكرت وسائل الإعلام الرسمية يوم الخميس أن “كيم” عقد اجتماعًا للمجلس التنفيذي للسياسات في حزب العمال الحاكم وأمر بتقديم مساعدات خاصة إلى مدينة “كايسونغ” بعد إغلاقها بسبب المخاوف من فيروس كورونا.
وتعد كوريا الشمالية معرضة بصورة خاصة للكوارث الطبيعية بسبب ضعف البنية التحتية هناك، وأدى هطول الأمطار الغزيرة على وجه الخصوص إلى نزوح الآلاف من الأشخاص في الدولة الفقيرة.