استذكاراً للفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الأيزيديين قبل ستّ سنوات، أشادت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت بصمود الأيزيديين في الحفاظ على ثقافتهم وأرضهم، والسعي بحزمٍ لنيل حقوقهم على الرغم من الصعاب. وحثّت الممثلة الخاصة بغداد وأربيل على التوصل إلى اتفاقٍ دون تأخير لتوفير الأدوات والبيئة المناسبة لأبناء هذا المجتمع المنكوب لإعادة بناء حياتهم.
في حزيران عام 2014، الموصل وفي اب اجتاح تنظيم داعش سنجار، وعاث قتلاً وتدميراً، مستهدفاً الأيزيديين في حملته الممنهجة للتدمير. ولاذت بالفرار إلى الجبال آلافٌ مؤلفةٌ من الناس. قُتل الكثير منهم. وتم اختطاف النساء والأطفال واسترقاقهم، وتعرضوا لجرائم جنسية بشعة. ولا يزال الكثيرون في عداد المفقودين ، ولا يزال الناجون يتحملون ندوب هذه الصدمة. وتعاني النساء بشكلٍ خاص من الوصمة والرفض. إلا أن الأيزيديين الذين لا يفارقهم كابوس هذه الفظائع، ومع ما يتعرضون له اليوم من تحدياتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واقتصادية، لا زالوا عازمين على بناء مستقبلٍ أفضل.
وقالت هينيس-بلاسخارت: “إن ما يدعوني للتفاؤل هو عزم العديد من الأيزيديين وهم يسعون إلى الحرية والعدالة لمجتمعهم”. لكنها أوضحت أن محنتهم لم تنته بعد. وأضافت: “لا يزال أهالي سنجار يعانون – من انعدام الأمن وغياب الخدمات الكافية وعدم وجود إدارة موحدة”.
وتساءلت: “لماذا يجب عليهم الاستمرار في دفع الثمن؟” وتابعت: “نحن نعلم جيداً أن الحلول المستدامة في متناول اليد”، مؤكدةً دعوتها للحكومتين في بغداد وأربيل لحل هذا الملف بشكل عاجل والتوصل إلى اتفاق دون تأخير. وقالت: “إن إدارة الحكم المستقرة والهياكل الأمنية هي أُسسٌ حاسمةٌ للمجتمع لإعادة البناء والازدهار. نحن مدينون للضحايا. نحن مدينون للناجين. نحن مدينون لإحساسنا المشترك بالإنسانية.”
واستقبل الكاظمي، اليوم الإثنين، وفداً يمثل عدداً من الناجيات والناجين الأيزيديين من أبناء قضاء سنجار وقرية كوجو والمناطق المحيطة .