تصريحات في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط (عبر مؤتمر هاتفي)
ممثلة الولايات المتحدة الدائمة
بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مدينة نيويورك، ولاية نيويورك
21 تموز/يوليو 2020
شكرا على الإيجاز يا نيكولاي. نقدر لك ولفريقك عملكم الجهيد لإيجاد حلول لهذا الصراع. وأشكر أيضا الشخصين الآخرين اللذين قدما إيجازا على تصريحاتهما اليوم. لا شك في أنكم تستطيعون التحلي بآرائكم الخاصة، إلا أنني أود أن أذكر زملائي في المجلس ومن يستمعون إلينا اليوم إن تصريحاتكم كانت مجرد آراء.
كما قال نيكولاي، ما نزال نحن أيضا قلقين جدا إزاء عودة فيروس كوفيد-19 إلى الظهور في إسرائيل والضفة الغربية وغزة.
أود أن أشارك المجلس إحصاء مأساويا يبين التأثير السلبي للصراع الثابت بين الإسرائيليين والفلسطينيين واليأس الذي تخلفه الحكومة المهملة والمسيئة في غزة. لقد شهدت غزة في خلال الأشهر الستة الماضية 15 عملية انتحار ومئات المحاولات، وكان عمر غالبية الضحايا أقل من 30 سنة. ويقل عمر 50% من حوالى المليوني نسمة في غزة عن 18 سنة، وهم يستحقون مستقبلا فعليا، وليس طريقا نحو البؤس يعبده لهم القادة الحاليون وغير المناسبين.
لقد تسببت حماس بمقتل وجرح المئات عندما استلمت السلطة من فتح والسلطة الفلسطينية منذ 13 عاما، وهي مذاك الحين تحرض على أعمال العنف وتسكت أصوات الاعتدال وتقضي على احتمالات السلام والازدهار للشعب الفلسطيني.
ثمة عدد من العوامل التي تساهم في الوضع اليائس في غزة، إلا أن حكم المنظمة الإرهابية حماس القمعي يبقى هو الأساس. تدعي حماس اليوم أنها تعمل كحكومة وتلجأ إلى تكتيكات الترهيب العنيفة في وجه أي فرصة للصحافة الحرة أو المجتمع المدني أو حرية التعبير. ويذكر ميثاق حماس “ألا حل للمسألة الفلسطينية إلا من خلال الجهاد”، فبدل العمل من أجل مستقبل من السلام والازدهار، نرى الحركة مستعدة لإخضاع الشعب الفلسطيني لليأس والصراع الدائم بغرض تحقيق رؤيتها العنيفة واسترضاء تطلعات الهيمنة التي يسعى إليها رعاتها، على غرار النظام في إيران. وليس من المفاجئ أن يفقد الشباب في غزة الأمل وهم عالقون في دورة الجنون هذه.
والأسوأ هو احتمال أن النظام في طهران يستعد للتسبب بالمزيد من البؤس وسفك الدماء، ليس في غزة فحسب، بل أيضا في لبنان وسوريا والعراق واليمن إذا سمح هذا المجلس برفع حظر الأسلحة عن إيران. وحري بهذه الجلسة والاجتماعات حول الشرق الأوسط في الأشهر القادمة أن تركز على هذا التهديد الكبير للسلام والأمن.
يمكننا مناقشة الدلالات والقرارات، ولكن ينبغي أن نركز على كيفية زرع الأمل لدى الشباب في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، فلقد فشل الوضع الراهن. يجب أن نناقش كيفية دفع القيادة الإسرائيلية والفلسطينية المسؤولة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
لقد قدم الرئيس ترامب “الرؤية من أجل السلام” لتحقيق هذا الهدف بالذات ومنح الشباب من الطرفين فرصة تحقيق مستقبل مزدهر وسلمي.
لقد قام البعض برفض عناصر من خطتنا، ولكن لم يقدم أي طرف بديلا واقعيا وموثوقا. وفي الواقع، شهدنا المزيد من النقاشات للردود العقابية المحتملة ضد إسرائيل بدل مناقشة السبل المنتجة للمشاركة في السلام وتشجيع الفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ستواصل معاناة الشباب في غزة والضفة الغربية وإسرائيل ما لم ندفع الأطراف إلى المشاركة بشكل مباشر.
لذا أسألكم جميعا عن الخيارات الأخرى المتبقية في هذه المرحلة؟ هل ينبغي أن يواصل المجلس الاجتماع شهرا بعد آخر لتكرار الأمور عينها أم نحن في الواقع مستعدون لاحتواء رعاية إيران لحركة الجهاد الفلسطيني وحماس اللتين تتسببان بالفوضى والموت؟ هل نحن مستعدون لخلق مناخ يمكن الإسرائيليون والفسطينيون من تسوية الصراع بينهم؟ لا يمكن أن يكون ثمة أي بدائل عن المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
ينبغي أن يعطي هذا المجلس الأولوية للسعي إلى السلام من أجل مستقبل أفضل للفسطينيين والإسرائيليين، ويعني ذلك حل أسباب هذا الصراع الجذرية والمحرضين عليه، فنساعد بهذه الطريقة الفسطينيين والإسرائيليين وشعوب الشرق الأوسط كله.