اليوم يستذكر العراقيون القصف الصهيوني لمفاعل تموز السلمي حكاية اوبرا ولماذا بكى صدام عند زيارته له؟

اليوم يستذكر العراقيون القصف الاسرئيلي لمفاعل تموز السلمي النووي في منطقة التويثة جنوب بغداد

 

ففي الساعة السادسة والربع من عصر يوم الاحد الموافق 7-6-1981 انقطع البث الاذاعي في عموم بغداد واستمر لمدة 15 دقيقة وتصاعدت أعمدت الدخان قرب مدينة سلمان باك في المدائن جنوب بغداد ، ولان العراق كان في موقع الدفاع ضد الهجمة الايرانية كان التوقع انه قصف ايراني لاحد المواقع العراقي وقد سبق وان قصف بقنابل عنقودية ايرانية في اول ايام الحرب

بعد نصف ساعة من القصف حضر صدام ومعه عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة الى موقع المفاعل المضروب ولم يأبه الى كون الموقع ملوث او يعرض من يتواجد فيه للخطر وعندما رأى المفاعل مضروب بكى وقال يجب إعادة انشاء مفاعل جديد واحسن من الذي ضرب

 

 

القيادة العامة للقوات المسلحة لم تصدر حينها بيانات عن القصف بل صرح ناطق عسكري وقتها عن تعرض احد مواقعنا لعدوان جوي ولم يحدد اسم الموقع ولكن بعد ايام اعلن الكيان الاسرائيلي انه قام بقصف مفاعل تموز العراقي للاغراض السلمية .

 

قام الكيان الاسرائيلي بقصف المفاعل النووي العراقي في ذكرى نكسة حزيران المشؤومة بثماني طائرات من طراز أف 16 الامريكية الصنع بعد ان قامت أجهزة المخابرات في الجيش الاسرائيلي بالاستعدادات الدقيقة  ” لقصف الموقع الواقع على بعد 17 كلم من بغداد، هذه الطائرات  كان يجب أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982،ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الاسرائيلي.

 

وقد  تدرب الطيارون الصهاينة على الطائرات  الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر  خوفا من كشفها من قبل الرادارات العراقية كما انشأوا مفاعلا كارتونيا في صحراء النقب شبيها بالمفاعل العراقي للتدريب على قصفه .

 

وكان أصغر هؤلاء الطيارين إيلان رامون الذي أصبح أول رائد فضاء صهيوني وقتل في الأول من فبراير/شباط 2003 خلال تحطم المركبة الأميركية الفضائية كولومبيا.

 

كما  شارك 230 صهيونيا  في هذه العملية، وحث رئيس الأركان الاسرائيلي  حينها الجنرال رافاييل إيتان -الذي كان يخشى حصول تسريب لأخبار العملية- رئيس الوزراء مناحيم بيغن على إعطاء الأمر للبدء بالعملية.

 

الطائرات الاسرائيلية  ألقت قنابل بلغت زنة إحداها 900 كلغم وقال احد الصهاينة الطيارين  عن الهجوم  ان الجنرال إيتان قال لهم قبيل انطلاقهم “إذا وقعتم في الأسر قولوا كل ما تعرفونه. أنتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق”.

 

انطلقت الطائرات الاسرائيلية  من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية التي لم تعلن راداراتها رصد الطائرات الاسرائيلية   .

 

كانت الصواريخ التي اطلقت على المفاعل وعددها 16  تزن الواحدة منها  900 كلغ الا ان تسعة فقط انفجرت وسبعة لم تنفجر منها واحدة سقطت على مخزن اليرانيوم ولم يكن اليراونيوم داخل المفاعل بل خارجه ولهذا لم تحدث كارثة بيئية لان العراق كان متحسبا من محاولات ايران لقصف المفاعل فلم يضع الوقود داخل المفاعل .

 

كان العراق قد اجرى قبل حوالي  يومين من قصفه تجربة عملية لتشغيله استمرت 72 ساعة وهي آخر تجارب الاستلام وعددها 11 تجربة بغية الموافقة على تسلمه من الجانب الفرنسي الذي كان في بغداد لغرض التوقيع على التسليم حتى ان احد المهندسين قتل في الغارة عندما كان يكمل اعماله فيه .

 

وبرر  مناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي في تلك الفترة هذه الغارة التي جرت قبيل الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية  بقوله إن مفاعل “تموز” كان على وشك أن يعمل مما كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.

 

 

 

 

قام الكيان الاسرائيلي قبل ذلك بقتل  يحيى المشد العالم النووي  الذي كان من ضمن ثمانية اشخاص اعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981 .

 

ويحيى المشد من مواليد 11/1/1932 .. وبعد دراسته التي ابدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الاسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج – لندن – ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة الى موسكو وعقب عودته التحق بهيئة الطاقة الذرية .. التي كان أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .. الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية .. انتقل إليه المشد حتى صار رئيسه

 

الكيان الاسرائيلي كان قد قام  في نيسان 1979 بتدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي « اوزوريس » في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية ارساله الى بغداد .. طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة اصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في اصلاحه والاشراف على عملية نقله لبغداد.

 

وكانت اول واهم واخطر انجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا ..

 

وبعد زوال حكم الشاه  عجزت ايران عن سداد ديونها لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم .. فعرض العراق على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الايرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه

 

وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان :«الاوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!»

 

اما فونونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:«ان موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الاقل..»

 

في 19ـ 6ـ 1981 صدر قرار مجلس الأمن رقم 487 الذي جرم الكيان الاسرائيلي لقصفه المفاعل العراقي السلمي حيث نص :

 

إن مجلس الأمن وقد نظر في جدول الأعمال المنشور تحت رقم S/Agenda/2280, وقد اطلع على مضمون البرقية المؤرخة في 8 حزيران/ يونيو 1981 الصادرة عن وزارة الخارجية العراقية (S/14509),

 

وقد أخذ في اعتباره التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع في جلسات المجلس 2280 حتى 2288,

 

وإذ يحيط علماً بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بهذا الموضوع في مجلس إدارة الوكالة بتاريخ 9 حزيران/يونيو 1981, وبتصريحاته في جلسة مجلس الأمن رقم 2288 بتاريخ 19 حزيران/ يونيو 1981,

 

وإذ تحيط علماً فوق ذلك بالقرار الذي تبناه مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 حزيران/ يونيو 1981 حول «ضرب إسرائيل لمركز الأبحاث النووي العراقي ونتائجه بالنسبة إلى الوكالة» (S/14532), وإذ يدرك بوضوح أن العراق طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1970, وأن العراق قبل بموجبها ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بجميع أنشطته النووية, وأن الوكالة قد صرحت أن ضماناتها قد طبقت بشكل مقبول حتى هذه الساعة,

 

وإذ يلاحظ فوق ذلك أن إسرائيل لم تتقيد بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية,

 

وإذ يساورها بالغ القلق للخطر الذي يتعرض له السلم والأمن الدوليان بسبب الغارة الأمريكية المتعمدة على المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران/ يونيو, إذ أن ذلك يهدد في كل لحظة بانفجار في المنطقة له نتائجه الوخيمة على المصالح الحيوية لجميع الدول,

 

وإذ يأخذ في اعتباره الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة: «تمتنع الدول الأعضاء في المنظمة, في علاقتها الدولية, عن اللجوء إلى التهديد بالقوة أو استعمالها سواء ضد سلامة أراضي جميع الدول أو استقلالها السياسي, أو بأي شكل آخر لا يتلاءم وأهداف الأمم المتحدة»,

 

1ـ يشجب بشدة الغارة العسكرية الإسرائيلية التي تشكل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ السلوك الدولي؛

 

2ـ يطلب من إسرائيل الامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع أو التهديد بها؛

 

3ـ يعتبر فوق ذلك أن الغارة المذكورة تشكل تهديداً خطيراً لكامل نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي عليها ترتكز معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛

 

4ـ يعترف من دون تحفظ بالحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للعراق ولباقي الدول, وخصوصاً الدول النامية منها, في العمل لوضع برامج تقنية ونووية لتطوير اقتصاد وصناعة تلك الدول للغايات السلمية بحسب حاجتها الحالية والمستقبلية, بما فيه تلك الغايات المعترف بها دولياً في نطاق عدم انتشار الأسلحة النووية؛

 

5ـ يطلب من إسرائيل أن تضع فوراً منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛

 

6ـ يعتبر أن للعراق الحق في التعويضات الملائمة عن الدمار الذي كان ضحيته والذي اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عنه؛

 

7ـ يطلب إلى الأمين العام إعلام مجلس الأمن, بانتظام, بسير تنفيذ هذا القرار.

 

تبنى المجلس هذا القرار, في جلسته رقم 2288, بالإجماع.

 

6 حزيران العراقيون يستذكرون قصف اسرائيل للمفاعل النووي العراقي

 

وكانت الطائرات الإسرائيلية من طراز أف 15 وإف 16 قد قامت بقصف (مفاعل أوزاريك) على بعد 18 ميلا جنوب العاصمة العراقية بغداد بدقة فائقة وبناء على أوامر مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت الارهابي مناحم بيجن.

 

وأزاحت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية الستار عن أدق التفاصيل الخاصة بقصف دولة الاحتلال الاسرائيلي على يد قواتها الجوية، المفاعل النووي العراقي، لأول مرة بعد مرور 34 عامًا على تلك الحادثة.

 

 

 

 

العملية تمت  عام 1981 وفي عهد مناحم بيجين، كرئيسًا لوزراء اسرائيل على الجانب الآخر، وتشير الصحيفة إلى أنه حدث ما أسمته باللقاء الدراماتيكي (اجتماع سري) ما بين بيجين، وشيمون بيريز، الرئيس الاسرائيلي الأسبق والذي حينها كان زعيمًا للمعارضة الاسرائيلية، اتفقوا وخططوا فيه على خطة استهداف المفاعل النووي العراقي التي أطلقوا عليها اسم العملية (أوبرا).

 

 

 

 

 

 

 

كيف تمت العملية أوبرا الخسيسة؟!

ظهر يوم الجمعة 7 يونيو 1981 اجتمع رئيس هيئة اركان جيش اسرائيل مع الطيارين الثمانية الذين سينفذون المهمة باستخدام 8 طائرات حربية اسرائيلية كانت قد حصل عليها سلاح الجو الاسرائيلي من الولايات المتحدة الأمريكية، وحذرهم بأن بقاء اسرائيل في خطر ولن تبقى على قيد الحياة لو فشلت هذه العملية، ورغم ذلك وضعت ثلاثة سيناريوهات محتملة للضربة الجوية وهي إما:

1- النجاح الكامل.

2- النجاح الجزئي.

3- الفشل الكامل.

 

الطائرات التي استخدمت بحسب – صحيفة يدعوت احرونوت- كانت اف 16، و اف 13، وانطلقت من قاعدة (عتصيون) العسكرية الاسرائيلية  التي كانت تسيطر اسرائيل عليها حينها.

 

ثم عبرت الحدود السعودية في الخفاء، وحلقت على ارتفاع 150 متر وهو في عُرف العسكرية العالمية ارتفاع منخفض جدًا حينها، وحققت اسرائيل هدفها وعادت قواعدها بعد ساعتين، مجتازة الحدود السعودية والأردنية دون كشفها.

 

والعملية لم تستغرق دقيقتين حيث أطلقت الطائرات الثمانية 16 قذيفة أصابت منها 14 هدفها بدقة لكن لم ينهار المبنى وتعرض لأضرار كبيرة جدًا.

 

تفاصيل دقيقة تكشفها الصحيفة العبرية

 

الطائرات انطلقت في الرابعة عصرًا من طابا ووصلت العراق في الخامسة والنصف، ثم عادت مرة أخرى لقواعدها في السادسة وأربعين دقيقة، وتم التخطيط لهذه العملية منذ عام 1974 حينما أنشأ العراق منشأة نووية تبعد حوالي عشرين ميلًا من بغداد بمساعدة الحكومة الفرنسية حينها.

 

علم الموساد الاسرائيلي بذلك وتخوف من قدرة المنشأة النووية للوصول للمستوى المطلوب من تخصيب اليورانيوم، وصناعة القنبلة النووية خلال 5-7 سنوات ورغم أن صدام بذل جهدًا للحفاظ على سرية عمله إلا أن صحيفة لبنانية كشفت عام 1975 عن نيته لإنشاء أول برنامج نووي عربي في الوقت الذي كان يحي اليهود ذكرى محرقتهم على يد الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر.

 

وتحركت وسائل الإعلام المؤيدة لاسرائيل تهاجم صدام وتتهمه بأنه سيغرق اسرائيل في أنهار الدماء ويقضي على الدولة اليهودية، لذلك أجرى القادة الاسرائيليون عشرات الاجتماعات السرية في اواخر اغسطس 1978 لتحديد كيفية التعامل مع تلك القضية.

 

وفي 6 نيسان عام 1979 وقع انفجار في مستودع تخزين بالمفاعل النووي العراقي، وكان وراء تلك العملية الموساد، وبعد مرور عام واحد من الحادثة وفي يونيو 1980 اغتيل العالم النووي  يحيى المشد الذي كان يعمل مع العراقيين في برنامجهم النووي.

 

وعلى الرغم من الانفجار في مستودع تخزين بالمفاعل النووي العراقي الا انه استمر في العمل وبناه في  تشرين الاول 1980 وحينها حصل الجيش الاسرائيلي على موافقة الحكومة للضربة العسكرية، بموافقة لجنة داخلية تتألف من رئيس الوزراء، ورئيس الاركان اسحق شامير، ووزير الخارجية.

التحضير للضربة العسكرية للمفاعل

 

اللجنة السرية كلفت الجيش والمخابرات الاسرائيلية بتقديم سيناريوهات محتملة للعمل العسكري ضد العراق، وحدثت الخلافات وأوصى بعض الخبراء بتأجيل الضربة العسكرية لسنوات قادمة، وتخوف بعض الخبراء من غضب الفرنسيين بعدما لعبت باريس دور كبير في بناء البرنامج النووي العراقي بعد توقيع الاتفاق النووي بينها وبين بغداد عام 1975 لكن بعد اتفاقية كامب ديفيد وفي7 يونيو 1981 خرجت المقاتلات الاسرائيلية من قاعدتها وذهبت شرقًا نحو العراق وشارك إيتان، نجل

 

وايلان رامون، الذي أصبح بعدها أول رائد فضاء اسرائيلي ضمن طاقم مكوك “كولومبيا” الفضائي الأمريكي

 

رئيس الأركان حينها، وعاموسيادلين، الذي أصبح بعد العملية رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، والعقيد أمير ناحوم ويفتاح سبيكتور، وحجازي كانز، ويسرائيل رييليك، وايلان رامون، الذي أصبح بعدها أول رائد فضاء اسرائيلي ضمن طاقم مكوك “كولومبيا” الفضائي الأمريكي.

 

أمريكا تعاقب اسرائيل شكليًا

 

 

أمريكا واسرائيل صديقتان مهما حدث

 

وبعد تنفيذ العملية رفض رونالد ريجين، الرئيس الأمريكي الأسبق، تسليم اسرائيل 4 مقاتلات أخرى من طراز اف 16 لكنه وافق بعد ذلك لتعرضه لضغط من الكونجرس الأمريكي، وأصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 487 يدين الهجوم ويصفه بالانتهاك الواضح لميثاق الأمم المتحدة، ومعايير السلوك الدولي، وأيدت الولايات المتحدة الأمريكية القرار رغم ذلك لأن العراق كانت حليفًا أساسيًا في حرب أمريكا ضد إيران.

 

 

 

 

قام الكيان الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي في ذكرى نكسة حزيران المشؤومة بثماني طائرات من طراز أف 16 الامريكية الصنع بعد ان قامت أجهزة المخابرات في الجيش الصهيوني بالاستعدادات الدقيقة  ” لقصف الموقع الواقع على بعد 17 كلم من بغداد، هذه الطائرات  كان يجب أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982،ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الصهيوني.

 

 

 

 

وقد  تدرب الطيارون الصهاينة على الطائرات  الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر  خوفا من كشفها من قبل الرادارات العراقية كما انشأوا مفاعلا كارتونيا في صحراء النقب شبيها بالمفاعل العراقي للتدريب على قصفه .

 

 

 

 

وكان أصغر هؤلاء الطيارين إيلان رامون الذي أصبح أول رائد فضاء صهيوني وقتل في الأول من فبراير/شباط 2003 خلال تحطم المركبة الأميركية الفضائية كولومبيا.

 

 

 

 

كما  شارك 230 صهيونيا  في هذه العملية، وحث رئيس الأركان الصهيوني  حينها الجنرال رافاييل إيتان -الذي كان يخشى حصول تسريب لأخبار العملية- رئيس الوزراء مناحيم بيغن على إعطاء الأمر للبدء بالعملية.

 

 

 

 

الطائرات الصهيونية ألقت قنابل بلغت زنة إحداها 900 كلغم وقال احد الصهاينة الطيارين  عن الهجوم  ان الجنرال إيتان قال لهم قبيل انطلاقهم “إذا وقعتم في الأسر قولوا كل ما تعرفونه. أنتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق”.

 

 

 

 

انطلقت الطائرات الصهيونية من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية التي لم تعلن راداراتها رصد الطائرات الصهيونية  .

 

 

 

 

كانت الصواريخ التي اطلقت على المفاعل وعددها 16  تزن الواحدة منها  900 كلغ الا ان تسعة فقط انفجرت وسبعة لم تنفجر منها واحدة سقطت على مخزن اليرانيوم ولم يكن اليراونيوم داخل المفاعل بل خارجه ولهذا لم تحدث كارثة بيئية لان العراق كان متحسبا من محاولات ايران لقصف المفاعل فلم يضع الوقود داخل المفاعل .

 

 

 

 

كان العراق قد اجرى قبل حوالي  يومين من قصفه تجربة عملية لتشغيله استمرت 72 ساعة وهي آخر تجارب الاستلام وعددها 11 تجربة بغية الموافقة على تسلمه من الجانب الفرنسي الذي كان في بغداد لغرض التوقيع على التسليم حتى ان احد المهندسين قتل في الغارة عندما كان يكمل اعماله فيه .

 

 

 

 

وبرر السفاح مناحيم بيغن رئيس الوزراء الصهيوني في تلك الفترة هذه الغارة التي جرت قبيل الانتخابات البرلمانية الصهيونية بقوله إن مفاعل “تموز” كان على وشك أن يعمل مما كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.

 

 

 

 

يقول السفاح بيغن كنت لا انام طوال الليل وعندما سألتني زوجتي ماالذي يؤرقك قلت:

 

 

 

 

صدام حسين

 

وسالتني :لماذا ؟

 

قلت: لها انه يعلم اطفال المدارس حين زيارته لهم عندما يسألهم من هو عدو العراق وعدوكم يجيبونه ، انها ايران فيقول لهم كلا، انها اسرائيل فكيف انام واطفال العراق عندما يكبرون سيقتلون ابناء اسرائيل!!!! . قام الكيان الصهيوني قبل ذلك بقتل الشهيد يحيى المشد العالم النووي الذي كان من ضمن ثمانية اشخاص اعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981 .

 

 

 

 

ويحيى المشد من مواليد 11/1/1932 .. وبعد دراسته التي ابدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الاسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج – لندن – ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة الى موسكو وعقب عودته التحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية .. التي كان أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .. الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية .. انتقل إليه المشد حتى صار رئيسه

 

 

 

 

أشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من عام 68 بعد سنوات قليلة من عمله كأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية على  30 رسالة دكتوراه ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر .. ومعه زوجته ايضاً ليقوم بالتدريس في مجاله ..

 

 

 

 

وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت احيانا درجة المطاردة طوال اليوم .. والمعروف ان النرويج هي احدى مراكز اللوبي الصهيوني في اوروبا

 

 

 

 

رفض الدكتور يحيى المشد كل هذه العروض لكن اثار انتباهه هناك الاعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية .. وتجاهل حق الفلسطينيين وازمتهم فما كان منه الا ان جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ..

 

 

 

 

وانتهز فرصة دعوته لاحدى الندوات المفتوحة وهناك وقال كلمته التي اثارت اعجاب الكثيرين ولكنها اثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه .. خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة ..

 

 

 

 

وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين .. فقرر الدكتور المشد العودة الى القاهرة ..

 

 

 

 

عاد يحيى المشد للقاهرة مرة اخرى .. ثم طلبته جامعة بغداد فتمت اعارته لمدة اربع سنوات وكان العراق قد طلبه بعد ان حضر مؤتمرا علميا في اعقاب حرب 1973 في بغداد ..

 

 

 

 

وبعد ان انتهت مدة الاعارة تمسك به العراق  وعرض عليه المسؤولون العراقيون اي شيء يطلبه .. ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية الى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا ..

 

 

 

 

الكيان الصهيوني كان قد قام  في نيسان 1979 بتدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي « اوزوريس » في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية ارساله الى بغداد .. طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة اصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في اصلاحه والاشراف على عملية نقله لبغداد.

 

 

 

 

بعدها اصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك..

 

 

 

 

وكانت اول واهم واخطر انجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا ..

 

وبعد زوال حكم الشاه  عجز نظام خميني  عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم ..

 

 

 

 

فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الايرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل المشد.

 

في مساء يوم 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع اي مهندس او خبير عادي ان يقوم بها على اكمل وجه ..

 

 

 

 

كان دكتور المشد يقوم كل فترة بارسال كشف باليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً .. وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الاصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه ..

 

 

 

 

ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد .. فارسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا .. في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ

 

فردوا عليه بعد ثلاثة ايام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك ان تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الاحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها ..

 

 

 

 

هل كان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً؟لانه اذا كان مقصوداً فانه يفتح لنا باباً للشك في ان هذا التغيير كان بمثابة استدراج للدكتور المشد ليتم قتله في ظروف اسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها احد..

 

 

 

 

سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً ان يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على اي طائرة متجهة لبغداد..

 

وفجأة تم العثور على د.المشد مذبوحاً في غرفته ..

 

 

 

 

وذكر راديو «اسرائيل» تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر اسرائيلية:«انه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهودها من اجل انتاج سلاح نووي في اعقاب اغتيال د. يحيى المشد»..

 

 

 

 

وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان :«الاوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!»

 

 

 

 

اما فونونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:«ان موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الاقل..»

 

 

 

 

لقد عثر على جثة الشهيد الدكتور يحيى المشد ظهر يوم السبت عام 1980 بالغرفة رقم ( 9041 ) في فندق المريديان بباريس ..

 

 

 

 

وكان في هذا الوقت موفداً في مهمة رسمية بحكم منصبه الذي كان يشغله كمدير لمشروع التسليح النووي العراقي الفرنسي ..

 

 

 

 

ففي ظهر هذا اليوم طرقت عاملة التنظيف باب حجرة المشد الذي علق عليه لافتة « ممنوع الازعاج »

 

 

 

 

وعندما فتحت الباب وجدته ملقى على الارض وقد غطى رأسه غطاء سميك وهو يرتدي ملابسه الكاملة .. والدماء تغرق رقبته وشعره ووجهه وثيابه والارضية وجدران الغرفة

 

فقامت بابلاغ البوليس الفرنسي الذي سجل في تقريره « ان القاتل كان في الحجرة عندما دخلها القتيل الذي فوجئ به فقاومه بشدة وظهرت اثار المقاومة على رقبة وثياب القتيل الذي عوجل بضربات شديدة على رأسه .. ثم كتمت انفاسه بغطاء الفراش حتى مات » ..

 

 

 

 

كان البوليس الفرنسي سال فـ«ماري كلود ماجال» التي شوهدت تتحدث مع د.المشد قبل صعوده لحجرته وقالت :

 

« ان د.يحيى المشد رفض ان يقضي الليلة معها بكل حزم رغم كل محاولاتها المستميتة فانصرفت فوراً » ..

 

 

 

 

ولكنها عادت وقالت انها سمعت اصواتاً في حجرة د.المشد بعد دخـوله بعشر دقائق تقريباً .. مما يعني استمرار وجودها في مركز الحدث ..

 

 

 

 

ثم لم تستطع ان تقول شيئاً آخر ..فقد تم اغتيالها بعد الحادث باقل من شهر حيث دهمتها سيارة مسرعة فور خروجها من احد البارات

 

مما يعني وفاة الشاهدة الوحيدة التي كانت الاقرب لماحدث او على الاقل هي آخر من شاهد د. المشد قبل دخـوله لحجرته ..

 

 

 

 

صدام اصدر قراراجمهوريا بصرف راتب تقاعدي لأسرة المشد قدره الف دولار امريكي  شهريا استمر صرفه حتى ملحمة ام المعارك بسبب قرار مجلس الامن الدولي بمنع تحويل الاموال العراقية للخارج وقد طلبت قبل عائلته في احد البرامج التلفزيونية تسليمها مستحقاته المتراكمة  .. بالاضافة لتعويض قدره 30 الف دينار تم توجيهها لشراء منزل لاسرة د.المشد في الاسكندرية ..

 

 

 

 

بعد فترة بسيطة قُيدت الشرطة الفرنسية الحادث ضد مجهول .. الصراع المصري الاسرائيلي

 

في 19ـ 6ـ 1981 صدر قرار مجلس الأمن رقم 487 الذي جرم الكيان الصهيوني لقصفه المفاعل العراقي السلمي حيث نص :

 

إن مجلس الأمن وقد نظر في جدول الأعمال المنشور تحت رقم S/Agenda/2280, وقد اطلع على مضمون البرقية المؤرخة في 8 حزيران/ يونيو 1981 الصادرة عن وزارة الخارجية العراقية (S/14509),

 

 

 

 

وقد أخذ في اعتباره التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع في جلسات المجلس 2280 حتى 2288,

 

وإذ يحيط علماً بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بهذا الموضوع في مجلس إدارة الوكالة بتاريخ 9 حزيران/يونيو 1981, وبتصريحاته في جلسة مجلس الأمن رقم 2288 بتاريخ 19 حزيران/ يونيو 1981,

 

 

 

 

وإذ تحيط علماً فوق ذلك بالقرار الذي تبناه مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 حزيران/ يونيو 1981 حول «ضرب إسرائيل لمركز الأبحاث النووي العراقي ونتائجه بالنسبة إلى الوكالة» (S/14532), وإذ يدرك بوضوح أن العراق طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1970, وأن العراق قبل بموجبها ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بجميع أنشطته النووية, وأن الوكالة قد صرحت أن ضماناتها قد طبقت بشكل مقبول حتى هذه الساعة,

 

 

 

 

وإذ يلاحظ فوق ذلك أن إسرائيل لم تتقيد بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية,

 

 

 

 

وإذ يساورها بالغ القلق للخطر الذي يتعرض له السلم والأمن الدوليان بسبب الغارة الأمريكية المتعمدة على المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران/ يونيو, إذ أن ذلك يهدد في كل لحظة بانفجار في المنطقة له نتائجه الوخيمة على المصالح الحيوية لجميع الدول,

 

 

 

 

وإذ يأخذ في اعتباره الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة: «تمتنع الدول الأعضاء في المنظمة, في علاقتها الدولية, عن اللجوء إلى التهديد بالقوة أو استعمالها سواء ضد سلامة أراضي جميع الدول أو استقلالها السياسي, أو بأي شكل آخر لا يتلاءم وأهداف الأمم المتحدة»,

 

 

 

 

1ـ يشجب بشدة الغارة العسكرية الإسرائيلية التي تشكل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ السلوك الدولي؛

 

2ـ يطلب من إسرائيل الامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع أو التهديد بها؛

 

 

 

 

3ـ يعتبر فوق ذلك أن الغارة المذكورة تشكل تهديداً خطيراً لكامل نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي عليها ترتكز معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛

 

 

 

 

4ـ يعترف من دون تحفظ بالحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للعراق ولباقي الدول, وخصوصاً الدول النامية منها, في العمل لوضع برامج تقنية ونووية لتطوير اقتصاد وصناعة تلك الدول للغايات السلمية بحسب حاجتها الحالية والمستقبلية, بما فيه تلك الغايات المعترف بها دولياً في نطاق عدم انتشار الأسلحة النووية؛

 

 

 

 

5ـ يطلب من إسرائيل أن تضع فوراً منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛

 

 

 

 

6ـ يعتبر أن للعراق الحق في التعويضات الملائمة عن الدمار الذي كان ضحيته والذي اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عنه؛

 

 

 

 

7ـ يطلب إلى الأمين العام إعلام مجلس الأمن, بانتظام, بسير تنفيذ هذا القرار.

 

تبنى المجلس هذا القرار, في جلسته رقم 2288, بالإجماع.