ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 بنات العراق.. لَسنَ كما أرادوهنَّ!
رشيد الخيون
العرب
لم تدرك القوى الدينية، السياسة منها والفقهية، قيمة الزَّمن وتحولاته، مع أن مَن أدركها قديماً، قال: «لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم» (الشهرستاني، الملل والنّحل). ينسبها الشهرستاني (ت548هـ) لسقراط، وذكرها ابن حمدون (ت562هـ) لأفلاطون: «لا تجبروا أولادكم على آدابكم…» (التَّذكرة الحمدونية)، بينما اشتهرت لعليِّ بن أبي طالب (اغتيل40هـ)، ومع عدم وجودها في متن «نهج البلاغة»، أوردها ابن أبي الحديد (ت656هـ)، ضمن «الحِكم المنسوبة» لعليّ (شرح نهج البلاغة)، وجعلها «لا تقسروا أولادكم…»، وغير الموجود في «النّهج»، الذي جمع في القرن الرابع الهجري، عُدّ منسوباً.
لكن، لنفترض صحة نسبتها لعليٍّ، أو لمَن قبله وبعده، فإنها قد قيلت في ما مضى، بمعنى هناك تقدير لمشكلة قد طُرحت، في ما يتعلق بالمجافاة مع الزَّمن. لكنَّ القوى الدِّينية تبقى تعيش المأزق، ولا تريد الأخذ بكلِّ ما يدفع للمجاراة بين النَّاس وعصورهم. نذكر ما ذكرته تلك المرأة التي عاشت ولم ترَ جملاً، لأنها لم تخرج مِن الدَّار، فلا يُستغرب ما أخبر به القاضي أبو علي التنوخي (ت384هـ): أن امرأةً لم تخرج أربعين سنة مِنَ الدار إلا وقت السفر مِن الأنبار إلى بغداد، يومها رأت «جملاً يدير دولاباً، فقالت ما هذا؟ فقيل لها: دولاب الجَمل! فحلفت أنها ما رأت جَملاً قطُّ» (نشوار المحاضرة). هذا هو الزَّمن الذي يبتغونه، قياساً بتقدم عصرنا وتخلف عصر تلك المرأة، فأول علامات هيمنة الإسلاميين، على المجتمع، هو التوجه لأسلمة قضايا النِّساء، وربط هيمنتهم بأحوالهنَّ الشَّخصيةَ.
غير أن الزَّمن الذي لم تر المرأة فيه الجَمل، إلا لسفرٍ، قد مضى، وكان أهله لا يهتمون بدور للنساء، سياسي واجتماعي وفكري. لكن كيف يُراد لهنَّ، وفي هذا العصر، السكوت لمن يتعدى عليهن باسم الدفاع عن «الفضيلة» الغائبة لدى مَن يدعي بالدفاع عنها؟! فجاء الرَّد قوياً فاجأ مَن اتهمهنَّ وزملائهنَّ المتظاهرين بالتعري والفسق والرذيلة. جاء هذا الاتهام والتهديد مِن قبل مَن سموا أنفسهم بـ«جند الله»، و«جند المعصومين»، أما معروف الرَّصافي (ت1945) فسماهم بـ«بوليس السَّماء» (العمري، حكايات سياسية).
لا نرى في هؤلاء، مِن أصحاب المنابر، غير حراب توجهها القوى الدِّينية السياسية ضد التقدم، يتفاخرون بكثافة العوام التابعين، من الذين لا يعرفون أين تكون مصالحهم. لو كان هناك دولة قانون، ورئاسات جسورة مِن أجل البلاد، لُقدم مثل هؤلاء إلى المحاكم، كي يُحاسبوا به على التحريض، بل والتهديد بالفعل بـ«جند الله»، والعبارة تعني «القتل»، وقد حصل هذا.
أقول: بما أن الزَّمن قد تبدل، والكلمة المأثورة السالفة، سواء كانت لسقراط أو لقائلها في أيَّ زمن كان: «لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم»، هي الحقيقة لا ما تعتقده القوى التي تسبح عكس التَّيار، ولا ترى مياهاً جديدةً في النَّهر (التطور كما عبر عنه هيراقليطس).
خرجت النِّساء «زرافات ووحداناً» إلى ساحات التظاهرات وبشعارات مذهلة، رداً على النفوس المريضة، التي لا ترى في الاختلاط سوى «الفجور». لم نكن نعتقد أن الوعي العراقي، الذي تهيمن عليه أدوات الأحزاب الدِّينية والعشائرية، يخرج بهذا التَّحدي: «أنا ثورة لا عورة». لقد أحرجت تظاهراتهنَّ، وزملائهنَّ الشَّباب شكلوا سوراً حولهنَّ، لحمايتهنَّ مِن «جند الله» و«جند المعصومين»، أي القوى الدينية وسلاحها لمراعاة تطبيق القواعد الشَّرعية! لكن السُّؤال: لماذا لم يكن قتل أكثر من سبعمائة متظاهر ومتظاهرة ضمن «مراعاة القواعد الشَّرعية»؟!
اختلف الزَّمن، وتبدلت القوى الفاعلة، والاحتجاجات بالمدن العراقية، الجنوبية والوسطى، حددت مساراً جديداً، أصبح فيه خطورة الاختلاط، في ساحات الاحتجاج وغيرها، مجرد نُكتة، بعد تحطم حاجز الرُّعب الذي فرضته الميليشيات. هذا، وبنات العراق، يحملنَ أرثَ عقودٍ مِن التقدم لا يلغيه بيان أو فتوى.
قال محمد مهدي الجواهري (ت1997) راداً على اعتراضات القوى نفسها على فتح مدرسة للبنات، في قصيدته «الرَّجعيون» (1929): «غداً يُمنع الفِتيانُ أنْ يتعلَّموا/كما اليومَ ظُلماً تُمنَعُ الفَتياتُ»(الدِّيوان)! لم يحسبوا للزمن حسابه، كي يعلموا: إن بنات العراق لَسنَ كما أرادوهنَّ!
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 بمناسبة الذكرى17 لاحتلال العراق قراءة هادئة في الدور الخليجي في غزو وأحتلال العراق 2003
أ. د. جاسم يونس الحريري
راي اليوم
سنحاول أن نكون موضوعيين، ومحاديين لاستعراض المواقف الايجابية والسلبية لدول مجلس التعاون الخليجي من الغزو والاحتلال الامريكي للعراق وكما يأتي:-
المواقف الايجابية:-
طرحت دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مبادرتين سلميتين لحل الازمة العراقية ، وتجنب الحرب ، والغزو على العراق عام 2003وكما يأتي:-
1.المبادرة الاماراتية:-
أصاب المبادرة الاماراتية لحل الازمة العراقية الكثير من الجدل ، وبرز حولها الكثير من علامات الاستفهام لعل من أبرزها:- هل هي مبادرة أماراتية صرفة ، أم كانت تتم تحت ضغط أمريكي؟لاشك أن المبادرة الاماراتية كانت تمضي تحت ضغوط أمريكية تحت ذريعة أنذار العراق بمخاطر تصديه للمخطط الامريكي -البريطاني لغزو العراق.والتساؤل الاخر الذي يطرح في هذا المجال لماذا طرحت المبادرة من قبل الامارات حصرا وليس من قبل غيرها من دول الخليج الاخرى؟وذلك للاسباب التالية:-
أ-مكانة الامارات الاقليمية، والدولية.
ب-التمهيد للضغط على العراق لتقبل أزاحة قيادته السياسية، وتهيئة الاجواء، والبيئة الاقليمية، والعراقية لذلك.
ج-أن توقيت المبادرة جاء بعد يوم واحد من طلب ((كولن باول)) وزير الخارجية الامريكي الاسبق الى قمة ((شرم الشيخ)) في مصر لاصدار بيان ((شديد اللهجة)) يطالبون فيه العراق الالتزام بمطالب الامم المتحدة بنزع أسلحة الدمار الشامل ، وتقديم أقتراح بأن يتنحى الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن رئاسة السلطة في العراق ، ويغادر البلاد للاقامة في المنفى.
2.المبادرة البحرينية:-
أبدت البحرين أستعدادها لاستضافة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد تسليم المسؤولية الى جهات تتمكن من معالجة الموقف ، وقد رفض صدام حسين كلتا المبادرتين ، ووقعت الحرب أوزارها على العراق في الحادي والعشرين من مارس2003.
الدور السلبي لدول الخليج في غزو وأحتلال العراق العراق2003
1.لعب ((بندر بن سلطان ))سفير السعودية في واشنطن قبل غزو وأحتلال العراق دورا مهما للتنسيق مع كل الجهات لاطباق عملية الغزو على العراق الذي كان واسطة لنقل المعلومات بين واشنطن ، وفرنسا ، ومصر حول العراق، ودوره في مناقشة خطة الاطاحة بنظام صدام حسين.
2.دور بعض دول الخليج في تحمل تكاليف الحرب على العراق:-
أدركت واشنطن أن لدول الخليج دورين مهمين يجب أن تقوما بهما وهما :-
أ-لعب دور ((ظاهري))!!! وهو جدولة ديون العراق ، أو حذفها.
ب-لعب دور ((خفي))!!! لتحمل تكاليف الحرب ، والعدوان ، وأحتلال العراق.
وعلى هذا الاساس أدركت أدارة بوش أن فاتورة الحرب ، والاحتلال تتصاعد يوميا ، في ظل أرتفاع زخم المقاومة العراقية المسلحة التي أستهدفت قوات ، ومعدات الاحتلال الامريكي ، وهذا العامل أرهق الميزانية الامريكية الذي بدا عليها الترهل ، والشيخوخة ، بسبب التكاليف ، الباهظة للحرب .
ج-المخططات الخليجية لاستغلال غزو وأحتلال العراق لدعم الاقتصاد الخليجي:-
أولا:-أن أنشغال العراق بالحرب الامريكية –البريطانية سيعطل عودة دوره الاقتصادي الى سابق عهده من أنتاج النفط قبل الحرب ، وأنشغاله بحالة عدم الاستقرار ، وأستهداف أنابيب النفط العراقية لتعطيل عودة العراق بحصته التصديرية الى ماكان عليه قبل الغزو.
ثانيا:-تعزيز سيناريو قيام بعض دول الخليج بدور سلبي في الساحة العراقية لابعاد الاستثمارات الاجنبية اليه.
ثالثا:-حجز الانظار الى دول الخليج لجلب الاستثمارات نحوها بدلا من العراق.
د-الدور العسكري الخليجي في غزو وأحتلال العراق:-
أولا:- دولة الكويت:-
-أحتضان دول الخليج لمراكز القيادة والسيطرة الامريكية للاشراف على العمليات العسكرية في العراق منها ((دولة الكويت)) ، حيث وقعت أتفاقا مع أمريكا بتأريخ14/9/1991، وعلى ضوء هذا الاتفاق أستخدمت القوات الجوية الامريكية ((قاعدة أحمد الجابر الجوية))لصالح القوات الغازية.
-أنشئت الكويت ((قاعدة جوية جديدة)) في جنوب البلاد ، تسهيلا لامكانية الانتشار السريع للقوات الامريكية ، بحجة الدفاع عن الكويت.
-بررت الكويت تلك التسهيلات للامريكان لتوفير غطاء دفاعي ، عسكري يوفر للكويت الامن.
ثانيا :- دولة قطر:-
-يعلق ((باتريك ثيروس))السفير الامريكي في الدوحة عام2002 عندما قال ((أن القطريين قرروا أن ضمانات ، المستقبل اليهم هي أقامة أوثق العلاقات مع الولايات المتحدة ، وهم أكثر أستعدادا من بعض جيرانهم لتأييد هجوم أمريكي على العراق ، من أجل المحافظة على تلك العلاقات)).
-سمحت قطر لامريكا بأدارة قاعدة ((السيلية))، وأنها أنفقت أكثر من(( بليون)) دولار!!! لبناء قاعدة ((العديد))الجوية ، لجذب القوات الامريكية .
-أن المسؤولين القطريين أقترحوا كما يقول مسؤولون غربيون أقامة القيادة المركزية للقوات الامريكية في الخليج على أراضيهم.
-سمحت قطر للقوات الامريكية بأستخدام جزءا من مطار((الدوحة))في عمليات الامداد في موقع منه يعرف بأسم ((معسكر سكوبي)).
-سمحت قطر لامريكا بتخزين ذخائر في مكان سري في الصحراء يسمى هذا الموقع ((فالكون)).
-لاننسى دور قطر في السماح لانطلاق الطائرات الامريكية المخصصة للحرب النفسية ، والالكترونية الذي كانت تقوم بحراسة منطقة ((حظر الطيران)) في العراق ، في منتصف التسعينيات من القرن المنصرم ، وتنطلق من قطر للقيام بعمليات سرية فوق العراق من باب الدعاية ، والحرب النفسية هناك للتهيؤ للضربة الامريكية ، والعدوان على العراق.
ثالثا:-المملكة العربية السعودية:-
-الدور السعودي ((غير المرئي))!!! في الحرب على العراق لان الوثائق الامريكية تقول أن قيادة المعركة الجوية ضد العراق كان يتم على الاراضي السعودية ، حيث أدار قادة عسكريين أمريكيين مركز السيطرة ، والقيادة لاطلاق طلعات الطائرات F16 ، أو أعادة طلعات تعبئة وقود ، وطلعات خاصة للاستخبارات العسكرية الامريكية C.I.A.ظلت تلك المعلومات ((طي الكتمان))!!! ، خشية من أثارة الشارع السعودي ضد الحرب على العراق ، والذي يرفض الوجود العسكري الامريكي على الاراضي السعودية.
-بعد بدء الغزو الامريكي للعراق سمحت السعودية بمرور صواريخ ((كروز))في السماء السعودية لقصف العراق ، حيث سقط البعض منها على الاراضي السعودية بالخطأ.
-زود السعوديون القوات الامريكية بمحروقات بقيم مخفظة جدا ، وكان طابور صهاريج النفط الامريكية يمتد لاميال خارج قاعدة ((سلطان الجوية)).
رابعا:-سلطنة عمان والبحرين والامارات:-
فتحت الدول الثلاثة أعلاه مطاراتها للقوات الجوية الامريكية لاستخدامها للقيام بطلعات جوية ضد العراق.
هـ- التعاون الاستخباري الخليجي الامريكي ضد العراق:-
أولا:- سمحت دول الخليج لامريكا بتواجد مجاميعها الاستخبارية الخاصة لتنفيذ مهام أستخبارية ، أنطلاقا من الاراضي السعودية قبل الحرب .وكانت وثيقة((كوبرا 11))الامريكية قد سردت التفاصيل الخفية لتلك القوات ومن ضمن واجباتها:-
-الاستيلاء على مطار بغداد الدولي.
-تطهير العوائق والحطام لكي تسهل مرور القوات الامريكية .
-نسب لها مهام لاغراض ((التمويه))!!! التحقق من عدة مواقع يشتبه في أنها تحتوي على ((أسلحة دمار شامل))!!! في غرب العراق.
ثانيا:-طورت الاجهزة الاستخبارية الامريكية ، والبريطانية مع الاجهزة الاستخبارية الخليجية ضد العراق وهذا ماأكده ((مايكل ياف))المتخصص في شؤون الخليج لجامعة الدفاع الوطني بواشنطنD.C.
ثالثا:- حصلت دول الخليج على أجهزة أستخبارية متطورة التي تستخدمها البحرية الامريكية للتجسس ضد العراق ، لتزويد الطائرات الامريكية بالمعلومات مباشرة.
و-دور الاعلام الخليجي لتحشيد الرأي العام ضد العراق:-
حاولت القنوات الفضائية التابعة لبعض الدول الخليجية كقناة الجزيرة ، وMBC بكل فروعها ، وأبو ظبي ، ودبي أثارة الازمة ، وتصعيدها ، وأيجاد مبررات لها ، وتصوير الازمة ، وكأن حلها لايمكن ألا عبر الحرب ، وليس عبر المفاوضات ، وأن الحرب حتمية ، بحيث يتم تركيز الاخبار على نقاط جوهرية ك((الديكاتورية)) ، و((أسلحة الدمار الشامل)) ، و((نشر الاشاعات ))، و((صناعة قصص وهمية)) ، و((أختلاق الروايات ، والاحداث)) لتقوية ردود الافعال العاطفية ، وتغييب وعي المتلقي ، وتدميره نفسيا.وأستخدم الامريكان مصطلحات ((اله الاكاذيب))، و((بغداد أكسبريس))، و((تكتيك الخداع))، و((الدولة العدو))، و((نظرية الدومينو الجديدة))لتشويه صورة العراق ، وتبرير الغزو عبر عمليات غسيل الدماغ مركزة، لتسهيل تقبل العراقيين والخليجيين لخطة الغزو والاحتلال.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 سيادة العراق وتغيير العملية السياسية
رفعت الزبيدي
راي اليوم
كمعارض للعملية السياسية في العراق وبحكم التجربة مع من حكموا بعد العام 2003 أقولها جازما أن لاسيادة ولاديمقراطية وماتعنيه من مفردات الشفافية في المعلومات وحماية حقوق الانسان ستتحقق سواء بمصطفى الكاظمي أو غيره طالما أن تشكيل الحكومة يأتي من توافقات الأحزاب والكيانات الحاكمة. يبدو أن الولايات المتحدة تُمنّي النفس بشخصية تخرج من غبار المنطقة الخضراء وهو تمنّي مُستهلك للوقت والجهد. نحن نتحدث عن القيم الديمقراطية ومصالح متبادلة ومشتركة بين دولة ضعيفة ممزقة وفاشلة في مؤسساتها يُفترض أن يكون لها دور مهم في مستقبل الشرق الأوسط بعد وباء كورونا العالمي وهي فرضية حتمية لابد من التعامل مع واقعيتها لتصحيح مسار العملية السياسية في العراق الجديد بعيدا عن كل الوجوه التي جاءت بعد العام 2003. كان يفترض أن يكون عادل عبد المهدي رئيس الحكومة المستقيل هو الأقرب الى التصور والطموح الأمريكي في مواجهة التغلغل الايراني وقد أثبت أنه لايختلف عن قيس الخزعلي في عداءه للولايات المتحدة ، ليس لأن عبد المهدي رجل وطني تهمّه السيادة العراقية إنما هي جزء من تبعية العقل الشيعي العراقي المهزوم والفاشل. هذا لايعني أن شيعة العراق على نفس شاكلة عادل عبد المهدي، والخيارات التي رست عليها الولايات المتحدة شأنها شأن من سبق في رئاسة الحكومة العراقية. إن مخاضا قاسيا عاشها الكثير من العراقيين الشيعة أسوة بالسنّة الذين فتحوا أبوابهم للجماعات السلفية المتطرفة وكان من نتائجها كوارث على منطومتهم الاجتماعية والادارية ، مدينة الموصل شاهد حي على ما أقول، لانريد لشيعة العراق أن يمروا بنفس مأساة السنّة إنما نختصر الطريق عليهم وقد إستفادت شخصيات شيعية من قسوة الظروف التي مرت بها العملية السياسية من خلال مؤسساتهم الحزبية والدينية الموبوئتين بوباء الفسادين المالي والاداري والعمالة الى إيران.
مالذي أتوقعه من مصطفى الكاظمي؟
أنا شخصيا لأ أعول على أية شخصية من المنطقة الخضراء في عملية التغيير وعودة العراق الى المنظومة الدولية وإبعاد شبح المخاطر عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية. مثلا الحشد الشعبي يعتبر خط احمر بالنسبة الى شركاء العملية السياسية فهو مصدر قوتهم وبقاءهم في السلطة. حتى لو تم دمجه بوزارتي الداخلية والدفاع وهو إختراق أخطر من بقاءهم مستقلين إداريا. أذكر عام 1994 وبحكم عملي في تلفزيون هيئة الارسال العراقية في مصيف صلاح الدين حيث مقر المعارضة العراقية إلتقيت بعز الدين سليم أحد اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في ادارة بول برايمر( رجل حزب الدعوة في إيران ) وكان حينها مصطفى الكاظمي هناك بحكم الصدفة سمعت بهذا الاسم وعرّفني عليه عز الدين سليم وحين سمعت بخبر تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة خلفا لعادل عبد المهدي من قبل الرئيس برهم صالح عادت ذاكرتي الى الخلف أن مصطفى الكاظمي لابد من التابعين او المنتمين الى حزب الدعوة ولاننسى أن تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الوطني جاء في إدارة حيدر العبادي ، ولاتهمني جنسيته المكتسبة البريطانية أو الامريكية فهؤلاء يمتلكون أساليب الخداع والتضليل ولهم وجوه متعددة ، كلنا نتذكر نوري المالكي حين قدّمت له إدارة الرئيس جورج دبليو بوش كل وسائل الدعم والاسناد لانجاح مهمته وفي نهاية المطاف تحول المالكي الى عدو لدود ضد المصالح الامريكية وحليف مهم لمحور المقاومة الذي تقوده إيران. علامة الاستفهام حول حزب الدعوة او الاحزاب الاسلامية لماذا هذا التعامل معها في منظومة الشراكة مع الولايات المتحدة؟
ماذا نحتاج؟
نحن بحاجة الى رؤية وستراتيجية جديدة من خارج تلك الاحزاب وفي تصوري يجب اخراجها من معادلة العراق الجديد. كيف ومتى ؟ هنا تكمن أهمية ملف الاحتجاجات المدنية وخلق تيار ليبرالي معارض ، العراق بحاجة الى نموذج جديد من الديمقراطية ليس بالظرورة التعددية فقد خلقت فوضى سياسية انما حسب وجهة نظري نظام ديمقراطي يرتكزعلى الدستور والحقوق المدنية وبقيادة أحادية او ثنائية وليست بهذا النموذج الممسوخ لمفهوم التعددية السياسية. مجتمعاتنا تحتاج الى تجارب وعقود من السنين لاستيعاب مفاهيم التسامح وفصل الدين عن الدولة.لقد قلت سابقا وأعيدها هنا أيضا أن رئيس الجمهورية برهم صالح كان بمقدوره اختصار الزمن من خلال ترشيح شخصية من خارج العملية السياسية وفي نفس الوقت يطلب من الولايات المتحدة تفعيل اتفاقية الشراكة الستراتيجية للدفاع عن الديمقراطية وسيادة العراق من تدخل إيران لكنه أضاع فرصا مهمة في هذا السياق والمتزامن مع التظاهرات المستعرة في مدن العراق قبل انتشار وباء كورونا العالمي. سيناريو مصطفى الكاظمي سيفشل. عاجلا أم آجلا.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 عن بدايات السينما والموسيقى… في العراق وإيران وتركيا (2-2)
خليل علي حيدر
الجريدة
شملت مساعي القنصل الأميركي في بغداد خلال بدايات القرن الماضي تسويق الكثير من البضائع والمنتجات الصناعية الأميركية.
وقد عرض الباحث د. خالد السعدون كما بينا، بدايات دخول السينما والساعات والآلات الموسيقية وحقائب السفر إلى العراق، وقد طلبت إحدى الشركات من القنصل عام 1908 مساعدته في تسويق “ماكينات صنع المياه الغازية”! ولا أعرف حجم مثل هذه المكائن، إلا أن القنصل أجاب الشركة بأن بغداد، في تلك الأيام “تخلو من وجود مقاه ومطاعم وحانات مؤهلة لأن تنصب فيها ماكينة لإنتاج المياه الغازية، فضلا عن أن ذلك الصنف من المشروبات لا يروق للسكان”! كما سأل ممثل شركة أخرى القنصل عن إمكانية تسويق “النظارات”، وقد أجاب بعدم وجود نظاراتي في بغداد.
ويشير د. السعدون إلى وجود تقرير آخر معد عام 1911، يقول الباحث، “يفيد بوجود تجارة بالنظارت الطبية يزاولها بعض أطباء العيون والباعة المتجولين في بغداد”، وقد تلقى القنصل كذلك سؤالا عن إمكانية تصدير “الجوارب الحريرية”، وآخر عن “تجارة الزهور” من أحد محلات نيويورك عام 1910، فأخبره القنصل بوجود بائع زهور يدعى “عبدالجبار غلام”، وأضاف القنصل أنه “حين وجد الرجل طلباً متزايدا على سلعته، أخذ يستنبت الأزهار بنفسه لمواجهة ذلك الطلب”.
ويدخل د. السعدون أن اسم المتاجر بالزهور يوحي بانتمائه إلى إيران، “ومشهور عن الفرس العناية بالحدائق وما تحويه من زهور وورود”.
ورصد تقرير القنصل عام 1909 بداية ظهور المحلات التجارية الحديثة Department Store في المدينة وفي أسواق بغداد ذات الطابع التقليدي، وذلك “بإقدام التاجر محمود الشابندر على فتح متجر هو الأول من نوعه الذي تعرفه المنطقة”، وقد عرف عن الشابندر “تنقله بين إسطنبول ومدن غرب أوروبا على مدى سنين”.
عُرفت بغداد عبر التاريخ بالاهتمام بالكتاب، وقد تحدث الكتاب “شذرات بغدادية” عن تجارة القرطاسية والكتب وأدوات الطباعة في العاصمة العراقية، ويتبين من وثائق القنصلية أن الإقبال كان محدوداً على “الصنف العالي من الورق” وأن “الكثير منه يأتي من أوروبا والهند”، وتفاءل القنصل بالتأثير الإيجابي المحتمل لإنشاء خط برلين بغداد على تجارة الورق! وشرح القنصل لتجار أميركا مشاكل المواصلات النهرية في العراق وتأثيرها على حركة البضائع بين ميناء البصرة وبغداد، مبينا كما جاء في حديثه: “أن الزمن اللازم لوصول الشحنة إلى مقصدها النهائي يتراوح بين أربعة وخمسة شهور خلال فصل الشتاء، وبين خمسة وثمانية شهور في فصل الصيف الذي ينخفض فيه منسوب المياه في نهر دجلة بما يؤثر على انسيابية الملاحة، وبناء على ذلك يطلب مستوردو بغداد مدة اعتماد طويلة لتسديد أثمان مشترياتهم، ويشترطون أن يكون الدفع مقابل استلام المستندات التي يسلمها لهم عادة البنك الإمبراطوري العثماني عند وصول الشحنة، وربما يطلبون مدة أطول للتسديد”.
ولم تكن الأسواق عام 1908 مشجعة كذلك لتسويق الطابعات الحديثة، وقد شرح القنصل أن “أقل من ست شركات أجنبية عاملة في بغداد تجري مراسلاتها باللغة الإنكليزية، وما عدا ذلك تتم باللغة العربية، لذلك لا سوق في بغداد لآلات كاتبة ذات حروف غير عربية”. وقد عدل عن رأيه في وقت لاحق قائلا “إن آلة طابعة عربية الحروف ذات صناعة متينة، ستباع حال وصولها إلى بغداد”.
كانت ثمة “اعتبارات أمنية” تحد من سوق آلات الطباعة صغيرها وكبيرها، يقول الباحث: “فسرت رسالة بعثها القنصل العام الأميركي في إسطنبول للقنصل الأميركي في بغداد بتاريخ التاسع عشر من أيلول (سبتمبر) 1908 سر عدم وجود مثل تلك الآلات في بغداد هو تحريم السلطات العثمانية في عهد عبدالحميد الثاني استيراد أية آلة طابعة ذات حروف عربية أو تركية أو أرمنية أو يونانية إلى أراضي الدولة العثمانية، وحين قام الانقلاب الدستوري في تموز (يوليو) 1908 بادرت الحكومة الجديدة لإلغاء ذلك القانون، وأفاد القنصل العام أنه جرب بنفسه حقيقة ذلك الإلغاء، حيث أدخل آلة طابعة ذات حروف عربية لمصلحة الكلية الأميركية في إسطنبول”.
وأوضح القنصل أن اللغتين المستخدمتين في المراسلات التجارية في المدينة هي العربية والعبرية، “لذا يصعب تسويق أية آلة طابعة ذات حروف غير حروف تينك اللغتين”، ولم يشرح القنصل أو الباحث بوضوح سبب أهمية اللغة العبرية آنذاك في التجارة والاتصال داخل العراق والتجارة الخارجية.
ماذا عن تسويق كتب الميكانيك والكهرباء والهندسة، “كتب القنصل في 1912 مبينا عدم وجود بائع كتب في بغداد يهتم بمثل تلك الموضوعات، فاللغة السائدة محلياً هي اللغة العربية بينما لغة التعليم في المدارس هي اللغة التركية، واللغة الفرنسية في مدرسة الإرسالية الكرملية- المسيحية- والمدرسة اليهودية، أما الإنكليزية فكانت لغة التعليم في مدرسة جمعية الكنيسة التبشيرية”.
ورغم ذلك، عدد القنصل للسائل سبع ممكتبات ومخازن كتب تبيع الكتب الأجنبية وهي:
1- منشي أفندي كتابجي، وكان مخزنه يقع عند رأس الجسر، وهو متخصص ببيع الكتب التركية والعربية والفرنسية، وربما كان مهتما ببيع الكتب الإنكليزية أيضا.
2- جمعية الكنيسة التبشيرية، وهي تبيع الكتب الإنكليزية والعربية بصورة رئيسة.
3- مكتبة الإرسالية الكرملية، وهي تبيع الكتب الفرنسية بصورة رئيسة.
4- عبداللطيف الثنيان، وهو يبيع الكتب العربية والتركية.
5- جمعية الكتاب البريطانية British and foreign Bible Society وهي تسوق الأناجيل والكتب الدينية المسيحية.
6- مكتبة العراق، وكانت تبيع جميع أنواع الكتب دون تعيين.
7- المكتبة الكلدانية، وهي تسوق الكتب الإنكليزية.
(ص 126- 127)
لم تكن آلات الطباعة والكتب وحدها موضع ارتياب أجهزة السلطان العثماني عبدالحميد، بل امتد الشك حتى إلى الكهرباء وما يتعلق بها من أجهزة عموماً.
ففي عام 1908 كتب القنصل رداً على استفسار شركة أميركية عن إمكانية تسويق منتجاتها من الأجهزة الكهربائية في بغداد بالقول إن الكهرباء محرمة في هذا الجزء من العالم، وإن بعض الشركات الأميركية كانت عام 1913 “تبذل مساعي حثيثة لترغيب جمهور المدينة باقتناء مولودات كهربائية صغيرة لتوفير الطاقة في مبانيهم، وذكر حيثا يتردد عن إنشاء محطة كهرباء كبيرة في بغداد”.
وكانت أبرز عقبة مادية في وجه إنشاء محطة الكهرباء، غلاء أسعار الفحم الحجري، فاقترح المستثمر الأميركي استخدام “النفط الأبيض” أي الكيروسين، الذي بدأ يصل عام 1906 الى الأسوق من أميركا وروسيا وعبادان الإيرانية منذ عام 1913.
حيث أشار القنصل إلى وجود ثلاجات تعمل بالكاز أي الكيروسين، ومن الآلات الأميركية التي اقتُرحت للاستخدام في العراق طواحين الهواء، ولكن قيل إن سرعة الرياح ليست بالقوة التي تكفي لتحريكها خلال أشهر الجفاف ما بين أبريل وأكتوبر.
ويقول الباحث إن القنصل الأميركي رصد إقبالا متزايداً على شراء ماكينات الخياطة ماركة Singer الأميركية الشهيرة.
وحرصت القنصلية الأميركية كما هو متوقع على تسويق السيارات إلى العراق، وهو مجال يحتاج إلى بحث مستقل.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
5 نظام طهران… أقرنوا الأقوال بالأفعال
افتتاحيىة السياسة
بين وقتٍ وآخر يطلع علينا مسؤولون إيرانيون بتصريحات باتت ممجوجة عن ضرورة تحسين العلاقات بين طهران والعواصم الخليجية، زاعمين أن “من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة لا سبيل سوى التعاون والصداقة بين دول الجوار نفسها”، وهو ما يختصره المثل العربي: “أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب”.
معزوفة “حُسن النوايا” هذه تحتاج، أولاً، إلى خريطة طريق إيرانية واضحة ومحددة ترسم كيفية كفّ نظام الملالي يده عن التدخل بشؤون دول الإقليم وإيقاف دعمه لجماعات الإرهاب وميليشيات التخريب والخلايا النائمة والصاحية التي جندتها هنا وهناك، وصولاً إلى وقف عدوانه المباشر على الشعب اليمني والمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي.
أضف إلى ذلك أن الأمن القومي العربي وحدة متكاملة، وليس هناك فصل بين الوضع الداخلي العراقي أو اللبناني أو السوري، والوجود الإيراني في تلك الدول وإنفاق المليارات على الميليشيات المذهبية فيها، لذلك إذا كانت إيران تسعى فعلاً إلى حُسن جوار مع المحيط الخليجي فعليها أن تبدأ بتغيير أجندتها بالكامل، بدءاً من نظرية تصدير الثورة، وإلا فإنَّ أي كلام سيُعتبر مجرد ذرِّ رماد في العيون، فدول “مجلس التعاون” جرَّبت إيران مرات ومرات، وحاولت أن تصدق وكانت تكتشف زيف هذه المزاعم.
أَنْ تصل حال دولة عظيمة كإيران إلى هذا الدرك المُزري، ويتحوَّل شعبُها رهينة بأيدي طغمة ظلامية لا تُقيم وزناً لأبسط الحقوق الإنسانية فذلك أشد بلاء تُصاب به أمة، فالشعوب الإيرانية صاحبة تاريخ عظيم، ولديها إمكانات هائلة إذا وُظِّفت في التنمية لقدَّمت للمنطقة فائدة كبيرة، فهل هذا ما كانت تنتظره تلك الشعوب من ثورة الخميني؟
في هذا الشأن، العودةُ إلى التاريخ ضرورة كي يدرك المراقب مصير الثورات في العالم الثالث، خصوصا في العصر الحديث، بدءا بثورة عبدالناصر عام 1952 على الملك فاروق، التي جاءت بنظام حكم جديد أفقر الشعب، وعزل مصر، فما استطاعت أن تسترد ثقة العالم إلا في العام 1973 مع حرب رمضان.
كذلك الأمر في العراق العام 1958، بعدما انقلب الضباط على الملك، وبدلاً من استكمال مسيرة التطور التي كانت الدولة بدأتها، حلَّ الخراب، وتراجعت الصناعة والزراعة والعمران، ودخلت بغداد نفق الانقلابات والثورات حتى جاء صدام حسين، الذي استهلَّ عهده بحمام دم، واستكمل التخريب بحرب الثماني سنوات مع إيران، وختمها بجريمته النكراء في الثاني من أغسطس عام 1990 بغزو الكويت، وجلب الحصار على العراق وجوَّع شعبه لينتهي حكمه مع الاحتلال الأميركي، ويتكشف الوضع عن بلد كأنه لا يزال في القرن التاسع عشر، فيما هو اليوم غارق في الخراب وتتحكم فيه الميليشيات المذهبية إيرانية الهوى والقلب والقالب.
أذكر أن في سبعينيات القرن الماضي، حين بدأ الخميني تحركه ضد الشاه، أرسل صدام حسين إلى محمد رضا بهلوي رسالة مفادها: “إذا كنتم ترغبون فنحن على استعداد لاعتقاله وتصفيته”، لكن الشاه كان رحيما حينها، وأجاب: “إن الرجل لا يُشكل أي خطر كبير علينا، ونرفض اعتقاله أو تصفيته”.
هذا الوضع تغيَّر عندما تضاربت مصالح طهران مع مصالح بعض عواصم الدول العُظمى وأدى إلى تعاون بين استخباراتها والخميني، لا سيما بعد حرب أكتوبر وإعلان بهلوي موقفه من أن سعر برميل النفط يجب أن يكون نحو 80 دولاراً، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تبني فرنسا والولايات المتحدة حركة الخميني ومساعدته على إسقاط حُكم الشاه.
هذا الخطأ التاريخي أوجد نظاماً إرهابيا بامتياز، وبات يُشكِّل تهديداً للأمنيْن الإقليمي والدولي، عبر اتباعه سياسة إيذاء الدول المجاورة، وانغماسه بالإرهاب.
لا شك أن هذا التاريخ الدموي لنظام طهران لن يجعل العواصم الخليجية العربية تطمئن لطروحاتها وعروضها الكاذبة، ولن تأخذ التصريحات الديبلوماسية الخادعة على محمل الجد، إلا إذا قرنت الأقوال بالأفعال، عندها يكون لكل حادث حديث، وما خسرته إيران مع نظام الملالي لن يُسترد إلا بقيام نظام مدني حقيقي، ومن دون ذلك لن تكون هناك شرعية شعبية ودولية لنظام مهووس بالتَّآمر والقتل والقمع والإرهاب.