ها يابه طلع ترامب كلاوجي ويريد تخزين 75 مليون برميل ويمنع الهجرة إليهم

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مقتضب، على انهيار أسعار النفط الأمريكي، وذلك خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض، والذي يخصصه للحديث عن تطورات وباء كورونا.

وقال ترامب في مؤتمره فجر الثلاثاء بتوقيت بغداد (21 نيسان 2020) إنه “يتطلع إلى وضع 75 مليون برميل في الاحتياطي النفطي الأميركي الذي يخطط لملئه بأسعار ممتازة”، مشيراً إلى أن إدارته تريد “إعادة فتح اقتصاد أمريكا على نحو مسؤول”.

وأكد ترامب،في تغريدة له على موقع “تويتر” في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، “في ضوء هجوم العدو الخفي والحاجة لحماية وظائف مواطنينا الأمريكيين العظماء، سأوقع أمرا تنفيذيا بتعليق الهجرة إلى الولايات المتحدة مؤقتا”.

وهوى سعر برميل النفط الأمريكي بشكل حاد خلال تعاملات اليوم الاثنين، بأكثر من 306%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه.

وذكرت وكالة “رويترز” أن عقود الخام الأمريكي الآجلة هوت بنسبة 306% حيث بلغ سعر البرميل 37.63 دولار تحت الصفر، بحلول الساعة 18.34 بتوقيت غرينتش.

ويعود هذا المستوى الذي سجله الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” الأدنى في التاريخ.

قفز سعر برميل النفط الأميركي تسليم مايو في التعاملات الآسيوية، صباح الثلاثاء، إلى ما فوق الصفر بعدما أغلق في نيويورك على سعر غير مسبوق في التاريخ ببلوغه 37.63 دولاراً تحت الصفر للبرميل، أي أنّ المتعاملين دفعوا للمشترين كي يخلّصوهم من سلعة فاضت الخزّانات بها وندر الطلب عليها بسبب وباء كوفيد-19.

وعند بدء التداولات بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو 0.56 سنتاً للبرميل، علماً بأنّ العقود الآجلة لشهر مايو تنقضي الثلاثاء.

وانهارت أسعار النفط الأميركي المدرج في بورصة نيويورك لأول مرة في التاريخ إلى ما دون الصفر عند انتهاء جلسة التداولات الاثنين بسبب تخمة في المخزون أجبرت المستثمرين على الدفع من جيوبهم من أجل التخلّص من هذه السلعة.

ونظراً إلى أن مهلة عقود مايو تنقضي الثلاثاء، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن.

لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أُجبر المتعاملون على الدفع لقاء الحصول على مشترين ما تسبّب بإغلاق سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط على 37.63 دولارا تحت الصفر.

وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.

وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليون برميل يومياً اعتباراً من مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً.

وتراجعت عقود خام القياس العالمي “مزيج برنت” 9.2 بالمئة إلى 25.43 دولار للبرميل.

وتحولت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لأقرب استحقاق أثناء التعاملات، اليوم الاثنين، إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وهو ما يثبط المشترين، بينما ألقت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا واليابان شكوكا على موعد تعافي استهلاك الوقود.

ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.

وعزا خبراء هذا الهبوط لتراجع الطلب على الخام بسبب انتشار فيروس كورونا، واقتراب مستودعات النفط الأمريكية من الامتلاء.

ويأتي الانهيار في أسواق النفط وسط حالة من الركود الاقتصادي بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، والإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحته.

ويحذر صندوق النقد الدولي من أن دخول اقتصادات العالم في دوامة من الهبوط سيكون الأعمق منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات من القرن الماضي.

وبعد جلسة تداول عاصفة، انهار سعر برميل النفط تسليم مايو/أيار المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرّة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، مما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.

ونظرا إلى انقضاء مهلة عقود مايو/أيار غدا الثلاثاء، كان على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن.

لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين مما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37.63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.

وتعكف وزارة الطاقة الأميركية على تأجير مساحات متاحة تكفي حوالي 77 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي لشركات النفط لمساعدة هذه الشركات في أزمة التخزين التجاري مع انهيار الطلب المحلي على الطاقة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وفي تعليق سريع له، قال الخبير النفطي الكويتي أحمد بدر الكوح إن انهيار الخام الأميركي حالة خاصة بالسوق الأميركية، في وقت ما زال خام برنت متماسكا، لكن الكوح لم يستبعد تأثر خام برنت بما يحدث في الأسواق الأميركية.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الأسواق الأميركية تواجه مشكلة على مستوى تخزين النفط، حيث باتت تكلفتها عالية مع امتلاء الصهاريج بالكامل، لذلك يحاول المتعاملون التخلص من النفط تسليم مايو/أيار المقبل.

النفط الصخري يقتل نفسه
اعتبر الكوح أن النفط الصخري الأميركي قتل نفسه عندما استمر المنتجون الأميركيون في الإنتاج رغم استمرار الأسعار في الانخفاض.

وقال إن “منتجي النفط الصخري لم يقرؤوا معطيات السوق جيدا، وها هم الآن يجنون نتائج سياساتهم”.

وعاد ليؤكد أن آخر يوم لتداول عقود تسليم مايو/أيار هو غدا الثلاثاء، لذلك لجأ المتعاملون للتخلص مما في حوزتهم.

وفي السياق، أكد خبراء لقناة الجزيرة أن الأسواق تشهد صدمة في الطلب بسبب التراجع الاقتصادي على خلفية انتشار فيروس كورونا، لذلك يتعين سحب أكبر قدر ممكن من النفط بالأسواق لدعم الأسعار.

ولم يستبعد بعض الخبراء أن يضغط الرئيس الأميركي بقوة على السعودية لتنفيذ مزيد من التخفيضات أكثر من تلك التي جرى الاتفاق عليها قبل أيام بين المنتجين الكبار وعلى رأسهم الرياض وموسكو.
اعلان

ورأى آخرون أن سوء الإدارة وحرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا أدت إلى إغراق الأسواق.

وتعرضت سوق النفط لضغوط شديدة بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، مع انخفاض كبير في الطلب. وتكافح مرافق التخزين الأميركية الآن للتعامل مع وفرة النفط، مما يضعف الأسعار أكثر.

كما أظهرت بيانات رسمية اليوم تراجع صادرات السعودية من النفط الخام في فبراير/شباط الماضي إلى نحو 7.278 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع 7.294 ملايين برميل يوميا في يناير/كانون الثاني الماضي.

وتقدم الرياض وأعضاء آخرون بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أرقام التصدير الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة “لوك أويل” -ثاني أكبر منتج روسي للنفط- أن الشركة ستقلص إنتاجها بمقدار أربعين ألف برميل يوميا، في إطار اتفاق عالمي.

وكانت مجموعة “أوبك بلس” اتفقت على تقليص الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا في مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين، نظرا لانخفاض الطلب جراء انتشار فيروس كورونا، والتنافس المحموم على زيادة الإنتاج بين روسيا والسعودية. وتعتزم دول المجموعة تقليص مستوى التخفيض بعد ذلك.
اعلان

وقال علي كبيروف إن “لوك أويل” تتوقع أن يبلغ سعر النفط ثلاثين دولارا للبرميل مع نهاية العام الجاري