ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1
المقرئون لا يقتصر دورهم على قراءة القرآن الكريم
احمد الحاج
العرب
حتم الواجب التراثي والأخلاقي تأسيس جمعية القراء والمجودين العراقيين في تسعينيات القرن الماضي أسوة بالجمعيات العالمية التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه في الدول العربية والإسلامية، وكان مقر الجمعية في مسجد الإمام الأعظم ثم انتقل إلى خارج العراق، ومنذ ذلك الحين والجمعية تواصل نشاطها كرابطة للقراء والمجودين على الطريقة العراقية البغدادية الشهيرة، ولتسليط الضوء على هذه القراءة التي تعاني برغم محليتها المرموقة من صعوبات جمة تعترض طريق انتشارها في عموم الوطن العربي، وحاورنا المقرئ حمدي شهاب الأعظمي أحد أعضاء الجمعية البارزين الذي قال عن دور المقرئ: الكثير من المقرئين لم يقتصر دورهم على القراءة بل تعداه إلى تعليم القرآن وتحفيظه، وأذكر لكم أن الشيخ الراحل عبدالقادر الخطيب كان علما في القرآن الكريم وفي القراءات العشر، وهو مجاز إجازات عدة من علماء الموصل وعلماء الأزهر وعلماء دمشق، وأصبح علما من أعلام الأعظمية، وكان خطيبا مفوّها على مدى أربعين سنة، وهو من كبار العلماء، وأصبح رئيسا لعلماء العراق في زمانه وحتى وفاته سنة 1969، وكان قبله أيضا القارئ الكبير نعمان العمر توفي 1949، وكان يقرأ في القراءات العشر وكان إذا قرأ في الصلاة أبكى من خلفه خشوعاً .
ولا يقتصر دور المقرئين على تلاوة القرآن بل وإقامة المناقب النبوية الشريفة والتواشيح الدينية كذلك. وينبغي تعلم القرآن الكريم مشافهة من أفواه العارفين، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأمر قائلا: “خذوا القرآن من ابن أم عبد”، وذلك لفصاحة لسانه وقراءته الصحيحة التي كان يقرأها عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
البعض يرى أن أول من نقل طريقة الترتيل إلى العراق هو القارئ المصري الراحل الشيخ محمود خليل الحصري، فهو أفضل قارئ مصري وعربي في مجال الترتيل
وعن الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم قال حمدي شهاب الأعظمي: الأساس في الحفظ هي التقوى، فمهما كانت الطريقة المتبعة، وتبقى التقوى هي أساس الحفظ، والله عزّ وجل يقول في كتابه الكريم: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}، والقرآن نور فإذا كان صاحب الحفظ على بينة من هذا الأمر وكان تقيا ورعا من الله فالحفظ سيكون سهلا، وسمعت من أحد القراء الذي يقرأ على الروايات السبع في سوريا في جامع قاشيش في دوما، قال أتاني رجل عمره يناهز الـ82 عاما، مصر على حفظ القرآن، وجلس معي سنتين في المسجد وحفظه كاملا، فهذا يعطينا صورة أن حفظ القرآن يأتي للإنسان بصدقه وتقواه.
وقال عن ضوابط استخدام المقامات في القراءة العراقية: هناك 14 مقاما يستخدمها القراء العراقيون، فالمقرئ المتمكن ينتقل في القراءة من مقام إلى آخر، وتوجد بعض المقامات التي كره العلماء استخدامها مثل المقام الحليلاوي، حيث كرهوا استخدامه كراهة التحريم، لأنه يستخدم في الغناء فقط، ففيه ترجيع والترجيع في القرآن غير صحيح. ونشترط على المقرئ أنه إذا قرأ أن يلتزم بقواعد التجويد وأحكام التلاوة.
ويشير الأعظمي إلى أن الدعم المادي يشكل العقبة الأساس، فإذا دعمت الجمعية ماديا فنستطيع حينئذ أن نتقدم بالجمعية بصورة كبيرة نحو الأفضل، ونتمكن بذلك من توظيف المزيد من الأساتذة والمشايخ لدى الجمعية فنقوم بواجبنا الذي أمرنا به الله تعالى ويرضى عنه.
وعن القراءات والمقامات التي يستخدمها القراء العراقيون، يقول القارئ محمد واثق العبيدي: كل الأنغام مقربة إلى وجدان ومشاعر المقرئ العراقي، بيد أنه ينجذب نحو أحدها بموجب ضوابط موضوعية، وهنا تدخل مسألة أخرى وهي ثقافة القارئ ومدى غرفه من العلوم القرآنية على وجه العموم، فإن كان بصدد آية تتضمن وعيداً فسيختار أنغاما تتوافق مع هذا المعنى، مثل (الصبا، اللامي، المدمي)، وإن كان بصدد آية تتضمن ترغيباً فسيختار أنغاما رقراقة وشجية، مثل (الاورفه، العجم، الهمايون، نهاوند)، ومن هذه الضوابط ما يعتمد على الفراسة وقوة الملاحظة، فإن كان القارئ يقرأ على جمهور ينحدر من جنوبي العراق، فإنه سيختار أنغاماً ترتاح لها آذانهم، مثل (الطويرجاوي ،العياش ، الصبية، والمدْمي)، وأما اذا كان يقرأ في جمهور من السليمانية وأربيل فيتوجب عليه التركيز على مقام (الاورفه وخاصة قطعة الزازة)، أما إذا كان الجمهور من كركوك فإنه حينئذ سيجهد نفسه بالتركيز على مقامات (القوريات، تفليس، عمر كَله)، وأما الجمهور البغدادي فهو وحده الذي لا يتنازل عن التسلسل النغمي الذي اعتاده.
وهناك ضوابط مهمة أوجبتها الأذن السمعية والذائقة المرهفة فحكمت على التراث ان يكون سلطانا على المجتمع. ففي العيدين يستحب للقارئ أن يقرأ ما يهواه الجمهور فيقرأ على مقام الـ(جهاركاه) ومنه (الخلوتي، والماهوري، والعجم)، كما أنه يقرأ من سورة الصافات ذاك أن فيها إشارة إلى الاضحية، ومن سورة الحج بمعنى أنه يراعي المناسبات.
ويرى العبيدي أن سنوات الحصار الظالم من جهة وأحداث 2003 وما بعدهاـ قد أتت على كل شيء إيجابي يجلب إلى النفس البهجة والسرور، فتعرضت جمعيتنا شأنها في ذلك شأن الكثير من المؤسسات العراقية وبقيت إلى فترة طويلة في سبات فتأثر أداؤها بكل تأكيد.
ويذكر أنه من مشايخ الأعظمية المعروفين الشيخ الجليل أمجد الزهاوي، والحاج حمدي الاعظمي، والحاج نعمان الأعظمي والحاج شاكر الملا رشيد، والشيخ عبدالقادر الخطيب، أما عن القراء المحترفين على وجه الخصوص فكان منهم: الملا حمودي الاعظمي، الحاج بدر الدين الأعظمي، الحاج سامي الأعظمي، الملا نشأت الأعظمي، الملا عبدالجبار النعيمي، الحاج محمود عبدالوهاب، وجامع هؤلاء القارئ الراحل الكبير الحافظ خليل إسماعيل، الذي تسلم الراية من القارئ الكبير الحافظ مهدي، أما بالنسبة إلى القراء الموجودين على الساحة الآن فيأتي في مقدمتهم عبدالمعز شاكر، وضياء مرعي، وحازم ملا حويش، والملا منذر العبيدي وغيرهم كثير.
وتحدث القارئ محمد العبيدي عن شروط وصفات قارئ القرآن الكريم فقال: على من يزمع أن يكون قارئا محترفا عليه أولا أن يتأكد من وجود الموهبة لديه، أو ما يدعوها بعضهم بـ “الخامة” فإذا كانت حنجرته قد جبلت على الطاقة والمقدرة من جهة وعلى اللطف والرخامة من جهة أخرى فعليه عندها العناية بها، والنهل من علوم القرآن، ليثقف نفسه مستذكرا في كل وقت وحين أنه يتعامل مع كلام الله العزيز فعليه بالتقوى والورع.
وعن الواقع الإقرائي يرى العبيدي أنه منذ بدايات القرن العشرين ونشوء الإذاعة والتلفزيون أفرز لنا أمرا مهما من خلال ما وصل إلينا من تسجيلات قرآنية، حيث تعرفنا من خلالها على مدرستين فرضتا نفسيهما في مجال القراءة، الأولى هي مدرسة الحافظ مهدي، المتوفى سنة 1961، فهذا الرجل الكفيف المتلفع باللباس الديني كان بديعا في أدائه للنغم، بديعا في تجسيده للآيات القرآنية الكريمة، وكان يقرأ القرآن الكريم بنغم الـ”رست” دون أن يعرج إلى تشعباته ثم يتحول إلى مقام آخر لينهل من رياحينه العبقة من دون مبالغة، أما المدرسة الأخرى فهي مدرسة القارئ المتمكن والفريد من نوعه الراحل الحافظ خليل إسماعيل، وطريقته هي التي سادت في الواقع الإقرائي الحالي مع أن طريقة الحافظ مهدي لا تشوبها شائبة ولا ينقصها شيء ولها أتباعها حتى الان، ولكن تطور العلوم والتأثر بالقراءة المصرية، التي تلتها القراءة السعودية ربما أدى الى انحسار محدد في طريقة الملا مهدي.
وعلى ذكر الطريقة المصرية ومقارنتها بالطريقة العراقية يرى العبيدي أن لكلا الطريقتين مميزات وصفات وضوابط، ولكل منهما حضور وإن تباين واتسع بقراءة دون أخرى، فذلك يعزى إلى الظروف الموضوعية التي تساعد هذه الطريقة دون الأخرى في الانتشار، ولا نقص في إحداها على الإطلاق.
وما ساعد في انتشار الطريقة المصرية أن الازهر قد وظّف أجهزة الدعاية والإعلام في خدمة القارئ والقراءة، واهتمَّ بتربية وتنشئة القراء على وفق منهج علمي ينهلون منه، في حين أن الطريقة العراقية لم تلق الاهتمام والرعاية المطلوبتين من وسائل الإعلام.
ويستطرد العبيدي فيقول عن الترتيل في العراق أن البعض يرى أن أول من نقل طريقة الترتيل إلى العراق هو القارئ المصري الراحل الشيخ محمود خليل الحصري، فهو أفضل قارئ مصري وعربي في مجال الترتيل، كما أحدث مجيء القراء المصريين الأفاضل إلى العراق كعبدالفتاح الشعشاعي، وأبوالعينين شعيشع، وعبدالباسط عبدالصمد، بما يمتلكون من أصوات هادرة وقوية طفرة في انتشار طريقة الترتيل في قراءة القرآن، في حين يرى بعضهم الآخر أن قراءة رئيس الرابطة الإسلامية الراحل الحاج عبدالقادر الخطيب أثناء الخطبة هي السبب في انتشار الترتيل في العراق.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 العراق في ظل غياب الدولة الوطنية فاروق يوسف
العرب
ليست مشكلة العراق في حكومته. إن بقي رئيس الوزراء المستقيل في منصبه أو تم استبداله برئيس وزراء جديد فإن المسألة سواء. ما من شيء سيتغير وما من مشكلة ولو كانت صغيرة ستُحل.
ولو عدنا إلى الشعارات التي رفعها المحتجون الذين خرجوا إلى الشوارع في أكتوبر الماضي لرأينا أنها لا تتضمن مطلبا يتعلق باستقالة رئيس الحكومة وليس هناك ما يُشير إلى الحكومة ورئيسها.
ما حدث أن رئيس الحكومة استقال من منصبه مذعورا بسبب مجزرة ارتكبت في حق المتظاهرين. لم يكن مطلوبا منه أن يستقيل. استقالته لا تفتح الأبواب على برنامج سياسي واقتصادي وخدمي مختلف.
لذلك فإن العراقيين لا يرون في استبدال رئيس حكومة بآخر حلا لمشكلاتهم.
فالأزمة تجاوزت منذ سنواتها الأولى حدود التشكيل الحكومي. هناك نظام حزبي هو المسؤول عن الوصفة الجاهزة التي من شأنها أن تبقي معادلات الفساد ثابتة في معدلاتها كما لو أنها قدر لا يمكن الافلات منه.
في ظل تلك المعادلة فإن رئيس الحكومة ليس سوى موظف لدى الأحزاب ولا يتجاوز دور وزرائه حدود القيام بتوزيع الحصص بين تلك الأحزاب.
هناك سبعة ملايين موظف. شعب لا أحد يدري ما الذي يفعله. وجوده يعبر عن بطالة مقنعة تقف في مواجهة البطالة الواقعية. الوزارات تشرف على حركة ذلك الشعب العاطل والمكلف في الوقت نفسه والذي لا يحتاج إلى نصائح لكي يكون غائبا عن الوعي.
خرج المتظاهرون في اكتوبر الماضي مطالبين باسقاط النظام. ذلك لأنهم يدركون أن النظام القائم على أساس المحاصصة الحزبية لا يصلح ليس لإدارة دولة بل لقيام تلك الدولة.
لقد أدرك العراقيون بعد كل هذا الزمن العصيب أن الأحزاب التي تمكنت من السلطة ليس في نيتها اقامة دولة. فالدولة بالنسبة لحزب الدعوة الذي حكم العراق اثني عشر عاما هي نوع من المحرمات الدينية وهو ما لا يعرفه الكثير من متابعي الشأن العراقي.
لم تر دولة العراق الجديد النور، بالرغم من أنه شهد أربع انتخابات ديمقراطية كانت نسبة المشاركين فيها تتضاءل مع مرور الوقت.
الأحزاب المهيمنة على السلطة غير معنية بقيام دولة. تلك حقيقة ينبغي وضعها في الاعتبار حين يتم البحث عن جذور المشكلة العراقية.
لقد جرت العادة على اختيار رئيس حكومة، تكون حكومته مجرد واجهة لعمليات الفساد المستمرة. ما حرصت عليه الأحزاب لا يخرج بعيدا عن وصفتها السحرية. أن يكون ذلك الكائن المسمى رئيسا للحكومة شاشة لعرض مشكلات لا تمت إلى الحقيقة بصلة. حدث ذلك في أقسى الأوقات التي تعرض العراق فيها لهجمة الارهاب العالمية. فالمطلوب أن لا يتصفح العراقيون ملفات النظام الذي يحكمهم في ظل محاصصة انتهت إلى أن تضع كل أوراقها في سلة واحدة.
في حقيقة الأمر فإن العراق بالنسبة لإحزاب بغض النظر عن تمثيلها الوهمي للمكونات الطائفية والعرقية هو مسنعمرة إيرانية. كان سليماني يديرها نائبا للمرشد الإيراني الأعلى والآن يتولى اسماعيل قاآني ادارتها.
ما لا يتوقع أحد حدوثه أن تتخلى تلك الأحزاب عن حصصها في نظام تحميه الولايات المتحدة وترتجف هلعا من أجله بعض دول اقليمية.
تلك وصفة سحرية وجد العراقيون أنفسهم في مواجهة ألغازها.
ما صار واضحا بالنسبة للعراقيين أن كل الخيارات المحتملة لن تقدم حلا لمشكلتهم التي يمكن تلخيصها بغياب الدولة الوطنية. وهو ما تسعى الأحزاب إلى تطبيعه باعتباره واحدة من أهم ثمار الديمقراطية التي جلبتها المحتل الأميركي.
العراقيون صاروا على بينة مما حدث ويحدث لهم.
ذلك تحول في الوعي كان قاعدة للرفض الشعبي لاستمرار النظام والمطالبة باسقاطه برمته من غير النظر إلى شخصية من يحكم.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 عملية طرد إيران من العراق
فريد أحمد حسن
الوطن البحرينية
الذي يحدث في العراق حالياً باختصار هو محاولة إيرانية مفضوحة لمنع رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي من الظفر بهذا المنصب، والسبب ببساطة هو أن نجاحه في هذه الخطوة يعني تقليص دور النظام الإيراني في العراق والتسبب في خسارة كبيرة قد تنتهي بطرده من هذا البلد العربي.
الواضح هو أن النظام الإيراني لا يريد الزرفي، هو يريد الإبقاء على رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي أو من يسهل أن يكون تحت أمره. لهذ أرسل خليفة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى العراق لعله يتمكن من فعل شيء. وواضح أيضاً أن قاآني لم يتمكن من فعل شيء، لهذا أوعز النظام الإيراني لميليشياته في العراق لإصدار بيان يتضمن تهديدات صريحة بالتزامن مع تقديم الزرفي برنامجه الحكومي للبرلمان، حيث «أصدرت ثمانية فصائل مدعومة من طهران بياناً مشتركاً اتهمت فيه الزرفي بالعمالة وهددت النواب الذين يدعمون ترشيحه وتوعدت بتصعيد عملياتها ضد القوات الأمريكية في العراق».
هذا باختصار هو ما حدث ويحدث في العراق حالياً، وهذا يعني أن الساحة العراقية لن تشهد هدوءاً في هذه الفترة أياً كان فعل فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في إيران، ويعني أيضاً أن النظام الإيراني ربما يعجل باستخدام «ورقة كورونا» فيعمد إلى نشره في العراق لإلهاء أهله وتعطيل كل مشروع وطني يمكن أن ينتج فعلاً يبعد النظام الإيراني عن العراق.. فيتحرر من ربقته.
النظام الإيراني – بهذه الممارسات – يريد الاستمرار في الهيمنة على العراق، والأكيد أنه سيستمر في فعل كل ما يستطيع كي لا تنتهي الأمور على الشكل الذي لا يرضيه ويظهره في مظهر الخاسر، لهذا يسهل القول بأن كل شيء وارد في هذه المرحلة بما في ذلك محاولة اغتيال الزرفي أو فرض عبد المهدي أو مثيل له بالقوة.
سيطرة النظام الإيراني على العراق في المرحلة المقبلة مسألة لا يمكنه التفريط فيها، فما أحدثه فيروس كورونا في إيران كثير وما سيحدثه أكثر، وليس تعطل ملايين الإيرانيين عن العمل بسببه وفقدانهم لوظائفهم إلا شيء من أشياء نتاجها أن هذا النظام لن يتمكن بما هو متبقى من ثروة الشعب الإيراني من السيطرة على الأوضاع في الداخل الإيراني، بمعنى أن خسارة النظام الإيراني للعراق يعني نهايته، فهناك من يعمل بهمة كي يستفيد من هكذا ظرف ليخلص إيران من هذا النظام ويعيد للشعب الإيراني حريته التي فقدها قبل أربعة عقود.
فقدان النظام الإيراني لبعض امتيازاته في العراق هو البداية الفعلية لنهايته، لهذا فإنه سيفعل كل ما يخطر وما لا يخطر على البال كي لا تفلت الأمور من يده، ولن يهمه من يعيش ومن يموت من هذا الشعب العربي بسببه، والأمر نفسه سيفعله في إيران، فالمهم والأهم عنده هو استمراره وتمكنه من إيران والعراق ومن ثم من المنطقة.
هنا يأتي السؤال الكبير، هل ستترك الولايات المتحدة النظام الإيراني يفعل ما يشاء في العراق وفي المنطقة؟ وهل ستتركه دول الخليج العربي يفعل ما يشاء؟
العقل يدفع في اتجاه أن تعمد هذه الدول إلى الاستفادة من الظرف الراهن ومن التطورات الناتجة عن تمكن فيروس كورونا من إيران لوضع النظام الإيراني في زاوية صعبة تبدأ بتفشيل تحركه في العراق وجعل العراقيين يختارون من يدير حكومتهم بقرارهم وحدهم وطرد الملالي من بلادهم وإعادة الشعب العراقي إلى حيث ينبغي أن يعود، ليعيش كما ينبغي له أن يعيش، وليسهم في الحضارة الإنسانية كما كان يسهم، ويعود معطاء.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 العراق عقدة ألتقاء اقتصادي ام عقدة جيوسياسي عقائدي تاريخي
صلاح التكمه جي
راي اليوم
استمعت لحديث النائب في البرلمان العراقي عدنان الزرفي بقناة العراقية و رؤيته للحكم و ذلك بأن يجعل العراق نقطة التقاء أقتصادي لدول المنطقة و العالم، و بهذا ألتقاء ستذوب كل عقد الصراع و سيتحقق الامن بالمصالح الاقتصادية لدول.
في البدء أيها الزرفي، أنت لم تجلب شيئا جديد، انما هذه الأفكار ، سرقتها من الذين سبقوك على رئاسة الوزراء.
هذه الرؤية قبل ان تتحدث بها و تتفلسف بها علينا و تخدع السذج وقليلي المعلومات بها، تحدث بها أيضا بأسهاب عادل عبد المهدي و اطلق عليها نظرية (الجسر)، و كان يقصد ان نجعل العراق جسرا اقتصاديا و ممرا استراتيجيا لدول العالم و المنطقة، و تحدث بها أيضا محمد توفيق علاوي عندما قال رؤيتي اجلب أجذب اموال السياسيين و شركات العالمية في اعمار العراق بدل ان تسرق و تنهب و تهدر اموال العراق ، بمافيات الاحزاب الاقتصاديةو شركات النفط.
ولكن ماذا حدث لعبد المهدي عندما أقدم على تنفيذ نظرية (الجسر) حدث انه فتحت عليه ابواب جهنم، وذلك عندما زار عبد المهدي المانيا ، و تعاقد مع شركة سيمنس لحل معظلة الكهرباء، ابواب جهنم فتحت عندما جاءه تهديد من بومبيوا و غيره.
اين استثمارات شركة سيمنس الان ؟؟
وهل نسيت أيها المتأمرك، عندما تعاقد العراق مع روسيا بشراء صواريخ الدفاع الجوي أس 400، ليحمي سماءه و ارضه من انتهاكات غارات الصهاينة، لكي يحقق امنا قويا، يساهم في تأسيس بنية تحتية، لجلب اموال الاستثمارات و اغراءها.
ماذا حدث يا متأمرك، بعبد المهدي، حدث ان اطلق العنان للتهديد الامريكي، فالعراق غير مسموح له ببناء بنية تحتية امنية قوية، لأن هذا يهدد أمن دولة اسرائيل ، اما الصواريخ فنحن الامريكان نجلبها و نشغلها لكم حسب مزاجنا، فأذا جاءات الطائرات المسيرة الاسرائيلية لتقصف العراقيبن ، فأهلا و سهلا بها، اما اذا جاءت صواريخ المقاومة لتدافع عن العراق و شعبه ، فهيهات هيهات، فباتريوت في قاعدة عين الاسد هي لها بالمرصاد، و كما قال ترامب نحن هنا في عين الاسد فقط لضرب ايران و حماية اسرائيل
و هل نسيت يا متأمرك عندما تعاقد العراق في زمن البائد مع فرنسا، لبناء مفاعل نووي، يكون بنية تحتية اقتصادية للطاقة، حاله كحال بلدان العالم، ماذا حدث، حدث ان الطائرات الاسرائيلية قصفت المفاعل و دمرته عن بكرة ابيه، لماذا؟؟؟
الجواب عند نتنياهوا في ملتقى لوبي الصهيوني الامريكي(ايباك) ، عندما صرخ و قال، فقط عبقرية شعبنا(شعب الله المختار) مسموح لها ان تنفرد بالذكاءوالقدرة و العلم و السيطرة على مقدرات البشرية، اما من ينافسها من بلدان الغمامة السوداء(ايران، العراق،الشام، اليمن) و الدول الحمراء كالعراق فيجب تدمير هذه العبقرية، و يجب ان يكون نصيبه الفشل و الفوضى و التقسيم و الخراب لأبناءه و لا يسكن بابل (العراق) الا الخراب و الدمار.
وهل نسيت يا متأمرك عندما اراد عبد المهدي ان يطبق نظريتك و فسح المجال للايرانيين بدعم العراق بالطاقة و بالمواد الضرورية، تنسى ماذا حدث،
هل نسيت حرب ترامب و تهديده لعبد المهدي ان يكون العراق فقط رأس حرب في صراع ترامب و الصهيونية و اعرابها ضد أيران
و هل نسيت يا متأمرك ، عندما أراد عبد المهدي ان يحرر العراق من هيمنة البنك الفيدرالي الامريكي على اموال نفطه، بأن يجعل بديل النفط بالدولار، النفط بالاستثمار الصيني، ماذا حدث له؟؟؟
حدث أن فتحت أبواب جهنم على عبد المهدي و ذلك عندما اراد ان يطبق بديل الصيني عوضا عن بديل الفيدرالي الامريكي، الم يطلق العنان لجوكرية لتبث فوضى لا أول لها و لا آخر، أم يطلق العنان لجيوش السفارة و عملاءه بالتسقيط و التسفيه لهذا لتعاون مع الصين.
مشكلة السذج و المتأمركيين أمثال الزرفي و نظرائه ، أنهم يعتقدون انه ممكن بحفنة من أموال النفط ستحل عقدة الصراع الجيوسياسي للعراق.
اسألك يا متأمرك لماذا يقول بوش و ترامب اني مختار لرب في معركتنا بالعراق، و هل نسيت تصريح الرئيس الفرنسي عندما ايقظه بوش و قال له، قم، و اجلب قواتك للعراق لنقاتل جاوج و مأجوج.
من يعتقد بالرؤية الزرفية ، فهو لم يقرء تاريخ العهود السابقة و اللاحقة للعراق، أفهم أيها المتأمرك ، ان العراق يعيش عقدة صراع تاريخي عقائدي جيوسياسي، فيه تراكمات من احداث الماضي و نصوص توراتية تلمودية انعكست على رؤية انجليصهيونية، لا يمكن حل تلك العقلية بهذه البساطة و السذاجة، و انما حلها يجب ان تكون برؤية للامن القومي العراقي ، تشخص عقد الصراع و تبني عليها قاعدة شعبية و كتلة صلبة جماهيرية عراقية تكون محصنة من هذه العقد و ينطلق بها و بالامكانات العلمية و الموارد البشرية لهذه الكتلة الصلبة العراقية، لبناء البلد و اعادة حضارته من جديد.
يا متأمرك لا يمكن الوقوف امام عقيدة شعب الله المختار الاسرائيلي و عقيدة انجيلوصهيونية التي تدمر العراق و غيره ، الا ببناء شعب مختار عقائدي عراقي يكون محصن بالامن و البصيرة و الامكانات و الابداع و النجاح العراقي و ليس بحاجة لقواعد امريكا وغيرها (تجربة داعش و كورونا اثبتت قدرة العراقيين على تحويل التهديد و الكارثة الى فرصة).
افهم أيها المتأمرك، الأمة و الشعوب التي لا تمتلك رؤية لامنها القومي و حقيقة الصراعات و التهديدات التي تواجهها من اعدائها، لا يمكن لها ان تحصن افرادها و أبناءها من أثار الفشل و الشقاء و عدم الامن و الاستقرار ، فهذه جميعها مرهونة بمعرفة العدو و تهديداته، يعني الامن بمعرفة العدو، ثم أن البصيرة من العدو و تهديده، سيساهم بالسعادة و الامن و الاستقرار ، وهذه قاعدة قرانية نصحها الباري عزوجل منذ ان كلف آدم بتأسيس مجتمع انساني، عناصره السعادة و الامن و الاستقرار و الرفاهية
قال الله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ،فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا( عَدُوٌّ) (لَّكَ وَلِزَوْجِكَ) فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ( فَتَشْقَىٰ) ،إِنَّ لَكَ (أَلَّا تَجُوعَ) فِيهَا (وَلَا تَعْرَىٰ) ،وَأَنَّكَ( لَا تَظْمَأُ) فِيهَا( وَلَا تَضْحَىٰ)
القانون الرباني لآدم و أبناءه هو :
معرفتكم للعدو و تهديداته ستمكنكم من تحويلها الى فرص (السعادة) و (الغنى) و (الحياة الكريمة) و (الامان) و (الاستقرار).
فهل يتمكن اصحاب البصيرة في العراق من تحويل عقدة العداء الصهيوامريكي و تهديده بعقيدة شعبهم المختار المدمرة و المخربة، بصناعة شعب عراقي مختار محصن بالعقيدة و البصيرة ليوفر (السعادة) و( الغنى) و (الحياة الكريمة) و (الامان) و( الاستقرار) ، لشعب العراق المختار و للانسانية جمعاء.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
5 من دفتر الاختفاء القسري
عبد الحسين شعبان
الخليج الامرات
قلّة من الذين اختفوا قسرياً عُرف مصيرهم، فقد ظلّ المرتكبون حريصين على إخفاء كل أثر لهم.
إن خبر اختفاء الناشر والإعلامي مازن لطيف، صاحب دار ميزوبوتيميا، والإعلامي والكاتب توفيق التميمي في بغداد، يعيد إلى الأذهان ملف الاختفاء القسري الذي ظل يتضخم باستمرار، حيث يعاني 88 بلداً منه، وامتد خلال العقود الأربعة الماضية إلى معظم القارات والبلدان، منها العراق ولبنان وسوريا وليبيا والجزائر والمغرب وإيران وتشيلي والأرجنتين والعديد من دول أمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا وإفريقيا، ولم تسلم منه بلدان متقدمة مثل فرنسا، ولعل جيلي يتذكر حادث الاختفاء القسري للمهدي بن بركة من مقهى ليب في باريس.
وأستطيع القول: إن قلّة من الذين اختفوا قسرياً عُرف مصيرهم، فقد ظلّ المرتكبون حريصين على إخفاء كل أثر لهم، وباستعادة أسماء لامعة اختفت قسرياً منذ سنوات طويلة نذكر المهدي بن بركة 1965، موسى الصدر 1978، صفاء الحافظ وصباح الدرة وعايدة ياسين 1980، عزيز السيد جاسم 1991، عز الدين بحر العلوم وعدد من عائلته وعائلة آل الحكيم 1991، شبلي العيسمي 2011، والاستثناء في ذلك هو معرفة مصير منصور الكيخيا الذي اختفى منذ عام 1993 في القاهرة، حين كنّا في اجتماع للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومنها نُقل إلى طرابلس بصورة سرّية حسبما انكشفت القصة لاحقاً، ومكث في معتقل سرّي لغاية عام 1997 وتوفي بعدها.
الكيخيا لم يُدفن حينها، وإنما استبقي في ثلاجة (برّاد) لغاية عام 2011، وكُشفت ملابسات اختفائه بعد أن أدلى عبدالله السنوسي مدير المخابرات السابق باعترافاته. وقامت الدولة – الثورة بتكريمه في حفل مهيب (ديسمبر / كانون الأول عام 2012)، ووجه حينها رئيس الوزراء علي زيدان ورئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف دعوة إلى كاتب السطور لحضور الاحتفال الرسمي الذي أقيم تكريماً له، وسبق لي أن أصدرت كتاباً عنه (1998)، بعنوان «الاختفاء القسري في القانون الدولي – الكيخيا نموذجاً».
وفي كل عام بين ديسمبر / كانون الأول وشباط / فبراير، وما بعده أستعيد ظاهرة الاختفاء القسري وملابسات العديد من الحالات التي اشتغلت عليها، من زاوية حقوقية وفلسفية واجتماعية وأخلاقية وقانونية، فالمرتكبون في السابق والحاضر يراهنون على النسيان وذبول الذاكرة، ولا سيما بمرور الزمن، فتضعف المطالبة بتبيين مصير المختفين قسرياً، وتتلاشى القضية تدريجياً، بل ويصبح الأمر مجرد ذكرى، ولهذا فهم يعمدون على التعتيم، ويثيرون غباراً من الشك لإبعاد الموضوع عن دائرة الضوء وإبقائه في دائرة الظلّ، ولعلهم يأملون أن تتآكل القضية مع مرور الأيام، وذلك في إطار دورة الزمن وازدحام الأحداث.
وكنتُ أتساءل مع نفسي عند كل حالة اختفاء قسري، لماذا تمارس سلطة رسمية أو جهات تابعة لها أو بمعرفتها مهمات أبعد ما تكون عن وظائف الدولة، وكأنها أقرب إلى مهمات «عصابة»، فتخفي أثر مواطنة أو مواطن أعزل، وتضيّع سبل الاهتداء إليه، أو الاستدلال على مكانه، ومن ثم معرفة مصيره، وبإمكانها إلقاء القبض عليه، وتقديمه إلى القضاء إذا كان «متهماً» بارتكاب «جريمة» ما، أو اقترف مخالفة ما، عوضاً عن إخفائه قسرياً في جنح الظلام، علماً بأنه لا يملك إلا الامتثال للإجراءات القانونية.
ويسأل الرأي العام: لماذا تستبدل الدولة بوظيفتها، وهي حفظ وتنظيم حياة الناس وضمان أمنهم وممتلكاتهم وتطبيق النظام العام، وظيفة جماعة خارجة على القانون، في حين أن مسؤولياتها تأمين التطبيق السليم للقانون على الجميع؟ وهل تستطيع الدولة أن تتذرع بعدم معرفتها؟ وهل بإمكان المسؤولين فيها إعفاء أنفسهم من المساءلة؟ وأين هي التحقيقات اللازمة؟ فتلك أسئلة برسم الدولة والقانون والقضاء.
إن ارتكاب جريمة «الاختفاء القسري» تعني انتهاك قواعد الشرعة الدولية لحقوق الإنسان في أكثر من محور، سواء لحقوقه الفردية أو لحقوقه الجماعية المنصوص عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ويمكننا مقاربة ذلك من خلال:
1- حق الحياة والحرية والأمان الشخصي.
2- الحق في ظروف احتجاز إنسانية، أي عدم التعرّض للتعذيب أو المعاملة القاسية أو الحاطّة من الكرامة.
3- الحق في الاعتراف بالإنسان شخصية قانونية، فالاختفاء القسري يحجب عن الإنسان الحق في إعلان شخصيته، لأنه مجهول المصير والمكان.
4- الحق في محاكمة عادلة.
5- الحق في حياة أسرية طبيعية.
وكانت الأمم المتحدة قد أولت قضية الاختفاء القسري اهتماماً متزايداً، ففي عام 1979 أصدرت قراراً بعنوان «الأشخاص المختفون» وفي عام 1980 أنشئ الفريق العامل المعني بمتابعة حالات الاختفاء القسري، وفي عام 1992 أصدرت إعلاناً أطلقت عليه «إعلان بشأن حماية الأشخاص من الاختفاء القسري أو غير الطوعي»، معتبرة ذلك جريمة مستمرة باستمرار مرتكبيها في التكتم على مصير الضحايا، وهي جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، ولا يستفيد مرتكبوها من أي قانون عفو خاص. واعتمدت اتفاقية دولية في عام 2006 نصت على منع الجريمة والتحقيق في معاقبتها تماشياً مع قرارها رقم 39 الصادر في عام 1994، والذي عبّرت فيه عن قلق المجتمع الدولي إزاء استمرار هذه الظاهرة.