ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 والحكومة في سيارة اسعاف
واثق الجابري
راي اليوم
توصف سيارةالاسعاف في المانيا بأنها الأسرع في العالم، وتنقل الحالة المرضية بوقت 4-6 دقائق، والعبرة ليست لأن مراكز الإسعاف موزعة بشكل هندسي بين المناطق، أو لأن سيارة الإسعاف تفوق مثيلاتها في المواصفات، بل لأن السيارات والمارة يفتحون الطرق بسرعة مذهلة، عند سماع صفارات الإسعاف، وكأن ما يحدث في العراق بلد مصاب، وحكومة تحتاج للنقل بسيارة إسعاف.
ربما لا تكون كل سيارات الإسعاف، مجهزة بكل ما يحتاجه المريض؛ إلاّ أنها تحمل معدات يمكنها إنقاذ حياة المصاب لحين وصوله الى المستشفى. مواصفات الإسعاف لا تنتهي بكونها عربة تنقل الحالات الطارئة، بل عملها يرتبط بما يليه في المستشفى، الذي يحدد طرقاً خاصة وسهلة لوصول سيارة الإسعاف، وأبواباً واسعة بالقرب من الشارع، وعند وقوفها يُنزل المريض مباشرة في ردهة الطواريء، وتُكتمل بقية العلاجات والخدمات الطبية, ولا يتوقف العمل المنقذ للمريض، بوجود بنى تحتية والاختصاصات الطبية المتكاملة فحسب، أن لم تك هناك إستراتيجية للعمل وخطط جاهزة، وإستثمار لتلك البنى العلمية والخدمية، من أجل الفصل بين الحياة والموت، وربما إهمال لثلاثة دقائق سواء في الإسعاف أو في الطواري، فسيؤدي الى عاهة مستديمة لا يمكن علاجها مستقبلاً.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 “عملية التاجي” هل ستؤسس لهرب امريكا من العراق! محمد النوباني
راي اليوم
عملية القصف التي قامت بها الوحدة الصاروخية في المقاومة العراقية لقاعدة التاجي التي توجد بها قوات تابعة للتحالف الامريكي، بصواريح ألكاتيوشا امس لم تكن هي الاولى للمقاومة العراقية في الاونة الاخيرة ولكنها كانت الاولى التي تسفر عن سقوط خسائر بشرية بالقوات الامريكية والحليفة لها منذ اغتيال الشهيدين الفريق قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني والشهيد ابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في المقاومة العراقية وهنا تكمن اهميتها الاستراتيجية
وهذا يعني بأن المقاومة العراقية التي توعدت بالبدء بمقاومة مسلحة منظمة لأخراح قوات التحالف الامريكي من العراق ما لم تقم الحكومة العراقية بتنفيذ ذلك بالوسائل السلمية قد يئست من مماطلات حكومة بغداد بهذا الصدد وقررت اخذ الامور بيدها والتعامل مع ادارة ترامب الامريكية باللغة الوحيدة التي تفهمها وهي لغة القوة.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 القومية العربية ليست عنصرية ولا شوفينية.. وهذه ادلتي
معن بشور
راي اليوم
في كل مرة يحاول المشككون بالمضمون الإنساني للحركة القومية العربية، اتهامها بالعنصرية والشوفينية، خدمة لمشاريع استعمارية – صهيونية تسعى لضرب كل حركة أو جهد يسعى لوحدة العرب، نرفع في وجه هؤلاء بيان “11 آذار 1970” للسلام في شمال العراق الذي اصدره حزب البعث العربي الاشتراكي بعد وصوله بأقل من عام ونيف إلى السلطة في العراق.
ففي هذا البيان “النادر” إقرار صريح بالحقوق القومية والثقافية للأخوة الأكراد في العراق، وفيه إقرار واضح “بالحكم الذاتي” الذي يشمل ثلاث محافظات عراقية (أربيل، السليمانية، دهوك)، وهو الحكم الذاتي الذي ما زال معمولاً به حتى الآن، رغم كل التوترات التي طرأت على العلاقات بين العاصمة الاتحادية والإقليم الكردي منذ عام 1974، وحتى اليوم..
ليس البيان هو الرد الوحيد على من يتهم الحركة القومية العربية بالعنصرية والشوفينية، بل هو تاريخ طويل ممتد إلى قرون خلت، حين سار العرب كلهم خلف صلاح الدين الأيوبي (الكردي) في محاربة الفرنجة وتحرير القدس، وخلف طارق بن زياد (الأمازيغي) في فتح الأندلس عبر مضيق بحري سميّ منذ ذلك الحين باسمه (مضيق جبل طارق)..
ولعل الأخوة الكرد جميعاً يعرفون علاقة القائد القومي العربي الخالد جمال عبد الناصر بالقادة الأكراد في كل الظروف، وكذلك القائد الكبير الراحل حافظ الأسد، ناهيك عن زعماء كبار من أصول أمازيغية في المغرب الذي رفض ابناؤه “الظهير البربري” منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والذي أعدّه المستعمر الفرنسي للإيقاع بين أبناء البلد العربي العظيم. ومن هؤلاء الزعماء من كان على رأس حركة التحرر العربي في بلدانهم، وأبرزهم، الأمير محمد عبد الكريم الخطابي الذي دعا إلى تأسيس مكتب المغرب العربي، وجيش المغرب العربي، وإلى اعتماد اللغة العربية وحدها في مدارس الريف المغربي، ورئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر الشيخ الأمازيغي الجذور عبد الحميد بن باديس صاحب القول المأثور “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتمي”، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الشهداء الأمازيغ في صفوف الثورة الفلسطينية وبعضهم ما زال المحتل الإسرائيلي يحتفظ بجثامينهم.
طبعاً في العصر الحديث يكفي أن نذكر أسماء كبيرة ساهمت في إطلاق المؤتمر القومي العربي، فكرياً وسياسياً، من أبرزها، المجاهد المغربي الفقيه البصري، والمفكر الكبير الدكتور محمد عابد الجابري (رحمهما الله)…
فالشواهد كثيرة على أن العروبة، التي روحها الإسلام، وحاملو رايتها ومشاعل نهضتها مسيحيون عرب كبار، كانت دوماً جامعة لكل مكونات الوطن الكبير، الدينية والمذهبية والعرقية والأثنية، وأن الحضارة العربية الإسلامية ساهم في صنعها عرب مسلمون وغير مسلمين، مسلمون عرب وغير عرب، (هي حضارة وضع المشروع النهضوي العربي “تجددها” بين أهدافه الستة المعروفة).
فتحية لبيان 11 آذار 1970، في العراق ولكل من ساهم في إطلاقه، والتي كان للبعثيين في لبنان يومها (الراحل رغيد الصلح، وبشارة مرهج، ونقولا الفرزلي، معن بشور، ومعهم الدكتور طاهر كنعان من الأردن) دور في إقامة التواصل بين قيادة البعث في العراق وبين ممثلي قادة كرد العراق المقيمين في بيروت وفي مقدمها المرحومان دارا توفيق ومصطفى الجاف، هو اتصال مهد لحوار في بغداد نجم عنه إطلاق البيان التاريخي.
وتحية للحركة القومية العربية التقدمية الديمقراطية التي لا يمكن وصفها أبداً بالعنصرية والشوفينية، حتى لو ارتكب بعض “دعاتها” أخطاء وخطايا، هنا وهناك.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 «الحرس الثوري» يلتحف «كورونا» للتخريب في العراق
مشاري الذايدي
الشرق الاوسط
بربكم ما العقل -إن كان موجوداً- الذي أصدر الأمر من إيران إلى ميليشيات «حزب الله» العراقي، لتنفيذ الهجوم الصاروخي ليل الأربعاء الماضي، بعشرة صواريخ كاتيوشا، على معسكر «التاجي» شمال بغداد، وقتل جنوداً من أميركا وبريطانيا؟!
إيران منكوبة حرفياً بمصيبة «كورونا»، الذي وصل إلى نخبة النظام الحاكم، وهي تحت المحاسبة الشعبية والحصار الدولي، ليس بسبب ضغط أميركا بل بسبب ضغط «كورونا» الذي أثار الفزع بين بني البشر لدرجة غير مسبوقة.
ومع ذلك وجد بعض عتاة «الحرس الثوري» الوقت للتخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم على المعسكر الدولي شمال بغداد. من المؤكد أن مَن أمر بذلك يراهن على انشغال العالم، والولايات المتحدة تحديداً، بالتعامل مع أزمة «كورونا» المصيبة.
تفكير فيه جانب كبير من «الرثاثة» والاستسهال والتحليل الطفولي، على كل حال الرد جاء واضحاً، فقد شنّت طائرات مجهولة غارات على قواعد تابعة لـ«الحشد الشعبي» وفصائل إيرانية في مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبراً أنها جاءت رداً على قصف «التاجي».
كما أن توعُّد الجيش الأميركي وتعهد الإدارة السياسية الأميركية بالردّ، وتحديد المسؤول مباشرةً، وهو السلطات الإيرانية، لم يتأخر.
فقد اعتبر الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي، أمس (الخميس)، أن كتائب «حزب الله» في العراق هي التنظيم الوحيد المسلّح القادر على شن هجوم على قاعدة «التاجي». كما أوضح أنه «منذ مايو (أيار) 2019 صعّد الوكلاء الإيرانيون والميليشيات في العراق الهجمات على المصالح الأميركية ونفّذوا العشرات من رحلات الاستطلاع بطائرات مسيّرة بالقرب من قواعد أميركية وعراقية».
محاسبة مرتكبي الهجوم الدامي على القاعدة العراقية كان هو مضمون التعهد المشترك أيضاً بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره البريطاني دومينيك راب، في مكالمة هاتفية.
هذه الواقعة تفتح ليس على ثبات السياسة الأميركية في ردع النظام الإيراني، أو تشير إلى ما هو معروف من السلوك الإجرامي للنظام الإيراني، والمتهوّر سياسياً، فهذا لا جديد فيه، بل تفتح، بنظري، على اليقظة لأهمية هذه الوقائع والتركيز عليها إعلامياً، حتى لا يتسلل عشاق الظلام والعمل في الكواليس لتمرير أعمالهم الخطيرة، في غمرة الانغماس الإعلامي العربي في ضجيج ودخان وعزل وانعزال وقلق «كورونا» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.
«كورونا» مصيبة لكن ستجد حلّها قريباً، مع بعض الألم الذي سيصيب العالم قبل ذلك، غير أن «كورونا» العبث والخراب الاجتماعي والسياسي الذي تقترفه إيران ومن معها، هو الوباء المقيم الذي يحتاج إلى مواجهة شاملة وعزل صحي سياسي صارم.