لم تعثر الاستخبارات العسكرية الهولندية، على أي بطارية دفاع جوي صاروخي من طراز “بوك” كان بإمكانها إسقاط طائرة البوينغ الماليزية التي تحطمت بالقرب من دونيتسك عام 2014.
وفي مقال تحت عنوان “هل تم التحقيق في حادث MH17 بشكل صحيح؟”، نشر الصحفي الهولندي ماكس فان دير فيرف، بعض وثائق مجموعة التحقيق المشتركة، بما في ذلك رسالة بتاريخ 21 سبتمبر 2016 من إدارة الشؤون القانونية في جهاز الاستخبارات العسكرية الهولندية (MIVD) موجهة إلى مكتب المدعي العام للدولة، والتي بموجبها قامت الاستخبارات المذكورة، بالتحقق هل كان بمقدور بطاريات “بوك” الضلوع والتورط في إسقاط الطائرة المنكوبة.
تحدث النص عن 11 نقطة كانت تنشر فيها بطاريات “بوك” الأوكرانية (ثمانية مواقع) والروسية (ثلاثة مواقع) في يونيو ويوليو 2014، عندما وقعت المأساة.
ووفقا للاستخبارات الهولندية، كانت جميع البطاريات الإحدى عشرة على بعد 66 كيلومترا على الأقل من موقع التحطم، وتم تحديد ثلاث بطاريات روسية داخل أراضي روسيا.
وقالت الرسالة، إنه انطلاقا من المعطيات الواردة في الجداول المرفقة، يتضح تماما، أن الطائرة المنكوبة كانت تحلق على مسافة خارج نطاق إصابة كل بطاريات “بوك” الصاروخية الأوكرانية والروسية المنتشرة في المنطقة.
ويرى الصحفي الهولندي، أنه من المذهل جدا أن تكون الاستخبارات الهولندية تملك “معلومات مفصلة عن مواقع أنظمة بطاريات بوك الروسية (المنتشرة خارج القواعد الرئيسية)، في الوقت الذي كانت غالبية بطاريات بوك الأوكرانية تتمركز في مواقعها الثابتة داخل القواعد العسكرية”.
بعد ذلك، يسأل ما إذا كان يمكن التأكيد أن سلطات كييف احتفظت ببطاريات “بوك” في قواعدها، ولم تقم أبدا أثناء العملية في دونباس بنقل وتحريك وسائط دفاعها الجوي، في ميدان العمليات القتالية.
وقال: “ما مدى احتمال حدوث ذلك، مع الاخذ بالاعتبار واقعة إعلان حالة تأهب قصوى في قوات الدفاع الجوي الأوكرانية يوم 12 يوليو 2014 (قبل أيام قليلة من تحطم الطائرة)؟.
وأضافت الرسالة الموجهة إلى المدعي العام الهولندي: “انطلاقا من مواقع البطاريات التي تم تحديدها والسرعة التي يمكن نقلها بها، يبدو بعيد الاحتمال أن يكون قد تم نقل بطارية Buk-M1 التابعة للجيش الأوكراني، في مثل هذه الفترة بحيث باتت الطائرة المنكوبة، ضمن منطقة إصابتها”.
يستنتج الصحفي، وهو يحلل الحقائق المذكورة أعلاه، أن “الاستخبارات العسكرية والأمن الهولندي، لم يستلما 21 سبتمبر 2016 (قبل أسبوع من المؤتمر الصحفي لمجموعة التحقيق) معلومات من أي مصدر موثوق بوجود أي بطاريات بوك روسية عند الحدود مع أوكرانيا خلال النزاع”.
وقال: “هذا يعيدنا إلى السؤال الذي طرحناه في بداية هذه المقالة: هل تم إجراء تحقيق MH17 بشكل صحيح ..؟ واستنادا إلى التحليل الذي قمت به على مر هذه السنوات، ظهرت لدي شكوك، وطبعا محتوى المعلومات الجديدة من هذه الوثائق الأربعة، جعل شكوكي تقوى وتزيد”.