أصبح شريط الفيديو والصور التي تظهر مغادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني السريعة وغير العادية لصلاة الجمعة التي أمها المرشد الأعلى علي خامنئي، مادة خصبة لتعليقات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين.
فقد علق المئات على سبب غضب روحاني المزعوم وارتجاف يديه، كما بدا في المقطع المصور، فيما نظر إليه رئيس البرلمان علي لاريجاني بدهشة، عندما نهض وهمّ بالمغادرة.
ويبدو من ردود الفعل على مواقع التواصل أن معظم المعلقين من أنصار النظام الإيراني المنتقدين لروحاني.
في الفيديو، يُرى روحاني وهو يصلي مع شخصيات الدولة الأخرى خلف خامنئي، لكنه ينهض فجأة للمغادرة بينما لا يزال خامنئي يسجد.
وما يثير الريبة لكثيرين، هو ظهور روحاني قبل دقائق من تصويره وهو يصلي، بوجه مستاء فيما يحاول تثبيت يديه المرتجفتين، الأمر الذي فسره مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي المتشددين على أنه إهانة لخامنئي.
يقول بعض الإيرانيين في تعليقاتهم إن روحاني كان غاضبا لأن أحد المنشدين الدينيين أهانه في قصيدة قبل الخطبة، إذ تشير بعض المقاطع التي تمت تلاوتها إن “خيار” انتخاب روحاني كان “خاطئا” وأفسد الثورة.
وبالتزامن مع تلاوة هذا الجزء خلال الخطبة، هتف الحشد “الموت للمنافقين”، علما بأن هؤلاء المنشدين عادة ما يمدحون الأئمة والشخصيات الدينية الأخرى وهم قوة مؤثرة في الجمهورية الإسلامية ويصطفون دائما إلى جانب المتشددين.
ومع ذلك، يعتقد آخرون أن روحاني كان غاضبا لأن خامنئي اتخذ خلال خطبة الجمعة موقفا متشددا ضد الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران.
وقال خامنئي في كلمته إن “بعض الأشخاص” حاولوا “استرضاء العدو”. وهنا أظهرت الكاميرات بشكل مباشر الغضب الذي تبدّى على وجه روحاني، عندما نطق خامنئي بتلك الكلمات.
وكتب مستخدم آخر “كان من الواضح أن شعار” الموت للمنافقين” كان المقصود منه روحاني.
وفي ظل غياب رد فعل رسمي من الحكومة الإيرانية تظل هذه التفسيرات التي تستند بالكامل إلى مقاطع فيديو من خطبة الجمعة، محل تكهنات، حسب تقرير لراديو فاردا.
مواقف عدة أثارت انتباه الكثيرين خلال خطبه الجمعة النادرة بقيادة خامنئي، لكن وحسب راديو فاردا، فإن الموقف الذي فاجأ كثيرين هو أن المصلين الذين يُعتقد أنهم مؤيدون للنظام، رفضوا السير فوق العلم الأميركي بحسب لقطات عفوية بثها التلفزيون الرسمي الذي يبدو أنه لم يجد فرصة لمنتجة تلك اللقطات.
وكان إيرانيون رفضوا قبل ذلك السير على العلم الأميركي خلال تظاهرات في طهران شهدت رفع عدة شعارات بينها “أميركا ليست عدونا.. عدونا في الداخل”.
وبدأت الخلافات بين مؤسسات السلطة في إيران تطفو على السطح، إذ حاولت الحكومة الإيرانية الاثنين إلقاء اللوم على الجيش والكشف أنها لم تكن تعلم حقيقة ما حصل إلا بعد عدة ساعات.
وبعدما شهدت طهران على الصعيد الرسمي توحيدا في جميع خطاباتها بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلا أنها بدت هشة وغير متوازنة بالتعامل مع ملف الطائرة الأوكرانية.
وأُسقطت الطائرة من طراز بوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بصاروخ بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران قبل فجر الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
وجاء إسقاط الطائرة التي كانت متوجهة إلى كييف بعد ساعات على إطلاق طهران سلسلة صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، ردا على قتل واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد.
ونفت السلطات الإيرانية في البداية الاتهامات الغربية التي استندت إلى معلومات استخباراتية بأن صاروخا أصاب طائرة الركاب، قبل أن تقر بالأمر السبت.
واتهم الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمر صحفي الحرس الثوري بتضليلهم بالمعلومات حول الطائرة التي يزعمون أنها أسقطت بالخطأ، ومؤكدا أن رئيس الحكومة حسن روحاني لم يعلم بحقيقة ما حصل سوى ظهر الجمعة وذلك بعد أقل من 24 ساعة من ضرب الطائرة.