مشروع القاعدة الجوية في الصويرة, الذي أثاره منشور مقتدى الصدر, والذي تطرق فيه الى خلاصة تحقيق حول شبهات فساد شابت المشروع , حيث أنفقت الحكومة مبلغ اجمالي قدره مليار و ٨٠٠ مليون دولار دون وجود انجاز حقيقي على الارض, ما حكاية هذا المشروع ؟
تعود بداية المشروع الى عام ٢٠١٣ , حين تعاقد العراق مع كوريا الجنوبية على شراء ٢٤ طائرة تدريب من نوع ( T-50 ) مجهزة بصواريخ (جو- جو) وصواريخ (جو – أرض)، وقد تطلب ذلك إنشاء مدارج هبوط واقلاع تناسبها , فقد تم التخطيط لمشروع إنشاء مدارج ومنشآت تضاف الى قاعدة الصويرة الجوية المنشأة أصلا لاستقبال الطائرات الروسية.
وقع الاختيار على شركة صناعة الطيران الكورية الجنوبية التي اعلنت أن قيمة الصفقة تصل إلى ١,١ مليار دولار، وأنها تتضمن أيضا تقديم الدعم لسلاح الجو العراقي وهو ما قد يرفع القيمة الاجمالية إلى ملياري دولار.
وقع الاختيار على ذات الشركة الكورية المصنعة للطائرات لانشاء مشروع تطوير القاعدة والمفارقة أن مدير الشركة صرح حينها ان، “بناء المطار ليس من اختصاص شركته والمشروع يتطلب خبرة شكرة كورية متخصصة هي( شركة كاي KAI ) لإنشاء مرافق المطار وأنظمة توجيه الطائرات”.
مع بدء العراق تسديد قيمة صفقة الطائرات الكورية اعتبارا من بداية ٢٠١٤ والتي تجاوزت الملياري دولار (تتضمن مرافق الدعم اللوجستي و تدريب الطيارين) , فيما بقي عقد تطوير القاعدة غامضا.
ولابد من الاشارة الى الشركة المعنية و هي ( كوريا ايروسبيس ), يرأسها ( كيم سيك ) وهو عسكري كوري سابق تشوب سيرته العديد من قضايا الفساد والتي تصاعدت وأدت إلى انتحاره في منزله بعد يوم واحد من رجوعه من سفرته الى العراق, اذ كان قد تم استدعاءه بعد رجوعه من العراق مباشرة وتم التحقيق معه بتهم فساد في ما لا يقل عن ٢١ مليون دولار نتيجة ارباح غير مشروعة عن طريق تضخيم تكاليف مشروع أخر يتعلق بتطوير طائرات هليوكوبتر T 50.
لاحقا بدأت اللغط يتصاعد في العراق حول المشروع , وكان من التصريحات التي اثارت ضجة في عام ٢٠١٦ , تصريح رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي الذي كشف عن ان العراق يدفع مليون دولار شهريا لشركة صناعات الطائرات الكورية كإيجار لطائرات “T-50” العراقية التي تم دفع ثمنها ولكنها لا تجد مطارا تنزل فيه في العراق، حيث ان مطار الصويرة لم يكتمل لاستقبالها رغم مرور عامين ونصف على مشروع إعادة تأهيله بما يلائم هذه الطائرات، ثم كان موضوع مشروع قاعدة الصويرة , أحد النقاط التي تم إثارتها في الاستجواب الشهير لوزير الدفاع (خالد العبيدي)، ثم ظهرت وثائق مسربة عن المشروع كشفت عن تعامل وزارة الدفاع مع (أون يونغ ) وهو جنرال كوري وعمل مقاولا وطرد من الخدمة في بلاده، بعد أن يعمل كمقاول ثانوي حين كانت شركة (كوريا ايروسبيس) معنية بتنفيذ المشروع , إثر تسهيلات تلقاها من وسيط عراقي يدعى (غيث لطيف الدليمي ) إستمر عمل المقاول الكوري الجديد لغاية ٢٠١٦ ثم تم انهاء التعاقد معه، لكن أتضح أن العقد قائم في عام ٢٠١٧ , رغم اعلان العبادي أن (الحكومة تدرس نقل الطائرات التي تعاقدنا مع كوريا عليها لمكان بديل ) و أمد شبهات الفساد بإيعازه فتح تحقيق حول اسباب عدم اكمال انجاز المشروع.
مؤخرا تواردت أنباء عن استثمار القاعدة من قبل الحشد الشعبي لتمركز بعض فصائله رغم عدم تأكيد ذلك رسميا .