قرية انبارية خالية من الرجال “حرفيا”.. كلكامش تتحرى القصة الكاملة (صور)

قرية انبارية خالية من الرجال “حرفيا”.. كلكامش تتحرى القصة الكاملة (صور)

الى الشرق من محافظة الانبار، قرية صغيرة يحاذيها نهر الفرات من الغرب، ومن شرقها يمر الطريق الدولي المؤدي الى العاصمة بغداد، لقرية “البو عكاش” جانب مخضر من بساتين وحقول ومساحات خضراء، لكن جانبا “مظلم” خيم على القرية منذ العام 2016، اذا اختفى جميع رجالها في ظروف غامضة.
تتبع القرية الى ادارة ناحية الصقلاوية، التي شهدت معارك طاحنة لطرد تنظيم داعش، في مطلع العام 2016، وابان عمليات التحرير اقدمت القوات الامنية على عزل جميع الرجال عن النساء بحثا عن مطلوببين، في اليوم الثاني اختفى رجال القرية بالكامل ولا أحد يعرف مصيرهم حتى اليوم، ذلك وفقا لشهادات من اهالي القرية ادلوا بها لـ”كلكامش برس”.

 

لجنة برلمانية لتقصي الحقائق

شكل مجلس النواب، لجنة تحقيقة لمعرفة مصير الرجال، فيما اصدرت عدد من نواب محافظة الانبار، بيانات تطالب بالتحقيق ومعرفة مصيرهم.
يستغرب عضو مجلس النواب عن محافظة الأنبار يحيي المحمدي، غياب رجال القرية بهذه الطريقة!، ويؤكد في حديثه لـ”كلكامش برس”، “ليس من المعقول أن تغيب قرية كاملة ولا يعرف مصيرهم ولا الجهة التي أختطفتهم”.

ويضيف ” شكلنا لجنة في مجلس النواب للتقصي عن أبناء مدينة الصقلاوية المغيبين، هنالك المطالبات مستمرة للحكومة الاتحادية من أجل الكشف عن مصير المغيبين من أبناء الأنبار”.

شيخ القرية يحدد الجهة “الخاطفة”

ينتمي جميع افراد “البو عكاش” الى قبيلة المحامدة، ويتهم شيخهم سعيد خلف الناي (احدى فصائل الحشد الشعبي) باختطاف جميع رجال القرية، موضحا في حديثه ل”كلكامش برس” ان “قوات أمنية تابعة لكتائب حزب الله دخلت مع الجيش أثناء عملية التحرير الذي شهدته ناحية الصقلاوية هي التي قامت بخطف جميع رجال القرية والبالغ عددهم ٦٨٥ شخص واقتادهم إلى جهة مجهولة”.

ويصف الشيخ النايل، جميع أعضاء مجلس النواب عن الأنبار بـ”الجبناء”، ويقول “جميعهم يعلمون الحقيقة لكنهم جبناء لا يستطيعون الحديث”، ويطالب الشيخ الاجهزة الامنية بالكشف عن مصير أبناء عشيرته المختطفين”.

ويكشف النايل ان أحد القادة الأمنين هدده بالاعتقال في حالة عدم ترك الموضوع، مؤكدا أن “تهديدات وصلته من جهات مجهولة تهدده بالقتل هو وعائلته إذ لم يغادر العراق”.

 

وتابع بالقول إن “وضع القرية أقل ما يقال عنه بالمأساوي ونساء القرية بدأن باستعطاف المنظمات الإنسانية لتقديم العون لهم بعد تغاضي حكومتي الأنبار المحلية وبغداد عنهم واهمال الحكومة لهم”.

وذكر النايل أنه “لا داع للاستقصاء عن الموضوع فالحقائق معلومة لكن والجميع يعرف أين هم أبنائنا ومن هي الجهة التي قامت باختطافهم”.

ام فؤاد بلا زواج واولاد!.

المواطنة أم فؤاد وهي من سكان قرية البوعكاش أكدت لـ”كلكامش برس” أنه ” أثناء عمليات التحرير كنا ذات ليلة نختبأ من أصوات الانفجار وعندما شق الفجر دخلت علينا قوات مسلحة اقتادت زوجي وأولادي إلى سيارتهم الخاصة بعد عصب عيونهم وتقييد أيديهم وامرتني أن أذهب إلى مكان محدد حيث فيه تجمع نساء القرية”.

وأضافت “بدأت اصرخ بصوت عال واترجاهم أن يتركوا لي أولادي وزوجي لكن رد عليّ عنصر من القوة بأن عليّ الهدوء والذهاب إلى المكان المحدد وسيخضعون للتحقيق وبعدها سيتم إطلاق سراحهم”.

وأشارت أم فؤاد إلى أن “نساء القرية يعشن في وضع يرثى له وعدم وجود أي نية من قبل الحكومة للكشف عن مصير ذوينا” .

في موازاة ذلك، يتهم السياسي السني، عبد الرزاق الشمري فصائل في الحشد الشعبي بالوقوف وراء اختفاء رجال القرية، ويؤكد في حديثه لـ”كلكامش برس”قائلا “تم اختفائهم قسريا على يد فصائل تابعة لإيران عندما دخلو الصقلاوية بحجة تحريرها من داعش”.

وأضاف أن “هناك معلومات لدينا تشير إلى أن مختطفي قرية البو عكاش ما زالوا أحياء وهم محتجزون من قبل قوة من الحشد الشعبي في جرف الصخر”، لافتا إلى أن “ذوي المختطفين بعضهم ما زال يسكن مخيم الفلوجة والبعض الآخر في قريتهم يعانون الأمرين”.

وأشار أن “هناك لجان دولية تابعة لحقوق الإنسان تتابع موضوع المغيبين والمخطوفين في جميع المحافظات والبالغ عددهم ٨٠٠ الف مخطوف منذ ٢٠٠٣”.