مساعد احمد الجلبي ..انتفاض قنبر :ايران هي من قتلت والد مقتدى الصدر وليس صدام ترجمة خولة الموسوي

قال مساعد احمد الجلبي انتفاض قنبر ›، أن اغتيال  محمد محمد الصدر والد مقتدى لم يكن على يد المخابرات العراقية بل على يد عملاء إيران لكونه كان ينادي بالحوزة العربية»،ونشر بوستر بذلك على حسابه بتويتر الامريكي

من ناحيتها، تقول المحامية اللبنانية بشرى الخليل، التي كانت في لجنة الدفاع عن صدام حسين وطه ياسين رمضان، قالت عام 2007 بقناة  العربية ” أحد أصدقائي في النظام العراقي السابق كان يمسك بملف الشيعة وأبلغني أن علاقة صدام والصدر كانت جيدة ، وسمح له بتأدية صلاة الجمعة أمام حشود كبيرة من الناس”.

وأضافت لـ”العربية.نت”: ” علمت منه أيضا أن صدام كان يوصي شيوخ العشائر الشيعية بالصلاة خلفه، وصدام كان يريد أن يقوّي الصدر كمرجعية شيعية عربية وذلك لأن اصله عربي ، وأعجب صدام به كثيرا “.

وأضافت: “مقتدى الصدر كان مدللا من قبل صدام وقد أرسل برقية إلى صدام بعد مقتل والده وشكره على العزاء بوالده وتحدث بشكل إيجابي مع الرئيس آنذاك وهذه البرقية نشرتها الصحافة “.

وذكّرت بأن الصحافة نشرت ما مضمونه أن ” مقتدى في ذلك الوقت اتهم السيد محمد باقر الحكيم شقيق عبد العزيز الحكيم بقتل والده ، وفي مجلس عزاء بإيران ذهب إليه باقر الحكيم فضربوه بالاحذية وطردوه وقد نشرت هذه الحادثة آنذاك صحف عديدة ومجلات مثل مجلة الشراع اللبنانية”.

وقالت ” البعض من أسرة صدام درسوا الفقه الجعفري على يد أولاد أخت محمد محمد الصادق الصدر في الكاظمية “.

واشارت إلى أن العراقيين من المعارضة الذين كانوا بالخارج هم الذين اتهموا صدام بقتل صادق الصدر علما أنهم كانوا يهاجمونه من قبل ويتهمونه أنه عميل لصدام حسين وعندما قتل انقلبت القصة.

ونشرت “الحياة” في الحلقة الأولى الخميس 17/2/2000 من كتاب “اغتيال شعب” للكاتب العراقي فائق الشيخ علي، مقتطفات من مقابلة أجريت مع المرجع الشيعي العراقي محمد صادق الصدر قبل فترة من اغتياله، رد فيها على الاتهامات الموجهة ضده.

وتنشر اليوم مقتطفات من كراس نشرته جهة معارضة للنظام ولمرجعية الصدر، أثارت فيه شــبهات حول علاقة المرجع بحـكومة بغداد وشككت بأهليته العلمية والفقهية.

وهنا مقتطفات من نص الكراس المحدود التداول.

} نصّ الكراس المحدود التداول الذي انتقد مرجعية السيد محمد الصدر وهو من إعداد “لجنة دعم عمل الداخل”.

> بسم الله الرحمن الرحيم

مرجعية السيد محمد الصدر

نُحاول في هذا الاستعراض أن نُلقي الضوء على هذا الموضوع المهم الذي أخذ يشغل حيّزاً مهمّاً من اهتمامات العراقيين خاصّة داخل العراق، وذلك من خلال مشاهدات وآراء اخوة عراقيين في الداخل عايشوا هذه الظاهرة، كما إننا سنتعرض الى تحليل هذه الظاهرة وبيان الموقف منها في القسم الآخر من البحث.12/12/1998

مشاهدات وآراء الاخوة في الداخل. كتب هذا التقرير احد الاخوة المجاهدين الذين يترددون على الداخل، واستقى المعلومات من داخل العراق. وقد تم بيان بعض التفاصيل والتوضيحات على تقريره لتكميل الصورة.

مرجعية السيد محمد الصدر التي بدأت فعالياتها بعد اشارة واضحة من النظام، بالموافقة على هذا النشاط وتزعم الحوزة العلمية رسمياً وباسناد شبه واضح لمواضيع طرحتها هذه المرجعية مثل اقامة صلاة الجمعة في كل انحاء العراق والتي صاحبها حديث مفاده ان هناك توافقاً بين حكومة الطاغوت والمرجع على اعطاء أو اطلاق الحريات الدينية لدين بلا سياسة، وتقوية نشاط الحوزة العلمية في النجف الأشرف، كل ذلك لصرف أذهان الناس بعيداً عن الصراعات السياسية بين النظام والشعب العراقي، والتي وصلت هذه الأيام الى مفترق طرق مع الكثير من المتدينين المثقفين في ربوع الوطن الغارق بدماء المظلومين، حيث يبدو للكثيرين التناقض الواضح في سلوكية النظام الظالم حينما يفرض الأقامة الجبرية على المرجع الجليل سماحة السيد السيستاني حفظه الله، واغتيال آية اللّه الشيخ البروجردي رحمه اللّه، وأخيراً اغتيال الشهيد آية الله الشيخ الغروي، بينما يطلق يد المرجعية المدعومة من قبله، مع ان السيد محمد الصدر بدأ ومنذ مدّة ليست قصيرة يطرح نفسه رسمياً كولي أمر للمسلمين.

إنّ هناك اشاعة في الداخل يروجها أنصار السيد محمد الصدر بين عموم الشعب وقسم كبير من مجاهدي الداخل تقول بأن السيد محمد الصدر هو الأصلح وهو يخطط لأمر مستقبليّ يقّوي به التيار الديني بشكل عجز عنه الآخرون وهو يريد تغيير النفوس قبل تغيير النظام، وان ما يتردد عنه من مسائل قد تكون غير مقبولة عند البعض هو من شائعات أعداء الاسلام، وانّ النظام زرع جواسيس عليه حتى في مكتبه في النجف الأشرف، وانه يسعى لاحياء الدين ومعالمه التي بدأت بالاندثار، وأنه ثوري يخطط للحظة المناسبة، ويريد ان يستغل الظرف الراهن الذي ضعف به النظام وان الكثير من ابناء الشعب لم يكونوا يعرفون امور دينهم قبل تصدي السيد الصدر للمرجعية، وهناك من يتكلم بقناعة بأن السيد الصدر هو فعلاً أعلم الأحياء بل وأعلم من الأموات أيضاً! وان الكثير من أئمة الجمعة هم من النوع الثوري المضاد للطاغوت وهم في خطبهم يشيرون الى الظلم والظالمين ويقصدون بذلك نظام الطاغوت.

وهكذا يدور هذا النوع من الحديث في بعض المحافل ومنها أوساط المجاهدين في الداخل. وعلى الجانب الآخر، تفيد الأوساط والمصادر الموثوقة في الداخل ومن بين صفوف الحوزة العلمية التابعة للسيد الصدر وهي الحوزة المجازة رسمياً من قبل الطاغوت! تفيد بأن أعداداً لا يستهان بها من متدربي قوى الأمن الداخلي والمخابرات والأمن الخاص قد أرسلوا للدراسة في هذه الحوزة وهم يجتازون المراحل الدراسية بنجاح، وكما تقتضي مأموريتهم بذلك وفي نفس الوقت نجد بأنّ كثيراً من الطلبة المؤمنين وممن اجتازوا مراحل دراسية عديدة قبل سنوات، يدرسون اليوم بشكل سرّي أو شبه سرّي على يد أساتذة خاصين في بيوت أشبه بالمخابئ، وبشكل غير رسمي مبتعدين عن الحوزة العلمية المعلنة غير مؤمنين بالانضمام اليها، حيث انّ أغلب المراجع في النجف الأشرف لا يشجعون الانتماء الى حوزة السيد محمد الصدر ويتجنبون الصِدام مع المرجعية الجديدة، التي أعلنت تصدّيها وأعلمّيتها المطلقة بطريقة الفرض والالزام، خوفاً من عواقب وخيمة محتملة قد تكون الحكومة الظالمة طرفاً مؤثراً فيها، أو قد تستغل الظرف الحساس لتوسيع هذا الشرخ الخطير الحادث في صف وعالَم الحوزة العلمية في النجف الأشرف، في الوقت الذي يدعو فيه السيد الصدر الى المناظرة من أجل اثبات أعلميته.

ويبدو ان اصرار السيد محمد الصدر على توليّه لأمر المسلمين وأدعائه الأعلمية بين العلماء المعروفين هناك والتفاف وكلاء بعضهم ممن تدور حوله الشبهات والملاحظات في مناطق مختلفة من العراق قد بدأ يثير موجة من التساؤلات التي تؤدي الى عدم قناعة بعض المثقفين المتدينين حيث يرون انّ مثل هذا الجو وهذا الوضع يصّب في صالح النظام الدكتاتوري الظالم الذي وجد الطريقة المثلى لارساء قواعد دين بلا سياسة أولاً.

والطريقة المثلى لمحاربة الدين بالدين نفسه، ثانياً دون أن يجهد نفسه أو يكون طرفاً ظاهراً للعيان.

ومن خلال استفتاءات السيد محمد الصدر بخصوص المرجعية والاعلمية وولاية الأمر… الخ نلاحظ ما يلي:

أ ــ ادعاؤه بأنه الأعلم وانه يحاول هو ومريدويه اثبات أعلميته بشتى الطرق.

ب ــ انه يفتي بان تقليده واجب على الجميع وتقليد غيره ليس مجزياً وغير مبرئ للذمة مطلقاً وهذا ما لم يصدر من أحد سابقاً.

ج ــ انه يشير الى وجود اتجاهات غير منصفة في المرجعية، ويقصد المراجع العظام الذين لا يعترفون بأعلميته حيث ان هناك رفضاً خفياً مشوباً بالحذر أو هذا ما يفهمه الناس في الداخل على الأقل بحيث أصبحت هناك فتنة بين الناس بسبب هذا الهجوم.

أما استفتاءات السيد محمد الصدر وفيما يخص صلاة الجمعة فنلاحظ فيها ما يلي:

أ ــ ان السيد محمد الصدر قد أوجب على المسلمين جميعاً الحضور الى صلاة الجمعة بحكم الولاية العامة كونه ولي امر المسلمين.

ب ــ ان هذا الحكم وهذه الولاية غير معترف بها من قبل فقهاء النجف الاشرف.

ج ــ ان هناك معلومات تؤكد بأن أغلب أئمة صلاة الجمعة المعينين من قبل السيد اشخاص غير موثوق بهم.

د ــ ان السيد الصدر يوحي للناس بأن هناك اعداء له وهم الذين يشككون بوكلائه واستعماله لعبارات بهذا الشأن لا تليق بمرجع تقليد يعتقد بأنه الأعلم.

هـ ــ أنه حكم على كل امام مسجد لا يحضر الى صلاة الجمعة بالفسق وعدم جواز الصلاة خلف هذا الإمام.

و ــ ان صلاة من لا يحضرلصلاة الجمعة في وقت صلاة الجمعة باطلة لأنها أمر من الولاية.

والخلاصة انه بدأ هجوماً واسعاً بصورة مباشرة على كل من لا يقبل بهذا الرأي وهذا مما أثار الاختلاف والنزاع في أوساط المؤمنين.

1ــ هل يستطيع مرجع ما أن يحدد بأنه أعلم الأحياء من العلماء وبهذه الطريقة المثيرة؟ وهل يمكنه فرض هذا الموضوع بهذه الطريق؟

2ــ ماذا يعني مصطلح ولي أمرالمسلمين وهل يصح تعدد أولياء أمور المسلمين في العالم الاسلامي؟ وهل يمكن أن يكون ولياً على شيء لا سلطان له عليه ولا حول ولا قوة له فيه وكيف اختص بهذا الأمر دون غيره من المجتهدين مع انه في الطبقة المتأخرة منهم؟

3ــ أليس من واجبات ولي أمر المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكم بما أنزل الله وعدم الركون للظلم والظالمين ونصرة المظلومين؟

4ــ اذا كان السيد محمد الصدر ولي أمر المسلمين فما هو موقفه الشرعي وهو يتعايش مع السلطة التي لطخت أيديها بدماء الأبرياء وما هو الدافع الشرعي لسكوت ولي أمر السلمين على وجبات الاعدام الظالمة التي يقوم بها الدكتاتور وزبانيته بين حين وآخر؟

5ــ هل هناك مبرر شرعي يدعو المرجع ولي أمر المسلمين الى الحكم بوجوب صلاة الجمعة ويدعو الناس الى عدم التدخل في السياسة وتعطيل الجهاد ضد الحكم الظالم في العراق؟

6ــ هل هناك احتمال أن تكون الكثير من هذه الادعاءات والشبهات من صنع السلطة الحاكمة دون علم السيد الصدر مثلاً، حيث تروج له الأوراق وبختم وتوقيع مزورَّين، لكي يعيش المذهب الجعفري حالة من الصراع الداخلي الغامض نوعاً ما، وإنّ موازنات الصراع أو اتجاهات الصراع الديني هذه الأيام …، ليخرج النظام منها بالفائدة القصوى؟

ثم ما هو غرض السلطة من طرح السيد محمد الصدر؟ ألا تخاف منه في المستقبل فينقلب عليها؟

هذه الأسئلة وأمثالها يطرحها الناس في الدخل باستمرار ويطالبون بالجواب العام عليها وبيان الموقف من هذه الظاهرة.

تشخيص الظاهرة وتحليلها

1ــ تشخيص الظاهرة:

من اجل تشخيص هذه الظاهرة لا بد من جمع المعلومات حولها بدقة ليكون التشخيص دقيقاً:

أ ــ من هو السيد محمد الصدر؟

أولاًــ السيد محمد الصدر من عائلة الصدر العلمية المعروفة، ووالده ابن عم الشهيد الصدر، كما انه قد تخرج في البداية من كلية الفقه في منتدى النشر، ثم درس على الشهيد الصدر رض، فكان من الطبقة الثالثة من طلابه، وقد طلب منه الشهيد الصدر رض أن يحضر درس الامام الخميني رض في النجف الأشرف، وقد كان مجداً في دراسته ولكن ضعيف نسبياً على مستوى التلقي، وقد صدر له عدة مؤلفات في موضوعات مختلفة، أهمها مؤلفاته حول الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى واليوم الموعود.

ثانياً: إنه انسان ساذج وبسيط الى حد كبير يعرفه بذلك كل من يتصل به أو تعرّف عليه بحيث يشبه في سذاجته وبراءته الطفل الذي يمكن التأثير عليه بتصوير الأشياء له بصورة مغايرة للواقع ومقلوبة أحياناً، أو تحصل له قناعات ولكنه تتغير مواقفه بسبب ذلك أيضاً، وهناك مجموعة من الأحداث في حياته وتاريخه تؤكد ذلك.

ثالثاً: انه انسان انفعالي تسهل اثارته ويتسم بردود الفعل الحادة، كما انه سريع الاعتقاد بنفسه الى درجة انه يظن في نفسه العلم والقدرة والخبرة والدراية، وفي الوقت نفسه قد يتغير حاله فهو يشعر بالخوف والرعب والاضطراب حسب الظروف والأحوال المختلفة.

رابعاً: رغم انتماءه الى عائلة علمية معروفة ذات تاريخ عريق في العراق، فيها مجاهدون وفي مقدمتها الشهيد الصدر رض، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالاحباط والخوف بسبب مطاردة النظام له سابقاً، حيث كان قد اعتقل بسبب علاقته بحزب الدعوة في أوائل السبعينات وقد اعترف بكل شيء دون أن يتعرض الى الضرب بل مجرد الضغط النفسي، الأمر الذي أدى الى أن يصاب الشهيد الصدر رض في حينه بالانهيار لعدم اطلاعه على انتمائه من ناحية والأضرارالتي ألحقتها اعترافاته بطلاب الشهيد الصدر من ناحية أخرى، وكذلك اندفاعه في تأييد الانتفاضة عند حدوثها وانقلابه عليها عند تراجعها مع خوفه الشديد من النظام بسبب ذلك حيث اتفق النظام معه في المعتقل عند اطلاق سراحه على هذه الحركة.

ب ــ من هو الذي يقف الى جانب السيد محمد الصدر؟

لقد قاطعت الحوزة العلمية السيد محمد الصدر بكل رجالها من المراجع والفضلاء والطلاب النزيهين المعروفين في الحوزة، بحيث يمكن أن يقال بأنه لا يقف الى جانبه أحد من الحوزة العلمية والمعروفة في النجف.

ولذلك حدثت له مع رجال الحوزة مشاكل ومشادات وحاول أن يفرض وجوده عليهم بالقوة ومن خلال التهديد بحرمانهم من الاقامة، سيّما العلماء والطلبة غير العراقيين، واقتصر تأييده على بعض الطلبة المجهولين أو الصغار الذين لا علم لهم ولا فضل أو العناصر التي دخلت الحوزة العلمية بعد التوسع الأخير النسبي بعد أحداث الانتفاضة وضمن الخطة الجديدة للنظام.

ج ــ ان الجهاز الذي يحيط به ويدير شؤونه يتكون من أولاده، الذين لا توجد لهم تجربة في الحياة بسبب العزلة، التي كان يحيط السيد محمد الصدر نفسه بها طيلة حياته، وبعض أصهاره الشباب ومن بعض الطلبة المشبوهين الذين دخلوا الحوزة بعد الانتفاضة، كما ان الشبهات أثيرت حول ارتباط أولاده بأجهزة الدولة سيما ولده السيد مصطفى الذي له علاقة خاصة بــروكان عبدالغفور التكريتي المكلف بتنسيق موضوع الحوزة العلمية من قبل صدام نفسه.

د ــ لقد قام النظام في أواخر حياة الامام الخوئي قده بالتحرك على العلماء العراقيين، ومنهم أية الله السيد حسين بحر العلوم وأية الله السيد محمد علي الحمامي وأية الله السيد محمد علي الحكيم وأية الله السيد محمد سعيد الحكيم وغيرهم، لاقناعهم بالتصدي للمرجعية بدل الايرانيين، وكان قد طرح هذا الموضوع قبل ذلك وبعد انتصارالثورة الاسلامية في ايران على الشهيد الصدر أيضاً، ولكن هؤلاء العلماء جميعاً رفضوا هذا العرض، باستثناء السيد محمد الصدر الذي وافق عليه عند طرحه عليه، بل كان قد تم الاتفاق معه عليه في المعتقل.

المرحلة الأولى:

هـ ــ قام النظام باتخاذ عدة خطوات ــ وفي المرحلة الأولى ــ لتثبيت مرجعية السيد محمد الصدر بعد وفاة الامام الخوئي:

1ــ تسليم السيد محمد الصدر ادارة المدارس الدينية التي يسكنها طلاب العلوم الدينية.

2ــ اسناد منح الاجازة للطلبة في دخول الحوزة العلمية الى السيد محمد الصدر، بحيث يصبح الطالب مطارداً من السلطة بدونها اذا لم يكن من الطلبة السابقين أو العوائل العلمية الدينية المعروفة.

3ــ اسناد منح اجازة الاقامة في العراق والحوزة للطلبة غير العراقيين الى السيد محمد الصدر، ولم يستثنٍ أحداً من ذلك حتى كبار العلماء والمراجع الدينيين والطلبة العرب وغيرهم من الأجانب.

4ــ ارسال عدد من العناصر يقدر بين 100 ــ 150 من رجال الأمن والمخابرات الشباب وتجنيدهم للعمل في الحوزة العلمية على شكل طلبة، ومدرس، وملبغ، وامام جماعة، وتم اختيارهم بعناية بعد ادخالهم دورات دينية تؤهلهم لهذه المهمة الجديدة. وقد تسلم بعضهم مواقع في جهاز السيد محمد الصدر، ولذا أكثر من يحيط به الآن هو من الطلبة الجدد الذين جاؤوا بعد الانتفاضة.

5ــ تخصيص ميزانية شهرية للسيد محمد الصدر في السنين الأولى لتصديه من أجل تأمين نفقات نشاطه، وقد ذكر السيد محمد الصدر في حديثه الى مراسل مجلة “الوسط” اللندنية الصادرة بتاريخ 4/1994 بأن المبلغ المخصص هو عبارة عن مليونين مليوني دينار، وكان ذلك في أوائل سنة 1994، كما تم تأكيد ذلك في الطبعة الأولى لترجمة السيد محمد الصدر.

ــ حصر حق طبع الرسالة العملية في العراق والتصدي للمرجعية العامة بالسيد محمد الصدر دون غيره من المراجع والعلماء، حيث لم يؤذن لهم بطبع رسالئلهم العملية في العراق ويتم استنساخها بجهاز الـ الفتكوبي أوتهريبها الى العراق.

7ــ قام النظام بنشر اهداء السيد محمد الصدر لرسالته العملية الى صدام حسين في الصحافة الرسمية وجواب المكتب الصحفي لصدام على هذا الاهداء، الأمر الذي أعطى الرسمية بنظر الدوائر الحكومية لهذه المرجعية.

8ــ تعيين شخص للتنسيق مركزياً بين هذه المرجعية والقصر الجمهوري وهو روكان عبدالغفور التكريتي الذي يعتبر من المرافقين القدماء لصدام يقوم بتمثيله عادة في المناسبات الاجتماعية كحضور مجالس الفاتحة.

9ــ منع العلماء من نشر كتبهم أو بياناتهم وطبعها وتداولها، وفي الوقت نفسه تنشر وتطبع وتتداول كتب وبيانات واستفتاءات السيد محمد الصدر بصورة واسعة.

المرحلة الثانية:

و ــ وفي المرحلة الثانية، قام النظام بعدة خطوات اخرى:

1ــ منع المراجع والعلماء الآخرين من التصدي العام، فقد منع المرجع العام الكبير آية الله السيد علي السيستاني من الصلاة في مسجد الخضراء بذريعة ايجاد تعميرات في المسجد، كما قام بمنع آية الله السيد محمد سعيد الحكيم من الصلاة ليلة الجمعة في كربلاء، ولم يأذن له بالصلاة في الصحن الشريف في المكان الذي كان يصلي فيه جده الامام السيد محسن الحكيم.

2ــ شن حملة من الارهاب والتخويف للحوزة والمراجع الذين لا يرتبطون بالسيد الصدر، وكانت البداية هي قتل حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد تقي الخوئي ورفيقه حجة الاسلام السيد أمين الخلخالي، ثم محاولة قتل آية الله المرجع السيد علي السيستاني والاعتداء على ولده في بيت السيد السيستاني، حيث قتل في هذا الاعتداء أحد العاملين وجرح شخص آخر ونجى ابن السيستاني بفراره الى داخل الدار.

كما استمرت عمليات الاعتداء هذه بقتل موزع الحقوق لدى السيد السيستاني وأحد رفاقه من السادة آل الحلو.

كما وردت تهديدات عديدة الى أشخاص آخرين منهم نجل المرجع آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري.

3ــ السماح للسيد محمد الصدر بأن يستخدم القوة في الاستيلاء على المدارس تحت عنوان الولاية، وفرض مراجعته في منزله لاستلام اجازة الاقامة والقبول بمرجعيته وولايته، وبدونه فيمكن للسيد محمد أن يستخدم صلاحياته في طردهم من حوزة النجف، وقد عطل السيد محمد تمديد الاقامات للمراجع والعلماء والطلبة عدة شهور، وهدد النظام بطردهم حتى اذعنوا للأمر الواقع وسلموا له القيادة والمراجعة لمنزله وادارته.