7 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الخميس

1 الإسلاميون واليسار.. حب من طرفٍ واحدٍ
رشيد الخيّون الاتحاد الاماراتية

عندما قام آية الله الخميني (ت1989) ببث رسائله عبر الكاسيت، حتى هناك مَن عرفها بـ«ثورة الكاسيت»، اشرأب «اليسار» إلى عهد ثوري جديد بالمنطقة، حتى أن محسوبين على التروتسكية (نسبة إلى القائد السوفييتي ليون تروتسكي (اغتيل1929) أصبحوا خمينيين. وإنْ نسيت فلا أنسى الحاج أبا صلاح، اليساري العراقي القديم وتاجر القماش بسوق الشَّورجة ببغداد، وهو يستمع خلسة إلى نداءات الثَّورة، ويبشرنا بها، وكان يحسب أن اليسار سيطوي المنطقة، ويخلصه من «البعث». كذلك لا أنسى المحامي اليساري، الذي هتف تحت المطر، بهجةً بخروج الشَّاه محمد رضا(ت1980) من طهران، ووصول الخميني بعون فرنسي استثنائي.
خلال «الرَّبيع العربي»، ومع الدَّوافع الإسلامية «الإخوانية» الصَّارخة، إلا أن اليسار، بلا تعميم، وجد في هذا الرَّبيع ما خسر مِن أماني في «الثَّورة الإيرانية»، ظهر هذا بعد تراجع التَّجربة «الإخوانية» بمصر، على اعتبار أن السُّلطة «الإخوانية» كانت منتخبة، وأن «الإسلام المعتدل»، هو الأقرب إلى اليسار، وبالتالي تحقيق شيء مِن التَّقدمية، مِن دون النَّظر إلى «الحاكمية الإلهية»، وما تعنيه مِن تطبيق الشَّريعة، وكأن إيران والسُّودان وأفغانستان، لم تُطبق فيها تجارب إسلامية سياسية، ناهيك عن استعداد «الإخوان» في أن يصبحوا هراوة بيد السلطة ضد اليسار، وعندما تكون هراوة السُّلطة عليهم يحاولون كسب التَّضامن مع اليسار، تحت مبرر «عدو عدوي صديقي».
استقتل «يساريون» مِن أجل سلطة «الإخوان» بمصر، تحت غطاء الدفاع عن الديمقراطية، لكنَّ لا أحد يتذكر ما حدث بالضَّبط، كيف جرت الانتخابات، وماذا كان «الإخوان» يرسمون، في عامهم الأول! صارت أميركا، بعد باراك أوباما، نقطة لقاء أُخرى بين الإسلاميين واليساريين، خصوصاً في النِّزاع بين طهران وواشنطن، حتى أن قيادياً يسارياً ظهر ينتقد السفارة الأميركية ببغداد لأنها تحدثت عن ثروة الولي الفقيه، مع أن أمين حزبه الأسبق، وقادة آخرون، اعتقلوا بإيران وخرجوا بعد وساطة عدن آنذاك. كذلك الحال مع اليسار الأوروبي والأميركي، فقادة منهم رفعوا الأصابع الأربعة في المساجد تضامناً مع «الإخوان».
اختلف موقف «اليسار» العراقي، على وجه الخصوص، تجاه الموقف مِن الحرب العراقية الإيرانية، ومال الكثيرون إلى جانب الحق الإيراني فيها، بينما اعتبر الشُّيوعي القديم، أحد المؤسسين للخلايا الماركسية الأولى، زكي خيري(ت1995) انتصارات إيران، التي كان يُهلل لها الإسلاميون العراقيون وهم سُلطة اليوم، اعتداءً على الوطن، وهنا «ليس كل عدو عدوي صديقي»، ولا بُد مِن اتخاذ موقف وطني.
لم يأخذ اليساريون الذين ظلوا يعتبرون الثَّورة الإيرانية والسُّلطة الدِّينية التي انبثقت عنها، ما حلَّ بحزب تودة (الشّيوعي الإيراني)، مِن إعدامات واعتقالات، حتى ظهر قادته على شاشة التلفزيون يعترفون بالإكراه بعمالتهم لدولة أجنبية، فقد ظلت العداوات والصداقات لديهم تقليدية، بينما جماهير هذا الحزب كانت مِن أبرز أعمدة الثَّورة.
ينظر إلى إيران بعين الثَورة لا بعين الدولة التي أسست للحسبة الدينية، بوجود الشّرطة الدينية، وفرضت الحجاب وقمعت الفنون، وهي البلاد التي كانت ترعى الفنون والتُّقدم والانفتاح الاجتماعي، وإذا كانت الملكية ضد اليسار، فالثَّورة منعت وجوده العلني والسِّري أيضاً.
كانت الثَّورة الإيرانية، ومهما آلت إليه مِن نتائج، قد جعلت إيران آنذاك الأقرب لجمهورية اليمن الدِّيمقراطية، مع قسوتها في ضرب «اليسار» الإيراني، لكنَّ نضيف عاملاً آخر للتقارب بين طهران وعدن، وهو العداء المشترك لـ«البعث» العراقي، والرِّضا على «البعث» السّوري، صحيح أن سورية استقبلت المعارضة العراقية، بشروطها طبعاً، لكنها أدخلت جحافل الإرهاب إلى العراق(2003)، فتأسست «القاعدة» و«داعش»، لكن الموقف «اليساري» العراقي والعربي متيمناً بالعلاقة السَّابقة.
غير أن ما هو واضح في العلاقة بين الإسلاميين واليساريين أنها حبُّ مِن طرفٍ واحد، فاليساريون في عقيدة الإسلام السياسي كفرة ملحدون أعداء للإسلام، فكلُّ مَن يتحدث عن فصل الدِّين عن الدولة أو السياسة، ولو صلى وصام وزكى، عدواً لدوداً، لا ذمة ولا قيم عنده.
نقول: يكون الحب الناجح عادةً مِن طرفين، لا مِن طرف واحد! أرى «اليسار» مع الإسلاميين سيعيش خيبة «تودة» مع الخمينيين، وفي قصص العشق خيبة جميل مع بثينة: «لما شكوت الحُبَّ صرتُ كأنما/شكوتُ الذي ألقى إلى حَجرٍ صلدِ»(الأصفهاني، الأغاني)، وحاشا بثينة أن تتنمر تنمر عمائم الثَّورة، فلم يَسلم منها مراجع دين كبار ولم يسلم منها مَن كانوا سبباً بوصول الخميني إلى باريس، والحظوة الإعلامية والسياسية التي حظي بها هناك، بل وبوصوله سالماً إلى طهران، وقيامهم بأدوار المنسقين والمترجمين، وعادوا معه على متن الطَّائرة نفسها(فاطمة طباطبائي زوجة أحمد خميني، ذكرياتي)، مثل وزير الخارجية صادق قطب زادة(أعدم1982)، ورئيس الجمهورية حسن بني صدر الذي فرَّ بجلده، وآخرون كثيرون.
يعلم أهل اليسار، أن الإسلام السياسي لا يعترف بتقدمية ولا ثورية، وأنه مجرد مرسل حنك العِمامة السياسة والحزبية، ومع ذلك، ينتظر اليسار مستقبلاً زاهراً معه! نظم الشيخ جعفر الحِلي(ت1897) صاحب البيت المشهور: «يا قامة الرَّشا المهفهف ميلي/بظماي منكِ لموضع التَّقبيلِ»، قائلاً: «يا مرسلاً فضل العِمامةِ متحنكاً/أصبحتَ ذا فضلٍ على إبليسِ/ خشنت ثوبك كي تُنعم زوجةً/ لبست بزهدك حلية الطَّاووس/ إن كان كل مقدس هو هكذا/يا رب فاحفظنا من التَقديس»، (ديوان الحلي، سِحر بابل وسجع البلابل، تحقيق: المرجع كاشف الغطاء).
2 المفقود مع العراق! خالد أحمد الطراح

القبس الكويتية
حين نراجع بهدوء الوضع العام بين العراق والكويت، نجد أن هناك ردود فعل يسيطر عليها الانفعال الشديد، تتلاشى قليلا وتعود كثيرا إلى الساحة الإعلامية في البلدين، فما كدنا أن نحرز، كما هو مأمول، تقدما في ملف رفات الشهداء، لتتداوى منه جروح بشرية بين عموم الشعب الكويتي، تطل علينا بعض التعقيدات! هذه التعقيدات، التي نتمنى أن تكون مجرد سوء فهم وليست أزمة نتيجة حوار مفقود أساسا بين بغداد والكويت، فثمة حلقات مفقودة وليست حلقة واحدة بين الشعبين. هناك حلقات مفقودة في الحوار بين الشعبين، خصوصا على مستوى نوافذ الرأي، ولعل ما ينشر من تصريحات استفزازية ومتشنجة من أطراف كويتية وعراقية أيضا، حول الشكوى العراقية الأخيرة لمجلس الأمن الدولي وقبلها أيضا، ليست سوى برهان على غياب الحوار العقلاني، الذي من الممكن أن يمهد لحوار ثنائي رسمي مثمر بين البلدين. قُدمت اقتراحات كويتية وعراقية لترميم العلاقات الكويتية – العراقية وتنقية الأجواء بين الشعبين، وكانت لي مساهمة متواضعة من موقع عملي السابق في العاصمة البريطانية (المركز الإعلامي الكويتي)، حتى آخر الأيام التي سبقت سقوط نظام صدام، وبعده أيضا، ولكن، للأسف الشديد، لم تجد هذه المقترحات لها دعما وتفهما! فقد كان الهدف استباق انفعالات عفوية ومعالجة حالات احتقان محتملة، كما هو حاصل حاليا، بالتعاون بين شخصيات كويتية وعراقية تنشد مصلحة الشعبين وقادرة على ضبط قيم الحوار وحصره ضمن نطاق المفاهيم الإيجابية، فما يثار في الإعلام العراقي والكويتي أيضا، إلى جانب منصات التواصل الاجتماعي، ليس حلا للوضع الراهن. لا بد من إدراك أن هناك أطرافاً لها مصالح في توتر العلاقات بين الكويت وبغداد، وتغذية الاحتقان بين الشعبين، فالعراق تعبث فيه رياح طائفية وانقسامات سياسية حادة، وهو ما يتطلب تحركا سريعا وحكيما في الدولتين. ما برز في الساحة الإعلامية في العراق والكويت في الآونة الأخيرة، ليس سوى تأكيد لغياب الحوار المباشر وحلقات مفقودة في التواصل والاتصال بين الشعبين، من أجل دعم حوار ثنائي بين وزارتي الخارجية في الدولتين. ثمة حاجة ملحة لاحتضان الكويت والعراق أيضا لحوار مباشر ضمن أجواء صحية في البحث في القضايا الشائكة وتقبل كل الآراء، سواء التي يمكن الاتفاق عليها أو الاختلاف معها، فالهدف معالجة جذرية في التصدي لأبواق تتكسب من الإثارة الإعلامية من خلال بث سموم من المزاعم بين الشعبين. كانت لدينا مبادرة يتيمة بمنزلة مؤتمر دولي في مايو 2005 قادها مجلس الأمة ممثلا في لجنة الشؤون الخارجية حول «مستقبل العلاقات الكويتية – العراقية وآفاق التعاون بينهما»، إلا أنه لم يُستفد من توصيات المؤتمر! ما زلت متفائلا بأن الفرصة ما زالت قائمة أمامنا على مختلف المستويات، ولعل نقطة البداية في دعم مبادرة كويتية مدنية وإحياء لجنة الصداقة الكويتية – العراقية، بهدف قيادة حوار مثمر على مستوى الشعبيين العراقي والكويتي.
3 عادل عبد المهدي وانتزاع الفرص مصطفى فحص

الشرق الاوسط

أثارت الأزمة السياسية بين «الحشد الشعبي» ومؤسسات الدولة العراقية التكهنات حول مستقبل الحكومة العراقية، باعتبار أن حكومة الدكتور عادل عبد المهدي جاءت نتيجة تسوية غير دستورية جرت بين أكبر كتلتين برلمانيتين: «سائرون» بزعامة السيد مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة هادي العامري المدعومة من «الحشد الشعبي»، بعد جدل «برلماني – قضائي» حول تسمية «الكتلة الأكبر» التي يعود لها الحق دستورياً في تسمية رئيس الوزراء، حيث ذهب بعض الأطراف العراقية إلى اعتبار أن التسوية الإقليمية الدولية التي تحمي الحكومة باتت قرب نهايتها نتيجة تصاعد التوتر الإيراني – الأميركي في المنطقة، الذي انعكس مباشرة على علاقة «الحشد» بالحكومة ورفضه الالتزام بقراراتها، خصوصاً المتعلقة بكيفية الرد على الضربات الجوية لقواعده، لكن محاولات «الحشد» التمرد على مؤسسات الدولة سرعان ما تحولت إلى أزمة داخلية بين أقطابه، أظهرت عدم تماسكه وكشفت عن صراع تيارات أضعف موقفه أمام الأغلبية العراقية المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة والالتزام بالقرارات السيادية العراقية.
إلا إن هذه الأزمة وهذا الصراع بين أقطاب الحكومة أعطيا رئيسها هامش مناورة جديدة، يمكّنه من تحصين موقفه، وتحسين شروطه، بعد محاولات أطراف التسوية فرض أجندتها على عمل الحكومة؛ ففي مرحلة حرجة يرتفع فيها مستوى الانتقادات للحكومة وتزداد الدعوة إلى محاسبتها بعد نحو سنة على تشكيلها، يسجل عبد المهدي نقاطاً مهمة لصالحه، تخفف من حجم الضغوط عليه، وتعطيه فرصة قد لا تتكرر تساعده على إعادة ترتيب أولوياته، والمضي بخطوات أسرع نحو تحقيق بعض شعارات الإصلاح، واستقلاليةٍ، ولو محدودة، في اتخاذ القرارات، مستفيداً من مجموعة عوامل سياسية طفت فوق سطح التسوية… فرغم الانتقادات الحادة التي يتعرض لها أداء عبد المهدي الذي تعدّه أوساط معارضة مستقلة متردداً وضعيفاً، فإن أصواتاً مقابلة مستقلة أيضاً ولها ثقل في التمثيل وتُعبّر عن رأي شريحة واسعة من الشارع العراقي بكل فئاته وتلاوينه، تراهن على قدرته في توسيع هامش حركته وتحريرها من القيود الداخلية والإقليمية.
وفي هذا الصدد، كتب الناشط السياسي العراقي والكاتب الصحافي سرمد الطائي؛ المعروف بمعارضته الجريئة لمرحلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في صفحته على «فيسبوك» أن «التيار المعتدل لا يريد إقالة عبد المهدي… بل بات ضرورياً تحرير رئيس الحكومة؛ وهو محارب إصلاحي مهم طوال سنوات… من قيود كبيرة ومضحكة يفرضها المتشددون داخل البرلمان وخارجه… القيود هذه على كل التيار المعتدل؛ لا على السيد عادل فقط».
تصنيف عبد المهدي بـ«المعتدل» من قبل شريحة مؤثرة من العراقيين يؤمّن له دعماً هو في أمسّ الحاجة إليه بعد مرحلة من التشكيك العام في قدرته على الاستمرار في موقعه، نتيجة خلافات أطراف التسوية التي لم يعد من الممكن ترميمها بعد المواقف الحادة التي اتخذها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، خصوصاً آخر تغريدة له التي فُسرت بأنها إعلان عن نهاية حكومة عبد المهدي، إلا إن تصريح الشيخ صباح الساعدي رئيس «كتلة الإصلاح والإعمار» النيابية التابعة لـ«تحالف سائرون» (الذي يقوده الصدر) بعد زيارته هيئة أركان القوات الجوية العراقية، وضع تغريدة الصدر في سياق دعم مؤسسات الدولة، وليس كما فُسرت بأنها مواجهة ضد عبد المهدي، بعدما أكد أن موقف الصدر أفشل مخطط تشكيل موازٍ للقوة الجوية، وهو موقف يتقاطع مع موقف حكومة عبد المهدي التي ألغت قراراً صادراً عن «هيئة الحشد الشعبي» حول تشكيل قوة جوية؛ الأمر الذي يمكن تفسيره بأن الصدر؛ الشريك الأساسي في الحكومة لا يزال متمسكاً بها، بل إنه لم يتردد في تغطية قراراتها السيادية التي تتوافق مع مواقفه العامة، خصوصاً في تحجيم دور «الحشد الشعبي».
عملياً؛ يرتفع منسوب القلق العراقي على مستقبل الحكومة، ورداً على سؤال وجهته لأحد أقطاب التسوية الحكومية (طلب عدم الكشف عن هويته) حول مستقبل الحكومة، أجاب: «إن القلق الوحيد هو أن يقوم عبد المهدي بتقديم استقالته، وستكون استقالته سريعة إذا فشل في وضع العراق في مرحلة جديدة مختلفة عن السنين السابقة، وهو مشروع يواجَه من قِبل جهات داخلية وخارجية لها مصالحها الخاصة، ورغم التقدم البطيء للحكومة، فإنه لم يحدث تراجع في أغلب الملفات، خصوصاً الخارجية، وفي هذه المرحلة لا المجتمع ولا الأحزاب السياسية ولا النُخب مستعدة لأن تدخل في مرحلة فراغ سياسي قد تحدث نتيجة إسقاط الحكومة وصعوبة اختيار البديل».
فعلياً؛ يواجه عبد المهدي تحديات كبيرة، في مقدمتها معارضة فعلية يؤسس لها السيد عمار الحكيم، ومن المرجح أن ينضم إليها الدكتور حيدر العبادي، وصراع داخلي نتيجة التباعد بين «الفتح» و«سائرون»، ومخاطر إقليمية قد تطيح الاستقرار الهشّ الذي يتمتع به العراق حالياً، لكنه بات يمتلك الفرصة لانتزاع مزيد من حرية الحركة والإفلات من الضغوطات.
4 إسرائيل تقصف العراق جوا وتقترب من ايران بحرا
محسن عقيلان

راي اليوم بريطانيا
شهدت منطقة الخليج عده احداث كانت ايران طرف في كل حدث من اعطاب اربع ناقلات نفط في المياه الاقتصادية للامارات الى الاعتداء على ناقلتين في بحر عمان تلاها اسقاط ايران طائرة مسيرة امريكية بمضيق هرمز وبعد ذلك تطورت الى احتجاز سلطات مضيق جبل طارق ناقلة نفط ايرانية باوامر من البحرية البريطانية بحجة خرقها للحظر المفروض عليها و تهريب النفط لسوريا و ردت ايران باحتجاز ناقلة بريطانية لمخالفتها لقواعد المرور البحرى كما ادعت ودارت بالكواليس مفاوضات اسفرت اليوم الخميس عن الافراج عن الناقلة الايرانية حسب الضمانات التي حصلت عليها من قبل ايران كل تلك الاحداث تمت ادارتها بطريقة ايرانيه سليمة وناجحة واستطاعت ان تثبت وجودها على المستوى الاقليمى والدولى كلاعب مهم ورئيسي لكن على الجانب الاخر تعرضت العراق إلي ثلاث غارات خلال شهرى يوليو واغسطس الاعتداء الاول استهدف موقع الشهداء في امرلي والثاني في موقع اشرف على بعد 80 كيلو من حدود ايران والثالث في موقع الصخر جنوب بغداد.
وسجلت الثلاث اعتداءات على انها سوء تخزين وعوامل جوية الى ان خرجت اصوات من التيار الشيعى تعترض وتقول ان ذلك مخالف للحقيقه وانا سبب الانفجارات هو اعتداء اسرائيلي وان ايران طلبت من لجان التحقيق ان تسجل لتك الانفجارات في خانه سوء التخزين الى ان جاء النفى من الاعلامي والمحلل الاسرائيلي ايدي كوهين المقرب من نتنياهو قال في تغريده له (تم تطهير بغداد الرشيد قبل قليل من الصواريخ البالستيه الايرانية بعون من الله….؟؟؟؟) وايد ذلك الكلام تصريح الاعرجي القائد السابق في التيار الصدرى عندما قال ان الصواريخ امانة لدولة جارة تم قصفها من دولة استعمارية بوشاية عراقية و التصريح بحد ذاته خطير من حيث اعترافه ان الصواريخ ايرانية وتم قصفها من قبل اسرائيل او امريكا والاخطر عندما قال تم الوشاية من قبل العراق ولم يذكر من الواشي وما هو موقعه فى الحكومة العراقية ولا اي فصيل ينتمي لكنه ارسل رسالة مهمة ان هناك اطراف في العراق غير راضية عن الوجود الايرانى هؤلاء هم المطبعون الذين فضحهم كوهين نفسه عندما قال ان هناك 12 نائب عراقى من ضمن ثلاث وفود زارت اسرائيل من بينهم نائبة عن التيار الشيعى والباقى عن التيار السنى.
المهم ان اسرائيل تستكمل غاراتها التي بداتها في سوريا بعد تفاهم روسي وصمت اجبارى من النظام السوري حتى استطاعت ان تبعد الخطر الايرانى عن حدودها وبعد ان تسرب للاعلام عن تخزين ايران صواريخ بالستيه في العراق صرحت اسرائيل على لسان رئيس وزرائها نتنياهو امام الجمعية العامة في الامم التحدة ان لاسرائيل الحق ان تعمل خارج اراضيها ضد لبنان وسوريا والعراق وبعد ذلك طمأنت شعبها بان طائراتها مسحت جميع المواقع في العراق وخاصة الايرانية وبعد ان قلصت اسرائيل من الوجود الايراني في سوريا وخاصة الجنوب من خلال قصف مخازن الاسلحه التابعه له والان تستكمل مهمتها في تقليص مخازن اسلحه الصواريخ البالستية في العراق وزيادة فى التبجح تعلن مشاركتها فى تحالف حماية الملاحة في الشرق الاوسط وستكون بوارجها في حالة استعراضية امام الحدود البحرية الايرانية والان اذا استطاعت ايران التكتم على الغارات في سوريا و العراق كيف ستخفى بوارج اسرائيل امام حدودها البحرية لذلك تم ارسال رسالة مستعجلة من خلال بث حزب الله لشريط تسجيل مصور لاول مرة يظهر الصاروخ الذى قصف بارجة ساعر 5 فى حرب 2006 في اعتقادي ان التكتيكات القادمات تسير باتجاه محاصرة ايران ببوارج التحالف حتى يتم تقليص.
و تقييد حركة ايران البحرية لقطع الدعم عن الحوثيين للاجهاز على اليمن وفصل الجنوب بالضغط على ايران كى يرضى بنصيبه في شمال اليمن والامارات والسعوديه بجنوبه للسيطره على موانئ اليمن الاستراتيجية لكن اتى الرد على لسان الرئيس الايرانى حسن روحاني في المحافظة على وحده اليمن ورفض تقسيمه فى الواقع ايران ممكن ان تكون حسب استراتيجية التمدد البطيء تعلم جيدا ان المزاج العام الدولي سواء من روسيا التي لها تفاهمات مع اسرائيل للحفاظ على امنها واعطائها حرية القصف في سوريا للمواقع الايرانية وايضا في العراق.
هناك ضوء اخضر امريكي بتصريح رسمى من بومبيو عندما قال ان الولايات المتحده لن تتدخل في حال قصفت اسرائيل في العراق في شهر يناير الماضي هذا لوحده اعتداء على سياده العراق الخلاصة ان مناورات ايران الخطرة مع امريكا مدروسة في الخليج ولها اهداف ومنافع متبادلة من الطرفين لكن الامور عندما تصل اسرائيل فالمعايير تختلف والحسابات تضيق ويتم تجاوز المحرمات لان جميع الاطراف تضع امن اسرائيل في المقدمة وحتى اسرائيل لا تنتظر اخذ اذن من احد لذلك ايران تتكتم لانها تعرف تكلفة المواجهة المباشرة مع اسراىيل لذلك ممكن ان نسمع اشتعال جبهة حزب الله فى الشمال او جبهة غزة فى الجنوب قبل ان تصل البوارج الاسرائيلية مياه الخليج.
5 ملف الإيدز في العراق… أسرار وشجون
صادق الطائي
القدس العربي

اعتمادا على تصنيف منظمة الصحة العالمية لا يعد العراق من الدول الموبوءة بمرض نقص المناعة «الإيدز» ولله الحمد، إلا أن ملف هذا المرض الخطير يعاد فتحه بين الحين والأخر لما فيه من أسرار وشجون وآلام. أسرار تعود إلى صفقة دواء ملوثة، مثلت بداية دخول هذا المرض للعراق منتصف ثمانينيات القرن الماضي، والشجون تتلخص في إدارة نظام صدام لهذا الملف الشائك، والتعتيم عليه لأسباب مختلفة.كما أن التعامل مع مصابي المرض نتيجة الجهل والتحكم الأمني بالملف، أدى الى كوارث إنسانية ما تزال بقاياها موجودة حتى اليوم.
ابتدأت شجون القصة عام 1985 بصفقة دواء تعاقدت عليها وزارة الصحة العراقية مع شركة «ماريو» الفرنسية لتوريد دوائين هما (Factor VIII
وFactor IX ) يساعدان على تخثر الدم ويستعملان لعلاج مرضى الهيموفيليا، الذي يعرف بمرض نزف الدم الوراثي. وكان عدد مصابي هذا المرض في بغداد حينها حوالي 250 مصابا، يتلقون العلاج في مختلف مستشفيات العاصمة بغداد، كمستشفى مدينة الطب ومستشفى اليرموك ومستشفى الكرامة.
وفي عام 1986 تمت معالجة حوالي 238 مريضا منهم بالمصل الفرنسي الجديد، وفي غضون أيام بدأت أعراض التدهور الصحي تظهر على المرضى بشكل متسارع، بدون أن تستطيع الجهات الصحية العراقية تشخيص ما حصل للمرضى، ما دفع المستشفيات العراقية لتركيز إجراءات الفحوصات الطبية الشاملة على المرضى لتكتشف الكارثة.
الأمصال المجهزة من شركة «ماريو» الفرنسية ملوثة بفيروس نقص المناعة «الإيدز»، وقد تسببت بإصابة جميع الذين أخذوا المصل من مرضى الهيموفيليا، السبب الأول للكارثة كان نقص المعرفة، وعدم دقة فحوصات السيطرة النوعية على عينات، مما تم استيراده من عقاقير، كما إن المرض لم يكن معروفا طبيا على نطاق واسع كما حصل بعد ذلك، إذ لم يكن قد مرّ على اكتشاف الفيروس الخطير عام 1981 سوى بضع سنوات، كما أن معاملة المصابين وتوفير البيئة الصحية لهم لم يكن ضمن المعلومات المتوفرة للسلطات الصحية العراقية، ما حدا بالقيادة السياسية في العراق إلى تسليم إدارة الملف إلى جهات أمنية تشرف على الخدمة الطبية المقدمة لمنكوبي كارثة الأدوية الفرنسية.

صفقة دواء فرنسي ملوثة، مثلت بداية دخول مرض الإيدز للعراق منتصف ثمانينيات القرن الماضي

ومن الملفات التي كشفت لاحقا تبين أن شركة «ماريو» الفرنسية، ارتكبت الكارثة نفسها مع عدد من دول منطقة الشرق الأوسط مثل ليبيا وتونس والجزائر، وقد أعلن الأمر، وتكشفت الفضيحة، وطالبت حكومات هذه البلدان الشركة بدفع تعويضات كبيرة لمصابي الخطأ القاتل، وقد وصلت التعويضات حينها بحسب التقارير الصحافية إلى حوالي مليون دولار للمصاب الواحد، لكن العراق من جانبه الرسمي بقي صامتا، بل نافيا لحدوث أي مشكلة مع الشركة. فلماذا اتخذت الحكومة العراقية هذا الموقف؟ من المعلوم أن سنوات النصف الثاني من عقد الثمانينيات كانت سنوات محنة بالنسبة للنظام العراقي، ففي فبراير 1986 سقطت شبه جزيرة الفاو بيد الإيرانيين، وهي تمثل منطقة استراتيجية بالنسبة للعراق، وقد تحصن بعدها الإيرانيون في الفاو ولم تستطع كل محاولات العراق إخراجهم منها، الأخطر ان احتلال الفاو تبعه العديد من الهجمات الايرانية ذات الزخم البشري الواسع، التي ابتدأت تهدد مدن الداخل العراقي، وبدا الايرانيون مصرين على الاستمرار في الحرب حتى إسقاط نظام صدام حسين.
في هذه الفترة، بعد عام 1985 تحديدا، ظهر جليا الدعم العسكري الفرنسي عبر صفقات التسليح الانفجارية، التي صبت في مخازن العراق، والتي تجاوزت في حجمها وأهميتها حتى التسليح السوفييتي الذي كان يعد المصدر الأول للسلاح العراقي، فقد تم تجهيز القوة الجوية العراقية بـ133 طائرة مقاتلة من نوع ميراج الفرنسية المتطورة، ما وفر للعراق تفوقا جويا ملموسا.
كما لعب تأجير الطائرات الهجومية الفرنسية من نوع سوبر إتندار دورا مهما في تغيير ميزان القوى في الحرب، إذ كانت هذه الطائرات مجهزة بصواريخ إكسوسيت AM39 المضادة للسفن، التي تطلق من الجو، والتي فرضت تفوقا ملحوظا للعراق، في ما عرف بحرب ناقلات النفط بالخليج، ما أدى إلى خنق الاقتصاد الإيراني، كما استخدمت هذه الطائرات في ضرب جزيرة خرج، التي تعد أحد أهم منافذ تصدير النفط الإيراني، بالإضافة إلى قصف مدن العمق الإيراني بفضل تفوق سلاح الصواريخ وسلاح الجو العراقي، المدعوم فرنسيا وعدم قدرة إيران على التصدي له، بالإضافة إلى مئات الأطنان من الاعتدة والمعدات العسكرية المختلفة، التي استوردها العراق من فرنسا، رغم قوانين مجلس الأمن القاضية بمنع تصدير الأسلحة للبلدين المتحاربين . فهل يضحي النظام العراقي بكل هذا الدعم مقابل حياة 238 عراقيا، أصيبوا نتيجة شحنة دواء فرنسي ملوث؟ بالتأكيد كلا. لكن بالمقابل، كيف تعاملت الحكومة العراقية مع الضحايا؟
تذكر إحدى السيدات من العوائل القليلة المتبقية من مصابي كارثة شحنة الدواء الفرنسي الملوثة، في لقاء مع إحدى الصحف العراقية معاناة هذه العوائل فتقول؛ «لقد فقدت اثنين من أولادي وثلاثة من إخواني في هذه القضية» وتتذكر أيام المحنة قائلة «إن أولادها وإخوتها كانوا يتلقون العلاج من مرض الهيموفيليا في مستشفى مدينة الطب في بغداد، وحصلوا على حقنة الدواء الجديد الذي جلبته الحكومة من الشركة الفرنسية، وبعد أيام جاءت مجموعة خاصة تابعة للصحة، وطلبت أخذ أولادي وإخواني، وهددونا بأنهم سيأخذون أحد ‏أفراد العائلة من الاصحاء كرهينة في حالة عدم تسليم المريض»‎، لم تكن تلك السيدة، أو بقية عوائل المرضى في بداية الأمر يعلمون إن مرضاهم مصابون بمرض «الإيدز»، وتضيف «حجروا المرضى في مستشفى ‏ابن زهر للعزل في منطقة التويثة جنوب بغداد، ووضعوا الأطفال مع أمهاتهم، واستمر الحجر أكثر من ثلاث سنوات».
بقية قصة المأساة هي؛ بعد حرب الخليج عام 1991 ونتيجة الفوضى التي أحدثتها الحرب، هرب المرضى من مستشفى العزل، الذي كان قد تحول إلى معتقل لمرضى «الإيدز»، حيث مات منهم 199 مريضا، وهرب المتبقون مع عوائلهم‏، وغير بعضهم محل سكنه خوفا من إعادتهم إلى المستشفى من جديد، لكن بعد ان استتب الامر، بدأت عمليات البحث عن المصابين، وأعيد الكثير منهم إلى المستشفى، حيث بقوا هناك حتى منتصف التسعينيات، وكانت جثث المتوفين من مصابي «الايدز» لا تسلم إلى ذويهم لدفنها، بل يتم إحراقها خوفا من تفشي الفيروس.
بعد إطاحة نظام صدام حسين أبان الغزو الأمريكي عام 2003، ابتدأت منظمة الهلال الأحمر العراقية، تحريك دعوى قضائية للمطالبة بحقوق الضحايا الذين قضوا بسبب المصل الفرنسي الملوث، لكن شركة «ماريو» صاحبة الشأن كانت قد أعلنت إفلاسها منتصف التسعينيات، وتم شراؤها من شركات «أفنتيس» و»سانوفي» الفرنسيتين و»باكستر» الامريكية، ‏فابتدأت الجهات العراقية بمطالبة ورثة شركة «ماريو» بتعويضات الضحايا، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الان، إذ بيّن دفاع الشركات أن الحكومة العراقية، أبان الأزمة نفت وجود اي إصابة نتيجة استخدام الأمصال المستوردة من شركة «ماريو». كما إن كل الوثائق المتعلقة بهذه الأزمة، أتلفت في عقد التسعينيات قبل سقوط النظام السابق، ليتم إخفاء أي دليل على وجود هذه الفضيحة، لكن الملف بات يمثل مشكلة متجددة، وقد فتح مؤخرا، وبحسب تصريح المكتب الإعلامي، لنائب رئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي في 19 أغسطس الماضي ذكر إن الكعبي «استقبل ممثلين عن ذوي ضحايا العقار الفرنسي، وأكد أن على الحكومة والجهات ذات العلاقة التعامل مع هذا الملف بجدية، إذ نجم عنه ضحايا عراقيون بهذا العدد الكبير، أغلبهم فقد حياته جرّاء هذا العقار الملوث». وأضاف البيان «إن من واجب الحكومة والوزارات المعنية، خاصة (الصحة والخارجية) متابعة القضية وعدم تسويفها، لاسيما أن أغلب الدول التي استوردت العقار وتسبب بإصابات، قامت برفع دعاوى قضائية وحصلت على تعويضات مناسبة للضحايا وذويهم». فهل سيتم إنصاف هؤلاء الضحايا بعد كل هذه السنين؟
6 تاجر سلاح أمريكي يساوي مليون عراقي
هيفاء زنكنة
القدس العربي

بينما يتبادل النواب العراقيون اتهامات الفساد بأصوات عالية، إما داخل البرلمان او خارجه، في استديوهات الفضائيات العراقية والعربية، بدون ان يخشى أحدهم المساءلة، وبأساليب وصلت، أخيرا، حد اتهام أحد النواب، بتغريدات وألفاظ نابية، زميلة له بممارسة الدعارة، نجدهم، في غمرة انشغالاتهم اليومية هذه، يتلقون بصمت أسطوري، أخبارا لها انعكاسات خطيرة على سيادة وتنمية العراق، ومن المفترض ان تكون من صلب وظيفتهم، التي يتلقون رواتبهم للقيام بها.
فمن جهة، تواصل تركيا قصف مناطق حدودية بحجة مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني (البي كي كي)، ومن جهة أخرى تواصل إيران استخدام العراق كممر وسوق لبيع المخدرات وكسر الحصار الأمريكي المفروض عليها، بشتى الطرق، التي تراوح بين التدخل السياسي، ودعم المليشيات، والتفجيرات، والاغتيالات الإرهابية، في ذات الوقت الذي تتنعم فيه أمريكا والشركات الاحتكارية بالنفط بأرخص الاسعار، وسمسرة عقود السلاح، و ما يسمى بمشاريع اعادة الاعمار، بلا اعمار، منذ 16 عاما.
يأخذنا مصطلح «اعادة الاعمار» الى خبر تجاهله الساسة ومعظم أجهزة الاعلام العراقية، أخيرا، وتابعه الزميل العالم عماد خدوري، على موقعه الالكتروني. يشير الخبر الى خسارة العراق دعوى قضائية، بقيمة 140 مليون دولار، أقيمت ضده في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل عشر سنوات. أقامت الدعوى شركة تدعى «واي اوك» للتكنولوجيا وأرملة ديل ستوفيل، وهو تاجر سلاح و«رجل أعمال» يملك مع شقيق له الشركة المذكورة، وكانت له علاقة وثيقة بأحمد الجلبي، أهم الأدوات العراقية للاحتلال الأمريكي. حصل ستوفيل على عقد، بقيمة 25 مليون دولار، من الحكومة العراقية لاعادة تأهيل عدد من الدبابات الروسية القديمة، كما كانت له علاقاته المتشابكة مع الادارة الأمريكية، ضمن مشروع اعادة اعمار العراق، الذي بلغت قيمته 125 مليار دولار، وتخلله الفساد الذي شمل كبار ضباط الجيش الأمريكي بالاضافة الى مسؤولين عراقيين. في احدى جولاته، داخل العراق، محاولا التشبه برامبو، وهو يحمل على كتفه رشاشة لا تفارقه، ويدخن سيجارا يضفي على شخصيته جانب التأمل فيما حوله، تم اغتياله، عام 2004، ولم يتم القاء القبض على قاتليه، وان اصدرت جهة أدعت انها من المجاهدين بيانا حول تنفيذها العملية. حينئذ، أصبح حاله حال آلاف العراقيين الذين تم اغتيالهم منذ الغزو الانكلو أمريكي للبلد عام 2003، من قبل «مجهولين»، وتقدر اعداد الضحايا بما يزيد على المليون شخص.

كان من أولى خطوات مجلس الحكم الانتقالي، إثر الاحتلال، تصريح عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس حينئذ، عام 2003، بأنه يجب على العراق دفع تعويضات الحرب لإيران البالغة قيمتها 100 مليار دولار عن خسائرها وضحايا الحرب العراقية الإيرانية

قبل إطلاق النار عليه، بعد خروجه من معسكر التاجي، شمال بغداد، وهو أحد أربع معسكرات منح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عقود خدماتها الكلية، عبر شركة يديرها وزوج ابنته باسم «آفاق»، الى شركة يديرها جنرال أمريكي متقاعد يدعى فرانك هلمك، كان ستوفيل قد تعاون مع لجنة التحقيق الفيدرالية، في أموال وعقود اعادة الاعمار، مقابل منحه الحصانة ضد المساءلة القانونية. فرسم ستوفيل للجنة، صورة تليق برواية ابطالها من المافيا، كما ذكر الصحافي الاستقصائي جيمس غلانز، في صحيفة « نيويورك تايمز»، في 15 شباط/فبراير 2009. تحدث ستوفيل بالتفصيل عن مئات الآلاف من الدولارات المحشوة بصناديق البيتزا، يتم تسليمها خلسة إلى مكاتب المقاولات الأمريكية في بغداد، وعشرات الالاف من الدولارات الموضوعة في أكياس ورقية التي يتم تسليمها كمكافآت الى مسؤولين في مناطق مختلفة من المنطقة الخضراء، حيث المركز الرئيسي للادارة الأمريكية بالعراق. وقام ستوفيل بتسليم اللجنة وثائق وملفات عن قادة أمريكيين كبار مسؤولين في مشروع اعادة الاعمار الأمريكي بالاضافة الى العراقيين، فتم اغتياله بعد شهر من ذلك، وتحولت القضية، تدريجيا، الى مطالبة الحكومة العراقية بالتعويضات التي تشمل ثمن عقد الدبابات الروسية والمحاماة وخسارة الشركة والقضاء على مدى عشر سنوات.
مما يضعنا امام مهزلة لا تضاهيها غير مهزلة انحطاط المهاترات والاتهامات الشخصية بين المسؤولين والنواب الى مستوى يمكن تسميته بـ«سياسة المجاري»، وانعكاس ذلك على الحكومة الحالية، وما تثيره أخبار على غرار فوز شركة وعائلة ستوفيل بالتعويضات من تساؤلات حول وجود حكومة اساسا بالمقارنة مع بقية الحكومات بالعالم، على اختلاف مستواها السيادي والتمثيلي للشعب. فاذا كان حال ستوفيل كضحية مماثلا لبقية الضحايا من العراقيين، على مدى 16 عاما الاخيرة، فان المطالبة بالتعويض عن مقتله بالاضافة الى قيمة العقد الذي لم تستوفه الشركة، وتحميل الحكومة العراقية المسؤولية، وقبول الحكومة المسؤولية وابعاد الشبهة عن الجنرالات وتجار الحروب الأمريكيين، يشكل اهانة لا تغتفر بحق الضحايا العراقيين الذين لم يحدث وطالبت الحكومة بحق، ولو مواطنا واحدا منهم، اغتالته قوات الاحتلال على الرغم من توفر الوثائق والشهود. وهذا ما شاهدناه في ملهاة دفع التعويضات الى كل فرد وشركة ومبنى تقدم بطلب التعويضات من العراق جراء احتلال الكويت. ولا تزال قائمة المطالبات مفتوحة على الرغم من مرور عقود عليها، و«تحرير» البلد من النظام الذي كان مسؤولا عنه، ودفع العراق مبلغ 52.4 مليار دولار حسب قرار الأمم المتحدة. وعلى نفس الخطى، كان من أولى خطوات مجلس الحكم الانتقالي، إثر الاحتلال، تصريح عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس حينئذ، في 2003، بأنه يجب على العراق دفع تعويضات الحرب لإيران البالغة قيمتها 100 مليار دولار عن خسائرها وضحايا الحرب العراقية الإيرانية. ولم يتوقف عبد العزيز الحكيم، وان كان هذا مفهوما باعتباره رئيس المجلس الاسلامي الاعلى المشكل بإيران، لحظة ليتساءل عمن سيدفع التعويضات للضحايا العراقيين، مؤسسا بذلك عقيدة، يستمرئ النظام الحالي ممارستها، وهي الاستهانة بحياة المواطن العراقي واحساسهم الداخلي بالدونية تجاه الآخرين. وهي السيرورة التي أدت الى تجاهل حياة مليون مواطن عراقي من قبل حكومته المنتخبة، افتراضا، مقابل دفع التعويضات لتاجر سلاح ومرتزق، ميزته ان حكومته لم تتخل عنه، مهما كانت الاسباب.
7 بنات أفكار شفاء هادي.. بنات العراق المشتهى
وارد بدر السالم
العرب بريطانيا

لم تكن البيئة معطى جغرافيا يتشكل من الطبيعة والعناصر الاجتماعية فحسب، إنما هو علاقة نفسية مباشرة بين مكوناته المختلفة، وهو هضم متواصل لتلك العناصر والمكونات بغرض إعادة إنتاجها أفكارا جديدة بمشروع فني يتخطى زمنيته إلى أبعد منها، مشيرا إلى وعي آخر فيه من النضج ما يكفي أن يكون دالّا لمدلول اجتماعي ومكاني وزمني في تركيبته الأخيرة. ولعل الفن التشكيلي يستطيع أن يتمثّل هذا الهضم الفني والتعبيري بأساليبه الفنية وقدرته على الإمضاء التعبيري في معالجة ثنائية الواقع والخيال.

مثل هذا الهضم الفني جسّدته التشكيلية العراقية شفاء هادي في معرضها البغدادي الأخير الذي حمل عنوان “بنات أفكاري” ليكون العنوان دلالة نفسية تؤكد العلاقة الشخصية بالمكان، وهي تعيد إنتاجه لونيا بريشة متحركة اهتمت كثيرا برسم الشخصيات الاجتماعية من قرويين وفلاحين وبنات وصبيان. مع استذكار واختيار عناصر المكان التي ركزت عليها بتقنية اللون والتجريد أيضا، كالأسماك والمسبحة والسجادة والمغزل والثياب والحمامة والزوارق النهرية والماء والنخل والخلخال والأقراط والزي الشعبي.

انقسم المعرض الشفائي إلى زاويتي نظر تفترقان في المكان وتلتقيان في الفن وجمال الخيال فيه. فالمعطيات الريفية والقروية أشارت إلى مكان جنوبي له فرادته وطقوسه وانفتاحه في الفضاء الفني، بينما أشارت المعطيات الأخرى إلى المكان البغدادي الطفولي وتوابعه الكثيرة التي أغنتها الفنانة بالبحث اللوني الأكثر شفافية، لذلك نستشف علاقة الفنانة شفاء بالمكان عبر أفكار شخصية تشبه الولادات واحتضانها ضمن بيئة تكرّس مثل هذه الأفكار وترعاها، عبّرت عنها بـ”بنات”، ولذلك نجد في المعرض مفردات البيئة مع أشخاصها ضمن متوالية يومية شعبية وفولكلورية عبر حركات لونية غامقة أو ساطعة. تفترعها المرأة بأشكالها النفسية الواقعية والخيالية بإطار تنفيذ رسم مُمخّضة المكان وما فيه من سحر ريفي قروي، ومن معطيات جاذبة للبقعة الريفية المعتادة في الجنوب العراقي. يوازيها في الجمال المكان الطفولي البغدادي الأثير.

ومع الواقعية بتعبيريتها الرصينة واشتغالاتها الفنية اللافتة بصريا، ومع التركيز على الحس القروي الريفي الملهم في أجوائها الخاصة، بدت الفنانة العراقية شفاء أكثر قدرة على تصميم المكان والنفاذ في جوهره الاجتماعي واختراق نسيجه الفردي والعام، لإعادة تشكيله وفق رؤية أكثر التحاقا بالفن وجمالياته من خلال الرصد الشامل لحركة الواقع وتشخيصه، وبالتالي أعطت للشكل الخارجي حركية جذابة ماهرة بفضل الاستخدام الأمثل للون والإكثار منه لتوطيد صلته البيئية والواقعية، محاولة أن تبتكر لها شكلها الذي يشير إليها من دون تأثيرات محتملة.

وهي محاولة جريئة لفنانة مجتهدة لها بصمتها الخاصة في الحركة التشكيلية العراقية، ولهذا سمّاها الناقد ناصر شاكر الأسدي بـ“ظاهرة ثورية ساهمت في تفكيك الشكل السائد..”، وتحدث الناقد عبدالجبار خزعل عن جماليات الأشكال في لوحات الفنانة شفاء، فقال “تبدو الأشكال فيها منظورة بعين الواقع والخيال..”. وهذه المزاوجة الفنية برّرت طاقة اللون وسطوعه الحاد وشكل اللوحة الداخلي الذي ينتمي إلى عنصري الواقع والخيال.

ومن الطبيعي أن يقول عنها الفنان التشكيلي المخضرم وليد نصرالله “في لوحتها نشيد لوني راقص”، هذا النشيد الطفولي المكتنز في ذاكرة الريشة واللوحة هو المَعْبَر الأخير لبيان جماليات الواقع القديم في رقصة المكان وبهائه.

اشتغالات الفنانة شفاء هادي على الموضوعة الفولكلورية والشعبية والتراثية بغرض أسطرة الواقع أسلوبيا، جعلت لوحاتها ذات مرجعيات تكنيكية بإنشاءاتها اللونية الباهرة التي أغرقت أعمالها بأصغر وأدق التفصيلات، حتى لتبدو أن لوحتها عبارة عن لوحات متضامنة داخل الإطار لتشكّل بُعدها الأسطوري المحلي في تضمينها إكسسوارات أو مقطعات موازية للبناء الشكلي في معظم أعمالها، عدا المكان البغدادي الذي شاءت له أن ينعزل بألوانه الخافتة، لاسيما الأبيض و”الأزرق التركوازي” والأصفر الفاتح.

وفي عموم هذه التجربة الفنية، تتميز الواقعية عند الفنانة شفاء هادي بأنها مصدر ومرجعية بيئية وذاكرة مكتظة بما هو جزئي في سحريته التعبيرية التي أتقنتها الفنانة أكاديميا بأسلوب عالي المستوى وتكنيك بارز في هذه الأفكار التي أنتجتها بقوة.