4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاثنين

1 عن «الحشد» و«الحزب»
عريب الرنتاوي الدستور الاردنية
الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل ضد مواقع وأهداف تتبع لـ»الحشد الشعبي» العراقي خلال الأسابيع الفائتة، وتحديداً لعصائب الحق و»حزب الله العراقي»، تغري بإجراء بعض المقارنات بين تجربتي «الحشد» في العراق و»حزب الله» في لبنان… مع أن الفاصل الزمني بين التجربتين يربو على الثلاثة عقود على أقل تقدير.
حزب الله نشأ كفصيل شيعي مسلح، بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وقد نجح في غضون سنوات قلائل في ملء الفراغ الناجم عن خروج قوات منظمة التحرير من لبنان وحالة الضعف التي أصابت الحركة والمقاومة الوطنيتين بعد ذلك… مذهبية الحزب، لم تقف سداً في طريق حصوله على غطاء شعبي من خارج بيئته المذهبية، طالما أنه كان يقاتل إسرائيل، ونجح في توجيه ضربات مؤلمة لها: مرة بتحرير الجنوب اللبناني من دون قيد أو شرط، وثانية بقتاله الشرس إبان حرب تموز 2006، حيث طافت شعبية الحزب وأمينه العام الآفاق، قبل أن يبدأ بفقدانها تدريجياً إثر «تورطه» في أحداث أيار 2008 في بيروت، وبالأخص بعد دخوله النشط والكثيف على خط الأزمة السورية، بصرف النظر عمّا يقال عن «قرارات الضرورة» التي وجد الحزب نفسه مكرهاً على اتخاذها.
الحشد الشعبي هو ثمرة فتوى «الجهاد الكفائي» لمرجعية علي السيستاني، وهو في معظمه امتداد و»تطوير» لفصائل وميليشيات شيعية كذلك، نشأ لمواجهة تنظيم «داعش»، وقد خاض معاركة شرسة كذلك ضد مقاتلي هذا التنظيم … بيد أنه لم ينجح في كسب غطاء شعبي سنّي أو مسيحي أو غيره، كما حصل لحزب الله، وظلت «السمعة التي تطارده» بأنه حاصل جمع ميليشيات ولغت في الدم العراقي، ودائماً في سياق مذهبي كريه ومذهبي، لكن قتاله ضد تنظيم داعش أكسبه بعض التقدير وبعض الاحترام، وقليل من التأييد من قبل جماعات عراقية من داخل الطائفة الشيعية وخارجها.
في الوقت الذي كان فيه حزب الله يقترح مشروعاً يلتقي حوله العرب السنة والشيعة وغيرهم من المكونات في مواجهة إسرائيل، كانت بعض الفصائل المؤسسة للحشد، تطارد الجالية الفلسطينية في العراق وتنكل بها، وباسم المذهب والدين، كانت تقترف أبشع الجرائم (المليشيات السنيّة كانت تقترف جرائم أشد هولاً كذلك وعلى الخلفية ذاتها) … حزب الله كان يمكن أن يكون مشروعاً توحيدياً، فصائل الحشد كانت مشروعاً تفتيتياً بامتياز.
اليوم إسرائيل تدخل على خط المواجهة الأمريكية مع إيران، فلم تعد تكتفي بضرب حزب الله في سوريا، بل أخذت تطارده في العراق من خلال استهداف الحشد الشعبي … مثل هذا التطور، أن توالى فصولاً، سيضع الحشد الشعبي في قائمة القوى «المقاومة» لإسرائيل، طائعاً أم مرغماً … هنا سيتحول هذا الجسم الذي نشأ في مواجهة الإرهاب، إلى كيان مقاوم، وسيبدأ الحشد بإعادة تشكيل صورته، وربما يحظى إن هو تصرف على نحو جريء وشجاع في مواجهة الضربات الإسرائيلية، بتأييد قطاع من العراقيين (والعرب) من خارج بيئته المذهبية.
في هذه الأثناء، وقبلها، كان حزب الله يخصص جزءاً رئيساً من عناصر قوته واقتداره لمواجهة إرهاب النصرة وداعش، وتحديداً في المناطق المتاخمة للحدود السورية مع لبنان … مقاومة الحزب لم تقتصر على إسرائيل، بعد أن دخل على خط محاربة الإرهاب … مقاومة الحشد للإرهاب لن تظل مقتصرة على محاربة داعش، بعد أن دخلت قضية «مقاومة» إسرائيل على أجندة الحشد، بإرادته أو بالضد منها.
إسرائيل التي ساهمت باحتلالها لبنان عام 1982 في خلق أسطورة حزب الله، تعمل اليوم، باستهداف «الحشد الشعبي» على خلق أسطورة جديدة، أسطورة الحشد… إسرائيل دفعت حزب الله للاقتراب من الحشد، ودفعت الحشد للبدء في التفكير بتمثل تجربة حزب الله … حقاً، لقد أعيت الحماقة أصحابها … عن حكومة نتنياهو أتحدث.
2 القوميون العرب و”السلام الإيراني”
حمزة حجي الحياة السعودية

لم أكن أهتم كثيراً بالاختلافات الفكرية مع بعض القوميين العرب ولم أعتبرها خارجة عن المعتاد، كون الآراء السياسية مجرد اختلاف في تفسير الحالة السياسية، بل أراها دليلاً على تعددية لا بد أن نحافظ عليها، على رغم أني في الوقت ذاته لست من مؤيدي الإفراط في إرضاء قومية عربية مضلَلَة، وأرى أن احترام الفرد لذاته جزء لا ينفصل عن احترامه لأمته وإحساسه بالانتماء لأمة معينة واحترامه لها حتمي، على رغم الظروف الحالية التي تمر بها من اضطراب وتخبط خطر في المسار وغياب الرؤية.

خرج علينا القوميون بتحفة جديدة بالدفاع عن جمهورية إيران بالقول أنها لم تشن حربا على أحد منذ 150 عاماً للاستدلال على أنها دولة “مسالمة”، وما يثير الشفقة محاولتهم الاستخفاف بعقول الناس وتزييفهم الخطِر للحقائق، فكلامهم يدل على جهل خطر أو تحريف أخطر للأحداث التاريخية والسياسية والعسكرية في المنطقة، واستفزاز متعمد لملايين الناس في سورية والعراق ولبنان والخليج واليمن من ضحايا وأيتام وأرامل وجماجم وأنقاض ورماد، هذه الدول التي عاشت “السلام الإيراني” الذي يتحدث عنه القومي المبدع القابع في هواء أوروبا الجميل البارد.

في البداية تجاوز القوميون احتلال إيران للأهواز العربية في عام 1925 عند اجتياح نادر شاه أرض الأهواز وأسر أميرها العربي الشيخ خزعل الكعبي واقتياده إلى طهران ثم قتله غدراً داخل قصره في عام 1937، وعلى رغم محاولات الحكومة العراقية تحرير الأهواز وشط العرب عبر اتفاق 1937 لم يتمكن العراق من استعادتها، بل اضطر إلى التنازل عن مزيد من الأراضي في “اتفاق الجزائر” (عام 1975) بعد دعم شاه إيران محمد رضا بهلوي الانفصاليين الأكراد في شمال العراق، وهو الدعم الذي تسبب في خسائر كبيرة للعراق اضطرت الرئيس الراحل صدام حسين على إثرها إلى توقيع “اتفاق الجزائر” والتنازل عن جزء من شط العرب لإيران.

لسنا على خلاف في أن البداية “الرسمية” للحرب العراقية – الإيرانية كانت بزحف الجيش العراقي على الحدود الإيرانية، لكن هذا فقط إذا نظرنا إلى هذا الهجوم كبداية للحرب وتجاهلنا حقيقة الخلفية الفكرية والأهداف العليا للثورة الإيرانية، والكلام الواضح للخميني أن العالم الاسلامي سيخضع للحكم الإيراني. ومنذ نهاية الحرب إلى وقتنا الحالي، كان واضحا أن المزاج الثوري الإيراني لم يكن ليتوقف عند حدود إيران الدولية، فالإعلان عن تصدير الثورة خاصة للعراق والخليج لإسقاط أنظمته واستبدالها بأنظمة ثورية على الطريقة الإيرانية ولنظام طائفي صفوي في العراق كان حديث المدينة، وهو الخطوة التالية التي يعتزم النظام الجديد القيام بها وترجم ذلك بآلاف التجاوزات الإيرانية العسكرية الحدودية التي تابعناها بقلق في وقتها، والتي سجلها العراق وقدم شكاوى بخصوصها إلى الامم المتحدة، ما دفع الحكومة العراقية إلى خطوة استباقية لإبعاد الغزوات عن أرضها. وبعد عامين من بداية الحرب رجع الجيش العراقي إلى الحدود الدولية ووافق على قرارات وقف الحرب ودفع تعويضات لإيران، لكن إيران ظلت ست سنوات أخرى في محاولات اجتياح مستمرة لحدود العراق بدعوى إسقاط النظام وتنصيب نظام موالٍ لها طائفياً، وهو ما تحقق لها بعد عام 2003 عند الاحتلال الأميركي.

ولعل القوميين العرب لم ينتبهوا إلى عشرات الميليشيات الطائفية العراقية والباكستانية والأفغانية والأفريقية واللبنانية واليمنية التي تقاتل في سورية، والتي تسببت في إطالة الحرب السورية وتدمير ثورة الشعب الذي أراد حريته بثورة سلمية حوّلها النظام الطائفي الموالي لإيران إلى مسلخ مفتوح انتهى بتدمير البلد بأكمله وقتل نصف مليون مواطن وتشريد ثلثي الشعب، هذه الميليشيات كلها تقاتل بتمويل وتسليح وانتماء طائفي وآيديولوجي وعقائدي إيراني، وتعمل كلها لمصلحة تحقيق الدولة الصفوية المهدوية الطائفية الكبرى التي تسعى الآن لتطويق جزيرة العرب من الأطراف.

وتعتبر الكارثة الديموغرافية التي أحدثتها ميليشيات إيران الشيعية في العراق وسورية أكبر كارثة أصابت الدولتان منذ الغزوات المغولية/التترية في القرون الوسطى.

وكذلك، لم ينتبه القوميون إلى قيادات الأحزاب الشيعية العراقية وصورهم القديمة كمقاتلين في “الحرس الثوري الإيراني” ضد بلادهم خلال الحرب مع العراق، ولا الحاكمية الولائية الطائفية لهذا الحزب بعد السيطرة على العراق وتحويله إلى مستعمرة إيرانية أخرجته عملياً من الأمة العربية ودمرت نسيجه الاجتماعي عبر طائفية سياسية كفلت تدمير نسيج الشعب العراقي لأجيال قادمة.

كذلك فاتهم “حزب الله” الإرهابي اللبناني الذي تحول أولاً إلى دولة داخل الدولة، ثم دولة ما فوق الدولة في لبنان وجره تحت شعار ولاية الفقيه ذاتها، التي يفتخر الإرهابي حسن نصرالله بالانتماء إليها، وفرضه على لبنان عبر السلاح الإيراني والاغتيالات لخيرة قيادات البلد.

لسنا في حاجة إلى ذكر المؤامرات في الخليج وما تقوم به جماعات ولائية من تهريب سلاح إيراني إلى بلادها، ومن خلايا مسلحة ومخابئ سلاح تعثر عليها حكومات دول الخليج بين الحين والآخر وكلها تتبع “حزب الله” بشكل مباشر أو عصابات الشيرازية الأكثر تطرفاً، ومحاولات بعضها خطف دول خليجية كاملة كالبحرين، وصور قيادات هذه الجماعات مع قادة إيران و”حزب الله” وما يرفعوه من صور الخامنئي ما يشير إلى انتمائها الإيراني لا تدع مجالا لا شك في أهدافها.

أما في اليمن، فقامت جماعة الحوثيين التي لا تمثل أكثر من ثلاثة في المئة من الشعب اليمني باحتلال البلد، وأسقطت حكماً منتخباً لفرض إعادة النظام الإمامي المتخلف الخارج من كهوف التاريخ والذي قذف به الشعب اليمني خارج السلطة عبر ثورة وطنية في الستينات. وهذه المحاولة ما زالت قائمة وسببت حربا مستعرة دمرت البلد، وما زالت العصابة الحوثية ترفض قرارات الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن وتحالفت مع نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي انقلب عليه الشعب بعد ثلاثة عقود من تجريفه للبلاد سياسياً واقتصادياً، فقط لأنه يتبع الطائفة ذاتها التي تسعى للاستحواذ على البلاد على رغم أن 70 في المئة من أهلها من السنّة، ثم انقلبوا عليه وقتلوه لضمان استمرار حكم يعيش أوهام الحق السلالي الإلهي في الحاكمية والسلطة المطلقة وتحت الإشراف الإيراني من قيادة آيديولوجية وتمويل وتسليح ولتحقيق الأهداف الصفوية ذاتها.

ما دفعته شعوب المنطقة من دم ودموع في الدفاع عن بلادها وكياناتها ضد الدولة الولائية المهدوية، تجعلها تستحق من القوميين الذين تستخدمهم كرأس حربه أكثر من مجرد اعتذار، فبعضهم ليسوا جهله يمكن إيجاد أعذار لهم، بل رجال يملكون ثقافة لا يمكن أن تُقبل منه عبارات تهين عقول الناس بهذه الطريقة الفجة في سبيلهم للبحث عن حاله استعراضية من الاعتدال الطائفي الصوري المثير للاشمئزاز، فقبل كل شيء يجب على القوميين أن يشكروا الله في كل صلاة أنهم لم يعيشوا هم وعائلاتهم هذا “السلام الإيراني” حتى الآن!
3 الولايات المتحدة.. تأسست بحرب.. واستقلت بحرب.. وعاشت في حرب؟
المحامي سفيان الشوا راي اليوم بريطانيا
اغرب دولة في التاريخ الحديث هي الولايات المتحدة الامريكية .. فقد تأ سست الولايات المتحدة منذ 250 سنة اي في سنة 1776 ولكن هل تصدق انها قضت من تاريخها 222 سنة وهي في حالة حرب مع حهة ما ..ولم تعش بسلام سوى 21 سنة فقط .. اي ان هذه الدولة قضت 93% من تاريخها في حروب مع الاخرين ,
ماضي مصاصي الدماء.. وسجل شرف تفتخر به امريكا ..لقد حاولت الولايات المتحدة قلب نظام الحكم في 127 دولة في تاريخها ..وحاولت اغتيال 54 زعيما وطنيا في دول العالم الثالث.. ولم تتورع عن اشعال الحروب والفتن في مختلف الدول فقد اشعلت حروبا اهلية في 85 دولة من دول العالم..
انها الولايات المتحدة زعيمة الارهاب في العصر الحديث ..فهي دولة ارهابية تعيش من الحرب ..ولا تستطيع العيش بدون حرب ..وانتاج مصانعها الحربية يغطي 70% من دول العالم .. ولا تبالي بسرقة العالم بالقوة تارة.. وبالغطرسة تارة.. وبالدولار تارة اخرى.. انها معجزة العصر.
انها الاستعمار الحديث بعد ان انتهى عصر الاستعمار.. فهي تستعمر معظم انحاء الكرة الارضية بالقواعد العسكرية .. فان قواعدها العسكرية تبلغ 750 قاعدة برية وبحرية وجوية في معظم بلاد العالم .
الولايات المتحدة تعيش على الحرب فان لم تجد عدوا حقيقيا تحاربه.. فهي تشيطن من تشاء.. وتجعله عدوا لها ..وتبالغ في قوته وتجعل له انيابا مزيفة..ومخالب وهمية.. وتوهم العالم كله بان هذا العدو قادر على محاربتها والانتصار عليها.. وهي تعلم حقيقته .
كما حدث مع (الاتحاد السوفيتي) فقد كان في اسوأ اوضاعه اقتصاديا وعسكريا لدرجة انه كان يتسول من الولايات المتحدة القمح .. الا ان الاعلام الامريكي جعل منه الدولة الثانية في العالم.. بل اجرت المقارنه بينه وبين الولايات المتحدة وهناك دارت عجلة الاعلام الامريكي الجباره ..بما تملكه من صحافة وتيلفزيون وفضائيات..الخ. التي فبركت ارقاما خيالة تتكلم عن عظمة الاتحاد السوفيتي.. وعن قوته. واذا لم تحاربه فسوف يلتنهمها.. وعن القنابل الذرية التي اخترعها علماؤه.. بل انه يملك القنابل الهيدروجينية .. بالرغم من ان الاتحاد السوفيتي لم يكن قادرا على اطلاق رصاصة واحدة على الولايات المتحدة ..بل قامت الولايات المتحدة بادخال الاتحاد السوفيتي في( حرب النجوم) وهي تعرف انه لا يملك القدرة الفنية ولا الامكانات المالية.. لمجاراةها حتى تعجل في انهياره والانتصار عليه .
كل هذا التهويل لتخويف شعبها.. حتى تمول حروبها التي لا تنتهي.. فان شهية الولايات المتحدة مفتوحة دائما وابدا للجرب اينما وجدت .

الولايات المتحدة على درجة عالية من البراعة في الحروب.. فان لم تجد عدوا حقيقيا تحاربه سرعان ما تصنع عدوا وهميا.. تخدع به الشعب الامريكي نفسه وتخدع شعوب العالم بهذا العدو الجديد.. وتقوم احيانا بمده بالمال والسلاح حتى تنطلي الكذبه.. ويصبح هذا العدو الوهمي عدوا حقيقيا.. فلابد من محاربته ثم هزيمته ..ولنا في( حركة القاعدة ) .(.وحركة داعش) نموذجا للعدو الوهمي

لقد اعترفت السيدة ( هيلاري كلينتون) في مذكراتها بان وكالة المخابرات المركزية ( سي اي ايه ) هي التي اسست (حركة داعش)من رحم( تنظيم القاعدة ) .
واكد ذلك العقيد( الفريد سنودين) في وثيقة سرية اكد فيها اجتماع رئيس المخابرات الامريكيه ورئيس المخابرات البريطانية ورئيس النخابرات الاسرائلية في
وقامت الولايات المتحدة بتشكيل حلف دولي.. لمحاربة( تنظيم داعش) الذي صنعته بنفسها واختارت قائده ومولته بملايين الدولارات.. والسلاح.. ثم حاربته وانتصرت عليه .. واعلن الرئيس (دونالد ترمب) هزيمة داعش فس سوريا والعراق.
المفهوم الامريكي للحرب هو:-
الحرب لا يقصد منها ان تنتصر
الحرب يقصد منها ان تستمر
بهذا المعنى قال الجنرال (وليام وبستر) رئيس المخابرات المركزية :-
اعتقدت ان الشعب الامريكي سئم من ترديد اسلوبنا ..وهو اختراع عدو وهمي والباسه مظاهر القوة الوهمية ..وقررت ان اغير هذا الاسلوب تجاه شعبنا.. وابتداع طريقة جديدة للسيطرة على خططنا وسياستنا العسكرية الخارجية… حتى وجدت هذا الشعب يحتشد مطالبا بغزو العراق.. وتحرير الكويت .. من الغزو العراقي وهذا بفضل الاعلام الذي يعد من اهم ركائز السياسة العسكرية الامريكية ..؟
نحن امام نظرية جديدة في صناعة العدو.. بحسب الاعلام المركزي الامريكي وهي شيطنة من تريد صناعته عدوا .. ثم تطلق وصف الارهابب عليه.. فيصبح في راي الولايات المتحدة عدوا يجب محاربته ويجب الانتصار عليه.. وتسنمر الحياة في المفهوم الامريكي بهذا الاسلوب الي مالا نهاية.
وهذا ما حصل مع( العراق) فعلا فتمت شيطنة (الرئيس الراحل صدام حسين) اي جعلته شيطانا في المفهوم الامريكي.. ولفقوا له التهم الكاذبة.. فقد وجهت ادارة المخابرات المركزية (سي اي ايه ) تهما ملفقه منها حيازة( اسلحة الدمار الشامل) وهذه الاسلحة ثلاثة انواع هي :-
1- الاسلحة البيولوجيه
2- الاسلحة الكيميائية
3- الاسلحة الذرية
وزعمت الولايات المتحدة بجميع اجهزتها ان (الرئيس صدام حسين) يملك هذه الاسلحة الفتاكة بل ان وزير الخارجية الامريكي في ذلك الوقت (الجنرال كولن باول ) ذهب الي مجلس الامن.. وادلى بشهادة كاذبة.. مقتضاها ان العراق لديه القدرة على صنع الاسلحة الذرية.. وصناعة الصواريخ التي تحمل رؤوسا ذرية.
وقامت عجلة الاعلام المركزي الضخمة.. بتهويل الامر فجعلت من( العراق) عدوا جهنميا يريد ان يلتهم جميع دول الخليج العربي.. بل انه يريد تدمير تلك الدول.. مالم تخضع لسيطرته .وانه لن يتوانى عن ضرب تلك الدول بالقنابل الذرية.. التي يملكها اذا لم تسرع الولايات المتحده بمحاربته وهزيمته والانتصار عليه.
كل هذا وهي تعلم مسبقا ان هذه المزاعم ليست صحيحة بل انها اخترعت عدوا وهميا لتحاربه وترضي نزعتها الشريرة في النزوع الي الحرب والابتعاد عن السلام.. فهذه نزعة شريرة ولدت مع الولايات المتحدة.. منذ تاسيسها او استقلالها عن بريطانيا سنة 1776 .
وهي تكرر هذا النوع من الاعداء الوهمين باستمرار.. فبعد الاعتداء على (ابراج مانهاتن) في نيويورك بتاريخ 11/7/2001 اتجهت انظار الولايات المتحدة نحو (افغانستان) واتهمت (حركة القاعدة) بانها خلف تلك الاعتداءات.. بالرغم من النفي المتكرر من رئيس حركة القاعدة .. المرحوم اسامه بن لادن وكررت نفس اللعبة فقامت بشيطنة ( حركة القاعدة) وهولت في قوتها.. وضخمت في اعداد مقاتليها وفي اسلحتهم.. وان هذه الحركة عدو للولايات المتحدة وهي خطر عليها.. فلا بد من حربها وتدميرها .وهذا ما حصل فقد ارسلت عشرات الالوف من قواتها المسلحة واستخدمت جميع ما تملكه من ترسانة الاسلحة المتطورة.. في مواجهة عدو وهمي لا يملك شيئا.
هذه هي الولايات المتحدة لمن يريد ان يعرف ..؟
4 التأکید علی صراع المحورين الأمريكي والإيراني في العراق.. تخدير لإبعاد الأنظار عن المشكلة الحقيقية
رضا الغرابي
راي اليوم بريطانيا

تعودنا كثيرا علی سماع مفردة حرب الوكالات أو الصراع الإيراني الأمريكي في العراق أو تحويل العراق إلی ساحة الصراعات الإقليمية أو صراع المحاور.
و أصبحت هذه المفردات كمفاهيم دارجة في العقل العراقي منذ سنوات حتی الآن حيث يعتقد المواطن ان الطريق الوحيد لخلاص بلده من الويلات هو ابتعاد العراق عن ساحة الصراع الإيراني الأمريكي.
بالطبع منذ ستة عشر عاما بعد الغزو الأمريكي للعراق، اصبح العراق في جميع ميادينه السياسية و الأمنية و الاقتصادية ساحة للتجاذبات الأقليمية و الدولية و أهمها الصراع الإيراني الأمريكي الذي يمتد إلی نحو اربعة عقود. الولايات المتحدة تنظر إلی نفسها كمنقذة للشعب العراقي الذي عانی من بطش الدكتاتورية البعثية و صاحبة الفضل و الجميل علی العراقيين شعبا و حكومات و لذلك من حقها اتخاذ القرارات التي تخص العراق بنفسها و إن عارضها العراقيين. كما ان النظرة الإيرانية إلی العراق تری ان بلاد الرافدين جار لها و لايحق للأمريكي أن يأتي و يحكم العراق و يسير هذا الجار الذي عانت منه عدة سنوات و خصوصا في الحرب الذي دام ثماني سنوات، نحو دائرة حلفاء واشنطن و من ثم يهدد المصالح الإيرانية.
كلا البلدين يری وجود مصالح لهما في العراق و من أجل ذلك يقومان بتوسيع نفوذهما هناك و هذا ما يفسر طبيعة الصراع الشرس بينهما.
و من هنا تقاطعت وجهات النظر و الآراء في الساحة العراقية علی ضرورة تجنب العراق من اللعب بالنار أو عدم الدخول إلی حلبة الصراع علی حساب محور من المحورين المتخاصمين و ضرورة اتخاذ سياسة محايدة ترضی الطرفين تنعكس علی سياسات العراق و منها السياسة الخارجية.
ثم من هذا المنطلق تم الترويج لقاعدة إبعاد العراق من صراح المحاور حتی لايحترق البلد. و بادر الإعلام و السياسيين و المحللين يروجون لهذه النظرية التخديرية و لم يدركوا أو لايريدوا أن يدركوا ان البلد بوضعه الحالي يتجه نحو الهاوية بوجود صراع المحاور أو دون ذلك.
لا اريد أن انفي وجود صراع بين المحورين في البلد و ذلك أمر بديهي لكن المشكلة في العراق لن تكمن في هذه النقطة فحسب، لو استطعنا الإبتعاد عن هذه المشكلة بطريقة ما يبقی لنا الحاجز الأكبر و هو التسلل الأمريكي إلی جميع المفاصل و الشرائين التي تخص سيادة العراق و استقلاله.
منذ 2003 حتی الآن الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعبة الرئيسية في الساحة السياسية و العسكرية و الأمنية و الاقتصادية في العراق. لايمكن اتخاذ قرار داخل الحكومة و الولايات المتحدة لا تعلم بذلك. استيلاء الكثير من السياسيين الفاسدين علی مفاصل الحكم جاء بضوء أمريكي إخضر، تم حل الجيش العراقي بإرادة أمريكية و حتی الآن يعاني البلد من هذا القرار الأمريكي، كتب الدستور العراقي بإملاء أمريكي و بثغراته الموجودة، دعمت أمريكا الكثير من الجماعات المتطرفة و المسلحة في العراق خلال السنوات الماضية حتی الآن و منها تنظيم داعش الإرهابي و الذي بإمكانها ان تطلق عناصرهم من جديد، ايداع ايرادات النفطية العراقية في الخزانة الأمريكية و من ثم تسليمها إلی الحكومة العراقية، غرق البلد بديون و اقساط ضخمة جدا لصالح الولايات المتحدة، منع العراق من شراء السلاح و المنظومات الدفاعية و الجوية من دول أو دولة غير الولايات المتحدة التي تزوده بأسلحة غير متطورة بالمقارنة إلی تلك التي تصنعها باقي الدول الرائدة في مجال التصنيع العسكري مثل روسيا و الصين و البرازيل و …
تصريحات أو اجراءات معادية و استفزازية ضد ايران حيث تحرضها علی ان تقوم بإتخاذ نفس السياسة تجاه الولايات المتحدة داخل العراق و ازدادت وتيرة هذه الحالة الخطرة خصوصا في عهد الرئيس ترامب، تواجد الآلاف من العسكريين الأمريكيين في العراق بغطاء التحالف الدولي و عدم ترك البلد بذريعة استمرار القتال مع تنظيم داعش الإرهابي أو تدريب القوات الأمنية و العسكرية العراقية، السيطرة علی الأجواء العراقية و عدم خضوعها للسلطة العراقية، بناء أكبر بعثة سياسية في العالم في بغداد و ادارة القرارات من هناك، فرض الإرادة علی الحكومة العراقية في كيفية التعامل الاقتصادي مع دول الجوار، السيطرة التامة علی النظام المالي العراقي و المصارف، التدخل في العلاقات بين المركز و اقليم كردستان و دعم جانب علی حساب الآخر، فتح المجال للشركات النفطية الأمريكية بأوسع المجالات، معاقبة الشخصيات السياسية و العسكرية العراقية المعارضة للولايات المتحدة أو غير المتعاونة معها و منع العراقيين من التعامل معهم و دعم الشخصيات العراقية التي صدرت بحقهم قرارات قضائية و …
كل هذا و أكثر من ذلك نماذج حقيقية عن التدخلات الأمريكية الواسعة في شؤون العراق و الهيمنة علی مراكز اتخاذ القرار في العراق. و بكل وضوح لن تتعلق هذه الأمور بقضية صراع المحورين الأمريكي الإيراني بقدر ما تتعلق بسياسة فرض الإرادة الأمريكية علی الدولة العراقية و الغطرسة في التعامل مع الدول و الشعوب المحتلة.
الاستهتار الأمريكي في ملف مسلسل استهداف مقرات الحشد الشعبي و الطائرات المسيرة المجهولة يؤكد علی ان مسلسل التدخلات الامريكية المخربة في العراق لا ينتهي إلی هنا و جعل الصراع الامريكي الايراني شماعة لخلاص العراق من مشاكله غير مجدي في ايجاد حلول حقيقية للحصول علی استقلال و سيادة حقيقية للبلد. صحيح ان صراح المحورين يترك تأثيرا كبيرا علی العراق و استقراره لكن علينا التفكير ايضا بالسيادة الناقصة التي يعاني منها العراق في ظل مخططات و تصريحات و اجراءات البيت الأبيض في العراق.
آن الأوان أن نفكر بالتخلص من التدخلات الأجنبية في العراق التي تنقص من سيادة بلدنا علی ارضه و اجوائه و قراراته و هذا ليس سهلا و يكلفنا الكثير كما ان هناك الكثير من العرابين و المطبلين للولايات المتحدة سوف يعارضون ذلك بكافة السبل و منها تأكيدهم علی نظرية ” الإبتعاد عن الصراع الامريكي الايراني الطريق الوحيد للخلاص من المشاكل”.