اثار نائب الامين العام لحركة النجباء النضوية ضمن الحشد الشعبي عماد كاكائي (يوسف الناصري)، الجدل مرة اخرى بدعوات اطلقها لحل الجيش العراقي.
وقال الناصري في لقاء تلفزيوني،مع فناة قيس الخزعلي العهد إن “هذا الجيش هو جيش بريمر وينبغي ان يحل بقانون، سيما وان عمره حوالي 10 اعوام”.
وأثار تصريح الشيخ يوسف الناصري جدلاً واسعاً وردود فعل غاضبة من قوى وأحزاب عراقية بما في ذلك المؤسسة العسكرية في البلاد.
وفي مداخلة بثتها قناة (الاتجاه) التابعة لكتائب حزب الله العراقية، قال الناصري “اطالب بإعادة بناء الاجهزة الامنية من جديد، وأطالب بحل الجيش العراقي واعتبار الحشد الشعبي هو الجيش الاول لا رديفاً”.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إنها تستنكر “التصريح الغريب وتطالب صاحبه بسحبه والاعتذار عنه”.
ووجهت حركة النجباء، إحدى فصائل الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، برقية إلى الجيش، اكدت فيها ان يوسف الناصري، غير تابع للحركة ولا يمثلها.
وذكرت الحركة في برقيتها “إلى الابطال في جيشنا العراقي، إلى اخوتنا وأحبتنا وأصدقائنا، سور العراق وحصنه المنيع وهوية الوطن، نتقدم لكم بالشكر والاعتزاز والإكبار لأنكم كنتم على قدر المسؤولية والوعي العالي، وأثبتم أنه لن ينال الاعداء من وحدتنا، فلم تنطلي عليكم اكذوبة سفارة الشر الأميركية حينما وضعت احدى صفحاتهم المرتزقة في العالم الافتراضي اسم حركة النجباء على تصريح غير تابع لنا وليس من قناعاتنا ولا سياستنا”.
وأضافت الحركة، ان “من صرح به غير تابع للحركة وليس من كوادرها ولا يمثلها، وإنما أرادوا كذباً وزوراً إيهام المجتمع العراقي وإيجاد فجوة بين الجيش والحشد”، معاهدة بالقول: “ونعاهد شعبنا بأننا سنبقى معاً في خندق واحد ندافع عن بلدنا الحبيب ولن تثنينا أو تخيفنا حربهم النفسية الاعلامية ولا نفاقهم ولا أكاذيبهم”.
ونشرت شبكة BBC، على موقعها باللغة العربية، تقريرا تفصيليا، عن حركة النجباء، وزعيمها أكرم الكعبي، إثر الضجة التي أثارتها مطالبة رجل الدين يوسف الناصري، بحل الجيش العراقي.
“ناس” ينشر النص الكامل للتقرير، مثلما ورد على الموقع:
صرح رجل الدين المقرب من حركة النجباء العراقية يوسف الناصري في 13 اغسطس/ آب 2019 عبر قناة تلفزيوينة قائلاً: “أطالب بإعادة بناء الأجهزة الأمنية من جديد، وأطالب بحل الجيش العراقي وباعتبار الحشد الشعبي هو الجيش الأول في العراق وليس رديفاً وليكن هو وزارة لحماية أمن ومستقبل العراق استراتيجيا. لسنا بحاجة إلى من يعطى ألف دولار لكي يكون جنديا وعندما تقع حادثة يلقي بملابسه وبندقيته ويهرب، وجيش كهذا مرتزق وليس أصيلا”.
ولاقت تصريحات الناصري ردود فعل غاضبة من مختلف الأطراف العراقية بينما قالت حركة النجباء إن تصريح الناصري غير موفق.
ما هي الحركة؟
شاركت الحركة التي تحمل اسم “المقاومة الإسلامية حركة النجباء”، وتعرف اختصارا باسم حركة النجباء في القتال إلى جانب القوات الحكومة السورية وساهمت في السيطرة على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب شمالي سوريا في أواخر عام 2016 بحسب ما ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية حينها.
ولعبت الحركة التي يتراوح عدد عناصرها ما بين 8-10 آلاف عنصرا، دور رأس الحربة في الهجوم الأرضي الذي شنته القوات الحكومية على مدينة حلب بدعم جوي من الطيران الحربي الروسي. وقد أشرف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على عمليات استعادة المدينة.
و”النجباء” هي من أكبر فصائل الحشد الشعبي في العراق، إذ شاركت في المعارك ضد تنظيم “داعش” في البلاد، بالإضافة إلى صلتها الوثيقة بحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وتحدث أكرم الكعبي، قائد الحركة، في إحدى مقابلاته عن الحركة قائلاً: “تشكلت هذه الحركة من مجموعة من القيادات التي حاربت نظام صدّام في السابق، والاحتلال الأميركي، وقاومت في المدن العراقية كافة من جميع النواحي العسكرية والفكرية والاجتماعية والسياسية”.
والكعبي كان أحد مؤسسي “جيش المهدي” بزعامة رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، وقد تم حله لاحقاً. كما لعب الكعبي دوراً مهماً في تأسيس جماعة “عصائب أهل الحق” التي نفذت عمليات عسكرية عديدة ضد القوات الأميركية.
انفصل الكعبي عن “عصائب أهل الحق” ليتفرد بقيادة حركة “النجباء” التي تشكلت نتيجة اندماج الألوية العراقية التالية: “لواء عمار بن ياسر” و”لواء الإمام الحسن المجتبى” و”لواء الحمد”.
وصنفت الولايات المتحدة في شهر مارس/آذار الماضي الحركة في قائمة “المنظمات الإرهابية” وحظرت التعامل معها. ويخضع الكعبي للعقوبات الأميركية منذ عام 2008 لدوره في الهجمات التي كانت تستهدف القوات الأميركية في العراق حينها.
ورد الكعبي على القرار الأميركي بقوله: “إن حركة النجباء مستعدة لضرب المصالح الأميركية في سوريا والعراق وأي مكان في العالم إذا تعرضت لاعتداء أميركي”.
قوة منظمة
تملك الحركة قناة تلفزيونية تسمى”قناة النجباء الفضائية” وموقعا خبريا إلكترونيا يحمل نفس الاسم، كما أن لديها الكثير من المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتصف الحركة نفسها بأنها “إحدى فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وتهدف إلى الدفاع عن المقدسات في سوريا والعراق”.
ولا تخفي الحركة تلقيها الدعم المادي والعسكري والسياسي من إيران وحزب الله اللبناني بما في ذلك التدريب العسكري والمقاتلين.
وبحسب الكعبي، للحركة لواءان في العراق وهما “اللواء الثاني” الذي شارك في المعارك ضد تنظيم داعش حتى النهاية ولا يزال منتشراً في غربي العراق، و”اللواء الثلاثون” الذي كانت غالبية عناصره من السنّة وتم حلّه فيما بعد من قبل الحكومة العراقية ضمن ألوية الحشد الشعبي حسب قول الكعبي.
وأوضح الكعبي أن الحركة نشرت في سوريا ألوية “عمار ابن ياسر” و”الإمام الحسن المجتبى” و”الجولان”.
وقد بدأت الحركة في إرسال المقاتلين إلى ساحات المعارك في سوريا منذ 2013، بعد أن تحولت الاحتجاجات هناك إلى حرب أهلية.
ولعبت الحركة دورأ أساسيا في فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء شمالي حلب بعد أن كانت محاصرة من قبل فصائل المعارضة السورية لمدة طويلة.
كما أرسلت “النجباء” ألف عنصر من مقاتليها إلى جنوب حلب لتعزيز وجود قوات الحكومة السورية بعد انتزاع المنطقة من المعارضة بحسب ما قال هاشم الموسوي المتحدث باسم الحركة. كما كان الكعبي دائم الظهور في إيران إلى جانب سليماني.