1 8/8/2019،عودة الفرع إلى الأصل! طارق إدريس
الأنباء
مفارقة تاريخية حدثت الخميس الماضي 8 أغسطس 2019 عندما استقبلت أرض الكويت الطاهرة رفات أسرانا الشهداء الأبرار بعد غياب دام 29 عاما، وسجل التاريخ حدثا غير عادي لتكون الذكرى التاسعة والعشرين للغزو العراقي الغاشم في 2 أغسطس والتي وقعت يوم الخميس هي عبرة واعتبار ومفارقة تاريخية لهذا اليوم المبارك في 8/8/2019، عندما عادت رفات شهداء الوطن الى تراب الكويت الطاهر، ودرس للأجيال الحاضرة ليحفظ التاريخ الحق الكويتي الذي دافع من أجله هؤلاء الشرفاء الأبطال من أجل الحرية لنؤكد اليوم ان «الفرع عاد إلى الأصل» لأن كل الجهود التي بذلتها الكويت من أجل تحقيق مطلب الكشف عن مصير أسرانا تأكد بجهود المخلصين وكل المعنيين بهذه المسألة الإنسانية والسياسية والتاريخية التي تحققت فكان يوم الخميس 8/8/2019 بداية لعودة بقية رفات مفقودينا الشرفاء لأرض الوطن الغالية!
وهنا نستذكر الجهود التي بذلها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ رعاه الله ـ منذ ان كان على رأس الديبلوماسية الكويتية وهو يؤكد على هذا الحق الكويتي الأصيل بالكشف عن مصير أسرانا ويطالب بعودتهم الى ارض الوطن، وكان دائما ـ رعاه الله ـ يذكر ان الكويت لن يهدأ لها بال حتى تعود رفات آخر أسير كويتي من العراق والكشف عن مصير كل الأسرى! من هنا كان نهج رجال الديبلوماسية الكويتية وكل المخلصين بـ«الخارجية» و«الداخلية» الكويتية يترجمون هذه الحقيقة الأصيلة بالتعاون مع الأمم المتحدة والأشقاء والأصدقاء في اللجنة المشتركة التي حملت ملف الأسرى على عاتقها رغم الظروف القاسية والصعبة، إلا ان عودة ثلة من شهدائنا الأسرى الخميس الماضي هي نتيجة مبشرة بالخير لعودة آخر أسير كويتي بإذن الله الى ثرى الكويت الطاهر! وهنا نقول بكل امانة وتجرد بل ونشدد أنا وكل الإخوة الذين لهم مفقودون لا يزال لم يكشف النقاب عنهم وعن مصيرهم اننا نضع يدنا وخبرتنا المتواضعة تحت تصرف الدولة للمساعدة في هذا الاتجاه ونثني على جهود الديبلوماسية الكويتية التي تحققت بضوء ونور في هذه القضية الإنسانية، حتى وإن لم يتم الكشف عن أسماء من هؤلاء المفقودين حتى تتحقق الأدلة لكشف هويتهم، إلا ان الأمل معقود بالصبر والدعم لجهود الديبلوماسية الكويتية من قبلنا نحن أهل الأسرى المفقودين، وإن كان البعض منا قد قبل الحقيقة وأصدر أحكاما قضائية من سنة او سنتين او اكثر، الا اننا نؤكد ان الكشف عن مصير ورفات كل المفقودين هو مطلبنا الشرعي والقانوني والإنساني حتى تدفن رفات أسرانا بجوار شهدائنا الأبرار في ثرى الكويت الطاهر بإذن الله!
رفات أسرانا.. كشفت سياسة التضليل!
بحمد الله تحققت آمال الكويت وأهالي الأسرى المفقودين واستطاعت الديبلوماسية الكويتية كشف التضليل حول قضية الأسرى التي كانت من اهم اولويات القيادة السياسية وديبلوماسيتها العريقة. لقد دأب النظام البائد في العراق نفي وجودهم في معتقلاته من بعد تحرير الكويت عام 1991 وحتى سقوط النظام عام 2003، ولكن الديبلوماسية الكويتية بالتنسيق مع جهود الأمم المتحدة والأصدقاء والأشقاء جعلت هذا الملف على «قيد الحياة» فكانت الجهود والمواقف الصارمة في قضية الأسرى المفقودين هي الشغل الشاغل حتى منّ الله تعالى علينا بعد جهود التواصل مع الجانب العراقي بالوصول إلى كشف تلك الأضاليل السياسية التي كانت تنفي وجود أسرانا بالعراق!
ورغم ذلك جاءت بعض التصريحات يوم تسلمنا رفات أسرانا الخميس 8/8/2019 تتناقض وتتنافى مع الآلية السياسية والديبلوماسية التي اتبعتها الكويت بالإعلان عن اكتشاف هذه الرفات الطاهرة! نعم هذه التصريحات تتناقض مع اصحاب الحق اهالي المفقودين وحتى يتم الكشف بعد الفحص عن هوية هذه الرفات نحن متفائلون بأن هذه الرفات هي بداية النهاية للكشف والتوصل الى كل رفات اسرانا المفقودين بإذن الله ونؤكد تضامننا مع السياسة والديبلوماسية الكويتية في نفس الاتجاه.
2 مذكرات كارِن أثناء الغزو عبدالمحسن يوسف جمال
القبس
ما إن يأتي شهر اغسطس من كل عام، حتى تتجدد ذكرى الغزو العراقي لدولة الكويت في ٢ اغسطس عام ١٩٩٠م.. وتجدد ذكريات تلك الاحداث المؤلمة التي عاشها اهل الكويت والمقيمون على ارضها الطيبة. وقد صدرت العديد من الكتب والروايات التي وثقت ذلك العدوان الغاشم على الكويت.. من هذه الكتب التي وقعت يدي عليها وانا اجول في احدى المكتبات، كتاب تحت عنوان LETTER HOME، وهو لسيدة بريطانية متزوجة من مواطن كويتي، عاشا معا اغلبية فترات الغزو في الكويت، وقامت بكتابة رسائل يومية موجهة لأهلها في بريطانيا، ثم قامت مشكورة بنشرها بعد التحرير. هذه السيدة هي «كارِن العنيزي» Karen Alanizi. وثّقت الكاتبة يومياتها برسائل كتبتها من بيتها في منطقة الأندلس وما تشاهده يوميا من تحركات الجنود العراقيين والمخاوف التي واجهها المواطنون، خصوصاً المقيمين ذوي الجنسيات الاجنبية الغربية وكيفية التعامل مع هذا الحدث المفاجئ، والعلاقة الوثيقة التي توطدت بين الكويتيين والمقيمين الاجانب، وبالاخص المتزوجات من كويتيين. اهمية كتاب كارِن أنها شاهد عيان على كل ما حدث يوما بيوم منذ اليوم الاول الى يوم اضطرارها لمغادرة الكويت في شهر أكتوبر، وحزنها على ترك زوجها ووالديه في الارض التي احبتها وعشقتها. ثم تبين كيف ان والديها في بريطانيا كانا يرفعان علم الكويت فوق بيتهما هناك الى تحرير الكويت، وهكذا فعلت اغلبية العوائل البريطانية التي كان لها قريب في الكويت أثناء الغزو. وأنها كانت تشترك في المسيرات والتظاهرات الكويتية التي كانت تقام في لندن مطالبة بتحرير الكويت. وتقول الكاتبة ان قصتها ما هي الا قصة من القصص الكثيرة التي يرويها الكويتيون اثناء معاناتهم في فترة الغزو، التي ينبغي ان تروى للأجيال، متذكرة موقف الكويتيين الشهم في مساعدة المقيمين الغربيين وحمايتهم، التي لن تنسى أبدا، وهي إحدى المثل الجميلة للشعبين الكويتي والبريطاني. والكتاب باللغة الانكليزية، وحبذا لو جرت ترجمته إلى اللغة العربية لتعم الفائدة الجميع.
3 نزعة الاستيلاء لدى باحثين فُرس أغرتهم بسرقته
بداح السبيعي الرياض السعودية
على طريقة أبطال الحكايات يواصل الباحث والمترجم العراقي المعروف سعيد الغانمي اقتحام الأبواب المغلقة، التي تخفي وراءها الكثير من الغموض والسحر، في تراثنا العربي بتحقيق كتاب (مخاطبات الوزراء السبعة)، وقد صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عن دار الجمل (2019م) في 192 صفحة بعنوان إضافي توضيحي: الترجمة العربية لكتاب “سندباد نامة” من أصول “ألف ليلة وليلة”. ويذكر الغانمي في تتبعه لتاريخ الكتاب أن أول إشارة تاريخية تدل على “اطلاع العرب على ترجمة عربيّة لكتاب (سندباد نامة) تعود إلى القرن الثالث الهجري”، فقد أشار إليه اليعقوبي في تاريخه بتسميته الشعبية (مكر النساء)، ثم جاءت الإشارة الثانية له عند المسعودي في (مروج الذهب)، وكان قد أشار إليه أيضاً باستخدام عنوان شعبي آخر عُرف به وهو (الوزراء السبعة والمعلّم والغُلام وامرأة الملك)، ثم أشار إليه ابن النديم في (الفهرست) في أكثر من موضع في معرض حديثه عن “أعمال الهند في الأسمار” وقال إنه يتكوّن من نسختين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة: “كتاب سندباد الكبير، وكتاب سندباد الصغير”.
ويذكر المحقق في سياق توثيقه لتاريخ كتاب (مخاطبات الوزراء السبعة)، وهي التسمية التي فضّلها، أن “الباحثين الفرس المعاصرين، بما عُرف عنهم من نزعة استيلاء ثقافي” حاولوا الاستيلاء على هذا الكتاب باختراع تاريخ وهمي زعموا فيه أن الكتاب من أصول فارسية وأنه نُقل عن الفهلوية لا عن العربية، لكنه ينفي صحة هذا الزعم ويرجّح، استناداً على العديد من الأمور، أن الكتاب ولد في ظل بيئة مانويّة آراميّة ولست فهلوية مجوسية، وأنه نُقل إلى العربية “في وقت سابق على منتصف القرن الثاني” قبل أن يترجمه الفرس تحت عنوان جديد هو: “سندبادنامة”. أمّا الحدث الأهم في تاريخ الكتاب، بحسب رأي المحقق، فكان اندراج الكتاب أو دخوله الكامل ضمن كتاب “ألف ليلة وليلة” الذي وصفه بأنه: “عملٌ مفتوحٌ مستعدٌ لالتهام الكتب، سواء أكانت مماثلة له في بنيتها أو لم تكن”.
ورأى المحقق أن البنية الداخلية لكتاب (مخاطبات الوزراء السبعة) تتألف من حكاية “إطارية” واحدة هي “حكاية مراودة جارية الملك لابنه، ومحاولتها إغراءه بالتآمر على أبيه”، تليها العديد من الحكايات “التفريعيّة” المشوّقة التي ترد على ألسنة وزراء الملك السبعة الأذكياء دفاعاً على ابن الملك البريء. وقد اكتفى الغانمي في مقدمته بتحليل وتأويل حكايتين مختارتين من تلك الحكايات، وذكر أنّه استخلص ما سمّاه “النسخة المعيارية الصغرى”، وهي الحكايات التي شكّلت المادة الأساسية للكتاب، من مخطوطتين من بين أربع مخطوطات اعتمد عليها في تحقيقه، وأضاف في نهاية الكتاب مُلحقاً تضمّن عشر حكايات إضافية وردت في المخطوطات الأخرى، ولم ترد في مخطوطتي النسخة المعيارية الصغرى التي اعتمدها.
4 الاعتداء على السفارات والنظام الإيراني
سعيد الحمد الايام البحرينية
منذ بداية انقلاب الخميني وشن نظامه الثيوقراطي «مشروع» الاعتداء على السفارات باحتلال السفارة الأمريكية في طهران ليتم اعتماد الاعتداء على السفارات منهجا تسلكه المليشيات الموالية لنظام طهران في عدد من العواصم أبرزها العاصمة البريطانية لندن.
والاعتداء المتكرر على السفارة البحرينية في لندن سيبدو الأبرز والأكثر من بين الاهداف التي وضعتها مليشيا الوفاق وأخواتها الإرهابيات لترويع طاقم سفاراتنا، وإرهاب وتخويف جميع المتعاملين مع السفارة؛ كون السفارة هناك موضع استهداف دائم بتجمعات شغب وحركات إعاقة وتعطيل لمصالح المترددين على السفارة، ناهيك عن تسلق جدرانها عنوة.
ففي شهر أبريل من عام 2012 تدخلت شرطة لندن لإنهاء عملية اقتحام قام بها إرهابيان من فلول دوار العار اتخذا من بريطانيا ملجأً يمارسان فيه مع بقية الفلول الأعمال الإرهابية الخارجة على القانون؛ بما يعتبر مخالفة صريحة وأمام الناس أجمعين للمواثيق والأعراف الدولية، واتفاقية فيينا التي تكفل أمن وحماية واستقلالية البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الدول الموقعة على الاتفاقية.
وفي العام 2017، قام نفس الإرهابيين بمحاولة اقتحام سفاراتنا في لندن عن طريق اعتلاء سطحها، كما تم اتخاذ المنطقة الأمامية وواجهة سفاراتنا في بريطانيا مكانا لعملية اعتصام استمرت أسابيع على مدى الأربع والعشرين ساعة وطوال الليل وآناء النهار.
ما اضطر معه طاقم السفارة والعاملون فيها والمتعاملون معها لاتخاذ الأبواب الخلفية طريقا للدخول، والخروج من المبنى طوال تلك الأسابيع التي احتل فيها الإرهابيون المساحة الأمامية لسفاراتنا.
وقد نصبوا في الموقع خيامهم وفرشوا أسرّة نومهم وأحضروا أدوات طبخهم وشربهم وأكلهم، متعمدين ومتقصدين ترك مخلفاتهم وبقاياهم أمام واجهة السفارة.
وطوال فترة تلك الاعتداءات الإرهابية من المجموعة الموالية والممولة من نظام طهران، تحلت سفارة مملكة البحرين بضبط النفس والهدوء في التعاطي والتعامل مع تلك الاعتداءات ومع الإرهابيين المارقين.
وفي الفترة الأخيرة أعاد أحد الإرهابيين المطلوب للعدالة هنا اختراق أمن السفارة باعتلاء سطحها مساءً في عملية إرهابية مروّعة خرجت على الأعراف والقوانين الدبلوماسية.
ويبدو للمراقب واضحا أن الاعتداء على السفارات هو نهج إيراني مرتبط بقمّ مصدر القرار هناك، فسلسلة الاعتداءات على السفارات لا تقوم بها سوى المليشيات الموالية والمرتبطة بإيران، ولعلنا هنا نذكّر بحادثة الاعتداء على سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، ومن ثم بالاعتداء الإرهابي على سفارة البحرين في العراق.
ولسنا بحاجة لأن نؤكد أو نبحث عن شواهد وأدلة على ارتباط المقتحمين والقائمين بعمليات الاعتداء، وأنهم موالون لإيران ومرتبطون بدوائر استخباراتها وحرسها الثوري.
فهم أنفسهم يعلنون على الملأ أجمعين أنهم مؤيدون وموالون لنظام قم، وأن كثيرا من الفتاوى ومن التعليمات والتوجيهات والأوامر تصدر لهم من من طهران، ومن مجموعات مارقة إرهابية مطلوبة للعدالة اتخذت من ايران ملجئا ومأوى لها تنطلق منه عملياتها وتصدر أوامرها.
وفي غياب الإجراء الدولي الأممي تجاه عمليات الاعتداء على السفارات واقتحامها او احتلالها، ويفتح الطريق لتصعيد العمليات الإرهابية والإجرامية هذه الى عمليات خطف واحتجاز رهائن والمساومة عليهم وتعريض حياة الأبرياء للموت قتلاً وذبحًا.
فهل يتحرك المجتمع الدولي قبل ان تتفاقم عمليات اقتحام السفارات والاعتداء على حرماتها وتصل إلى ما لا يُحمد عقباه؟
وهو ما يعيدنا في هذا السياق الى عمليات خطف الطائرات واحتجاز الرهائن، ومن ثم قتل وذبح بعضهم في عمليات مساومات ارهابية واجرامية فاقعة تهدد السلم والأمن الدوليين!
5 كش بغداد
محمد جواد الميالي راي اليوم بريطانيا
لعبة الشطرنج من أفضل العاب الذكاء والدهاء السياسي، لكنها تعبر عن أستبداد السلطة، لأنها تعتمد على التضحية بالجنود واحداً تلو الآخر، ليعيش الملك فتنتهي اللعبة بعبارة، كش ملك.
العملية السياسية في العراق، صارت شبيه بلعبة الشطرنج، فالساسة ثابتون والشعب هو الذي يقتل في سبيل بقاء الوطن!
الغريب أن لعبة السياسة العراقية، تتميز بكثرة الخونة فيها.. لأن غاية الغالبية الوحيدة جمع المال، وأما الوطن.. فليذهب إلى التهلكة، الأهم أنهم يتبعون منطق غاية جمع المال تبرر سفك دماء الشعب..
رغم صعوبة المرحلة التي مرت بها حكومة حيدر العبادي، بسبب إنتقال السلطة إليه في وقت أستثنائي، كان فيه العراق بمواجهة المد الإرهابي لداعش، و إستلامه ميزانية مبوبة للحرب والتقشف الإقتصادي، بسبب ما فعله مختال العصر، إلا أنه تعامل بكل شفافية وقانونية مع إصرار حكومة الإقليم على الإنفصال، و أجبرت حكومة المركز سلطة الإقليم على التوسل من أجل التفاوض، هذا الحزم كان نقطة بيضاء تحتسب للقوى الحاكمة في الفترة السابقة.
كل التوقعات السياسية، كان تعتقد أن عادل عبد المهدي، سيكون نقلة نوعية في مجال إدارة رئاسة الوزراء، خاصة مع قوة داعميه في البرلمان، والغالبية توقع برنامجا حكوميا ناجحا، لكن ما صرح به بارزاني أثبت العكس، حين قال “حكومة عبد المهدي هي الأفضل بالنسبة للإقليم” عندها تيقنا أن قرارات رئيس الوزراء لن تكون مع مقتضيات مصلحة العراق والمركز، وما تم كشفه في الأسابيع الماضية، من معلومات ربما ستؤدي لإستجواب وزير المالية والنفط، كانت صادمة جداً، حيث كانت الإحصائيات كالتالي:
الإقليم يصدر ما يقارب ٦١١ ألف برميل من البترول يوميا..
قيمة الصادرات النفطية، تقدر ب١٢ مليار دولار، تذهب إلى خزينة الإقليم.. ولا تستلم منها الحكومة الاتحادية سنتاً واحدا؟
كل هذه الأرقام، بالإضافة إلى تعامل حكومة المركز مع الضابط الذي طبق القانون والدستور، حين أمر بعدم رفع علم آخر غير العلم العراقي، حيث تم معاقبته من قبل محافظ السماوة..
تصريح محمد الحلبوسي رئيس برلماننا كان صادما، حين قال للنائب الكردي بأنه سيأخذ حق الإقليم!
هل أصبح تطبيق القانون جريمة أم حب الوطن خيانة؟!
١٢ مليار دولار، ٦١١ الف برميل يوميا، محافظ المثنى، إعتذار رسمي، التحقيق وتطبيق الأحكام بحق الملازم، كل هذه الأمور أنهت اللعبة لصالح الإقليم، وكانت الخاتمة هي “كش بغداد”.
دائماً يبقى السؤال، كم مرة أُحرق العلم العراقي في كردستان؟ ويا ترى أين الضابط الكردي في الحرس الرئاسي، الذي قَتَلَ الصحفي محمد بديوي في بغداد؟ كلها تساؤلات تطرح على طاولة الحكومة، لا تحتاج إلى أجوبة أكثر من كونها تحتاج إلى قانون يطبق.
6 في الذكرى القمرية الثالثة عشرة لإستشهاده.. صدام لم يكن دكتاتورا
سفيان بنحسن راي اليوم
مع إهتزاز عرش الرئيس المصري المعزول حسني مبارك سنة 2011 خرج نائب الرئيس الأمريكي “بايدن” ليقول “إن مبارك ليس دكتاتورا وهو صديق للولايات المتحدة “، لم يمتلك مبارك شرعية إنتخابية ولا شرعية ثورية ولا كان ملهما للشارع العربي ولا دعم ثائرا أو مقاوما ولا خرجت في يوم مسيرة في عاصمة عربية تأييدا له ولا هتفت له الحناجر خارج دائرة حكمه ولا حيكت حوله أساطير الحالمين، مبارك وطيلة عقود ثلاثة من حكمه لم يكن يقود الشعب إلى حيث يريد الشعب أو تريد الأمة لكنه رغم ذلك لم يكن دكتاتورا وفق المفهوم الأمريكي، بل ربما لأجل كل هذا تحديدا لم يكن دكتاتورا، يكفي أن يكون الزعيم تابعا للنظام العالمي الجديد يجر الشعب إلى أعتاب أعتابه حتى تسقط عنه صفة الدكتاتورية ولو حوّل البلد إلى مزرعة خاصة له ولعائلته.
أنا من جيل تفتح وعيه السياسي مع العدوان الثلاثيني على العراق العظيم أو مع “أم المعارك”، كنا صبية صغارا في العاشرة من العمر أو دونها نتداول الأساطير في ما بيننا فيزعم بعضنا بأننا لو تصفحنا القرآن الكريم لوجدنا شعرة بين صفحاته وأن تلك الشعرة تعود لصدام، ويقسم أحدنا بأغلظ الإيمان أنه وجدها في المصحف الجامع وإنها لآية بأن الرجل يقينا منصور من عند الله، كان صدام في أذهاننا الصغيرة رجلا خارقا يقود المعارك بنفسه ويحارب الأعداء وينتصر ويتفنن في خداعهم بأسلحة بلاستيكية مجوفة مملوءة بالنفط توهم المعتدي بأنه أصاب هدفا ثمينا، ظاهرة صدام تجاوزتنا نحن الصغار إلى آبائنا فأطلقوا إسمه على المواليد الجدد تبركا به لعل الوافدين الجدد يحملون شيئا من صفاته في عودة إلى تقليد قديم كانت فيه العرب تسمي أبناءها بأسماء الأسود والجوارح، وعن ذلك قال السلف “نسمي أبناءنا لأعدائنا”، وأذكر في تلك الفترة مذيعا تونسيا راحلا كان يتلو بحماس نادر عبر الإذاعة خبر تدمير صواريخ الحسين والعباس والحجارة لأوكار الشر والرذيلة في تل أبيب، كان صالح جغام ينقل الخبر باكيا ومرددا لعبارة “الله أكبر الله أكبر” وأذكر أن أبي كان يترك صوت المذياع مرتفعا طيلة الليل علّ صالح جغام ينقل إلينا الجديد فلم يشهد أبي في الفترات السابقة من حياته سقوط بناية واحدة في تل أبيب أو تل الربيع بسواعد عربية. نمت اذهاننا مع الزمن ونمت داخلها صورة صدام الفارس القادم من زمن الإغريق، أحببناه زعيما مدججا “لا ممعنا هربا ولا مستسلم” ثم مقاوما ثم أسيرا ثابتا قويا مجادلا ثم شامخا هازئا بشانقيه، أحببناه بعدما رأينا فيه صورة الفارس العربي الذي تحدثت عنه الجدات في حكايات قبل النوم وتحدثت عنه كتب التاريخ والقصص الجميل وأحبه بعض من كان أكثر وعيا منا لتحديه للإمبريالية الأمريكية وللنظام العالمي الجديد.
وحده صدام حمل لواء المواجهة المباشرة مع قوى الشر رغم إدراكه أن حجم التضحيات سيكون كبيرا، لم تكن الأمور تقاس بمنطق الربح والخسارة وإنما بمنطق القيم والمبادئ التي تشربها، ومع الساعات الأولى من العدوان إصطف الفلسطينيون خلف القيادة العراقية ومعهم السواد الأعظم من الجماهير العربية الحالمة بالوحدة والتوزيع العادل للثروة الذي نادى به العراق طويلا، وفي رسالة من صدام إلى مبارك بتاريخ 23 أوغسطس سنة 1990 ردا على إقتراح تقدم به الرئيس المصري كتب صدام قائلا “إن فهدا، ومن تعاون معه، قد بدأوا التآمر على العراق وعلى صدام حسين، بعد أن تأكد لهم باليقين أن العراق وصدام حسين مع فقراء العرب وليس مع مترفي الأمة … ولنفس الأسباب التي كرهوا فيها عبدالناصر وتآمروا عليه، تآمروا على صدام”، (إنتهى الإقتباس) واليوم على المؤرخين إنصاف عراق صدام حسين بعيدا عن المراجعات التي يدعي بعض من تبقى من رفاق صدام أنهم قاموا بها وتأسفوا نتيجة لها لقارون الكويت بعد أن خرب وسلفه العراق والأمة، لم يكن بإمكان العراق تجنب العدوان إلا بتغيير سياساته الإقتصادية والإجتماعية ومواقفه الدولية وخارطة تحالفاته، في تلك الفترة كان العراق يكاد يكون وحيدا في دعمه للفلسطينيين إثر إغلاق مصر والأردن وسوريا لحدودها أمام الأعمال الفلسطينية الفدائية ولم يبق إلا لبنان بسبب غياب سلطة مركزية قوية قادرة على ضبط حدودها، حمل العراق لواء الأمة فتآمر عليه الجواسيس والخونة أو الدكتاتوريون العرب، والدكتاتورية هنا بمعنى السير عكس تطلعات الشعب العربي وآماله، صدام كان ممثلا حقيقيا للشعب العربي وإن عدنا إلى مفهوم مصطلح الديمقراطية بأنه حكم الشعب فصدام كان أكثر الحكام ديمقراطية وأكثرهم تأييدا من الجماهير العربية من الأطلسي إلى الخليج، وما الدكتاتورية إلا السير عكس تيار الشعوب وإلا البيع بلا ثمن لمقدراتها والتخلي عن ثوابتها، كان العدوان على العراق إختبارا لفساد الحاكم العربي من عدمه فمن وقف إلى جانب العراق إنضم إلى صفوف الجماهير ومن ساند العدوان أو برره كان خادما بوعي منه أو بدون وعي للمتربصين بالأمة.
في العقود الماضية كان الحكم الشمولي هو الطاغي على المنطقة العربية ومعظم أرجاء البسيطة ومن الحيف تصنيف أنظمة تلك الفترة بمعايير ما نعيشه اليوم، فإن أنصفنا حكام تلك الفترة وأردنا تصنيفهم بين دكتاتوريين وخلافهم فسيكون الدكتاتور هو من كان خادما للنظام العالمي ما بعد “بريتون وودز” الذي قنن نهب دول العالم المتقدم لمستعمراتها السابقة، لم يكن ناصر دكتاتورا ولا بن بلة وبومدين ولا القذافي ولا صدام، وأكثر الأنظمة العربية معاداة لشعوبها هم المطبعون مع الصهيونية والذين جلبوا الأمريكان إلى أرض العرب وإرتضوا على نفسهم تقمص دور إبن العلقمي ومن دفع منهم “الإتاوة” إلى ساكن البيت الأبيض صاغرا ذليلا.
“أنت لم تكن دكتاتورا” قالها قاضي محكمة الإحتلال عبدالله العامري لصدام حسين ونرددها اليوم أكثر يقينا وإصرارا “الدكتاتور هو خادم الغرب وبيدقه، أما صدام ففارس نبيل في زمن الكوليرا” رحم الله صدام حسين.
7 لماذا تستهدف أسرائيل العراق؟
د. جواد الهنداوي راي اليوم
أستراتيجياً، ليس للسؤال محلاً، ايّ، مِن الغرابة طرح سؤال له ألفْ جواب! ولكن، للبعض سوادُ الليل لا يكفي دليلاً على وجودهِ .
لأسرائيل ــ كل العرب شعوباً و دولاً ــ هم أعداء، وبنسب متفاوتة، ويسبقُ العرب، في مرتبة العداء،اليوم، إيران .
ويترتب على هذه المعادلة (معادلة العداء)، التزامات استراتيجية على إسرائيل و على داعميها (الصهيونية، امريكا، الرجعية ). في مقدمة الالتزامات الاستراتيجية، التزام منع العرب وإيران من امتلاك القدرة النووية، ووقائع كُثُرْ تشهد على تمسّك إسرائيل بهذا الالتزام الاستراتيجي (لا لقدرات نووّية حولهّا)، وفي إطار هذا الالتزام نفّذت إسرائيل اغتيالات و تصفيات لعلماء واساتذة و مختصون عراقيون و عرب و ايرانيون في مجال الفيزياء والطاقة النووية، يليها التزام منع العرب الحصول على أسلحة استراتيجية، و تطول يد إسرائيل إلى منع دول مُصدّرة للسلاح إلى تصدير او بيع العرب سلاح يخّلُ في معادلة التفوق الاسرائيلي، او سلاح يُهّدد إسرائيل .ما نقوله ليس بجديد، او غير معروف .
نجحت إيران بقدراتها بالخروج من هذا الحصار الاسرائيلي الامريكي، و أمتلكت وحلفائها (وخاصة حزب الله ) سلاحاً يحفظ أمنها و دفاعها، و تجده إسرائيل تهديداً لها، ولا نلوم إسرائيل بقلقها و خوفها، لانها كيان مُغتصبْ مُحتلْ ومُرتكب لجرائم .
ليس للمرّة الأولى اعتداء إسرائيل على العراق او قيامها بقصف مواقع عراقية، تارة بطائرات مُسًيرة، و تارة أخرى بطائرات حربية متطورة مثل F 35،هذه المرّة الثالثة في غضون اشهر، وبعلم حليفتنا وصديقتنا أمريكا، حيث تربطنا و إياها اتفاقية استراتيجية ودفاع مُشترك .
حُجّة إسرائيل في تبرير اعتداءاتها، و يسّوق لهذه الحجّة حلفاء و عملاء إسرائيل هو أنَّ السلاح المُستهدف او الصواريخ المُستهدفة بيد فصائل مسلحة مُرتبطة بايران او تحت سيطرة و استخدام الحشد الشعبي !
وهل تلتزم إسرائيل باحترام سيادة العراق و عدم استهدافها لذات السلاح إذا كان السلاح في مخازن الدولة او تحت سيطرتها؟
ماذا يكون موقف إسرائيل لو تعاقد العراق مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية؟
إسرائيل وكذلك امريكا، يمارسان حضر السلاح على العراق، سواء كان هذا السلاح قادماً من روسيا او من دولة أخرى، وسواء كان هذا السلاح عند الدولة او عند الحشد الشعبي او عند احد الفصائل المُسلحّة.
وهل سَلِمتْ كوادر عراقية وعربية مُتخصصة في القدرات النوويّة او التسليحية من التصفية والاغتيال مِنْ قبل إسرائيل وعملائها والصهيونية؟
حسبَ إسرائيل، غير مسموح للعراق، ولا لغير العراق امتلاك قوة ردع، تُهدّد إسرائيل، حتى وإنْ كان ذلك البلد في علاقة سلام مع إسرائيل
لم يكْ الإرهاب، او الربيع “العبري”، الذي عَمَّ العراق وسوريا والمنطقة الاّ مؤامرة أمريكية اسرائيلية رجعية لتدمير قُدرات المجتمعات والدول العربية، و خاصة تلك التي تُحيط بأسرائيل، وتمتلك المقومات.