بعد 5 ايام من صدوره بغداد ترد على البنتاغون:لداعش مجاميع ما بين 3 الى 5 فقط

كذبت قيادة العمليات المشتركة، الأحد، تقرير البنتاغون الذي أشار الى وجود اكثر من 14 الف عنصر من عصابات داعش الإجرامية في المناطق الحدودية المشتركة بين العراق وسوريا، مشيرة الى ان الرقم مبالغ به كثيرا.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي ان “تقرير البنتاغون بشأن وجود اكثر من 14 الف عنصر لداعش الإجرامي في المناطق الصحراوية الحدودية مع سوريا مبالغ به جدا وبشكل كبير”.
وأضاف “نتحفظ على الكثير مما ورد بتقرير البنتاغون”، مشيرا الى ان “ عناصر داعش المتواجدين بتلك المناطق لا يتعدون العشرات ومنتشرين على شكل مجموعات صغيرة من 3 الى 5 عناصر بجيوب ومختبئين”.
وتابع ان “تحركات تلك العناصر في المناطق الصحراوية الحدودية هي دفاعية وليست هجومية”، مبينا ان “عمليات إرادة النصر الأولى والثانية والثالثة دمرت العديد من مضافاتهم ومخابئهم وقتلت العشرات”.
وأفاد تقرير صادر عن المفتش العام في البنتاغون، يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2019، أن تنظيم داعش الارهابي “يعاود الظهور” في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قوات من هذا البلد، و”يعزز قدراته” في العراق المجاور.

وقال التقرير إن الارهابيين — الذين تكبدوا خسارة كبيرة على الأرض على أيدي القوات العراقية والسورية مدعومة بحملة قصف جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة — يستغلون ضعفا لدى القوات المحلية لتحقيق مكاسب.

وأوضح التقرير “رغم خسارته “الخلافة” على الأرض، إلا أنّ داعش الارهابي في العراق وسوريا عزّز قدراته المسلحة في العراق ويعاود الظهور في سوريا خلال الربع الحالي” من السنة.

وأضاف أنّ التنظيم استطاع “إعادة تجميع صفوفه ومواصلة القيام بعمليّات” في كلا البلدين، وذلك لأسباب منها أنّ القوّات المحلّية “لا تزال غير قادرة على مواصلة القيام بعمليّات طويلة الأمد، أو تنفيذ عمليّات عدّة متزامنة أو الحفاظ على الأراضي” التي استعادتها.

واشار التقرير الى ان ذلك يأتي مع استكمال واشنطن “انسحابا جزئيا” من هذا البلد، مُخالفةً بذلك رأي قادة عسكريين اعتبروا إن قوّات سوريا الديموقراطيّة المدعومة أميركيًّا “بحاجة إلى مزيد من التدريب والتجهيز للتصدي لعمليات مسلحة”.

وفي العام الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتصار على تنظيم داعش الارهابي وأمر بسحب جميع الجنود الأميركيين من سوريا، في قرار دفع وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس للاستقالة.

إشاعة الفوضى

لا يزال عدد قليل من الجنود الأميركيين ينتشرون في شمال شرق سوريا، وهي منطقة لا يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد. وتسعى واشنطن إلى حشد مزيد من الدعم العسكري من أعضاء آخرين في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ونفذ مسلحوداعش الارهابي عمليات اغتيال وكمائن وتفجيرات انتحارية في كلا الدولتين. وفي العراق “أنشأ نقطة قيادة ومراقبة ثابتة ونقطة لوجستية لتنسيق الهجمات”، وفقا للتقرير.

واستراتيجية التنظيم في كلا البلدين هي “إشاعة فوضى على الأرض التي خسرها” ومنع قوات الأمن المحلية “من تحقيق سيطرة فعلية والحفاظ على النظام العام”.

ويعتقد التحالف بقيادة أميركية أن التنظيم  لديه على الأرجح ما بين 14 ألف إلى 18 ألف “عضو” في العراق وسوريا، بينهم ما يصل إلى 3 آلاف أجنبي، بحسب التقرير.

وكان الارهابيون سيطروا على مساحات شاسعة من سوريا والعراق وأعلنوا “الخلافة” عام 2014 وارتكبوا فظائع. وتم دحرهم بعد سنوات من القتال العنيف وفي حملة قصف جوي أميركية كبيرة.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في 23 آذار/مارس 2018 القضاء على “خلافة” التنظيم بعد تجريده من مناطق سيطرته في بلدة الباغوز في محافظة دير الزور، إثر أشهر من المعارك بدعم من التحالف بقيادة واشنطن.

وبعد انتهاء معركة شرق سوريا، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية بدء مرحلة جديدة في قتال التنظيم، تتمثل بملاحقة خلاياه النائمة بتنسيق مع التحالف الدولي.

ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء عليهم لا يعني أن خطر التنظيم قد زال مع قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.