1 أزمة الملاحة في الخليج العربي
محمد عاكف
البيان الاماراتية
تتعرض ناقلات نفط مبحرة في مياه الخليج العربي عند مرورها في مضيق هرمز أو وجودها بالقرب منه لمخاطر أمنية متنوعة، تتراوح بين الاستفزاز والتخريب والخطف والإستيلاء بالقوة من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني، التي تجوب مياه المضيق وجواره بقواربها السريعة المسلحة في رسائل تحد، إذ سبق لقياداتها السياسية أن أعلنت بأن القيود لن تكون فقط على تصدير النفط الإيراني.
في سياق استمرار هذه الأحداث المقلقة على مدى الأشهر المنصرمة وتصاعد خطورتها على مصالح الدول الخليجية المصدرة للنفط والدول الأوروبية والآسيوية المستوردة له على حد سواء، تبدي عدد من دول أوروبا اهتماماً بمبادرة صدرت عن بريطانيا، على خلفية قرصنة إحدى ناقلات النفط التي تحمل علمها من قبل الحرس الثوري الإيراني عند مرورها بمضيق هرمز، مبادرة تقضي بتشكيل قوة بحرية أوروبية تحظى بدعم رقابي جوي يعزز من مهمتها في تأمين الملاحة في المضيق.
هذه المبادرة ذات طابع أمني محض وليس لها أي غطاء سياسي، فهي لا تتظلل بالولايات المتحدة ولا بحلف الناتو ولا بالاتحاد الأوروبي.
وقد حظيت بتأييد مبدئي من قبل فرنسا وإيطاليا والدنمارك، لتصبح بذلك مبادرة أوروبية تجنب منطقة الشرق الأوسط المزيد من التوتر، إذ تتولى مهمة تأمين سلامة الملاحة في الخليج العربي وممراته تخفيفاً للاحتكاك مع إيران الأقل حساسية إزاء أوروبا وسياسات دولها، على خلاف ما هو عليه الحال مع الولايات المتحدة.
إيران أعلنت منذ اللحظة الأولى رفضها لهذه المبادرة ومعارضتها للوجود العسكري الأمريكي والأوروبي في مياه الخليج، مشددة على أن أمنه وأمن ممراته من مهام الدول المطلة عليه.
الاهتمام بهذه المبادرة لم يأت من فراغ، فهناك إصرار دولي على رفض تقديم أية تنازلات بشأن حرية الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر عبره ما يقرب من خُمس ما يحتاجه العالم من النفط، فهذا المضيق ممر مائي يُعتبر وفق المادة 38 من اتفاقية قانون البحار العالمي لعام 1982 جزءاً من أعالي البحار يحق لكل السفن، تجارية أو حربية، المرور فيه ما دام ذلك لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
الولايات المتحدة لا تنظر بعين الرضا إلى أهداف المبادرة الأوروبية التي تتجاهلها على الرغم من أنها رحبت بها، فقد عبرت بشكل غير مباشر عن عدم ارتياحها، حين صرح الجنرال جوزيف واتفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية أن بلاده تعتبر هذه المبادرة «مكملاً لجهودها وليس عملية قائمة بذاتها».
فقد سبق للولايات المتحدة أن اقترحت في يونيو المنصرم تأمين الملاحة في الخليج بجهود دول متعددة الجنسيات، حيث طلبت من الدول المستوردة لنفط الخليج المساهمة في حماية الناقلات التي تحمل هذا النفط إليها.
هناك عقبات تعترض طريق هذه المبادرة على الرغم من أن بريطانيا بدأت من جانبها بتوفير الحماية المسلحة لناقلاتها، أبرز العقبات هي صعوبة تجاهل دور الولايات المتحدة في تأمين الملاحة في الخليج، مع حضورها العسكري الكثيف في مياهه، حيث يوجد الأسطول الأمريكي الخامس والصعوبة في الوقت نفسه في التنسيق معها في مقاربة أزمة التعامل مع إيران، حيث لأوروبا مدخل مختلف عن المدخل الأمريكي، فقيادات المبادرة الأوروبية لا تتمكن من تجاوز الثوابت في سياسات دولها التي عارضت الخيار الأمريكي في الخروج من الاتفاقية النووية مع إيران، التي فجرت هذه الأزمة.
فقد أعلنت ألمانيا صراحة بأنها لن تشترك في استراتيجية ممارسة أقصى الضغوط على إيران التي تمارسها الولايات المتحدة، هذا في الوقت الذي زادت احتمالات تقارب مواقف بريطانيا مع المواقف الأمريكية، مع مجيء بوريس جونسون لرئاسة الوزارة البريطانية.
لا شك أن الملاحة في مضيق هرمز ستؤمن، آجلاً أو عاجلاً، إلا أن ذلك قد لا يتم من غير حدوث بعض الصدامات المسلحة، فاحتمالات ذلك واردة في أجواء التشنجات السائدة، كما أن تأريخ الصراعات في مياه الخليج العربي في أزمان مختلفة لا يخلو من ذلك.
فخلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية الثماني وبالتحديد في أبريل 1988 قامت القوات الأمريكية البحرية والجوية بتدمير منشآت بحرية واستخبارية إيرانية وإغراق أربعة زوارق مسلحة وتدمير فرقاطتين إيرانيتين، رداً على تعرض إحدى فرقاطات صواريخها لمحاولة إغراق بألغام بحرية إيرانية.
2 «رفات أسرانا».. وذكرى 2 أغسطس!
طارق إدريس
الأنباء
بعد انتظار 29 عاما تلمّحت في الأفق أخبار العثور على مقابر جماعية في جنوب العراق يعتقد أنها لرفات مواطنين كويتيين في منطقة السماوة، ومؤخرا في منطقة المثنى! بالطبع نحن اليوم تمر علينا الذكرى المؤلمة والتي تصادف غدا الجمعة وكلنا امل أن تكون الجهات المختصة تحققت بالتوصل الى حقائق إيجابية مرضية لنا في شأن هذه الرفات والتي لمحت عنها وزارة الخارجية الكويتية بأنها إيجابية دونما الكشف عن تفاصيل دقيقة أو معلومات عن اسماء لبقية اسرانا «المغدورين» إبان الغزو العراقي والذين يعتبر اغلبهم من المدنيين الأبرياء وبعض العسكريين الذين كانوا من فصائل المقاومة الكويتية الباسلة للاحتلال وأزلامه طوال السبعة أشهر الكارثية!! نعم في انتظار انضمام هذه الرفات الطاهرة إلى ركب أسرانا الشهداء وكوكبة شهداء 2/8/1990 الذين قاوموا الاحتلال.
نعم إن تراب الكويت الطاهر هو الحضن الرؤوم لرفات هؤلاء الأبناء البررة والذين نأمل بأن تتوصل الجهات المعنية وتكشف عنهم جميعهم حتى يلتئم شمل أهل الكويت وأرضها بالأبناء الأسرى الشهداء وتنتهي معاناة الانتظار والصبر والهواجس كلها ليحتضن ثرى الكويت أطهر رفات ويتنفس الأبناء والأحفاد والإخوة والأخوات رحيق فجر 2/8/2019 برائحة زكية عطرة هي مصدر اعتزاز وفخر باحتضان تراب الوطن لهذه الرفات الزكية الطاهرة بعد انتظار 29 عاما، وبذلك نقفل ملف من اهم الملفات العالقة اجتماعيا وسياسيا لتبدأ رحلة التخليد لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بالنفس والروح من اجل حرية الكويت واستقلالها، بعد انضمامهم لركب الشهداء المعلن عنهم من قبل من الأسرى وكذلك الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا دفاعا عن الكويت وأرضها الطاهرة في 2 اغسطس 1990 رحمهم الله جميعا وأحسن مثواهم.
مكتب الشهيد والذكرى!!
بالطبع الأخبار التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في الكويت والعراق عن العثور على مقابر جماعية يعتقد بأنها مقابر لرفات اسرانا الأبرار، هي بالتأكيد ستكون على أولويات مكتب الشهيد ونحن على أعتاب تخليد ذكرى بطولات شهدائنا البواسل، وبالتأكيد أن حديقة الشهيد في هذه الذكرى ستكون زاهية بالأنوار البيضاء على امتداد سور الكويت الذي تقع عليه حديقة الشهيد تخليدا لذكرى شهدائنا الأبرار وترحيبا بانضمام كوكبة من الشهداء الأسرى، الذين سيعلن عن العثور عليهم بعد إتمام الإجراءات الخاصة بالفحوصات على الرفات التي عثر عليها مؤخرا في جنوب العراق.
3 ذكرى الغزو على بلدنا الكويت
بدر عبدالله المديرس الوطن الكويتية
تصادف ليلة الجمعة ليلة اليوم الثاني من شهر أغسطس لهذا العام 2019 الذكرى المشؤومة للغزو العراقي الغاشم على بلدنا الكويت في يوم الخميس الأسود الثاني من شهر أغسطس عام 1990 هذا العام الذي هز العالم بحدث غير مبرر .
إننا تكلمنا وتحدثنا وتحدث غيرنا عن هذا الغزو غير المبرر على بلدنا الكويت .
واليوم لن نعيد ونكرر ما قلناه وما قاله الآخرون .
ولكننا نقول اليوم يا جماعة الخير يا أحبائي في الكويت اجعلوا هذه الذكرى وذلك اليوم المشؤوم وتلك السبعة أشهر العجاف التي عاشتها الكويت وقيادتها الحكيمة والشعب الكويتي وعاشها معنا المحبون والمتعاطفون مع الكويت بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي بالمأساة التي كدنا أن نفقد وطننا الغالي ونعيش الشتات الكويتي في مختلف دول العالم أو نبقى في بلدنا المسلوب منا نتحسر على فقدانه وفقدان هويتنا الكويتية .
المطلوب منكم الآن يا أحبائي الكويتيين أن تسجدوا لله شاكرين وحامدين في ليلة هذه الجمعة المباركة على نعمة الله التي أنعمها الله علينا بأن رجعت إلينا بلدنا الكويت محررة ورجعت إلينا قيادتنا الرشيدة من آل الصباح الكرام والتواصل مع الشعب الكويتي الوفي والتقت القلوب بالمحبة والفرح وتعانقنا نحيي بعضنا البعض ونذرف الدموع الغزيرة التي بللت أرضنا الطيبة بالفرح في اليوم السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1991 في هذا اليوم الذي يجب أن يرسخ في قلوبنا وأن نجعل همنا الوحيد في حياتنا المعيشية وتعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين بالمحبة والإخاء وأن نبتعد عن الممارسات غير الطبيعية التي يمارسها البعض في حياتهم قبل الغزو العراقي الغاشم في اليوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990 والذي غير حياتنا رأساً على عقب بالهوية الكويتية في داخل بلدنا الكويت مؤقتاً لمدة سبعة أشهر عجاف مع أن هويتنا الكويتية باقية في نفوسنا وحبنا لبلدنا الكويت ولقيادتنا الحكيمة لم يتغير وصبرنا لأن الصبر مفتاح الفرج ولأن الله سبحانه وتعالى مع الصابرين فالله يمهل ولا يهمل ولقد أمهل الغازين على بلدنا الكويت ولم يهمل من غزانا لتعود إلينا كويتنا الغالية .
ولذلك عليكم يا أحبائي أن تبعدوا عن أنفسكم التناسي وليس النسيان فالنسيان قد يكون مقبولا في أمور كثيرة عند الإنسان لفترة قصيرة ليعود ليتذكر ما الشيء الذي نسيه.
ولكن أكرر وأكرر أكثر من مرة أن التناسي ثم التناسي عن الذي حدث لنا في اليوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990 غير مقبول إطلاقاً في حق كويتنا الغالية لنعود مرة ثانية إلى ما كنا نقوم به بالتصرفات غير المقبولة في حياتنا وفي مجتمعنا قبل الغزو العراقي ماثلاً هذا الاحتلال لمدة سبعة أشهر عجاف لنغير في تصرفاتنا غير المقبولة التي كنا نمارسها قبل الغزو العراقي الغاشم بالحياة الصعبة غير المفرحة التي عشناها في أشهر الغزو العراقي الغاشم وبعد التحرير نتناسى ما أصابنا من نكبة الشتات الكويتي في داخل بلدنا الكويت الغالية علينا وفي خارج بلدنا ولنعود إلى ممارساتنا غير المقبولة وكأننا لم نمر بمحنة الغزو العراقي الغاشم على بلدنا الكويت الذي كان امتحاناً قاسياً لنا من الله سبحانه وتعالى بأن النعمة التي حبانا الله بها قد تزول في أي لحظة وفي أي زمان وهذا ما حدث لنا في الغزو العراقي الغاشم على بلدنا الكويت فمتى يا أحبائي نعي هذا الدرس ونتعلم منه .
فالفساد ضارب بأطنابه عند البعض والرشوة تشق طريقها في المعاملات والبهرجة غير المبررة بالتصرفات في كل شيء بما حباه الله سبحانه وتعالى على البعض من الأموال لتصرف في غير محلها بالتباهي بها بين الناس وأمور كثيرة أشعر بالغصة في بلعومي وأنا أحاول أن أتحاشى الحديث عنها مع أنها ماثلة أمام ناظري وأمام ناظريكم وتعرفونها جيداً ويمارسها البعض ليندم عليها عندما لا ينفع الندم مثل ما حدث لنا من الغزو العراقي الغاشم على بلدنا الكويت في الثاني من شهر أغسطس عام 1990 .
قبل الختام :
عيشوا يا أحبائي في هذا اليوم فرحين وهنئوا بعضكم البعض على نعمة تحرير بلدنا واحكوا لأبنائكم وأحفادكم عن الذي حدث لبلدنا الكويت وعن الشتات الكويتي الذي فرقنا في داخل الكويت وخارجها في ذلك اليوم الأسود وعودوا أبناءكم على الحياة الصعبة التي عشتموها في أشهر الغزو ولا تسرفوا بتصرفاتكم الخارجة عن اللزوم ويجب أن تعوا الدرس القاسي جيداً الذي عشتموه في الأشهر السبع العجاف باحتلال أراضيكم وتصافوا بالقلوب ولا تغريكم الأموال ولا المناصب ولا بهرجة الحياة وكل ذلك يزول إذا زال بلدكم عن الوجود واختفى من خريطة العالم فالذي حدث لبلدنا الكويت ليس بالأمر السهل واحمدوا الله على نعمة الأمن والأمان والسلام في بلدكم الكويت فالنعمة إذا لم تحافظوا عليها ستزول عنكم في يوم من الأيام فأنتم الآن تعيشون في عالم آخر في الظروف الحالية ولو كانت الظروف والصراعات والأحداث والخلافات بين الدول واستخدام حق الفيتو في الأمم المتحدة لو كان عُمل به في ذلك الوقت لما تحررتم ولكنتم تعيشون الشتات ال
كويتي في العالم والله كان يعلم بحالتنا السيئة مشتتين في جميع أنحاء العالم أو باقين في بلدنا الكويت المحتلة تحت رحمة المحتلين لبلدنا الكويت .
آخر الكلام :
اشكروا الله كثيراً يا أحبائي على نعمة التحرير واشكروا الدول الخليجية والعربية الشقيقة والأجنبية الصديقة التي وقفت معكم وساندتكم .
وأما الذين تنكروا للكويت حكومات وشعوباً التي لم تساندكم في وقت شدتكم وحاجتكم إليها لمساندتكم ومساعدتكم وتخلوا عنكم والآن يتوددون إليكم فسامحوهم فالمسامح كريم والكويت دائماً بلد التسامح والتراضي والحياد وإنشاد السلام في جميع أنحاء العالم وهذا مشهود لها في العالم أجمع .
فشكراً للدول الخليجية والدول العربية الشقيقة على استضافة المواطنين الكويتيين في بلدانهم وهيأت لهم سبل العيش الرغيد بالمساكن والمساعدات .
وشكراً للدول الصديقة التي استضافت الكويتيين في بلدانها بما في ذلك أحد المحلات الكبيرة في لندن (ماركس أند سبنسر) ( Marks & Spencer) الذي أعفى الكويتيين من المشتريات التي اشتروها باسترجاعها لأخذ قيمتها فشكراً لهم .
وشكراً للمملكة العربية السعودية الشقيقة التي استضافت الحكومة الكويتية بقيادتها العليا طوال فترة الغزو الغاشم ولاستضافتها للمؤتمر الشعبي الكويتي الذي انعقد في جدة واستضافتها للكويتيين وتهيئة سبل العيش الرغيد والمسكن لهم .
وشكراً لدول التحالف الدولي بالوقوف معنا بجيوشه لتحرير الكويت ولمواطنيه الذين راحوا ضحية الدفاع عنها واستُشهد من استُشهد وأُسر من أُسر ولعائلاتهم نقول لهم محبتنا لكم راسخة في قلوبنا مدى الحياة فأبناؤكم مثل أبنائنا محبتهم في نفوسنا والله يرحمهم ويرحم الشهداء فقلوبنا معهم خالدة أسماؤهم في وجداننا وأسرانا الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم الغالي .
وتوقفوا مع أنفسكم في هذه الليلة ليلة الجمعة المباركة في ديننا الإسلامي الحنيف المحزنة في وجداننا وفي قلوبنا نتذكر ما حدث لنا في اليوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990 مدى الحياة ولتذكروا أبناءكم وأحفادكم بما حدث من الغزو العراقي الغاشم على بلدنا ويسجل في تاريخ الكويت ذكرى محزنة على مدى العصور والأزمان وذكرى مفرحة بالتحرير والله يحفظ الكويت بقيادتها الحكيمة من آل الصباح الكرام والتواصل مع الشعب الكويتي الوفي والعلاقة الطيبة مع المقيمين في هذا البلد الأمين مع الأشقاء ومع الأصدقاء دولاً وحكومات وشعوباً .
وسلامتكم
4 «تدويل التجنيس»
مبارك مزيد المعوشرجي الراي الكويتية
شهدنا تبادل الزيارات بين القيادات السياسية وعلى أعلى المستويات من جمهورية العراق والكويت، وكان آخرها زيارة السيد محمد الحلبوسي (رئيس مجلس النواب العراقي) برفقة عدد من المحافظين، وكان في استقبالهم المهندس مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة، الذي أقام لهم وليمة غداء.
واللافت للنظر هو دعوة الفاضل صالح الفضالة رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين في الكويت بصورة غير قانونية، وتبين من سجلات الجهاز المركزي أن هناك 42833 فرداً من الجنسية العراقية، وإذا تم الاتفاق بين الطرفين الكويت والعراق سيكون جزءاً كبيراً من المشكلة قد حُل، ولا بأس أن تقدم الكويت مبالغ نقدية لهؤلاء ليبدأوا حياتهم في بلدهم الأصلي أو يعودون للإقامة عندنا بصورة قانونية.
ولا بأس من إقامة مشاريع واستثمارات كويتية في العراق، وتكون أولوية العمل في هذه الأنشطة والاستثمار فيها لهذه الفئة، كي تعيش في بلدهاوبين أهلها في رخاء، وإن نجحت هذه التجربة – ونأمل ذلك – يمكن أن نطبقها على بقية الفئات المعروفة جنسياتهم والبالغ عددهم 25096 فرداً من عرب وأجانب.
5 بغداد – أربيل : العَودُ أحمدُ
شيرزاد اليزيدي
الحياة السعودية
استهلال حكومة إقليم كُردستان العراق الجديدة المولودة حديثاً بعد طول مخاض، أعمالها بزيارة وفد رفيع المستوى منها برئاسة رئيس ونائب رئيس الحكومة إلى بغداد، بادرة إيجابية وخطوة ضرورية لمُعالجة تراكُمات الخلاف وتبديد شبه القطيعة التي سادت بين حكومتي المركز والإقليم بعد الإستفتاء الأخير على الإستقلال في كُردستان، وعلى وقع المُماطلة المركزية في إكمال الإلتزامات الدستورية وإستيفاء ما يترتب على عاتق بغداد حيال كُردستان. ذلك أن ترميم العلاقة المُتصدعة بين بغداد وأربيل، وعودة المياه إلى مجاريها، ضمانة للإستقرار والتنمية إتحادياً وكُردياً. ولعل مرحلة ما بعد الإستفتاء وتداعياته خير مثال، فالتدهور الذي حصل ووصل حد الإشتباك العسكري، أظهر أن الإحتكام إلى لُغة الحوار والدستور يبقى الحل الأمثل. ولعل مُبادرة حكومة الإقليم فور تشكلها، محط ترحاب في مُختلف الأوساط السياسية والشعبية كردياً، وعلى الصعيد العراقي العام. ذلك أن الظروف الذاتية والموضوعية، ليست مواتية البتة للدخول في مُغامرات ومُقامرات ونسف كل ما أنجزه الأكراد وراكموه من مكاسب قومية وديموقراطية في العراق. علماً أن الفشل الذريع للاستفتاء، خير مثال على ذلك. فضلاً عن أنه بات على بغداد بدورها، التخلي عن عقلية السيطرة والغطرسة المركزية ومُحاولات توظيف الإستفتاء كورقة للاقتصاص من إقليم كُردستان، والإنقلاب على التسوية التاريخية للقضية الكُردية وفق الدستور ما بعد سقوط نظام البعث.
الطرفان والحال هذه، في حاجة إلى اعتماد مُقاربات خلاقة وتفاعُلية ترنو نحو التفاهم والتكامل لا التأزيم والتضاد، وفق ما اتسمت به العلاقة بعد مرض الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وغيابه المؤسف، وخلال مرحلتي ترؤس كل من نوري المالكي وحيدر العبادي الحكومة طيلة السنوات الماضية. من هنا، تنبع أهمية الدور الأساسي لرئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي، في تنقية الأجواء وحل المُشكلات وتحفيز مناخات الحوار الإيجابية، كون الرجل معروف بوسطيته وبعده عن النزوع الشوفيني المُتعكز على النفخ في “البعبع الكُردي” فضلاً عن احتفائه بعلاقاته التاريخية مع الأكراد إبان زمن المُعارضة للنظام، وعدم تنكُره لها. إذ لطالما مثلت كُردستان الملاذ والمقر لمعظم القيادات السياسية العراقية الحالية شيعية وسنية. ويعُج أرشيف الثورة الكُردية المُسلحة ضد النظام البعثي البائد على سبيل المثال لا الحصر، بعشرات الصور لرئيس الوزراء العراقي الحالي مرتدياً بزة قوات “البيشمركة” في جبال كردستان وقس على ذلك.
زيارة الوفد الكردي إلى بغداد، تشكل بداية صحيحة ومطلوبة لمُعالجة تداعيات الإستفتاء وما أحدثه من شروخ وتصدعات، وما منحه من ذرائع للقوى العنصرية المُتربصة بالتجرُبة الكُردية عراقياً واقليمياً، والشروع في إنجاز الحل الدستوري والديموقراطي للقضية الكُردية، التي، على رغم كل التطور الحاصل في تسويتها بطريقة حضارية في العراق على عكس بقية الدول المُقتسمة لكُردستان، ما زال فيها ملفات شائكة وإستحقاقات دستورية لجهة إحقاق الحق الكُردي الناجز، عالقة بلا تطبيق.
لهذا بالذات، تبقى العبرة في إنجاز التفاهُمات المبدئية والأولية التي تمت بين بغداد وأربيل إثر زيارة الوفد الكُردي الأخيرة إلى العاصمة العراقية، وتطوير تلك التفاهمات وصولاً إلى بلورة مُقاربة شاملة لتبديد الهواجس والمخاوف بين الطرفين حيال بعضهما البعض، والمُضي حتى النهاية في تنفيذ إستحقاقات الدستور وإلتزاماته، لا سيما الخاصة بالقضية الكُردية وبتفاصيل تنظيم العلاقة بين المركز والإقليم، وقوننتها وفق مبادىء الشراكة والتكامل. وأخيراً وليس آخراً، نزع فتيل القُنبلة الموقوتة في المناطق الكُردية المُتنازع عليها مع بغداد عبر. تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بتلك المناطق.
6 بغداد والمدن.. الانحدار بعيدا عن الحواضر العصرية
عدنان أبوزيد راي اليوم بريطانيا
تغيب عن مدن العراق بشكل مفرط، الميادين الواسعة التي أضحت معلما ثقافيا وسياحيا، وحضاريا، لا غنى للحواضر العصرية عنه.
مدن يقترن اسمها بالباحات المترامية الأطراف، يلتقي فيها أبناء البلد والسواح، في ملتقى للتراث الشفوي والتبادل الثقافي، والتعارف وتلاقح الأفكار، والاستماع الى الخطب، وأنواع الفنون، في فناء منفرج يستقطب القاصي والداني.
انها متاحف مفتوحة، بالمجان، تعج بأنواع البشر، واختلاف الأذواق، يتدفق اليها الناس، في موجات داخلة وخارجة، تضفي على المدينة رونقا أخّاذا، فضلا عن كونها مشروعا اقتصاديا، تدر الأرباح الطائلة، حيث المحلات التجارية والمطاعم والنصب، والنافورات، وأصحاب الهوايات، والمواهب.
وإذا قصدت اسبانيا ولم تزر ساحة “بلازا مايور”، فكأنك لم تر هذه الدولة المترامية الأطراف. وعلى رغم انها تقع في قلب مدريد، الا انها تستضيف مصارعة الثيران، ومباريات كرة القدم، فيما تمثال فيليب الثالث يحدّق في الزائرين.
وينتصب أقدم نصب تذكاري وطني في بوينس آيرس في ساحة “بلازا دي مايو” التي لا يحدها بصر، لوسعها، فيما تغيب عن مدن العراق، ساحة مثل “الطرف الأغر” في لندن التي تخلد المعركة الشهيرة التي انتصر فيها اللورد نيلسون على نابليون العام 1805، فيما تمثالها الطويل القامة للغاية، يحضر بقوة بين الزائرين.
ويقف الزائر منذهلا امام سعة “ساحة تيانانمن” في بكين عاصمة الصين، التي تعد أكبر ساحة مدينة في العالم، وتدر على المدينة أرباحا طائلة، فضلا عن كونها جسرا ثقافيا يربط بين أبناء الصين والسواح من الدول، وقد تحولت مع مرور الزمن الى رمز وطني.
وفي حين تندثر في بغداد، أحياءها التاريخية، ورموزها التراثية، والتي تحوّلت اما الى حواضن مهمّشة، مهملة، او في طريقها للاندثار، فان المدينة البولندية كراكوف، تتوفّر على أكبر ساحة بلدة في القرون الوسطى في أوروبا والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث، ولازالت تتجدد وتتطور مع الزمن، من دون الحاق ضرر، أو تغيير في المنازل التاريخية، والقصور والكنائس المحيطة بالساحة.
تغيب الساحات المفتوحة في العراقِ، حتى عن الاماكن الدينية المعروفة التي تجذب آلاف الزائرين سنويا، كما تحاصر البنايات والمشاريع التجارية والمساكن، المراقد المقدسة والمساجد التاريخية، في انسداد للأفق، يشوّه المشهد العام. وعلى هذا النحو لا يمكن مقارنتها عمرانيا، بساحة القديس بطرس أمام كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، والتي تتسع لنحو 200.000 شخص، فيما الزائرون للمراقد المقدسة في العراق، يبلغون اضعافا مضاعفة مقارنة بهذا الرقم.
كان يمكن لساحة التحرير في بغداد، أنْ تتحول الى “ساحة حمراء” عراقية، كالتي في العاصمة الروسية، موسكو، تتعدّد فيها ألوان الفرجة التي يقوم بها فنانون شعبيون وموهوبون، وباعة متجولون، لكنها ومنذ تأسيسها تنتقل في مراحلها التاريخية من الفناء الواسع الى الفضاء الضيق، لينتهي بها الامر الى رقعة صغيرة الحجم، لم تعد تشكل أهمية حضارية او فنية، او سياحية على الرغم من كونها، أقدم الساحات في الشرق الأوسط.
والميدان الكبير أو “غراند بلاس” وسط مدينة بروكسل في بلجيكا، لا يختلف في المساحة والارث التاريخي عن ساحة الميدان في بغداد، لكن الفرق ان بلدية بروكسل جعلت منه ساحة كبرى بالابتكار المعماري، والتطوير العمراني،
والمحافظة على الأصالة، وإبقاء رموزه مثل كنيسة القديس ميخائيل، والكثير من المباني الحكومية، فيما ساحة الميدان في بغداد، تراجعت كثيرا وفقدتها أهميتها التاريخية بل وحتى حاضرها القريب.
ولكي لا تتحول المعالجة الى مقاصد سياحية واعلانا مجانيا لمدن العالم، فان المقال تناسى عمدا، الكثير من ساحات المدن الكبرى في العالم، فيما الحرص على أشدّه في الإشارة الى ان العراق، في امس الحاجة الى استراتيجية تتبنى رسم فضاء جديد للمدن المغلقة، على نفسها، فلم تعد نظريات العمران في العالم تعبأ للأبنية العالية، وناطحات السحاب، ومراكز التسوّق والمولات، قدر تشييد الساحات المفتوحة على شكل متاحف وملتقيات ثقافية وتعليمية.