ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن إيران تنقل “صواريخ دقيقة ومتطورة” إلى العراق، معتبرة أن هذه الصواريخ تشكل “تهديدا للأمن الإسرائيلي”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن “إيران تنقل أسلحة متطورة وصواريخ يتراوح مداها بين 200 و700 كلم، قادرة على الوصول إلى كل نقطة في إسرائيل”، مشيرة إلى أن “هذه الصواريخ دقيقة الإصابة”.
وأضافت “هآرتس” أن “جهاز الأمن والاستخبارات الإسرائيلي، يعتبر أن “إيران أُجبرت على إعادة حساباتها في كيفية تحقيق رؤيتها الإقليمية، ما دفعها إلى إدراك أن الوضع المحلي والدولي في العراق خلق فرصا أفضل لها لإعداد خططها الإقليمية”.
وبحسب “هآرتس” فإن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية “يؤكدون أن إيران حولت الجزء الأكبر من نشرها لأنظمة الصواريخ خارج البلاد إلى العراق، وهو أمر يصعب على إسرائيل مهاجمته مقارنة بسوريا”.
وتابعوا أن “هذه الصواريخ أكثر دقة من تلك الموجودة في ترسانة “حزب الله” اللبناني، قد تستخدمها إيران إما لضرب إسرائيل مباشرة من شمال العراق أو لنقلها حسب الحاجة إلى سوريا ولبنان”.
وفي هذا السياق، أشارت “هآرتس” إلى أن “انتشار إيران الإقليمي يعتمد إلى حد كبير على الصواريخ لأنها لا تعتقد أن قواتها الجوية والبرية قادرة على الوقوف في وجه الجيوش الغربية. وبالتالي، فقد ركزت على تحسين مدى ودقة صواريخها في السنوات الأخيرة”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ذكرت أمس الثلاثاء، أن مقاتلة “إف-35” إسرائيلية قصفت مواقع في العراق قبل 10 أيام.
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري، رون بن يشاي، أن القاعدة التي تم قصفها هي القاعدة العسكرية الأقرب إلى سوريا، وتستغلها إيران لإدخال الأسلحة عبر العراق إلى سوريا ولبنان للعمل ضد إسرائيل.
وقال الخبير ألون بن دافيد في تقرير بثته القناة التلفزيونية 13 إنه “بعد عشرين عاما فإن العراق يعود مجددا ليكون على واجهة الاستهداف الإسرائيلي، لأن القصف الإسرائيلي الأخير في إحدى القواعد العسكرية الإيرانية في العراق أحدث هزة أرضية في الحرس الثوري الإيراني”.
وأضاف أن “إسرائيل تعتقد أن ايران قد تستغل الأراضي العراقية لاستهدافها بإطلاق صواريخ باتجاهها، فضلا عن استغلال الممر البري لنقل أسلحة منها إلى سوريا ولبنان، ولذلك فإن الهجومين الأخيرين المنسوبين إلى إسرائيل خلال الشهر الجاري في العراق يشيران إلى أنها تواصل حربها الجارية على قدم وساق ضد التواجد العسكري الإيراني في سوريا، ونقل الصواريخ لحزب الله”.
وأكد أنه “حتى نهاية السنة الأخيرة، ركزت إسرائيل هجماتها الجوية باتجاه مطار دمشق الجوي، وتسببت عدد من هذه الهجمات بإجبار الإيرانيين على مغادرة مواقعهم التي تمركزوا فيها فترة من الزمن، لكنهم في الوقت ذاته أنشأوا ممرا بريا لنقل الوسائل القتالية والأسلحة من إيران مرورا بالعراق إلى المعبر الحدودي في البوكمال على الحدود الشرقية لسوريا”.
وأشار إلى أن “إسرائيل قررت كما يبدو ألا تنتظر وصول هذه الأسلحة إلى سوريا ولبنان، وإنما اعتراضها وهي في بداية مسيرتها من العراق، ما يعني أن العراق بدأ يوضع منذ عشرين عاما على بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، لأنها غدت تشكل تهديدا مزدوجا: فهي قد تكون منطقة يستغلها الإيرانيون لإطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل، بجانب كونها ممرا بريا لنقل الأسلحة من خلالها إلى سوريا”.
أوضح أنه “في الهجوم الأخير تم تدمير عبر طائرات سلاح الجو قاعدة عسكرة إيرانية تقع في شمال العراق، للمس بمستشارين عسكريين إيرانيين ومخازن للصواريخ الباليستية التي تم نقلها مؤخرا من إيران إلى العراق، ما يعني أن إسرائيل قررت إطالة مسافة القتال الذي تخوضه ضد التواجه الإيراني في المنطقة بأسرها”.
واضاف إن “الهجوم الإسرائيلي الأول في العراق الذي وقع قبل أسبوعين استهدف قاعدة آمرلي التابعة للحشد الشعبي تم مهاجمتها من خلال طائرات إف35، التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي”.
وختم بالقول أنه “في الهجوم الثاني قتل عدد من رجال الحرس الثوري الإيراني ونشطاء من حزب الله اللبناني بهجوم من طائرة مسيرة دون طيار في قاعدة داخل العراق”.