10 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

1 رسالة إلى الطغاة عبدالهادي الصالح
الأنباء الكويتية

مع عشية ذكرى الغزو الصدامي للكويت (1990/8/2) نستقبل رفات أسرانا الأعزاء التي اكتشفت مؤخرا مقابرهم الجماعية في العراق، بعد غياب حوالي 30 عاما عانى خلالها أهل الكويت مع ذويهم الحزن واللوعة بفقد هؤلاء الأحبة.

بعد هذه السنوات، تلف هذه الجثامين الطاهرة بأعلام الكويت وهي ترفل بالنصر والعزة، بعد ان قدر الله لها أسباب التحرير، وينتظرهم التكريم والإجلال في وطنهم، والرحمة وحسن الثواب في الآخرة بإذنه تعالى.

بينما صدام حسين الذي كان يتعالى على الناس بجبروته وطغيانه، فقد تهاوى الى أسفل سافلين، يقبض عليه في جحره خاسئا ذليلا، ليعدم وسط لعنات الناس ودعواتهم عليه بسوء المستقر في نار جهنم سعرها رب العالمين، حتى قبره لم يسلم من النبش والتبول عليه (أكرمكم الله) من أقرب الناس إليه!

انتهى المشهد، لكن رسالة الأسرى الأعزاء باقية خالدة جاهرة الى الطغاة: لا تغرنكم الدنيا عندما تزهون بالتسلط على رقاب الناس العزل بالظلم والبطش، تعذبون وتنتهكون الأعراض وتغيبون الأبرياء في غياهب السجون، وتشردونهم عن أحبتهم، يزينها لكم المتزلفون والمترفون من حولكم، لكن الملك عقيم، وغدا سينتصر الحق ويزهق الباطل، وستصب عليكم اللعنات وأنتم تنقلون الى مزبلة التاريخ حقراء سفلة، وان يوم الفصل ميقاتكم، يوم لا يغني عنكم سلطانكم وأعوانكم، يوم ينادى قاصم الجبارين، مبير الظالمين رب الأرباب (خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم.

ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق إنك أنت العزيز الكريم).
2 رفات ولا مجرم حرب عراقي واحد؟!
د. فوزي سلمان الخواري الوطن الكويتية

مع قرب الذكرى السنوية المؤلمة للغزو العراقي على دولة الكويت، يتم اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات مواطنين كويتيين تم اعتقالهم من مناطق شتى من داخل الكويت أثناء الغزو العراقي بتهم ملفقة وبدون تهم بقصد استخدامهم كورقة للمفاوضات…. واليوم يعاد رفاتهم!!!
.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مقابر جماعية لمواطنين كويتيين مدنيين كانوا عزل من السلاح وقت اعتقالهم ولم يشاركوا بأي عمليات مسلحة، تم اعتقالهم أثناء الغزو من أمام المساجد ومن الشوارع ومنهم من تمت مداهمة منازلهم واعتقال الأسرة بأكملها، ومن قام باعتقالهم ونقلهم إلى العراق وأشرف على تعذيبهم ومن ثم التخلص منهم بقتلهم بشكل جماعي هم مجرمون عراقيون كانوا يمارسون شتى أصناف التعذيب والاضطهاد ضد مدنيين كويتيين، ويمكن الاستدلال عليهم من الوثائق التي خلفوها وهم يفرون إلى العراق والتي تدين الآلاف منهم بجرائم حرب كان بالإمكان رفعها ضدهم أمام المحاكم الدولية لينالوا الجزاء العادل… ولكن لم تقم الحكومة الكويتية بهذا لأسباب نجهلها ولا مبرر لها…
.
أثناء الغزو العراقي كانت الحكومة الكويتية تستخدم أفلاما وثائقية وصورا تم تصويرها داخل الكويت وتهريبها إلى الحكومة لتعرضها أمام المحافل الدولية وعلى منظمات حقوق الإنسان والبرلمانات الغربية والعربية كي تثبت بشاعة العراقيين في التعامل مع الكويتيين المدنيين العزل الصامدين في الداخل، وكان بالإمكان استخدام نفس تلك الأفلام والصور لفتح تحقيق دولي والوصول إلى كل عراقي دخل الكويت وتعدى على الكويتيين من خلال الوثائق والشهود ومطاردتهم دوليا… ولكن هذا لم يحدث؟!!
.
يقول البعض ويكرر أن من غزا الكويت هو المقبور/ صدام حسين (عليه لعنة الله وأخزاه)، وقد تمت محاكمته وإعدامه، ولكن هل بإعدامه قد تم أخذ حق جميع الكويتيين الذين عانوا من الخوف والتهجير القصري والاعتقال والتعذيب والقتل وهدم البيوت والاستيلاء على الممتلكات الخاصة وهتك الحرمات والأعراض….الخ من أرذل الأفعال المشينة؟!! بالطبع لأ، لأن من غزا الكويت فعليا هم جنود عراقيون كان أعدادهم بمئات الآلاف ، ومن كل ما سبق ذكره من أفعال مشينة ارتكبت بحق مدنيين عزل كانت كذلك بأيدي مجرمين عراقيين منتمين لكل الجهات الأمنية في النظام العراقي البائد وكان أعدادهم كذلك بالآلاف ومع ذلك لم تحرك الكويت أي دعوى جنائية ضدهم؟!!!
.
كل الدول التي وقع بها حروب أو تم غزوها من دول أخرى، أو ميليشيات مسلحة حركت قضايا جنائية دولية لكل من ارتكب فعلا جنائيا ضد السكان المحليين المدنيين العزل، وتم إدانتهم ومعاقبتهم لكل الأفعال التي ارتكبوها … إلا الكويت التي لم تقم الحكومة بأي إجراء دولي ضد هؤلاء العراقيين… فلماذا؟!!
.
قد يكون السبب كثرة هؤلاء الذي ارتكبوا تلك الأفعال داخل الكويت، ولكننا اليوم ومنذ 2003 قد عادت العلاقات بين العراق والكويت وقد يكون من بين من يزور الكويت من العراقيين من ساهم وارتكب جرائم بحق الكويتيين… فكيف يحل مجرم الأمس ضيفا على الكويت اليوم؟!! لابد من التحقيق مع كل من ذكر اسمه في الوثائق التي تدين وتوثق كل من قام بتصفية المعتقلين الكويتيين، فليس من الصعب اليوم الوصول إليها بوجود علاقات بين البلدين من الممكن أن نصفها اليوم ظاهريا بأنها “شقيقة”… فكيف يقبل الشقيق بأن يكون من بينهم من ظلم أبناء شقيقه؟!!
.
نأمل من الحكومة الكويتية أن تطالب بالتحقيق مع كل من ارتكب جرائم في حق الكويتيين من العراقيين… وإن لم تفعل ذلك فيجب على أهالي هؤلاء المواطنين أو المُهتمين في مجال حقوق الإنسان التحرك…فهل من مجيب؟
3 يوسف المشاري… الغائب الحاضر
غانم النجار
الجريدة الكويتية

“تداول الناس أمس أوراقاً ومتعلقات قيل إنها وجدت في مقبرة بالعراق، لها علاقة بالشهيد يوسف المشاري، ظهور تلك المتعلقات أعطاها بعداً رمزياً، وكأن أبا يعقوب يذكرنا بما مضى، قد تكون له أو لا تكون، وقد يحتضنه تراب الوطن بعد غياب دام ٢٩ عاماً، لأستعيد إحدى مقالاتي عنه وعن رفاقه الأبطال”.

تسع وعشرون سنة منذ افترقنا في ليلة أكتوبرية تائهة.

تلك الليلة الباهتة التي اختفى فيها يوسف ثنيان المشاري ورفاقه، قيادة المقاومة، حين داهمنا عسس الغزاة في بيت بالنزهة. في تلك الليلة، كنا نتحدث عن كيفية الصمود بأقل الخسائر الممكنة، كيف نتجنب خسارة المدنيين، كيف نوصل معاناتنا للعالم عبر تلفون وفاكس الستلايت، وكيف نرفع معنويات الصامدين؟ كيف ومتى نتوقع خروج الغزاة، وماذا عن المستقبل؟ الأهم عودة الوطن، ولكل حادث حديث. كان قد مضى على الغزو العراقي أكثر من شهرين. كان أبويعقوب بشخصيته السلسة وابتسامته المعبرة يتعامل مع الظروف الصعبة الناتجة عن انهيار البنية التحتية للدولة، وتداخل النزعات الذاتية. تعاملنا معاً مع ظروف صعبة سابقاً عندما كنا في مجلس إدارة نادي القادسية قبل الغزو بأربع سنوات. حين تم حل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وتعيين اتحاد برئاسة شخصية فذة كعبدالعزيز المخلد شافاه الله، كان المخلد حينها رئيساً لنادي القادسية، وكان يوسف نائباً للرئيس ونحن أعضاء. اضطر بوخالد لترك رئاسة النادي للاتحاد، وتمكن المنتخب بقيادته ورفاقه من تحقيق الفوز بكأس الخليج في البحرين بفترة قصيرة جداً. وبالتالي صار يوسف المشاري رئيساً للنادي. كانت ظروفاً صعبة جداً، تمكنا بقيادة بويعقوب من الخروج منها بنتائج جيدة، تلا ذلك حراك ديوانيات الاثنين قبل الغزو بسنة، وكان يوسف على الضفة الأخرى ولكن بطعمه الخاص. ضحكنا بسخرية مرة الآن الظروف أكثر فداحة، نواجه الموت في كل لحظة لا يمكن مقارنتها، فالفرق بين الحياة والموت تحت الاحتلال فحيح رصاصة ضالة وما أرخصها، كنا مدركين ذلك، وكان يوسف قدوتنا بالصمود. عندما التقينا، قلت لأبي يعقوب: أرجو أن تأخذ الحذر، فأجاب وكذلك أنتم انتبهوا، واستطرد: نحن نموت باليوم خمسين مرة، في كل مرة نتعرض للتفتيش، صحيح، دون تعليق. لسخرية الموقف، رغم الحذر، كلانا تعرض للأسر، بظروف مختلفة. نحن كنا أكثر حظاً فعدنا للوطن بعد التحرير، بينما يوسف المشاري ورفاقه مازالوا هناك، فهل يعقل أننا لم نتمكن من استعادة رفاتهم حتى الآن؟ هل نسيهم الناس؟ نحن لن ننساكم على كل حال.

عندما داهمنا الغزو العراقي كان يوسف المشاري في إجازته بجنوب فرنسا، فعاد سريعاً للوطن الجريح، وتحمل مهمة قيادة المقاومة. في ذلك اليوم الكئيب، وتلك الليلة الليلاء، كنا قد التقينا بعد المؤتمر الشعبي في السعودية، وكان مناضل آخر هو عبدالوهاب المزين قد عاد من الخارج للمرة الثانية. التقينا لتقييم الموقف في البيت الذي ضاع فيه الأحبة. شاءت الظروف أن ننجو وأن يختفي الأبطال من بيننا.

كانت ليلة توقف فيها الهواء، ويبس فيها الحلق، وجف فيها الدمع في المآقي. ليتك يا أبا يعقوب كنت معنا في زمن تراجعت فيه القيم، وكيف أننا لم نتعلم من درس بحجم الغزو.

كم ضاعت بغيابك أشياء وأشياء، كانت تلك الليلة هي نكسة بعد نكبة، فنكبة الغزو تلتها نكسة اعتقالك أنت ورفاقك.

لا أعرف تحت أي أرض ترقد، فقد بحثت عنك وعن كل الأسرى ممن جادت أرواحهم دفاعاً عن هذا الوطن الجريح، في أرض العراق من أقصاه إلى أقصاه، وسنستمر في البحث عنكم، وأياً كان مكانك يا صديقي، ارقد بسلام، فأنت لا تستحق إلا السلام، وليرحمنا الله برحمته، وليرحم الله أسرانا وشهداءنا وقد نسيهم الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
4 موقع العراق في العِبارة العابرة
خالد البري الشرق الاوسط السعودية

«إيران تسيطر على أربع عواصم إقليمية» عبارة عابرة. تَرِد في وسط الحديث بلا سكتة قبلها، ولا نحيب بعدها. ولا إشارات حمراء تعطي فلاشات إنذار. ثم إنها تمر على أُذن السامع كأنها صارت أمر عادياً، معروفاً، مسلَّماً به، لا يستحق أن يكون له وزن في الرأي النهائي الناتج عن النقاش.
لكنها على أرض الواقع مأساة.
هذه الدول الأربع ممزقة أو تكاد. سوريا واليمن تعرفون أحوالهما. ولبنان على شفا جُرفٍ هار، يوشك أن ينهار به. أما العراق فمرشح بقوة لأن يدفع الفاتورة الكبرى في الصراع القادم مع إيران إنْ لم تنجح حكومته في السيطرة على سلوك الميليشيات المأمورة من طهران. والمهمة صعبة. وقبل ذلك كاشفة. تنذرنا بأن نرى في المستقبل ما فاتتنا رؤيته من أحداث التاريخ البعيد والقريب.
تنذرنا بأن نرى صعوداً متجدداً لصراع داخلي عراقي متكرر. تنذرنا بأن نرى لبنان سنة 19، لكن من القرن العشرين لا الحادي والعشرين. قبيل مشروع لبنان الكبير. تنذرنا بأن نرى صراعاً يقسم اليمن. تنذرنا بأن نرى تمدداً عثمانياً في سوريا. ما هذا التاريخ الدوار؟!
ثلاثة أحداث خلال الشهرين الماضيين تسترعي الانتباه والحذر. أولها ما ورد في الصحف الأميركية عن تقارير استخباراتية ترجح أن اعتداءً في شهر مايو (أيار) الماضي على خط أنابيب دولة عربية مجاورة ربما كان منشؤه جنوب العراق (وول ستريت جورنال 28 يونيو «حزيران» 2019). وثانيها هجوم استهدف المنطقة الخضراء في بغداد حيث تتمركز القوات الأميركية. وثالثها قصف استهدف موقعاً لميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق نفّذته «طائرة مجهولة». تمزيق العراق بين إيران والولايات المتحدة ليس في مصلحة العراق على الإطلاق. سيكون ساحة لصراع ما أغناه عنه. تماماً كالدول الثلاث الأخرى التي تسيطر طهران على قرارها وتضمها «العبارة العابرة».
المهمة صعبة أمام رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. 120 ألف مقاتل يضمهم «الحشد الشعبي» ليسوا عدداً هيناً. والقرار الذي أمهل فيه قوات «الحشد الشعبي» حتى آخر يوليو (تموز) الجاري لكي تغلق مكاتبها وتنضم إلى القوات النظامية حان وقته، وسنرى مدى تأثيره. إحدى الميليشيات العراقية (كتائب حزب الله) تحدته، واعتبرت أنه يخدم المصالح الأميركية.
والحقيقة أن حياد العراق في الصراع بين إيران وأميركا لا يخدم سوى المصالح العراقية. العراقيون ينبغي ألا يحاربوا في صف أحد في صراع لا يخصهم، وإلا سيكررون مآسي سابقة في بلدهم، وحاضرة في البلاد الأخرى التي تضمها «العبارة العابرة».
من الممكن، حتى لو تطور الأمر إلى الصراع المسلح، العودة إلى الحلول الدبلوماسية في الخلافات بين الدول ذات المصلحة المباشرة التي تتحدث عنها بلسان نفسها… الخلاف سيبقى محصوراً بينها، والألم محسوساً لديها ودافعاً لمراجعة الحسابات. أما الأطراف التي تتطوع بأن تكون سيفاً في يد طرف، فلن يلتفت إليها أحد برأي، ولن يعرض عليها أحد منفعة. لن ينالها من المعركة إلا أسوأ ما فيها.
أما الانحياز السياسي من طرف عراقي في صراع خارجي فسينظر إليه بقية العراق على أنه خطوة تسعى إلى الاستقواء الداخلي، وسينقل الصراع من الخارج إلى الداخل. درس التاريخ الذي ينبغي ألا يمر علينا أبداً كـ«عبارة عابرة».
لقد صارت هذه العبارة العابرة العامل الأهم في تحديد الخيارات الاستراتيجية في المنطقة، متغلباً – في الواقع الميداني – على قضايا سياسية تقليدية كانت محور الاهتمام، ومربط التحالفات والاختلافات. يشكو البعض من هذه الحقيقة، لكنهم لا يسهمون في تغييرها، بل أسهموا ويسهمون في ترسيخها.
الفصائل الفلسطينية التي تعاونت على تمديد النفوذ الإيراني، الميليشيات التي نفّذت التوسع الإيراني، المجتمعات التي احتضنت النفوذ الإيراني، الدول التي ظنت أن قيامها بدور خنجر في غمد إيران سيجعل جيرانها مرعوبين من طعناتها المقبلة في خاصرتهم… كل هؤلاء يشكون الآن من تغير التوازنات. كل هؤلاء ينبغي ألا يلوموا إلا أنفسهم. على أنفسهم جنوا، وبأيديهم حفروا الكمائن.
أتمنى أن يدرك العراق هذا من المشاهدة ولا ينتظر المعاينة. العراق دفع خلال العقود الماضية نصيبه مضاعفاً من الشقاء والتقتير رغم الثروة التي ينعم بها البلد. لهذا سبب واحد أوحد وحيد؛ سوء القرارات السياسية في الماضي. الآن العراق في اختبار جديد.
5 ليبيا ونهاية الميليشيات الإرهابية
شمسان بن عبد الله المناعي
الشرق الاوسط السعودية

قد نجد مبرراً لتدخل تركيا في كل من سوريا والعراق بحكم الجوار وحماية أمنها الوطني من الأحزاب أو غيرها؛ سواء في حدودها الدولية مع العراق أو حدودها الدولية مع سوريا، حيث الفرصة لها سانحة بسبب ظروف سوريا والعراق، ولكن الذي لا نفهمه هو ماذا وراء تدخلها في ليبيا البعيدة آلاف الكيلومترات عن الأراضي التركية، والتي تعاني أصلاً من مشكلات تمزقها لتشعل الأزمات وتزيد الأمور تعقيداً من سوريا إلى العراق ثم ليبيا؟
لا شك أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى منذ ثماني سنوات لتثبيت أقدامها في ليبيا بعد انهيار الدولة الليبية، إلا أنها واجهت صعوبات كبيرة، فالشارع الليبي يقف ضدها، ويعرف مكائدها، وهي الآن تستقوي بتركيا وقطر، ولولا هاتان الدولتان لانتهت منذ زمن.
وكان لهذا الدعم التركي والقطري، أن مكن لفلول وبقايا الإخوان الذين طردوا من كل مكان، ومجموعات إرهابية أخرى مثل «داعش» و«القاعدة» في الأراضي الليبية، إلا أن الدور الحقيقي هو دور الذي قام به الجيش الليبي الوطني بقيادة خليفة أبو القاسم حفتر؛ الذي يعرف خبايا الأمور في ليبيا، ويعرف كيف يدير المعارك ضد هذه الجماعات الإجرامية، وقد شاهدنا ذلك في بنغازي ودرنة والجنوب الليبي، وها هي العاصمة طرابلس توشك أن تقع في أيدي هذا الجيش الباسل.
نعم لا بدَّ من تصحيح الأوضاع في ليبيا التي تتناهشها الفوضى العارمة بتغول الميليشيات الإجرامية فيها، والتي تعمل خارج القانون وتغنم السلاح والمال. لقد حان وقت إنهاء هذا الوضع المأساوي،
وها هو الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري يقول وهو مفعم بالثقة والوطنية، إن الأيام المقبلة تحمل بشائر النصر على الميليشيات في طرابلس، وإن الخطة النهائية للجيش جاهزة لتحرير طرابلس، وتخليصها من أخطبوط الميليشيات.
تجلد الشعب الليبي وعانى من تعنت حكم ديكتاتوري، ومن الكبت والتنكيل والمطاردة سنين طويلة، وهو يعاني الآن من تسلط الميليشيات وجبروتها، وها هو الآن الجيش الوطني يلبي رغبة الشعب الليبي في التخلص من القهر وهو يقف على أبواب العاصمة طرابلس ليعلن التحرير لكل الأراضي الليبية من ميليشيات مأجورة وحكومة فرضت على الشعب الليبي، ولا تملك سلطة القرار ويسيطر الإخوان المسلمون الذين جاءوا من كل مكان لجعل ليبيا بيت مالهم، ولكنهم تناسوا أن في ليبيا عريناً تسكنه الأسود، وشعباً أبياً لا يقبل الذل، وتاريخاً طويلاً من النضال الوطني منذ أيام الشهيد البطل عمر المختار الذي سجل التاريخ اسمه في سجل الخالدين.
إن ما تفعله تركيا وقطر في وقوفهما المساند والداعم للميليشيات، أمر خطير للغاية، إن أنه يساهم في مزيد من التقتيل وإدامة الفوضى في هذا البلد لنهب خيراته والسطو على مقدراته.
وبحسب مراقبين ومتابعين، فإن هناك مجموعة أسباب جعلت إردوغان يأخذ هذا المسار؛ بعضها يرتبط بعوامل داخلية، وأخرى إقليمية وآيديولوجية؛ إردوغان أظهر قوته على شعب سوريا، ها هو الآن يزود ميليشيات طرابلس بالسلاح والمال ليزيد من آلام الليبيين.
إن انتصار الجيش الوطني الليبي لن تقتصر آثاره على الشعب الليبي فقط، إنما سوف يعيد الأمل لشعوب عربية أخرى مثل الشعب اليمني والعراقي واللبناني والقطري، التي لا تزال تعاني من اضطهاد دول مثلث الشر المكون من إيران وتركيا والنظام القطري.
إلى جانب الشق الاقتصادي الذي تركز عليه تركيا في اتخاذ قراراتها بالتدخل السافر في شؤون الدول الأخرى، فإن عدداً من الأزمات الداخلية التي تعصف بإردوغان دفعته لمثل هذه الخطوات غير المحسوبة؛ حيث تلقى إردوغان صفعة قوية بخسارته للمرة الثانية في الانتخابات البلدية في إسطنبول العاصمة التجارية لتركيا، وذلك بعد فوز مرشح حزب المعارضة أكرم إمام أوغلو بالانتخابات.
وهناك من الأسباب الأخرى تتمثل في الدوافع الخفية التي جعلت إردوغان يخوض غمار مغامرة خاسرة في ليبيا هو محاولة اقترابه من الحدود المصرية، لتعكير صفو البلاد، التي نجحت في التصدي لخطط جماعة الإخوان الخبيثة.
بيد أن القضية التي ربما لا يعلمها إردوغان هو أن التنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان المسلمين لا يملك قاعدة شعبية، فالليبيون يكرهون في مجملهم جماعات الإسلام السياسي، وهم الآن يلحون على الجيش الوطني ليخلصهم من هذه الجماعات المسلحة الإرهابية التي سرقت ونهبت وقلبت حياتهم إلى جحيم.
6 هل تتدخل أميركا لوقف فظائع إدلب؟
روبرت فورد الشرق الاوسط السعودية

كانت صورة أبٍ سوري شاب يحاول الوصول إلى ابنته وابنه الرضيع في أريحا بمحافظة إدلب في 24 يوليو (تموز) الماضي، بعد غارة جوية سورية روسية جديدة فظيعة، وكان لها تأثيرها البالغ عليّ وعلى آلاف الناس حول العالم. وفي 23 يوليو، شاهدت شريط فيديو لمواطنة أميركية في معرة النعمان، كانت تقف تحت الأنقاض بعد غارة جوية، وكانت تتوسل للرئيس ترمب لكي يتدخل لوقف القصف الذي تقوم به الحكومة السورية، وسرعان ما أدانت وزارة الخارجية الأميركية الغارات الجوية.
علمت من كثير من السوريين أنهم يتوقعون تدخل الجيش الأميركي لإيقاف الفظائع التي ترتكبها الحكومة السورية، وحري بنا كأميركيين أن نكون صادقين تماماً مع السوريين الآن، فالولايات المتحدة لن تتدخل لوقف قصف إدلب. ومن العدل أن يتساءل السوريون: لماذا؟
ها أنا قد تقاعدت عن العمل لدى الحكومة، وأستطيع التحدث بصراحة.
أولاً، فيما يخص الشرعية الدولية، كي يتدخل بلد ما عسكرياً ضد دولة أخرى، عادة ما يحتاج ذلك البلد إما إلى الرد على هجوم مباشر أو إلى موافقة مجلس الأمن الدولي. لكن سوريا لم تهاجم الولايات المتحدة، وستستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار لمجلس الأمن يمنح الأميركيين الإذن باستخدام القوات الأميركية ضد قصف الطائرات السورية لإدلب. وحتى الغارات الجوية الأميركية بعد هجمات الحكومة السورية الكيماوية هي الأخرى تخضع لمسألة الشرعية (بالطبع، يجب عليّ أن أسأل أولئك الذين يطالبون بنظام دولي يعتمد فقط على القانون الدولي والشرعية هذا السؤال: هل الدول التي تقتل مواطنيها تستحق الاحترام الكامل لسيادتها؟).
ثانياً، اقتسمت واشنطن وموسكو المجال الجوي السوري، إذ يسيطر الروس على جميع أجواء غرب نهر الفرات، فيما يسيطر الأميركيون على جميع الأجواء شرق النهر. وحال شرعت القوات الجوية الأميركية في التحليق فوق إدلب، سيكون هناك احتمال حقيقي للقتال بين الطائرات الحربية الروسية والأميركية. والحقيقة هي أنه لا أحد في الولايات المتحدة على استعداد للمخاطرة بحرب عالمية ثالثة بسبب سوريا.
الآن، يجب أن أعترف أنه عندما كنت أعمل بملف سوريا في وزارة الخارجية، قبل التدخل الروسي، لم أمارس ضغوطاً على منطقة حظر طيران أميركية فوق سوريا؛ كنا نعرف أن لدينا سؤالاً حول مسألة الشرعية. وبالإضافة إلى ذلك، تذكرنا تجربة العراق، حيث فرضت القوات الجوية الأميركية مناطق حظر طيران فوق العراق في عهد صدام، بدءاً من عام 1991 حتى عام 2003، ولم تنتهِ تلك المهام الجوية إلا عندما دخل الجيش الأميركي بغداد وأطاح بصدام. وفي عامي 2012 و2013، قال الجيش الأميركي في واشنطن خلال مناقشاتنا إن منطقة حظر الطيران فوق سوريا ستتطلب عدداً كبيراً من الطائرات وكثيراً من المهام القتالية. ولا أحد يستطيع أن يحدد متى سينتهي حظر الطيران. لقد انتهينا من سحب آخر الجنود الأميركيين من العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2011، ولم يرغب أي من كبار المسؤولين الأميركيين عن سوريا، بمن فيهم أنا، في بدء عملية عسكرية جديدة غير محدودة في سوريا.
لكن في عام 2015، تغيرت السياسة الأميركية. فمن أجل قتال «داعش»، فرضت الولايات المتحدة منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية شرق نهر الفرات. وكانت هذه العملية أسهل بكثير مما أخبرنا به الجيش الأميركي عام 2012؛ العملية أصغر لكنها ناجحة. فتلك المدن الواقعة في شمال شرقي سوريا لا تخشى الضربات الجوية، وتتمتع بأمن نسبي لا يحلم به سكان إدلب.
ولذلك، يمكننا أن نتساءل ما إذا كان الأميركيون يبالون حقاً بحياة المدنيين السوريين أم لا. عاطفياً، بالتأكيد يبالون، فقد عملوا مع الأمم المتحدة، وأنفقوا أكثر من 9 مليارات دولار لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين خارج سوريا. وهناك منطقة حظر طيران في شرق سوريا، لكن الغرض من منطقة حظر الطيران هذه هو مساعدة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقاتل «داعش»، وهناك شعور في الإدارة والكونغرس، وفي كثير من وسائل الإعلام الأميركية، بأنه يتعين على الأميركيين مساعدة تلك القوات لأنهم ساعدونا في مواجهة «داعش». لا أحد يعلم كم من الوقت ستستمر منطقة الحظر الجوي هذه، أو تلك العلاقة الخاصة التي تربطنا بـ«قوات سوريا الديمقراطية»، لكن خبرتنا تقول إنها ستنتهي يوماً ما.
منذ زمن الرئيس باراك أوباما حتى اليوم، حرص الأميركيون على أن تكون مشاركتهم في سوريا محدودة. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس دونالد ترمب أصر على ألا تقدم الولايات المتحدة كثيراً من التمويل لإعادة بناء الرقة، بعد أن استعادتها القوات الأميركية والسورية الكردية من سيطرة «داعش». وفي الوقت نفسه، لا يقدم الأميركيون أي مساعدة لتخفيف المعاناة الشديدة للنازحين بمخيم الركبان، بالقرب من قاعدة أميركية في منطقة «تنف»، في جنوب سوريا. فالأميركيون موجودون لمنع إيران من إيجاد طريق هناك، بمعنى أنهم ليسوا هناك لمساعدة منطقة الركبان. ورغم احتلال الجيش الأميركي لمنطقة «التنف»، وبالتالي مسؤوليتها عن منطقة «الركبان»، وفقاً للقانون الدولي، فإن واشنطن تزعم أن «الركبان» تمثل مشكلة بالنسبة لدمشق وموسكو فقط.
ومن الجدير بالذكر أن واشنطن منعت معظم المواطنين السوريين من الحصول على تأشيرات أميركية. واقترحت إدارة ترمب مؤخراً على الكونغرس حظر دخول أي لاجئ جديد، بما في ذلك السوريون. لذلك إذا كنت مواطناً سورياً، أنصحك بأمانة بألا تتوقع الكثير، ولا تنتظر جديداً من الولايات المتحدة.
7 الإرهاب الإيراني .. مفارقة غريبة
السيـــــــد زهـــــــره اخبار الخليج البحرينية

هذا تحليل يجب أن نتوقف عنده مطولا يناقش قضية لها أهمية حاسمة بالنسبة لنا.

التحليل كتبه كينيث كاتزمان، وهو باحث وخبير أمريكي مختص في الشؤون الإيرانية ويعمل بقسم الأبحاث والدراسات في الكونجرس الأمريكي.
التحليل يناقش قضية نفوذ إيران في المنطقة ودعمها للقوى والجماعات العميلة لها في ظل العقوبات الأمريكية. ويرصد التقرير مفارقة قد يعتبرها البعض غريبة، وهي ان دور إيران في المنطقة ودعمها لهذه القوى والجماعات لم ينحسر أو يتراجع بل تزايد في ظل العقوبات والضغوط الأمريكية.

يقول الباحث ان إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بررت الانسحاب من الاتفاق النووي بالقول ان رفع العقوبات عن إيران في عام 2015 بعد توقيع الاتفاق عزز من قدرة النظام الإيراني على توسيع نفوذه في المنطقة، ووفر له الأموال التي مكنته من زيادة تمويل ودعم القوى والجماعات العميلة له في المنطقة، وبالتالي فاقم من الدور التخريبي الذي تلعبه إيران.

وعلى ضوء هذا، يعتبر ترامب وباقي المسؤولين الأمريكيين ان إعادة فرض العقوبات على إيران وممارسة سياسة اقصى الضغوط على النظام الإيراني، سوف تحرمه حتما من العوائد والموارد المالية التي تمكنه من تمويل وتسليح وتدريب شبكة واسعة من القوى والجماعات العميلة لها، مثل حزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والجماعات المتطرفة في البحرين.

الباحث يذكر انه في هذا السياق، يؤكد الرئيس ترامب مرارا في تصريحاته المتكررة ان العقوبات التي فرضتها ادارته وحملة الضغوط القصوى على النظام الايراني لها تأثير مدمر في جانبين، على الاقتصاد الإيراني من جانب، وعلى دور إيران الإرهابي المدمر في المنطقة من جانب ثان.

عدد كبير من المراقبين والمحللين يتفقون في رأي الباحث على الجانب الأول، أي التأثير المدمر للعقوبات على الاقتصاد الإيراني، ولكن لا يتفقون على الجانب الثاني، أي تأثير العقوبات على الدور الإيراني في المنطقة.

يقول الباحث ان التأثيرات والتبعات الاقتصادية للعقوبات لا تترجم بالضرورة إلى مكاسب استراتيجية للسياسة الأمريكية في مواجهة دور إيران الإقليمي.

ويستعرض الباحث بشيء من التفصيل التأثيرات الكبيرة بالفعل على الاقتصاد الإيراني، ويشير إلى انه بحسب تقارير المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، فقد أدت العقوبات فعلا إلى تراجع نمو الاقتصاد بشكل كبير جدا. كما ان حملة وقف صادرات النفط الإيراني، أدت فعلا إلى تراجع المبيعات والعوائد بشكل غير مسبوق لم يحدث منذ الحرب العراقية الإيرانية حين كانت المقاتلات العراقية تقوم بشكل دائم ومستمر بقصف موانئ تصدير النفط في إيران. هذا غير المصاعب الاقتصادية الأخرى التي تواجهها إيران في مجالات التجارة عموما والقدرة على تلبية احتياجات المواطنين.. وهكذا.

ومع كل هذا، ورغم كل هذه التأثيرات السلبية للعقوبات وحملة الضغوط القصوى التي تشنها إدارة ترامب، لم ينحسر الدعم الإيراني للقوى والجماعات العميلة في المنطقة، ولم يتراجع النفوذ الذي تمارسه إيران.

يقول الباحث انه في اليمن مثلا، تصاعد الدعم الذي تقدمه إيران للمتمردين الحوثيين بشكل كبير، وللدرجة التي اصبح بمقدورهم ان يطلقوا الصواريخ على السعودية، ويهددوا حركة الملاحة في باب المندب.

ويذكر ان المسؤولين الأمريكيين، وعلى سبيل التدليل على تأثير العقوبات، يقولون ان حزب الله اكبر عملاء إيران في المنطقة اصبح يواجه ازمة مالية كبيرة. ويضيف الباحث انه مع هذا، لا يوجد أي مؤشر على ان إيران أو حزب الله قد تراجع دورهما مثلا في سوريا والدعم لنظام الأسد. ونفس هذا الكلام يمكن ان يقال أيضا عن دور المليشيات الشيعية التابعة لإيران في العراق.

إذن، هذه هي القضية الجوهرية التي يطرحها هذا الباحث والمحلل الأمريكي.. ان دور إيران الإرهابي في المنطقة لم يتراجع ودعمها للجماعات والقوى العميلة لم ينحسر بعد العقوبات الأمريكية. ولهذا وضع لتحليله عنوان «في ظل العقوبات الأمريكية، نفوذ إيران الإقليمي يتزايد».

للحديث بقية بإذن الله.
8 الصلاة الموحدة بين العراق وسلطنة عُمان.. لماذا الفشل في الاولى والنجاح في الثانية؟
أمجد الدهامات

راي اليوم بريطانيا
توجد في سلطنة عُمان ثلاثة مذاهب متعايشة مع بعضها بدون صراع أو تكفير هي (الإباضية، الشيعة، السنة)، لكن لا توجد جوامع مخصصة لمذهبٍ دون غيره والفرد العُماني يصلي في أي مسجدٍ يشاء ووراء أي إمام جماعة بغض النظر عن مذهبه، بمعنى أنهُ قد يكون الإمام إباضياً ويصلي خلفه الإباضية والشيعة والسنة، وبالعكس، دون أن يشعر المصلي أن صلاته غير صحيحة أو يجب إعادتها، انها صلاة موحدة حقيقية بدون دعوة من أي جهة كانت.
بينما في العراق حصلت الكثير من الدعوات ومن مختلف الجهات للصلاة الموحدة بين الشيعة والسنة، لكنها صلاة بين مذهبين يعتقد كل منهما أنه (المذهب الحق) وأنه (الفرقة الناجية) الوحيدة والمذهب الآخر (مذهب الظلال)، وبعد أن يتم تصوير الصلاة وينتهي البث المباشر يعيدون صلاتهم فرادى أو في بيوتهم لأنهم لا يعتقدون بصحة صلاة إمام الجماعة المختلف مذهبياً!
لماذا يختلف الوضع في عُمان عنه في العراق؟
توجد أسباب عدة جعلت التعايش والتسامح في عُمان حقيقة واقعة، منها:
ـ أولاً: طبيعة الشخصية العُمانية المسالمة والمتسامحة وغير المتعصبة والتي تقبل الآخر مهما كان دينه ومذهبة، بل من غير المستساغ إجتماعياً سؤال أي شخص عن دينه أو مذهبه.
ـ ثانياً: شرّعت السلطنة قوانين مشدّدة ضد كل من يثير النعرات الطائفية ونشر الكراهية في البلد تصل عقوبتها إلى السجن لأكثر من (10) سنوات، ويحظر القانون كل أشكال التمييز على أساس الدين أو المذهب.
ـ ثالثاً: تشجع المناهج التعليمية الوحدة بين المذاهب وتحارب الانقسامات المذهبية، وتقتصر موادها على موضوعات عامة ومشتركة بين المذاهب، ولا يتدخل المعلم في القضايا السياسية أو الدينية أو المذهبية ويُعاقب المخالف.
ـ رابعاً: يغلب الإعتدال على علماء الدين في السلطنة ولا تصدر منهم فتاوى تكفر الآخر، ولا يشترطون أن يكون الإمام من مذهب بعينه لتجوز الصلاة خلفه، بل حتى أساتذة كلية العلوم الشرعية من مذاهب مختلفة وليس من مذهب الأغلبية الإباضية فقط.
ـ خامساً: يعمل الإعلام العُماني على نشر قيم الإعتدال والوسطية ويبث برامج تركز على المشتركات الإنسانية ولا يسمح بوجود منابر طائفية، ولا وجود لمناظرات بين أشخاص يحاولون إثبات أن مذهبهم هو الصح والآخر المختلف هو الخطأ بدلاً من البحث عن مشتركات تسهل التعايش بين الناس.
ـ سادساً: سياسات الدولة التي لا تفرق بين المذاهب، وخاصة في الوظائف العامة، فالمعيار الوحيد هو المواطنة وعدم التمييز بين العُمانيين، وقد صرح أحد المسؤولين بقوله: «العلاقة بين الإنسان وخالقه علاقة شخصية وخاصة لا دخل للدولة بها، وليس من حقها أن تفرض التديّن على الناس».
نعم فأن أهم واجبات الدولة هي: الدفاع عن البلد وتشريع القوانين وفرض الأمن وتوفير الخدمات، وليس من بينها إدخال الناس إلى الجنة!
هل هذه الأسباب توافرت في العراق؟
أنها المقدمات الصحيحة التي تؤدي إلى نتائج صحيحة، فقد أنتجت مجتمعاً متجانساً متعايشاً مع بعضه يقبل الآخر كما هو ويمارس الصلاة الموحدة بشكل يومي وعن قناعة تامة بدون توجيه، رغم الاختلافات الموجودة في الصلاة من كيفية رفع اليدين في تكبيرة الإحرام إلى التسليم، لكن بعد انتهاء الصلاة لا تجد مَنْ يتفلسف على الآخر أو يدعي صحة فعله دون الآخر.
أما في العراق فلا يوجد تأثير لهذه الصلوات ولم تحقق الفائدة المرجوة منها في التقريب بين المذهبين ولا أقول الوحدة بينهما، لعدم وجود الأسباب التي أشرت إليها في النقاط أعلاه، ولهذا بقي الوضع كما هو عليه، بل وصل الحال إلى أن اتباع مرجعٍ ما لا يصلّون وراء إمام جماعة يتبع مرجع آخر ضمن المذهب الواحد! فعن أي صلاة موحدة يتحدثون؟
إذن الصلاة الموحدة على الطريقة العراقية تدل على وجود المشكلة وتعمقها، انها ليست حلاً ابداً، وقد أصبح الهدف منها إعلامي فقط وليس ديني أو وحدوي، فالمسلم العراقي، مهما كان مذهبه، رازح تحت إرث ضاغط من الفتاوى التي تراكمت عبِر السنين وبالتالي لا يستطيع أن يتوحد مع الآخر المختلف مذهبياً، وعلى كل حال فهو يعتقد عن قناعة راسخة أنه وحده وليس غيره (الفرقة الناجية)، وبالنهاية ليس مضطراً لتقديم تنازلات لمذهب يعتقده على خطأ، ونسى أن الجنة «عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ» وتتسع للجميع.
إذن ما الحل؟
الجواب: أبحث عن عُمان.
9 ما هي التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة فى اقليم كردستان؟
د. محمد امين راي اليوم بريطانيا
أخيرًا، بعد أكثرمن تسعة أشهر من الانتخابات في اقليم كردستان، تم تشكيل الحكومةالجديدة في 10-تموز-2019 من قبل السيد مسرور بارزانى نجل السيد مسعود البارزاني الرئيس السابق لحكومة إقليم كردستان بمشاركة مايسمى بالاحزاب السياسية تلكم الجماعات التي لهم مصالح اقتصادية مشتركة فقط ولكن تفتقرمن الفكر والنهج السياسي∙∙
ستتعامل الحكومة الجديدة مع مجموعة من ملفات الفساد الخطيرة من الكابينات السابقة في مجال احتكارالسوق وإساءة استخدام السلطة السياسية وملف النفط، وكذلك البطالة، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومشاكل المخدرات التي أصبحت ظاهرة جديدة في الاونة الاخيرة بالإضافة إلى المشكلات المعلقة مع الحكومة المركزية دون حلها من قبل الحكومات السابقة، إذا” كل هذه المشاكل نقلت الى الحكومة الحالية التى تضعها امام مواقف صعبة وقرارات محرجة ومكلفة∙
والان السيد مسرور يواجه التحديات الجددةعلى الصعيدين الخارجى والداخلى˒
فعلى الصعيد الداخلى: منذ بداية عمله كرئيس للحكومة، لقدوعد بانه يحارب الفساد على كل المستويات لان هذا الفساديعتبرالقضيه الاولى التي تمس المواطنين وعائق الرئيسي لنموالحياةالسياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي فإن النجاح البارز يبقي حياته السياسية مرهونة به وتعتمدعلى تصميمه في محاربةالفساد، وحل المشاكل المعلقة مع العراق مع تحسين الخدمات ومستوى الحياة لمواطني كردستان. في هذاالصدد، عليه إمّا أن يختارأن يكون محمد سليمان في كردستان حيث يبدأ بمحاربة الفساد من أقاربه المقربين اولا أوإتباع نفس المسارالمتبع كما كان في السنوات الـ 28 الماضية ∙ ففي الحالة الأولى، قد يفقد أقاربه لكنه يفوزبثقة الشعب،أمّافي الحالةالثانية سيفقد ثقة الشعب ولكن ينسجم مع المقربين له وفي كلتا الحالتين، فإنه يحتاج إلى رؤية واسعة، وقوية وبناءة،
يتطلع الناس بشغف لمعرفة ماهي إصلاحات السيدبارزاني ونوع التغييرالّذي يقوم بأجراءه (في نظام الحكم، هو الان الامل الوحيد للتغييربعد سقوط الاحزاب ما يسمى بالمعارضة فى كردستان العراق في تحقيق هذه الاصلاحات)، لذلك إذا لم يتمكن من تحقيق ما يحلم به الناس في وقت قصير، فإن مصداقيته ستختفي والشعب يرى بانه لا امل ولاالحياة فى ظل الاحزاب وما يسمونهم بالسياسيين في المرحلة الراهنة، وثم تكرارالتجربة السودانية والجزائيرية والربيع الغربي امروارد∙
أماعلى المستوى الخارجي، يواجه السيد بارزاني التحديات الخطيرة في ما يتعلق بالمستوى ونوع العلاقات مع دول الجوارعلى مستوى السياسي والاقتصادي بالاخص في مجال الامن، والنفط والغاز، لذا هناك الحاجة الماسة لمراجعة علاقة حكومةكردستان بحكومةالفيدرال ودول الجوار ، و كذلك كحاجة لرؤية جديدة في العلاقات مع الكورد في ألاجزاء ألاخرى من كردستان على اساس المصيرالمشترك.
في الوقت الحالي، فإن العلاقة مع العراق أمر روري للكورد العراقيين ومستقبلهم خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي ،وللتخلص من المشكلات المعلقة التي تشكل العلاقةالمستقبلية بين العرب والكرد.
ولكن العلاقة مع الدول المجاورة لها انعكاسات سلبية على الكورد اولا ثم على العراقيين ثانيا, لذا العلاقة مع البلدان المجاورة مبنية على حساب العلاقة مع العراق ،لقد أثبتت التجربة السابقة هذا الأمر، وبالتالي هنا كحاجة لتكييف وجهة نظرسياسية جديدة وفقً مصالح الناس في اقليم كردستان∙
في الأشهرالثلاثة المقبلة أوبضعة أشهرعلى الأكثر، سيتم معرفة ما إذا كان لدى السيد بارزاني القدرة على مواجهة التحديات والمضي قدمًا في مسارجديد نحو التغييرفى الادارة أواتباع سياسة أسلافه الذين اتسموا بالفشل والانهيارفي جميع مجالات الحياة∙
10 لماذا أُؤيّد ترامب؟ عبدالله قاسم دامي
راي اليوم بريطانيا

ربما يصفه البعض بالمعتوه و العنصري والحاقد ولكنني أصبحت من مؤيديه بطريقة أخرى، ربما تستغرب موقفي المثير للجدل ولكن أرى الأشياء من نافذة أخرى وأُقدرها بمقاييس عادلة بعيدة عن العاطفة العمياء، فالرّجل صادق في وعوده ويتطابق لسانه مع باطنه عكس بقية زعماء العالم وخصوصا زعماء الغرب الذين اشتهروا بالنفاق والإزدواجية.
ترامب يكره المهاجرين ولا يُخفي حقده تجاه الأفارقة والشعوب السمراء وهذا ليس أمرا غريبا لأن الشعب الأمريكي انتخبه بناءا على تلك السياسات التي أعلنها مسبقا إبان حملته الإنتخابية،
المهاجرون أنفسهم أصبحوا غير مُرحبين في دول الإتحاد الأوروبي فما الذنب الذي اقترفه ترامب وحده أم أنكم تعرفون مخيما واحدا يأوي المهاجرين في دول الخليج العربي، أوليس الكل أصبح يبعد المهاجرين عن دياره، أم تلومونه على أن قال لهم “ارجعوا إلى أوطانكم فإنها تحتاج إليكم” وكم هي في أشد الحاجة إلينا.
ترامب يكشف دوما أسرار اللعبة السياسية ويقول بالعلن “سأحلب السعودية” وبالفعل يحلبها أمام شاشات العالم ثم يحلب بحرين وقطر والإمارات على حد سواء، فهو عادل حتى في الحلب، أولم يكشف لكم إذا بالوجه الخفي لأصحاب الفخامة وحماة الحرمين،
ترامب يُهين الجميع ولا يبالي بالبروتكولات الزائفة ويعلن مواقفه الصادقة “يجب عليكم أن تدفعوا” أولم تُدركوا حينها من دفع المليارات وباع فلسطين.
حتى في العداوة يجاهر بها، وكذلك في الصداقة، فاعترافه الأخير لهضبة الجولان كأراض إسرائيلية كانت على مسمع الجميع ولكن السكوت كان يسود عروش الملوك، أولم يخبركم ترامب حينها بمن باع الجولان بالسكوت والسكوت من الرضا.
من جهة أخرى يقدم لنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دروسا مشجعة على إعمار الأوطان وخدمتها والبقاء فيها، فكم من عراقي وسوري وصومالي وإيراني وليبي كانوا يهرولون إلى الهجرة نحو أمريكا ولكنه اغلق الأبواب أمامهم، أوليس الأجدر بهم أن يفكروا قليلا ويحولوا العراق إلى مكتبة والسودان إلى مزرعة والصومال إلى جنة وسوريا إلى قلعة جميلة وليبيا إلى بؤرة أمنة وإيران إلى أمريكا أخرى، أم أننا نتفلسف ونتهرب عن مسؤوليتنا لكي نضع اللوم على أولئك الطغاة المستبدين اللذين صنعناهم بأيدينا.