1 إيران وكذبة (النووي)!
بينة الملحم
ارياض السعودية
أعاد لي تصريح وزير الخارجية الألماني الأخير أن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة “هي قابلة للانفجار وقد تؤدي إلى تصعيد عسكري” تعليق راي تاكيه مستشار الشؤون الإيرانية وأحد أقطاب مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، وقبل بضع سنوات 2013م أن الرأي العام الأميركي يرى أن الولايات المتحدة هي التي خلقت المشكلة النووية الإيرانية. ومن أجل حماية مصالحها في الشرق الأوسط وضعت إيران في قائمة دول محور الشر بذريعة أن البرنامج النووي الإيراني يشكّل خطراً على أمنها.
وبالتالي كانت الحكومات الإيرانية -في المقابل- ماهرة في امتصاص الغضب الشعبي الداخلي من الأوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة؛ من بطالةٍ وانهيارٍ يغزو الخدمات الحكومية في الداخل الإيراني وفسادٍ وفقر فيما تمكنّت طهران من استغلال القضية بتحويل النووي إلى قضية قومية، لتجعلها تحظى بشبه إجماع وطني وشعبي عام، حتى يساندها الشعب ويدعم البرنامج النووي ويغضّ الطرف عن تبديد الثروات على الرؤوس النووية والتخصيب لليورانيوم بغية الاستعداد لعدو -خلقته إيران- أصلاً هو غير موجود!
إن تصريح وزير الخارجية الألماني إبان زيارته هذا الأسبوع لإيران وقوله “لن نصنع المعجزات فيما يخص الاتفاق النووي” على إثر تهديدات النظام الإيراني بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي كلن بمثابة مسمار جحا لإيران وحتى الدول التي تظهر عداء لها أو العكس والحقيقة تقول إنما هو لتقاطع مصالح سياسية أو فيما يمكن وصفه أنه في السياسة حتى في اللا تصالح هناك ما يحرس المصالح.
ما يجعل إجابة السؤال: ما الخطر الذي كانت ولا تزال إيران تتعرّض له؟! لكان الجواب: لا خطر أبداً! خاصة بعد زوال نظام صدام وانشغال أميركا بحربها الخاسرة في العراق وتقديمها العراق لإيران على طبق من ذهب! حتى إسرائيل نفسها لا تشكّل كذلك خطراً على إيران على عكس ما تُروّج له طهران؛ في ظل استحالة أن تُقدِم إسرائيل على أي عمل عسكري ضد إيران خاصة بعد انكشاف الأمر في تقاطع المصالح الإيرانية الإسرائيلية في سورية.
من حيث إيران وإسرائيل تتفقان على بقاء الأسد، إيران تكسب بقاءها في العالم العربي، وإسرائيل ستكسب أمن الجولان!
رغم انكشاف كل ذلك إلا أن طهران -وللأسف- استطاعت أن تجوب العالم شرقاً وغرباً وهي تبتسم على الانخراط الغربي في الانحناء لإيران، وبقضية الملف النووي -المُختلقة- تمكّنَتْ من أن تنظر إلى الملفات بالمنطقة على أنها بيدها كلها. وهذا وإن عاد في المقام الأول والتالي فهو بسبب فشل وتكسّب الحكومة الأميركية السابقة حكومة أوباما في إدارة الملف النووي وفي إدارة الملف السوري الذي حقَّق لطهران بأن تصير شرطي العالم عوضاً عن أميركا فماذا هي فاعلة حكومة الرئيس ترمب؟ ننتظر ونرى وإن غداً لناظره قريب..
2 وتلك الليلة العراقية ترفض أن تمضي
مشرق عباس
الحياة السعودية
خمس سنوات مرت حتى الآن على ليلة احتلال الموصل، خمسٌ من الـتأويل والتضليل والتدليس والكذب والتحايل، من الدماء التي شربتها شوارع العراق حتى اختنقت بها، وها نحن نقف على أطلال الموصل ننادي كما نادينا في مثل هذا التاريخ من عام 2014 أن “لن ينام العراقيون تلك الليلة”.
العراقي الذي تصفعه شمس حزيران (يونيو) القاسية ألف مرة، لا يمتلك ترف النوم هانئاً، اعتاد أن يشتهي الشاي الساخن عندما يخبره جسده أن مؤشر درجات الحرارة قارب الـ 50 درجة مئوية.
لفحنا الشاي مراً وساخناً وزقوماً يوم احتلال الموصل، نرجسيتنا التاريخية التي تزدحم بها الكتب… قصائدنا التي نولد ونموت في ظلال أوزانها… نهرينا… آثارنا… سمرة وجوهنا… وحياؤنا… أريقت جميعاً عندما ازدحمت الأرصفة بقمصان العسكر وبساطيلهم، وعندما باتت نجماتهم الهاربة أمام زمرة مسلحين نكتة للتندر.
الليلة التي قرر فيها من قرر أن وقت تقسيم العراق قد حان، وأن الخرائط يمكن أن تنصب لتفصل بين المصائر، كانت بقمرين… الجموع المذهولة والمخدوعة والمصدومة والمترنحة من الموت والشمس والعواصف الرملية والفقر والحواجز الكونكريتية وعواء الحناجر الطائفية، تسمرت أمام قمر الخسوف الأحمر الدامي يستحضر رعب الإبادة، فيما كان القمر بدراً واضحاً لحفل ليلة الذئاب في مجالس حكامهم.
نعم، يكاد المجتمع السياسي العراقي، يتأمل تلك الدموع الغزيرة على الكرامة الوطنية الملقاة على قارعات الطرق بنظرة صماء خاوية… ونعم، كان أولئك المتلبسون بذنب العراق ودمه يعرفون أن ما كان… كان مخططاً أن يكون.
يقول أحدهم وهو مندهش من لحظة الانكسار الشعبي تلك: ألم تخوضوا نكسة صفوان؟ ألم يهرب العسكر أمام خمس دبابات أميركية اخترقت بغداد في السادس من نيسان (أبريل) 2003، لماذا تشعرون بكل هذا الحزن الآن؟ نعم… ومثلك لا يشعر بتراكم الكرب في قلوب الناس، أولئك البسطاء الذين سلّموا جيلاً بعد جيل مصائرهم بيد قتلة وسراق وموبوئين وكاذبين.
و… نعم، كان مجتمع السياسة يعرف أن الموصل سيتم احتلالها، ليس في الثامن من حزيران، بل في الأول من كانون الثاني (يناير) من ذلك العام، عندما اُحتلت الفلوجة وتم غض الطرف عنها، وإجراء انتخابات شكلية ترمم الصورة القبيحة، وكان يتداول يومياً خيار التقسيم، لأن الجيران لديهم نظرياتهم حول مرحلة ما بعد الكارثة.
محاولات محو العراق من الخريطة، لم يكن تنظيم “داعش” الإرهابي إلا أداة من أدواتها، ومع أن أحداً لم يُسق إلى الحتوف عقوبة لجريرة الموصل، فإن لا أحد سيحاكم على فشل الدولة… نهبها… نهش جسدها في حفلة المفترسين، قبل الدفع بما تبقى منها إلى ضباع البغدادي.
من الصعب تخيل حجم التزييف الذي يغلف حياة العراقيين، كربهم الجماعي يدفعهم إلى تصديق ما لا يمكن تصديقه… مخاوفهم المتراكمة تجبرهم على الإنكار… فتح شوارع بغداد يغريهم بأن المحنة عدت… الأكاذيب المتكدسة في أفقهم تعيق رؤية ساحة التحرير.
ولكن لا شيء يمضي… فالمرتكبون استسهلوا الارتكاب… يستبدل الزعماء ربطات عنقهم استعداداً لمهرجان قضم الفريسة التي كادت بمعجزة تنجو… يعير كبار الضباط نجماتهم ونسورهم وسيوفهم ونياشينهم لأشخاص لم يجلسوا في صف الأركان ساعة واحدة، ويورث البغدادي عمامته السوداء وساعة يده لمجرم جديد.
لا شيء يمضي، لأن ليلة العراق الطويلة ترفض أن تنتهي… ترفض أن تستسلم لإرادة الجموع بفجر دولة، وشرطي مرور، واشارة ضوئية، وعمل نزيه، وعائلة حانية، وسلام عادل يورثه الآباء الذين تركت الحروب أوشاماً على جباههم إلى أبنائهم.
خمس سنوات مرت… خمسٌ من الأوجاع المشرعة، والقلوب المكلومة، ونواح المقابر، تزاحم حياتنا وتحتل وجودنا، خمس سنوات لم ينم فيها العراقيون… يحصون ضحاياهم ويتداولون قرار الاغتراب، ويسألون صانع الشاي الأسود المر المتسمر في مكانه في شارع الرشيد منذ ألف عام سؤالهم المعتاد: “هل هناك أمل؟” فيرفع رأسه بصمت وجزع، نحو الأفق المغلق بتلال الزبالة… فثمة خلف المزابل حروب دائمة.
3 «الكراكن» الإيراني… معركة المعارك
مشاري الذايدي
الشرق الاوسط السعودية
المعركة الكبرى اليوم، ليست في سوريا والعراق، ولا اليمن، أو السودان وليبيا والجزائر، تخيلوا، ليس بهذه الساحات مكان المعركة الكبرى، بل في إيران، نعني إيران الخمينية طبعاً!
إذا صحّ لنا أن نشبّه الحال بصورة، فإن النظام الخميني الحاكم بإيران هو عقل ورأس الأخطبوط الخرافي «الكراكن» ذلك الوحش البحري المرعب، حسب الميثولوجيا الإسكندنافية.
الكراكن، حسب هذا الخيال، هو أخطبوط عملاق لديه عينان كبيرتان. يقال إنه يثبّت نفسه على سطح البحر على هيئة جزيرة، وعندما يهاجم سفينة عابرة يظهر مخالبه الخفية من تحت الماء ويطحن الرجال على ظهر السفينة بمخالبه وأنيابه الخرافية.
لديه كثير من الأطراف المخيفة، موزعة تحت وفوق الماء تلتف حول الهدف، يديرها كلها رأس الكراكن الأسود اللزج.
الكراكن اليوم بمنطقة الشرق الأوسط، هو النظام الحاكم بطهران، الذي يعتقد أن «نصرة المستضعفين» حسب القاموس الديني، و«دعم حركات التحرر» حسب القاموس اليساري الشرقي، و«مساندة مطالب الحرية» حسب القاموس الليبرالي الغربي، هو سلوك من صميم وجود هذا النظام، ومتضمن صراحة في الدستور الإيراني الذي كتبه تلاميذ الخميني.
يعني بكلام مباشر، أنه مهما تحذلق الوزير الضاحك جواد ظريف، أمام صحافيّي نيويورك، أو زميلته الإيطالية فيدريكا موغريني، فإن دعم «الحرس الثوري» للحوثي الإرهابي باليمن، و«الحشد» التعيس المتخلف الطائفي الفاسد بالعراق، وتمويل ومساندة «حزب الله» اللبناني الأصفر، هو «حق طبيعي» و«تكليف شرعي» يصدره «ولي أمر المسلمين» علي خامنئي، رأس الكراكن السياسي الأمني.
بطريق مباشر أو غير مباشر، كل الفوضى التي ترونها في ديار العرب والمسلمين (أفغانستان مثالاً) ثمة طرف من أطراف الكراكن الإيراني يخبط ويلبط في مياه تلك المجتمعات.
مثلاً…
جماعة، بل جماعات «الإخوان المسلمين»، من المغرب مروراً بليبيا وتونس والجزائر ومصر، وصولاً حتى العراق واليمن والخليج، لها صلة بالقائمين على ثقافة الحكم الإيراني، فكلهم، سنة وشيعة، جماعات إسلام سياسي، يعون هذه الصلة، ولنا في رفض إيران الرسمي تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية، خير مثال، ولنا في اصطفاف «حماس» و«الجهاد» و«إخوان مصر» ودولة قطر، الذائبة بفنجان «الإخوان»، عبرة ودليل كافٍ على الانحياز للنظام الإيراني في معركة الحصار الاقتصادي والسياسي الأخيرة.
النظام التركي «العصمنلي» الجديد، هو الآخر حليف طبيعي للنظام الخميني الإيراني، ليس فقط بسبب الحاجة الاقتصادية، كما يروج المدافعون عن الإردوغانية، بل لسبب عقائدي ثقافي معلوم، وثمة تيار تركي إسلاموي واضح الانحياز لإيران داخل تركيا.
وعليه، فإن القضاء على هذا الوحش «الكراكن»، أو بأضعف الإيمان إنهاكه وإشغاله بنفسه، ستكون له عواقب «حميدة» على الحال بالعراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن طبعاً والبحرين وأفغانستان.
تنبيه لازم… لا نقول إن «كل» السبب في الفوضى العربية يكمن بنشاط «الكراكن»، ولكن لا ريب أنه جزء كبير من السبب.
4 الإعلام العربي وحسنه ملص والتاريخ يعيد نفسه مياح غانم العنزي راي اليوم بريطانيا
قصه سياسيه غايه في الطرافه والعار نسردها لكم والمناسبه اننا نراها تحاكي واقع امتنا الحالي وكأن التاريخ يعيد نفسه والأمة مصممه على ألا تتخلى عن الانحدار المهني والاخلاقي والسب والشتم ،بعد ثورة 14 تموز في العراق عام 1958 انقسمت بغداد الى معسكرين سياسيين ،الاول القوى الشعبيه والديمقراطيه والماركسيه وهذه ملتفه حول الزعيم عبدالكريم قاسم اما المعسكر الثاني يضم القوى البعثيه والقوميه والاسلاميه والتي إلتفت حول الرئيس جمال عبد الناصر ،طبعا كان الخلاف بينهم فكري سياسي لا علاقة للطائفه به ولهذا نرى في كل معسكر مختلف انواع النسيج الاجتماعي ،وصلت العلاقات السياسيه بين العراق والجمهوريه العربيه المتحده آنذاك الى مرحله من تبادل السب والشتم عبر اجهزة الإذاعات والصحف ،كان سفير العراق في مصر فائق السامرائي قوميا فتمرد على عبد الكريم قاسم وطلب اللجوء السياسي في القاهره ،وشكل تجمعا سياسيا اطلق عليه اسم التجمع القومي ،ووضعت تحت تصرفه إذاعة صوت العرب والتي كانت تسب وتشتم نظام الحكم في العراق ،كان صوت مديرها احمد سعيد ينتشر مجلجلا لنشر الاخبار والنشاطات وبعض الامور الخارقه عن جمال عبد الناصر الذي كان يعتبره سيد زمانه ،وبنفس الوقت كان يشنع ويشتم ويذم عبدالكريم قاسم ،فما كان من معسكر عبد الكريم قاسم الا وارسل خبرا الى المذيع الاشهر في اذاعة صوت العرب المصريه السيد احمد سعيد مفاده ان الشيوعيين قد القوا القبض على السيده المناضله المجاهده العروبيه الفاضله (حسنه ملص )طبعا هذه المراه تردد اسمها مرادفا للدناءه والعهر والفجور وهي من اعتق بغايا بغداد ،ثم اضافوا بالرساله ان الشيوعيين اخذوا ينكلون بهذه الفاضله وبشرفها ،واضافوا انه تم كذلك إلقاء القبض على ( عباس بيزه ) وهذا من اشهر قوادي بفداد ،فما كان من الاذاعي الكبير صاحب الصوت المجلجل احمد سعيد إلا واطلق تعليقاته الصارخه بدون ان يتأكد من الموضوع عبر الاذاعه الاشهر في تاريخ اذاعات العرب انذاك يندد بحكومة الشيوعيين وهو يردد بالنص :
إذا ماتت حسنه ملص فكلنا حسنه ملص
كلنا حسنه ملص …كلنا عباس بيزه ..من المحيط الى الخليج
في هذا الاثناء ذهل السامرائي واستشاط غضبا من المقلب الذي وقع فيه الاذاعي الكبير احمد سعيد ، وبهذا اصبحت هذه الاذاعه مثارا للسخريه من قبل العراقيين ، وعلى اثر ذلك طلب السامرائي من احمد سعيد ان يعرض عليه لاحقا اي خبر او معلومه تصله من بغداد وبالطبع بعد ان احاطه علما بحقيقة المناضله الفاضله حسنه ملص والمجاهد عباس بيزه،ومن هنا اشتهر اسم حسنه ملص شهرة كبيره ،فكم من سياسي واعلامي بعد 61 سنه(من 1958 الى 2019) على شاكلة احمد سعيد نراه هذه الايام في الازمات بين العرب(حرب اليمن -الازمه الخليجيه – حرب سوريا- في الجامعه العربيه – الحرب على الارهاب – حرب ليبيا – والسودان مؤخرا وليس اخيرا ) يرفع شعار كلنا حسنه ملص كلنا عباس بيزه
5 إبادة الحقول الجماعية.. شنكَال (سنجار) انموذجا
إيهاب عنان سنجاري راي اليوم بريطانيا
في كل عَقد يمر على العراقيين تظهر على مَرّه الظواهر والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية ، وجميعها تسبب الذعر، ابتداءً من ظهور قطيع الخنازير في جنوب العراق والذي تسبب بمقتل واصابة العديد من الأشخاص ، فضلاً عن تدمير مزروعاتهم وحقولهم مما كبدهم خسائر كبيرة ، ولم ينعم ذلك الجنوب بالخلاص من ذلك القطيع إلا ظهرت التماسيح وبشكل مفاجئ وهي تباغت المنازل في القرى مسببة الرعب لدى الأهالي ومن يعتاش على صيد الأسماك فباتت الأنهر غير آمنة الى ان تم معالجة الأمر من قبل وزارة البيئة ، لكن هاجس الخوف من ظهور التماسيح مازال يراود الناس .
أيضاً لا يخفى على الجميع ، بعد اعلان “الإكتفاء الذاتي” من الأسماك في العراق جاء الرد من قبل من له مصلحة في ضرب ذلك الإكتفاء لتحويله الى فاقة تطيح بالإقتصاد العراقي بجريمة “نفوق الأسماء” التي يمكن ان نسميها (جينوسايد الأسماك العراقية) ، حيث بدأها من نهر الفرات في قضاء المسيب شمالي محافظة بابل ولم ينهِها ، وبذلك تسبب ذلك النفوق خسارات هائلة لأصحاب الأسماك تعدت مئات آلاف الدولارات فضلاً عن تلوث النهر والأمراض المصاحبة له للقريبين على الفرات .
واليوم نشهد موجات حرائق الحنطة والشعير في محافظات عراقية في غرب البلاد وشرقها، حيث ارتفعت المساحات المحروقة لغاية 4/6/2019 إلى 20730 دونماً مربعاً ، وهو رقم مخيف قابل للزيادة حيث يشار إلى أن الدونم هو وحدة قياس للأرض الزراعية ، ويساوي مساحة كيلومترين مربعين ونصف كيلومتر مربع.
لاسيما ان الموسم الزراعي شهد في العام الحالي غزارة في الأمطار، ما تسبب بوفرة في إنتاج الحقول الديمية في تلك المحافظات لمحصولي الحنطة والشعير ، وحسب تقديرات وزارة التجارة فإن إنتاج هذا العام يغطي الحاجة المحلية لأكثر من عامين.
أشارت أصابع اتهام وزارة التجارة الى تنظيم داعش بإضرام النار في الحقول ، معتبرة أن ذلك استهداف إرهابي لأمن البلاد الغذائي ، وذلك ينفي ان تلك الحرائق شبت بسبب تماس كهربائي او سيجارة كما صرحت بعض الجهات ، فقد أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأدوات تسبب الحريق كإستخدام الصواعق المتفجرة المحلية الصنع وايضاً استخدام عدسات المكبرات العاكسة لأشعة الشمس مسببة الشرارة للإحتراق الكامل .
بينما اشارت أصابع اتهام أخرى الى جهات مخربة غير معروفة غايتها إبقاء العراق مستورداً لغذائه !! لاشك من سيعرض حنطته وشعيره لبيعها للعراق فسيكون داخل دائرة الشبهات في كل ما حصل و من سيساعد المتضررين جراء هذه الجرائم دون مقابل فـ (رايته بيضا) .
كل التعرضات التي صابت العراق جراء تلك الحرائق قد تختلف بغايتها ربما، وهذا ظاهر في حرق المحاصيل الزراعية في قضاء سنجار (شنكَال).
في التأريخ المشؤوم 3/8/2014 يوم الإبادة الجماعية للسنجاريين الإيزيديين بالدرجة الأولى ثم المسلمين والمسيحيين من قتل وخطف وسبي واعتقال واعتداء على المحرمات والرموز الدينية وجعل المدينة وجزء اكبر من أهلها ركاماً من رفاة ممزوجة مع احجار منازلهم والجزء الآخر في تابوت النزوح الى يومنا هذا ، كانت غاية داعش الإرهابي اتباع سياسة الأرض المحروقة عندما فقدوا الأمل من البقاء ونهايتهم باتت محتومة وبسبب عدم رضوخ اهالي المنطقة الى حكمهم وترك المنطقة بالكامل إلا بعض القرى المحيطة بقصبة قضاء سنجار ، فكان الثأر لعدم تقبلهم ومعارضتهم وقتالهم حد الموت هو اتباع أساليب شنعاء لإعتراض أهالي المنطقة من العودة الى ديارهم ، فاستخدموا اساليب التفجيرات المتفرقة والإغتيالات و الخطف خلال الفترة المنصرمة لكل من يقترب من المنطقة، وبعد المحاولات لإعادة الحياة ومحاولة لإعادة الناس الى منازلهم بدأ بعض المزارعين بزراعة أراضيهم لمحصولي الحنطة والشعير كخطوة أولى لكنها سرعان ما اكتملت للتحرك بالخطوة الثانية سرعان ما اوقفتها عصابات الشر والظلام لتبث الخوف في قلوب الأهالي وتقطع الأمل للعودة الى المنطقة وذلك بإحراق المحاصيل الزراعية راح ضحيتها مجموعة من المواطنين الإيزيديين أصحاب الأراضي كانوا يقفون على حصاد الزرع.
هذا العمل المقت هو امتداد لتلك الإبادة البشرية، من سيلتفت لها؟ من سينظر الى الضحايا التي زهقت ارواحها؟ من سيعوض المزارعين؟ هل سيكون مصيرهم مصير المخطوفين والمخطوفات لدى داعش الإرهابي؟ والأطفال العائدين من معتقلاتهم؟ والناجيات؟ والمعتقلين الناجين؟ و .. و.. الخ، سلسلة الـ (و) لن تنتهي، إلا بإنتهاء آخر سنجاري ربما! فهل السنجاري فيض على هذا العالم يا ترى؟ الله اعلم .