لا يزال شبح ذكريات التدخل الأميركي في العراق يطارد المرشح لتمهيديات الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020، سيث مولتون.
خدم مولتون لنحو أربع سنوات مع قوات المارينز في العراق، حيث أصيب باضطراب ما بعد الصدمة، بعدما قرر ترك صبي عراقي مصاب خلفه خلال اشتباكات في بغداد.
مولتون سلط الضوء خلال حوار مع برنامج “State of the Union” والذي يقدمه جاك تابر عبر شبكة CNN، على خططه التي تستهدف مساعدة الملايين من قدامى المحاربين والأميركيين المصابين بأمراض عقلية.
وعن قصته المأساوية، يروي مولتون “قوات المارينز أطلقت النار على عدد من الحافلات والسيارات ظنا منهم بأنها مليئة بقوات العدو، سيارة وحيدة بها عائلة عراقية استطاعت الهرب”.
وأردف مولتون قائلا “كان هناك طفل، على الأرجح عمره خمس سنوات، مستلقيا في وسط الطريق يتلوى من الألم جراء جراحه”.
القرار الأصعب
“حينها، اتخذت أحد أصعب قرارات حياتي على الإطلاق، وهو القيادة حول الطفل والضغط بالهجوم، لأنه إذا توقف الهجوم فسيتوقف تقدم القوات وقد يعرض هذا حياة العشرات من جنود المارينز للخطر، إن لم يكن المئات”، يقول مولتون.
وأضاف “لم أتمنى فعل شيء في هذه اللحظة، سوى الخروج من المدرعة ومساعدة الطفل”.
مولتون فتح قلبه خلال الحوار قائلا إن هذا المشهد ظل يرافقه حتى بعد نهاية الحرب، “لم يمر يوم منذ أن عدت من الحرب، ولم أفكر فيه بالطفل الذي تركته في منتصف الطريق”.
“سأظل أتذكر وجهه حتى يوم وفاتي”، يقول مولتون.
لفت مولتون خلال الحوار إلى تحسن حالته واستطاعته التحكم في أفكاره بمساعدة المعالج النفسي.
“بعدما عدت من الحرب، كنت أستيقظ من النوم متعرقا جراء الأحلام السيئة، وقررت أن أذهب لرؤية معالج نفسي، استطعت السيطرة على الأمور الآن، أستطيع التحكم في الوقت الذي أريد التفكير فيه في هذه الأشياء”، يضيف مولتون وهو نائب عن ولاية ماساتشوستس بالكونغرس.
“هذه القصص لا زالت مؤثرة جدا. ستظل معي حتى نهاية حياتي. لكني يجب أن أتحكم فيها”، يختتم مولتون الحديث.