صدر كتاب الإعلامى الفرنسى الشهير »جون كلود موريس« بعنوان مثير وغامض »لو كررت ذلك على مسمعى فلن أصدقه«. هذا الكتاب الذى استهدف بالأساس توثيق الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 وتحرى أسبابها ودوافعها وكشف أسرارها لم يفجر فقط أكبر فضيحة لجريمة الغزو الأمريكى للعراق لكنه تحول أيضاً إلى »جرس إنذار« لخطورة أن تتكرر «الجريمة- المهزلة» مرة أخرى مع إيران فى وقت بات فيه صوت الحرب هو الأعلى، لأن ما تضمنه هذا الكتاب من معلومات تتجاوز قدرة أى عقل على الفهم والاستيعاب.
وصدر أخيرا بالفرنسية وصدرت ترجمته الإنجليزية والإسبانية فى اليوم نفسه وصفته صحيفة «لو جورنال دى ديمانش» الفرنسية بأنه «مثير للذهول» لأن مؤلفه دحض أكذوبة أن الغزو الأمريكى للعراق كان بغرض البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقى أو تحقيق الديمقراطية ولكنه كشف الحقيقة الصادمة التى تقول إن هذا الغزو «كانت له صبغته الدينية المسيحية- الصهيونية الأكثر عنفاً وتطرفاً.. لا أكثر ولا أقل»!!
كشف الكتاب هذه الحقيقة الصادمة برصده نصوص المكالمات الهاتفية التى جرت بين الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش والرئيس الفرنسى (حينذاك) جاك شيراك لإقناع الأخير بالمشاركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا فى الحرب على العراق. وأن هذه النصوص أكدت له أن جورج بوش ذهب للحرب على العراق «بحثاً عن يأجوج ومأجوج» ونقل عن شيراك قوله: »تلقيت من بوش مكالمة هاتفية غريبة فى مطلع عام 2003.. فوجئت بالرئيس الأمريكى وهو يطلب منى الموافقة على ضم الجيش الفرنسى للقوات المتحالفة ضد العراق مبرراً ذلك بتدمير آخر أوكار (يأجوج ومأجوج)». وأضاف شيراك أن الرئيس الأمريكى أكد له أن «يأجوج ومأجوج مختبئان فى الشرق الأوسط قرب مدينة بابل العراقية القديمة وأن بوش أكد له بالحرف الواحد أن الحرب على العراق حملة إيمانية مباركة يجب القيام بها، وواجب إلهى مقدس أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل».
جاك شيراك ذكر للمؤلف أنه «صعق عندما سمع هذا الكلام، وأن تلك المكالمة ليست مزحة وأن بوش كان جاداً فى كلامه وفى خرافاته وخزعبلاته السخيفة».