9 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

1 إيران بين مطرقة العقوبات وغليان الشعب
عبدالرحمن الجديع عكاظ السعودية
شهدت منطقة الخليج تحولات جيوسياسية ومتغيرات متسارعة منذ ثورة إيران عام 1979، حيث كانت تداعيات تلك الثورة وخيمة؛ إذ عملت ضد مفاهيم البيئة الدولية، والقيم الانسانية وتصادمت مع الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً. وأسهم نظام الملالي الذي استولى على السلطة في بلورة سياسات خارجية زعزعت أمن المنطقة واستقرارها، وتبنت مشاريع التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، ضاربة بعرض الحائط القانون والمواثيق الدولية.

الآن، تشهد الساحة الإيرانية متغيرات باتت تهدد النظام وتعصف به. ولعل أهم هذه المتغيرات يقظة الشباب الإيراني نفسه، وهو شباب يعكس أغلبية الشعب، وقد ولدوا بعد الثورة، فهم جيل جديد، وبالتالي لا يشاركون الثورة شعاراتها أو يتبنون مفاهيمها، لأنهم ليسوا من جيل الثورة التي شاخت ومضى عليها أربعون عاماً.

هؤلاء الشباب يرغبون في أن يعيشوا كغيرهم من شباب الدول الأخرى في العالم، فلم يعد باستطاعة النظام وأجهزته البوليسية إقفال النوافذ ومنع مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت التي من خلالها يتواصل الشباب الإيراني ويطلون على العالم، ويدركون الفرق الشاسع بينهم وبين أقرانهم في جهات الأرض الأربع.

لقد أصاب الشباب الإيراني الملل من سياسة الملالي الرعناء، حيث تذهب مقدّرات الشعب سدى لدعم المنظمات الإرهابية التي ليس للشعب فيها أي طائل، لذا تبلورت مشاعر هؤلاء الشباب من خلال الثورة الخضراء التي عصفت بإيران عام 2009 وتجددت في 2013، وما بعدها، احتجاجاً على النظام الحاكم وبرامجه التي جلبت البطالة والفقر وسوء الأحوال الاقتصادية على البلاد والعباد. آنذاك، في تلك الاحتجاجات الهادرة، راح الشباب يهتفون: لا غزة ولا لبنان.

القلق العالمي يتزايد بسبب التصرفات والمخالفات المتكررة للنظام الإيراني، رغم محاولة الدول الأوروبية دمج إيران في النظام العالمي السائد. بيْد أنّ ممارسات طهران وسلوك الإيهام والتعتيم أثارا الجدل والشك، مما دفع الإدارة الأمريكية الحالية إلى فرض عقوبات صارمة زاد عليها موخراً الرئيس دونالد ترمب، مطلع الشهر الحالي، قراراً يقضي بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لشراء النفط الإيراني.

العقوبات كانت تهدف لمنح إيران فرصة لتغيير سلوكها، والتحول من دولة معزولة تدعم الإرهاب إلى دولة طبيعية، والكف عن مغامراتها الإقليمية، وتبني أنساقا جديدة في علاقاتها الدولية قائمة على الاحترام وحسن الجوار.

وكنوع من سياسة الإنكار التي تتقنها طهران وحلفاؤها، تمثل رد الرئيس الإيراني حسن روحاني في التقليل من مفاعيل العقوبات، والمضي في تحدي العالم من خلال إعلان روحاني أنّ بلاده ستستمر في تصدير نفطها، ولن تسمح بتنفيذ القرار الأمريكي بتصفيره، وأن بلاده ستقلص القيود المفروضة على برنامجها النووي والتوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها. كما لوح بعض المسؤولين بأن إيران قادرة على اتخاذ إجراءات كبيرة عبر عملائها للرد والإيحاء بإغلاق مضيق هرمز، وربما استهداف الملاحة البحرية.

إن وقوع أي من هذه الاحتمالات سيؤدي إلى تصعيد التوتر وهو الأمر الذي يدركه أو لا يدركه أصحاب مثل هذه الإيحاءات، أنّ القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالتحرك وإغلاق الممرات المائية. وفي هذا السياق يرى د. كريم ساجديبور؛ الخبير في الشأن الإيراني في معهد كارنيجي بواشنطن، أنّ الرئيس الإيراني في موقف صعب وأمامه ثلاثة خيارات؛ الأول: هو التحلي بالواقعية وتقديم التنازلات، وعقد صفقة مع الرئيس الأمريكي لإعادة صياغة جديدة للاتفاق النووي، وبالتالي الخروج من المأزق. ولكن يعد هذا بمثابة تجرع السم ثانية كما فعل الخيميني بقبول وقف إطلاق النار عام 1988 مع العراق، إضافة إلى أنّ هذا القرار سيواجَه بعاصفة من الشعب الإيراني بسبب تضليله بمزاعم عدم فعالية العقوبات والتقليل من أثرها، كما سيعتبر المتشددون في السلطة الإيرانية القرار رضوخاً لأوامر الرئيس الأمريكي والانصياع لتوجيهاته.

أما الخيار الثاني فيتمثل في الانتظار وممارسة ضبط النفس ورباطة الجأش والتأقلم مع العقوبات حتى موعد الانتخابات الأمريكية2021 على أمل أن تسفر عن فوز الديمقراطيين، حيث يُتوقع العودة للاتفاق النووي الذي تم توقيعه من قبل إدارة أوباما، وهذا يمثل مجازفة غير مأمونة الجانب من قبل نظام الملالي، وتمس حياة الشعب الإيراني في الصميم.

الخيار الثالث، في نظر كريم ساجديبور، هو التصعيد من خلال توظيف أذرع إيران والمنظمات المتطرفة والإرهابية التابعين لها لخلق زعزعة واضطرابات أمنية، وتهديد المصالح الأمريكية والدولية في المنطقة، ومحاولة إظهار نفوذها عبر المناورات والإيحاءات بإغلاق مضيف هرمز، وسواه من أشكال العربدة.

جميع الخيارات التي طرحها الخبير في الشأن الإيراني واحتمالات الرد، تعكس أنّ طهران أمام أزمة حقيقة من حيث الاقتصاد، أو من حيث الاستيعاب الشعبي لهذه السياسات الرعناء، حيث لا تستطع إيران المجازفة بمواجهة عسكرية مع أمريكا ولا دول المنطقة التي أصبحت تمتلك القدرات العسكرية المتطورة القادرة على التصدي لأي مواجهة.

إيران أمام خيارات أحلاها مر. وفي ظل هذه الوقائع والمعطيات ينبغي على طهران إدراك أخطائها ومراجعة مشاريعها الجيو سياسية التي أنهكت اقتصادها وبددت ثرواتها وأفقرت شعبها، وجعلتها دولة معزولة ومارقة.

لقد بذلت دول مجلس التعاون الخليجي جهوداً واضحة في التخفيف من حدة التوتر في المنطقة، وعملت بلا كلل من أجل أن يعم الاستقرار شعوب المنطقة كافة، على قاعدة احترام ميثاق الأمم المتحدة، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والمحافظة على المصالح المشتركة وفق أطر العمل البنّاء التي تهدف لترسيخ السلم والأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم. فهل يُصغي قادة طهران لصوت الحكمة، وينحنون للعاصفة قبل أن تصبح إعصاراً؟
2 التخلف التنموي الضارب في جهات العراق
حميد الكفائي
الحياة السعودية

لم تبتعد النائب هيفاء الأمين كثيراً عن الحقيقة، عندما وصفت جنوب العراق بأنه “متخلف” عن لبنان وكردستان. فهذه حقيقة، وكل من يجادل فيها مكابر. والتخلف هنا، لا يعني التخلف الذهني الذي يحط من قيمة الانسان، بل التخلف التنموي بأشكاله التنظيمية والعمرانية والخدمية، وحتى الثقافية. لكن الغريب، هو الضجة التي أثارتها جهات سياسية – دينية حول تصريح الأمين، معتبرة إياه “إساءة لأهل الجنوب”. وكأن هيفاء ليست من الجنوب ولم تخدمْه وتفُز بأصوات أهله. والأغرب، هو أن تضطر للاعتذار قائلة إنها أساءت التعبير! علما أنها أصرت على رأيها لثلاثة أيام، لترضخ في اليوم الرابع وتصدر بيانا مكتوباً وأشرطة مصوّرة عدة، تقدم فيها اعتذارها لأهل الجنوب عن وصفه بـ “التخلف”.

يكاد العراقيون أن يجمعوا على أن التخلف التنموي “ضارب أطنابه” في العراق، بدرجات متفاوتة. ويمكننا أن نعدد أوجه هذا التخلف في حياة الناس عبر انتشار الفساد وتدهور الخدمات وبطء التطور أو توقفه في معظم جوانب الحياة، يضاف إلى ذلك التخلف الثقافي وانتشار القيم العشائرية البالية والخرافات.

ومنذ فرضت العقوبات الدولية على العراق في عام 1990 وحتى الآن، انتشر الإيمان بالخرافات وكثرت المراقد الوهمية (لأبناء وبنات الحسن والكاظم)، ما دفع المرجع الديني محمد اليعقوبي إلى التحذير منها، وانتشر الاستبداد الديني، بحيث أصبح المرء يُقتل أحياناً على أيدي جماعات مسلحة أو يتعرض للتهديد بالتصفية لمجرد أن هناك من اعتقد بأنه خالفه معتقداته الدينية، بل استُهدف حتى الحلاقون في فترة من الفترات، لأنهم يحلقون اللحى وهذا “مخالف للدين” في نظر المتشددين، بينما أقيمت محاكم “شرعية” خارج نطاق الدولة، وبدأت تستدعي الناس وتحاكم وتسجن وتغرِّم. ألا يعد كل هذا تخلفاً وتدهوراً ثقافياً مريعاً؟

وإذا ما تجاوزنا الماضي وعدنا فقط إلى الأعوام القليلة المنصرمة، وأحصينا عدد اللواتي قتلن من النساء، فضلاً عن الشباب، لأسباب يعتقد بأنها دينية، وسكوت الحكومة عن عمليات القتل هذه، أو عدم اكتراثها لها، فسوف نصاب بالفزع من الوضع الذي آلت إليه الأوضاع.

وخلال العام الماضي وحده، قُتل العديد من الناشطين والمثقفين والصحافيين بحجج دينية، وبين الأسماء البارزة كان الروائي علاء مشذوب في كربلاء، والفنانة تارا فارس في بغداد، والناشطة المدنية سعاد العلي في البصرة، ولم تكشف الشرطة عن هوية القتلة حتى الآن.

أما النزاعات العشائرية في الجنوب، فأصبحت عبئا على المجتمع والدولة، لأنها دخلت في كل شيء. أصبح الأطباء يخشون أن يعالجوا مرضاهم، فإن لم ينجح العلاج، سيطالَبون بـ”دية” عند موت المريض، باعتبارهم المسؤولين عنه، كما حصل لطبيبة في السماوة، اضطرت لأن تدفع مبلغ 45 مليون دينار (40 ألف دولار) لإحدى العشائر، كفصل عشائري بسبب موت أحد مرضاها. وما أكثر الأطباء الذين هجروا مهنة الطب أو غادروا العراق لهذه الأسباب.

كنت ذات يوم انتظر دوري بين عشرات المواطنين في دائرة الجوازات في بغداد لتجديد جواز سفري. طال انتظارنا وبدأ المنتظرون يتذمرون، فبدأنا نقارن مع الدول الأخرى، وحدثتهم عن إصدار الجوازات في بريطانيا وكيف أنه ينجز بالبريد خلال أسبوع، ولا يأخذ من مقدم الطلب سوى بضع دقائق لملء الاستمارة، وكذلك بالإمكان الحصول على جواز السفر في اليوم نفسه عند مراجعة دائرة الجوازات. كان بين المنتظرين شاب عشريني ينصت إليّ بإمعان. وعندما انتهيت، قام وجلس إلى جانبي وسألني: “إن كانت لديك فرصة للعيش في بريطانيا فماذا تفعل هنا”؟ قلت له إن هذا بلدي ولا يسعدني أن أعيش في بلد آخر، فسخر من ردي وقال: “أنا طبيب أعمل في مستشفى ديالى، وجاء مسلحون قبل أيام وضربوني وأهانوني لأنهم وجدوا صورة ممزقة لأحد القادة السياسيين – الدينيين في المستشفى، واتهموني بأنني وراء تمزيقها!”. وأضاف: “جئت اليوم لأحصل على جواز سفر وسوف أغادر العراق إلى أي بلد في العالم يعيد إليّ كرامتي، فإن لم أفلح فسوف أذهب إلى كردستان، فهناك يحترمون الطبيب ويدفعون له راتباً مجزياً مع سكن لائق”. أليس تخلفا أن يُهان طبيب ويُضرب لأن صورة سياسي وجدت ممزقة؟

وبسبب المضايقات وتدني الرواتب، غادر مئات الأطباء العراق إلى بلدان أخرى. وأسهم ذلك في تخلف الخدمات الصحية. التخلف في الخدمات، خصوصا في الجنوب، وصل إلى حد أن الناس لم تعد تحصل على الماء الصالح للاغتسال، ناهيك عن الشرب، وأن القاذورات والمستنقعات تنتشر في أماكن كثيرة، بينما الروائح الكريهة المنبعثة من القنوات المائية تزكم الأنوف في البصرة، العاصمة الاقتصادية والثقافية المقترحة للعراق.

عندما يهاجِم الغوغاء موظفي شركة نفط أجنبية ويضربونهم بحجة أنهم أنزلوا “راية الإمام الحسين” وتمتنع الحكومة عن معاقبتهم، فهذا تخلف وإجرام في حق الشعب. وعندما يهاجم مسلحون ملثمون “اتحاد الأدباء” ويكسرون الطاولات والكراسي، ويضربون الأدباء من دون سبب وتسكت الحكومة ولا تحقق في الأمر، فهذا تخلف وتواطؤ مع المجرمين. وعندما تهاجم الجماعات المسلحة النوادي وتعتدي على روادها وتتصرف الحكومة وكأن الأمر لا يعنيها، فهذا تخلف وانحطاط أخلاقي وانعدام للمسؤولية. وعندما تتدفق المياه الثقيلة في الأنهار المارة في المدن وتلوثها ولا تعترض وزارة الصحة، فهذا تخلف شديد واعتداء شنيع على الفقراء الذين يستخدمون هذه المياه. وعندما تتعطل حركة البلد وتغلق الشوارع لأيام عدة من أجل أن يستخدمها المشاة الذاهبون إلى المراقد المقدسة، مع وجود أرصفة وطرق بديلة، فهذا تخلف وتعمد في إيذاء الناس وقهرهم وقطع أرزاقهم. وعندما يضطر المواطن والمستثمر وحتى فاعل الخير إلى دفع الرشاوى من أجل إنجاز أعماله، فهذا تخلف ونكوص وتدهور أخلاقي وقيمي.

مظاهر التخلف في العراق كثيرة. وما قالته هيفاء الأمين صحيح، وكان عليها أن تتمسك برأيها وألا ترضخ للتهديد. هيفاء من أكثر النساء نشاطاً في العراق. تعمل ليلاً نهاراً من أجل المرأة والطفل والفقراء، وهي المرأة الوحيدة في الجنوب التي حصلت على أكثر من 8500 صوت في عام 2014 وعدد يفوق هذا في عام 2018، بينما فازت أخريات بأقل من عُشر هذا العدد ودخلن البرلمان بفضل الـ “كوتا” النسائية.

الحملة المنظمة التي تشنها قوى ظلامية على هيفاء الأمين سببها نشاطها الدؤوب وتأثيرها الواسع. كان على كتلة “سائرون” أن تقف معها، وألا تضغط عليها لتعتذر. وكان على “الحزب الشيوعي” أن يقف بقوة وحزم معها، لا أن يصدر بيانات اعتذارية توفيقية تنتقدها ضمنا. “الحزب الشيوعي” حزب تاريخي ومؤثر ولديه آلاف الناشطين والمثقفين، وعليه أن يجند قواه ليقف بصلابة أمام هجمات الظلاميين والمتصيدين في الماء العكر، الذين يحاولون تشويه مواقفه، فإن كان عاجزاً عن المواجهة، عليه أن يعيد النظر في جدوى استمرار نشاطه السياسي.

إن كان وصف “تخلف” استفز بعض العراقيين، فعليهم أن يعملوا بجد ومثابرة لينتشلوا العراق منه بدلاً من إنكاره. أما إن كانوا يحاولون استغلال الكلمة للإيقاع بهيفاء الأمين والحد من نشاطها وشعبيتها، فليعلموا بأن الناس ليسوا مغفلين بحيث تنطلي عليهم هذه الألاعيب، خصوصاً وأن المعترضين والمنددين هم من أكثر الناس فساداً وجهلاً.
3 أحياناً (فرصة تاريخية عراقية)
عبدالعزيز السويد
الحياة السعودية

أمام العراقيين فرصة قد لا تتكرر للتخلص من تسيّد إيران على وطنهم ومواردهم، فرصة لاستعادة السيادة الوطنية، يوفر هذه الفرصة الضغط الاقتصادي والنفسي غير المسبوق الذي تمارسه واشنطن على طهران، بما فيه إرسال أسطول حربي للردع، ونشر صواريخ باتريوت في المنطقة، لكن هل يمكن حدوث ذلك، أي استثمار عراقي لهذه الفرصة التاريخية؟

وضعت سياسة الاستدراج الأميركية لإيران القوى السياسية العراقية المتنفذة – ومعظمها يدين بالولاء لإيران إما خوفاً أو طمعاً- في موقف حرج وزاوية ضيقة، ولو عدنا للتاريخ القريب فإن واشنطن هي من جاءت بالقوى السياسية والدينية الشيعية لتحكم العراق على ظهر دبابة أميركية، سهّلت ومهدت وتلاعبت حتى خلت الساحة السياسية العراقية بالنفض والتخويف إلا من المتنافسين على الخضوع لطهران، ولإيران وسائلها وطرقها في الإمساك بالقرار العراقي، وهي وسائل تعرفها جيداً الأحزاب والميليشيات الطائفية العراقية التي «فُطمت» في طهران.

تستخدم إيران أشباح دول تديرها بميليشيات طائفية وأحزاب سياسية كرتونية، وفي العراق أنموذج حي لذلك، تجذّر بموافقة أو عدم اعتراض أميركي.

القوى المتنفذة في العراق تدار من طهران، لذلك فإن انتهاز الفرصة بعيد الاحتمال من قبل هذه القوى، ولن يستثمر الفرصة سوى الشارع العراقي إذا ما انتفض ونظّف الساحة العراقية من عملاء طهران.
4 للقاتل اسم والضحايا العراقيون بلا أسماء هيفاء زنكنة القدس العربي بريطانيا
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الأسبوع الماضي، عفوا عن ملازم اول بالجيش الأمريكي، محكوم بخمسة وعشرين عاما، لارتكابه جريمة قتل المواطن العراقي علي منصور، اثناء التحقيق معه كمتهم بالانتماء الى تنظيم القاعدة عام 2009. جاء العفو، حسب البيان، بعد ضغط عسكري وسياسي وشعبي كبير، باعتبار الملازم جنديا أمريكيا نموذجيا. ماذا عن الضحية العراقي علي منصور؟ ما الذي نعرفه عنه باستثناء تبرير القاتل بانه قتله دفاعا عن النفس؟ وفقا لوثائق المحكمة، أقتاد الملازم وفصيله علي منصور إلى منطقة صحراوية نائية، بالعراق، بعد ان قررت القيادة إطلاق سراحه. إدعى الملازم انه يستجوبه حول هجوم سابق على جنود أمريكيين، فأمره بالتعري ثم أطلق عليه النار في الرأس والصدر.
أثار قرار العفو غضب عديد المنظمات الحقوقية والسياسيين، بأمريكا، ولكن… ما هو رد فعل الحكومة العراقية والساسة وأعضاء البرلمان عن العفو، وهم يقرأون سيناريو تبرير القتل التافه، خاصة وان جريمة القتل المتعمد هذه، هي واحدة من قائمة طويلة من جرائم وانتهاكات قوات الاحتلال، التي تمر مرور الكرام، منذ 2003، بلا مساءلة من الجهة العراقية وغالبا ما يتم الالتفاف حولها بشتى الطرق «القانونية» أمريكيا؟
ماذا عن آخر المحاكم؟ فبعد أسبوعين، سيتم تقديم قائد العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية، ادوارد غالاغار، للمحاكمة بتهم قتل مدنيين عراقيين، عام 2017، أثناء وجود القوات، على مقربة من مدينة الموصل، للقيام، كما يطبل رسميا، بمهمات «تدريبية واستشارية»، مساندة للقوات العراقية في الحرب ضد تنظيم «داعش». يعتبر هذا القائد واحدا من ابطال القوات الأمريكية الخاصة، وقناصا ماهرا، ونموذجا يحتذى بجرأته وشجاعته في محاربة أعداء أمريكا في أفغانستان والعراق، حاز جراءها على أوسمة شرف عديدة. الا ان مسار «بطولاته» توقف عندما تقدم سبعة من زملائه، الأقل رتبة منه، بالشكوى ضده لأنهم ما عادوا قادرين على تحمل ارتكابه جرائم قتل المدنيين في الموصل. الا ان القيادة رفضت الاصغاء إليهم حفاظا على سمعة الوحدة العسكرية التي يُفتخر بانها تضم نخبة الجيش الأمريكي. فثابر المشتكون، حتى تم الاستماع إليهم، خاصة بعد ان كشف عدد من الصحافيين تفاصيل جرائمه وحيثيات ارتكابها، فلم يعد أمام قيادة الوحدة من خيار غير اجراء التحقيق واعتقال المتهم وتقديمه الى المحاكمة.
يتبين من الشهادات، انه كان يقضي معظم وقته جاثما في أماكن القنص ليتمتع باصطياد المارة من المدنيين، حيث كان يصوب خمسة أو عشرة أضعاف القناصة الآخرين. أخبر قناصان المحققين أن غالاغار، أطلق في أحد الأيام، النار على فتاة ترتدي حجابًا مزينًا بالأزهار، كانت تسير مع فتيات أخريات على مقربة من ضفة النهر. ثم شاهدا الفتاة وهي تسقط على الأرض، ممسكة ببطنها، فسحبتها الفتيات الأخريات بعيداً. كما قام، مرة أخرى، بأطلاق النار على رجل عجوز كان يرتدي دشداشة بيضاء، وسقط الرجل على الأرض مضرجا بدمائه. سجلوا: نحن في الموصل عام 2017.

هل هي عقلية المُحتَل المبنية على الدونية والحط من قيمة أخيه المواطن، لكي لا يُذكره بما آل اليه من انحطاط، ام هو الخوف من كشف الحقيقة وتحميله مسؤولية المشاركة بجرائم يتكشف وجهها البشع يوما بعد يوم؟

يقول الشهود، كما جاء في تحقيق صحيفة « نيويورك تايمز»، أنهم شعروا بالقلق الشديد إزاء قيامه بإطلاق النار على المدنيين، الى درجة أنهم صاروا يطلقون طلقات تحذيرية، على بعد متر أو اثنين فقط من المدنيين، لإخافتهم حتى لا يتمكن قائدهم من اصابتهم. وفي أيار/مايو، من العام الماضي، حدث أمر لم يعد بإمكانهم السكوت عليه. إذ تم احضار جريح، عمره 14 عاما، الى الوحدة العسكرية اثناء احدى المعارك مع داعش. يقول افراد الوحدة إنهم وضعوه على الأرض وبدأوا بمداواته. اثناء قيامهم بذلك جاء القائد غالاغر وأبرز سكينًا خاصا كان يفضل حمله. وبدون ان يقول شيئا، على الإطلاق، قتل الأسير طعنا في الرقبة والجذع. بعد ذلك، جمع أفراد الفصيل كلهم حول وعلى جسد الصبي الميت وأمر بإقامة حفل تجنيد. وهو احتفال يتعين فيه على الجندي القيام بطقوس خاصة بإعادة التجنيد طوعًا وأن يرفع يده اليمنى ليقسم ولاءه وطاعته للدستور. وقام أحد افراد الفصيل بالتقاط الصور. سجلوا: نحن في الموصل ،2017، وهي الفترة التي شهدت تعاونا شاملا بين القوات الأمريكية مع الجيش والحشد الشعبي، قتالا على الارض وقصفا بآلاف الغارات الجوية في خمس محافظات وتنسيق الهجوم البري والدوريات المشتركة. ونتج عنها هدم بنايات كاملة بما فيها من سكان، ولا تزال جثث الضحايا تُسحب من تحت الأنقاض. كان من السهل، أثناءها، على المسلحين إيجاد الذريعة لارتكاب أي جريمة كانت بدوافع سادية شخصية او عنصرية أوسع.
ولعل ما يحز بالنفس ويحفر عميقا بالقلب، هو موقف الضباط العراقيين الذين عند جلبهم للشهادة نفوا حدوث الجريمة بل وأضافوا بأن جريمة القتل لا تتماشى مع شخصية القائد غالاغار! أي أن الضباط العراقيين كذَّبوا أفراد الفصيل الأمريكي الذين استيقظت ضمائرهم.
هذه، أيضا، ليست المرة الأولى المسجلة التي يتسلى فيها أحد قوات الاحتلال بقتل المدنيين ثم يدعي انه قتل «إرهابيا» أو انه ضحية ثانوية. ففي عام 2006، مثلا، قام العريف لورانس هاتشينز من سلاح مشاة البحرية وجنود آخرون بقتل هاشم إبراهيم عواد (52 عاما) ثم وضعوا بندقية كلاشنيكوف وجاروفا، بجوار الجثة للإيحاء، بأنه كان يخطط لزرع قنبلة. وتم تقديم العريف الى المحكمة التي حكمت بإطلاق سراحه.
يعيدنا تقديم قائد عسكري أمريكي للمحاكمة، هذه الأيام، بقضايا قتل مدنيين عراقيين، الى رد فعل الحكومة العراقية تجاه فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب. جاء الرد بلسان رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، الذي قال، بروحه المرحة، حين جوبه بصور تعذيب المعتقلين من قبل قوات الاحتلال الأمريكي: «عادي ولا يقارن بما كان يحدث في سجون صدام حسين»، مشرعنا بذلك، عمليات التعذيب والقتل، كسلوك رسمي منهجي، وكأنه شارك بـ«تحرير العراق» ليواصل ما هو «عادي» ولا يخرج عليه.
ان ما تقوم به الحكومة والبرلمان، حاليا، وهي متدثرة بالغطاء الديمقراطي ولجان حقوق الانسان، تجاه الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال، أسوأ بكثير من موقف الطالباني المبتذل. لتصبح هوة الانحدار الأخلاقي والوظيفي بلا قاع.
بتنا نصغي، باستثناء قلة من الأصوات، الى مزيج من الصمت حينا ونفي حدوث الجرائم، أساسا، في حين آخر، ليتم التستر على جرائم حرب من واجب أية حكومة وطنية أن تلجأ الى المحاكم الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة للمطالبة بحقوق الضحايا من مواطنيها. فهل حاول أحد أعضاء لجنة حقوق الانسان بالبرلمان، مثلا، معرفة أسم الفتاة ذات الحجاب المُوَرد أو العجوز الذي كان يرتدي دشداشة بيضاء، اللذين تسلى القائد الأمريكي بقتلهما؟ هل هما بلا أسماء؟ كيف يكون للقاتل أسما والضحايا بلا اسماء بلا هوية؟ فهل هي عقلية المُحتَل المبنية على الدونية والحط من قيمة أخيه المواطن، لكي لا يُذكره بما آل اليه من انحطاط، ام هو الخوف من كشف الحقيقة وتحميله مسؤولية المشاركة بجرائم يتكشف وجهها البشع يوما بعد يوم؟
5 حكايا الماضي… مدفع أبو خزامة!
مشاري الذايدي الشرق الاوسط السعودية
هذا الصراع الدائم بين فريقي السنة والشيعة في العراق، ليس وليد اليوم، للأسف، له جذور قديمة، ومن العراقيين النبلاء من يقول هذه صراعات مجلوبة لنا من الخارج، خاصة أيام الحروب الصفوية العثمانية المدمرة.
غير أن الإبحار في التاريخ أكثر، يخبرنا عن وقائع دامية بين سنة بغداد وشيعتها، أيام العباسيين، على ما يذكّرنا عالم الاجتماع العراقي الشهير علي الوردي.
من الآثار المادية لهذا النزال الرهيب على أرض العراق، قصة مدفع «أبو خزامة» أو «طوب أبو خزامة» والطوب هو المدفع بلهجة العراق والجزيرة العربية عامة.
يقول المرحوم علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» عن هذا المدفع: «كان السلطان مراد الرابع (دخل بغداد عام 1638) عند مغادرته بغداد قد ترك فيها أحد مدافعه الثقيلة، ليوضع عند باب (القلعة) وقد صار هذا المدفع بنظر العامة من أهل بغداد، ولا سيما السنيّين منهم، شبه مقدس، تنسب له الكرامات وتنسج حوله الأساطير. أطلق أهل بغداد على المدفع اسم (طوب أبو خزامة) ويعزى سبب التسمية لوجود خرق صغير في فوهة المدفع كأنه منخر، وتقول الأساطير الشعبية في تعليل الخرق إن المدفع كان في السماء عند حصار بغداد، وإن الله أمر جبرائيل أن ينزل الأرض لمساعدة السلطان مراد على فتح بغداد، فنزل به جبرائيل يقوده من منخره. وهناك أساطير أخرى يتناقلها أهل بغداد حول هذا المدفع، منها أن الأسماك التسع المنقوشة على جانبيه كانت قد لصقت به عند اجتيازه (بحر القدرة) أثناء نزوله من السماء».
هذه الخرافات حول مدفع السلطان مراد، التي نسجها سنة بغداد دفعت العالم البغدادي السني الإصلاحي الكبير السيد محمود شكري الآلوسي أن يكتب رسالة بعنوان: «القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع».
الواقع أن مثل هذه المزارات والبركات تتجاوز جمهورها الطائفي والديني الخاص، لتفيض على غيرهم، ويخبرنا الكاتب البغدادي، بهذه الصحيفة، خالد القشطيني في مقالة نشرت له عام 2012 التالي: «التبرك بطوب أبو خزامة لم يكن قاصراً على نساء السنة، بل كانت الأمهات الشيعيات أيضاً يجلبن أولادهن للتبرك به».
من تحصيل الحاصل أن نقول إن هذه الأساطير البغدادية السنية حول مدفع السلطان العملاق أبو خزامة، هي تعبير عاطفي عن الكراهية الشديدة للجرائم التي ارتكبها الشاه الصفوي الدموي ضد أهالي بغداد.
لو تحدثنا عن الخرافات السياسية بالجانب الآخر، بالكرخ أو بالكاظمية لوجدنا الكثير، ولكن ليس هذا هو الغرض، بل ما بدأنا به الكلام، وهو هذا الداء العراقي العضال الدائم حول الصراع الطائفي المميت… و«طوب أبو خزامة» كان أحد شواهده المادية… الكثيرة.
6 إيران وصعوبة الرقص مع ترمب افتتاحية
الشرق الاوسط السعودية

على مدى أربعة عقود رقصت الثورة الإيرانية مع سبعة رؤساء تعاقبوا على مركز القرار في بلاد «الشيطان الأكبر». كانت الرحلة طويلة وشائكة وحافلة. شهدت تبادل ضربات وتخللتها هدنات ومفاوضات. مشهد الأميركيين رهائن في سفارة بلادهم في طهران. وتفجير السفارة الأميركية في بيروت. وركام مقر قيادة المارينز في العاصمة اللبنانية. وفضيحة إيران – الكونترا.
خلال هذه الفترة، تمكنت طهران من توظيف أحداث كبرى لصالحها. شكّل الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982 فرصة لولادة «حزب الله». ووفّر إسقاط صدام حسين فرصة لتمكين الميليشيات التي ترعرعت في الحضن الإيراني وتوظيفها في خدمة إفشال الغزو الأميركي. وشكّل انسحاب القوات السورية من لبنان في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري فرصة لتتحول إيران اللاعب الأول على المسرح اللبناني وحاجة للنظام السوري المنسحب منه. وقدم «الربيع» اليمني فرصة لإيران نفذت منها إلى رعاية انقلاب الحوثيين واستيلائهم على عاصمة اليمن وترسانة جيشه الصاروخية.
ويمكن القول إن إيران عثرت في عهد باراك أوباما على فرصة غير مسبوقة. أبرمت اتفاقاً «نووياً» مع الدول الست، وبينها أميركا، بعدما نجحت في إبقاء هجومها الإقليمي الواسع خارج دائرة النقاش والتفاوض. وبدا واضحاً أن سريان الاتفاق يتيح لها توظيف العائدات المالية الوافدة بموجبه في خدمة هجومها الذي أعلنت أنه سهّل إلحاق أربع عواصم عربية بالفلك الإيراني.
من الخطأ الاعتقاد أن إيران تستطيع أن تستكمل مع الرئيس دونالد ترمب الرقصة نفسها التي نفذتها مع أسلافه الستة. لقد غيّر ترمب لغة التخاطب داخل أميركا وخارجها. في الداخل لغة التخاطب مع الحزب الآخر ووسائل الإعلام. وفي الخارج لغة التخاطب مع دول معادية أو منافسة أو حليفة. لهذا يبدو تكرار المشاهد السابقة صعباً وقليل الاحتمال حتى لا نقول مستحيلاً. هل يمكن مثلاً تكرار أزمة الرهائن ولو على أرض أخرى؟ وهل يمكن قيام وكيل إيراني بتفجير سفارة أميركية في العالم والمخاطرة بترك بصماته هناك؟ هل يمكن مثلاً تكليف فصيل عراقي باستهداف قاعدة التنف الأميركية بصاروخ إيراني أو تكرار تفجير السفارة الأميركية في بيروت؟ من المستبعد أن نرى مجدداً هذا النوع من المشاهد، والسبب هو أسلوب ترمب وصعوبة التكهن بردود فعله والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه.
منذ تولي ترمب الحكم فقدت إيران قدرتها على المبادرة في العلاقات الشائكة. انتقلت الإدارة الأميركية إلى الهجوم وكأنها تسعى إلى تصحيح ما ارتكب من أخطاء في العهد السابق. كان خروج ترمب من الاتفاق الذي وقعه أوباما حدثاً كبيراً خصوصاً بعدما تبيَّن أن إيران لا تستطيع النوم على وسادة الوعود الأوروبية. أرفق الرئيس الأميركي خروجه بعقوبات تصاعدية بلغت حد التطلع إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية. وفي موازاة ذلك شنت واشنطن حملة دبلوماسية غير مسبوقة رمت إلى إقناع العالم أن المشكلة مع طهران لا تنحصر في طموحاتها النووية، بل تشمل أيضاً وبالقدر نفسه سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة عبر برنامجها الصاروخي وتحركات الميليشيات الموالية لها. وصل الأمر حد اعتبار إيران «الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم».
ولم يكن الهجوم الأميركي مجرد حملة إعلامية لتشويه الصورة. ألقت واشنطن ثقلها الاقتصادي في المعركة وصار على الدول أن تختار بين التعامل مع إيران والتعامل مع الولايات المتحدة. وأظهرت التجربة أن دولاً كثيرة وشركات كبرى اختارت الاحتفاظ بعلاقاتها مع الدولة صاحبة الاقتصاد الأول في العالم. وهكذا فرضت الإجراءات الأميركية على إيران قدراً من العزلة الدولية والإقليمية.
وسط توالي التقارير التي تفيد بأن الإجراءات الأميركية كانت موجعة هذه المرة جاء الحشد العسكري الأميركي ليدخل الأزمة في مرحلة أكثر حساسية. أعلنت واشنطن أنها حركت قوتها العسكرية استناداً إلى معلومات استخبارية أفادت بأن إيران كانت تستعد لاستهداف مصالح أميركية. اتسم التحرك الأميركي بقدر كبير من الحزم لمسه المسؤولون العراقيون لدى استقبالهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وجّه بومبيو رسائل صارمة بينها أن واشنطن سترد بحزم على أي استهداف لمصالحها على يد إيران أو وكلائها. قال أيضاً إن بلاده ستراقب عن قرب محاولات إيران الالتفاف على العقوبات، بما في ذلك بيع كميات من نفطها زاعمة أنه نفط عراقي.
في عرض القوة الذي نفذته حيال إيران أكدت إدارة ترمب أنها لا تسعى إلى الحرب. قالت أيضاً إنها لا ترمي إلى إسقاط النظام، بل إلى دفع طهران إلى تغيير سلوكها. أوضح ترمب أنه جاهز للجلوس إلى طاولة المفاوضات إن كانت إيران مستعدة وترك رقم هاتف البيت الأبيض في عهدة الجانب السويسري. وترعى السفارة السويسرية في طهران المصالح الأميركية في إيران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1979.
التوتر بين أميركا وإيران ليس جديداً. الجديد هو اعتراف المسؤولين الإيرانيين أنفسهم بأن العقوبات الأميركية موجعة فعلاً. لنترك جانباً التهديدات التي يطلقها مسؤولون إيرانيون والتي تعتبر أن القطع البحرية الأميركية ستكون لقمة سائغة للصواريخ الإيرانية في حال اندلاع نزاع. الجديد أيضاً هو أن ترمب لا يستطيع التراجع إذا ما أقدمت إيران على أي تحرش عسكري بقواته. خطوة من هذا النوع ستنال من صورته وحظوظه في ولاية ثانية ما لم يعقبها رد تأديبي صارم.
فقدت إيران مفاتيح المبادرة في الأزمة. العقوبات موجعة. وافتعال نزاع لخلط الأوراق يبدو خطراً. وانتظار انتهاء ولاية ترمب مكلف خصوصاً إذا واصلت أرقام الاقتصاد الأميركي تعزيز تطلعه إلى ولاية ثانية. لكن هل يمكن دائماً ضبط الأزمات الساخنة؟ وماذا لو حدث خطأ تسبب في التصعيد؟ وماذا لو تسلل طرف ثالث لإشعال الحريق؟ وماذا يحدث مثلاً لو استيقظنا ذات يوم لنجد أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت المفاعلات النووية الإيرانية؟
يعيش الشرق الأوسط على وقع «أم الأزمات». لا غرابة أن تشعر إيران بصعوبة الرقص مع ترمب. الصين تشعر بصعوبة الرقص معه بعدما نجحت في الرقص مع أسلافه. الرئيس الصيني منزعج من مخاطبة بلاده بإملاءات عبر «تويتر». ومع ذلك تدرس بكين إبداء مزيد من المرونة لتفادي حرب تجارية قد تزرع الأشواك على طريق الحرير.
7 تعقل يا مقتدى الصدر
خليفة صليبيخ الايام البحرينية
طالما كنت فخورا بك عندما تعرج على السقطات والخيانات التى تحدث في وطنك من قبل أقرانك الذين باعوا وطنك للأجنبي الإيراني الذى وضع العراق كالخاتم في اصبعه، كما وضع حزب الشيطان كالمسبحة في يده، وانت كلما انتقدت الوضع والتدخلات جاءك التلفون من قم يدعوك لزيارتهم ليحذروك بأن اسيادك لا ترضيهم تصريحاتك وعليك ان تصمت وتخرس! وإلا مصيرك كمصير البقية التي لا يعرف مكانها ممن تنتقد ايران! يا مقتدى الصدر طالما كنت فخوراً بك، ومخدوعاً بك أيضاً! هل تعلم لماذا؟ لأنك تجاوزت حدودك، لأنك تحدثت عن شخص عزيز علينا، يكن له الصغير قبل الكبير بالحب والفداء، شخص اعاد لنا كرامتنا، شخص حقق حلمنا الذي كنا نحلم به منذ اعوام طويلة.

وبوجود هذا القائد اليوم لدينا اثنتا عشرة جمعية سياسية معارضة، اتحادات نقابية كانت في السابق ممنوعة ايضاً واليوم تعمل بشكل علني، بسبب جهلك بحقيقة وضعنا السياسي الذى نفتخر به، والتطور الحاصل في جميع الأصعدة، وللعلم نحن فخورون بالإنجازات التي تتحقق في مملكتنا، وآخرها نحن اسياد آسيا في العاب القوى!! وعسى أن تفهم ماذا يعني أننا اسياد آسيا ومن وقف خلف الإنجاز الكبير؟

يا مقتدى الصدر، حاولت ان اتهمك بالغباء،

ولم استطع، هل تعلم لماذا؟ لأنني مقدرالظروف القاسية التى مررت بها في حياتك، ومنذ طفولتك وانت تعاني من حالة نفسية بغيضة وسببها عندما اختطف والدك يرحمه الله.. ظلت حياتك متذبذبة، وغير مستقرة، وكأنك في قارب

يتلاعب به الأمواج، اضافة الى انك ايضاً عشت بين

قيادات ابتلي بها وطننا الثاني العراق وهم من باع وطنهم لإيران كما باعو مصانعها لهم بثمن بخس.

حتى يظل العراق تابعاً لهم وانت لست بحاجة لأذكرك بما قاله الشاعر العراقي المتنبي:

لا تفلح عرب ملوكها عجم، واليوم انتم عرب العراق وملوككم عجم، فهل يرتجى منكم ان تقدروا

قياداتنا وشعوبها؟

يا مقتدى الصدر لقد ارتكبت حماقة لا تغتفر، ولن تنسى، وستظل عالقة في أذهان الشعب الذي احب هذا القائد الذي لم يجد في تاريخ المملكة مثيلاً له، واتمنى من الله ان يرزقكم بقائد كقائدنا سيدي ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حفظة الله ورعاه، حتى ينقذكم من المآسي والضياع الذي تمرون به، وبعدها ستعرف من هو قائدنا.
8 غزوتان والعراق لازال بين احتلالين
ا.د. عبد الكاظم العبودي راي اليوم بريطانيا

تقترب القوة الإستراتيجية الأمريكية الضاربة من حالة استنفار قصوى ؛ وهي في حالة غزو جديد ، لا أحد يعرف بالضبط اتجاهه ونقاطه المستهدفة سواء في العراق أو إيران والشرق الأوسط.

والكرة اليوم تعود إلى ملعب الشعب العراقي وحراكه كفريق وطني ….فعليه ان يبدا التحرك الشعبي السلمي ، ويشهد العالم بطريقة حضارية انه الطرف الوحيد و انه الشعب المعني بطرد الاحتلال الإيراني بشعار واحد مدوي غير قابل للمساومة ( إيران بره…إيران…بره…وبغداد ستكون حرة).
وبالرغم من تجارب العراقيين ومرارتهم مع الوعود الأمريكية حول ما يسمى ” تحرير العراق” إلا أن واقع الحال المتردي في العراق أثبت للعالم و للأمريكيين خاصة، قبل غيرهم أنهم كانوا ولا زالوا سبب نكبة العراق ومأساته؛ خصوصا عندما سلموا مقاليد ومصير شعب ووطن بيد نظام الملالي بطهران عندما أعلنوا نيتهم السابقة على الانسحاب من العراق في فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، ليستبيح الإيرانيون كل شئ في العراق ؛ بفرض القوة الغاشمة عند طريق حكم عملائهم ومليشياتهم وتواجد حرسهم الثوري ونهبهم كل خيرات وثروات العراق.
وعلى قاعدة المثل العراقي :(الحگ العیار إلى باب الدار) سنلاحق الأمريكيين ونطالبهم دون تردد بتنفيذ ما يصرحون به في السر والعلن من أنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة في العراق….لذا فان العراقيين ينتظرون فتح أبواب الفرج المغلقة عليهم من كل صوب وجانب عليهم التحرك فورا ، كبقية الشعوب الحرة، بالمطالبة بتنفيذ تلك الوعود الأمريكية، وفي مقدمتها الخلاص من الاحتلال الإيراني الاستيطاني لبلدهم العراق.
وارتباطا بتطورات الساعات الأخيرة بالأمس، وغداة زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الأمريكية جورج بومبيو، التي دامت لبضعة ساعات في بغداد، والتي سيثار من حولها الجدل طويلا، حيث نقلت وكالات الأنباء ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي بومبيو بعد مغادرته بغداد
: (… الرئيس ترامب أراد إيصال رسائله إلى الحكومة العراقية وهي ، الرسالة الرئيسية: نريد أن نتأكد إن العراق موقفه سيكون مع موقفنا وموقف حلفائنا في الخليج والذين يفهمون إن الخطر الأساسي في المنطقة هو إيران ، نريد أن نعرف إن كان موقفهم القوي معنا سيبقى و علاقاتنا القوية ستبقى.) ….وأضاف بومبيو، رغم مغالطته للحقائق على الأرض العراقية قائلا : (…. هنالك تاريخ طويل في العراق ونريدهم أن يستمرون بالنجاح ، بالاستقلالية ولديهم السيادة وأن لا يكونوا تابعين لأي دولة). وتزامنا مع تسلسل الأحداث وتطورها سريعا في بلادنا والعالم، اعتبارا من يوم غد أو فجر الغد الأربعاء حيث : (… ستفرض عقوبات على إيران بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران)؛ فان الارتباك الحاصل في أركان حكومة المرتزقة والعملاء من التبعية الإيرانية ببغداد أمست مرتبكة جدا، وكل قواهم مذعورة أمام قرار تنفيذ الشروط الأمريكية من جهة، وخوفا من انطلاق هبة شعبية وطنية عراقية مرتقبة في كل لحظة ضدهم ستكون في أول مطالبها كنسهم وطردهم مع أسيادهم الفرس من العراق، وها هي فصائل المليشيات والحشد المرتعبة ، تتخبط خبط عشواء ، وترصد كل شيء انطلاقا من محيطهم الأمني والاجتماعي الطائفي، وتقوم بمحاولات يائسة، كونها تخشى الانفجار الشعبي في أية لحظة، وخاصة في العاصمة بغداد. فالأخبار المتسربة من هناك تشير إلى ملاحقة الحشد للمترجمين الشيعة وجماعاتهم من “مزدوجي الجنسية” الأمريكية، خاصة الرفحاويين، ممن يعملون في مفاصل الحشد والاستخبارات المهمة، ووضعهم تحت المراقبة والتأكد من استمرار ولاءاتهم للحكومة العميلة ولإيران، في حالة انفجار الأوضاع الشعبية في العراق ضدهم أو عند حدوث الصدام مع الأمريكيين لأي سبب كان. وقد استدعي النائب الرفحاوي الاسترالي احمد الاسدي، المتحدث باسم الحشد ليخضع للمراقبة ، واستدعي للتحقيق عن سبب تلبيته دعوات تلقاها من السفارة الأميركية ببغداد وزيارته لمجلس العلاقات الأميركي في ميتشغان. وهذه ليست حالة منفردة للاسدي فقط ولأمثاله؛ بل تتسع لتشمل البقية من عملاء الاحتلالين، لفرز المواقف وتحديدها بشكل نهائي ولتجنيد اؤلئك الذين يخدمون المخابرات الأمريكية، وعيونهم وقلوبهم على إيران أيضا، سواء كانوا من أركان حكومة عادل عبد المهدي أو حيتان العملية السياسية من باعة المواقف للأقوى أو التأييد للمنتصر.
ونحن يهمنا اليوم، كقوى وطنية عراقية رافضة للاحتلالين، وخاصة التواجد والاحتلال الإيراني الاستيطاني في بلادنا ان نتحرك جميعا من اجل حرية واسترجاع استقلال العراق من خلال هبة وانتفاضة جماهيرية وطنية عراقية شاملة في كل مدن العراق، تضع العالم أمام مسؤوليته، وخاصة حكام واشنطن بإتمام المرحلة الأولى من تحرير العراق ، بطرد وتصفية وإنهاء الوجود الإيراني من العراق ، بعدها يمكن الحوار حول قضايا بناء الدولة العراقية وتوطيد دعائمها السياسية واستقلالها لتكون واحدة من مقومات استعادة السلم والتنمية والاستقرار في المنطقة.
حراك شعب العراق مطلوب وفوري ؛ لان قوى المليشيات وأياديها ستكون مغلولة ، والانتفاضة الشعبية ستضع الأمريكيين أمام مدى مصداقية أقوالهم وتصريحاتهم حول استقلال العراق كما لمح بومبيو في تصريحه البارحة.
وان غدا لناظره قريب.
9 صفرية الولاية
عبدالله الجنيد
العرب بريطانيا

يبقى احتواء إيران المعضلة الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فقد أنتج فشل الدولة الوطنية القوية نظاماً ثيوقراطياً أُعتمد معه مبدأي العزل والمهادنة السياسية. إلا أن كليهما فشل في تحقيق أهداف الاحتواء المرجوة، لذلك أسرف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مهادنة قُم من خلال طهران بإعطائها المزيد من الامتيازات السياسية في الشرق الأوسط ووسط آسيا وجنوبها. فكانت الولايات المتحدة الخاسر الأكبر نتيجة ذلك، ليس نتيجة التوسع الإيراني بل نتيجة الولوج الصيني الروسي لمناطق نفوذ تقليدية للولايات المتحدة من وراء الستار الإيراني في الشرقين الأدنى والأوسط.

تجد إيران نفسها الآن في مواجهة سياسة العصا والجزرة الأميركية ولأول مرة بشكل حقيقي، وليس أدل على ذلك من تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو الثلاثاء الفائت من بغداد، حين قال “نحن هنا لدعم استقلال العراق وسيادته الوطنية” بعد إلغائه زيارة مجدولة إلى ألمانيا. حجم التحفز السياسي نتيجة قرب دخول تصفير صادرات إيران النفطية حيز التنفيذ، تعد العصا الأغلظ في تاريخ العلاقات بين واشنطن وطهران، لذلك لم يكن بمستغرب أن تُقْدِم إيران على توظيف أهم أدواتها السياسية في المنطقة، والمتمثلة في أذرعها السياسية في الشرق الأوسط.

بدأ تسلسل الأحداث منذ أكثر من أسبوع، بعد أن كشف موقع أكسيوس واسع الاطلاع عن اجتماع طارئ تم بين جون بولتون، مستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي وفريق عالي المستوى من جهاز الموساد الإسرائيلي بقيادة مستشار الأمن القومي مائير بن شابات في السادس من مايو الجاري، حيث أطلع الفريق الإسرائيلي بولتون على معلومات مؤكدة عن عزم إيران استهداف الولايات المتحدة أو السعودية والإمارات في حال أقدمت الولايات المتحدة على منع إيران من تصدير نفطها عبر مضيق هرمز.

خرج بولتون بعد ذلك ليوجه إنذاراً قطعياً لإيران باستخدام “القوة بلا تهاون” في حال قررت إيران تنفيذ مخططاتها. بعدها تم الإيعاز للوزير بومبيو بقطع زيارته لألمانيا وتوجيه الإنذار من العراق الموقع المحتمل الأول لاستغلال أراضيه في تنفيذ تلك التهديدات “نحن هنا لنؤكد دعمنا لسيادة العراق الوطنية”.

رسالة الوزير بومبيو لإيران ووكلائها في العراق قد تنجح في التحييد النسبي للعراق، إلا أن أمر إنفاذ ذلك سياسيا سيكون منوطا بحكومة عادل عبدالمهدي تحديدا.

سيمثل الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، العصا الغليظة في التعاطي مع إيران أو وكلائها في عموم منطقتي الشرق الأوسط والأدنى، بالإضافة للتنسيق مع القيادة الأفريقية (أفريكوم) للتعامل مع مصادر التهديد المحتملة في منطقة القرن الأفريقي وباب المندب.

وتمثل الخطوات التي اعتمدها الجنرال ماكنزي عبر رفع الجاهزية القتالية والقدرات القتالية للقيادة الوسطى من إلحاق لمجموعة القتال التابعة لحاملة الطائرات آيزنهاور وقوة من المارين، بالإضافة إلى أربع قاذفات من فئة “B-52” تتمركز الآن في قاعدة العديد القطرية، خطوة التلويح بتلك العصا في وجه إيران لتشجيعها على إعادة تقييم موقفها السياسي، إلا أن الخطر الإيراني الحقيقي لن يأتي من منظومة قواها التقليدية. فهي لا تمتلك سلاح جو قادر على منع استباحة أجوائها، ومنظومة دفاعها الجوي المتهالكة ترتكز على بطاريات هوك الأميركية، بالإضافة إلى منظومة S-300 الروسية.

والأخيرة لن تشكل الآن حائط حماية للعمق الإيراني أو قواعدها الساحلية بعد أن نجحت إسرائيل في اختراق نظم الحماية لتلك المنظومة في سوريا، والتي باتت بالتأكيد الآن في حيازة وزارة الدفاع الأميركية.

يكمن الخطر الإيراني في عناصر أخرى ترتكز في الأساس على غواصاتها من فئة كيلوكلاس المحدّثة أو التي تدّعي إيران أنها دشّنت نسخة منها تحت اسم “الفاتح” في فبراير الماضي. وفي حال ثبت امتلاك البحرية الإيرانية صواريخ كاليبر الجوالة الروسية (وذلك أمر مستبعد)، لأن روسيا لن تقامر باستفزاز الولايات المتحدة، لكن في حال شكّت الولايات المتحدة بأن إيران تمتلك تلك المقدرة، فإنها ستعمد لإخراج تلك الغواصات من المعادلة فور خروجها للمياه العميقة خارج مياه الخليج العربي.

مع ذلك يكمن الخطر الأكبر في مزاوجة الزوارق المسيّرة عن بُعد بمنصات إطلاق صواريخ نصير (النموذج الإيراني من الصاروخ الصيني C-802) وقد سبق لحزب الله استخدامه في استهداف المدمرة فئة كورفيت الإسرائيلية “ساعرة” في حرب 2006، وكذلك استخدمه الحوثي عام 2016 في استهداف سفينة الإغاثة الإماراتية “سويفت” بالإضافة لسفينة “بونس” التابعة للبحرية الأميركية. وقد تعد التركيبة الأخطر هي تحويل بعض السفن التجارية الإيرانية أو السفن التقليدية إلى منصات لإطلاق مثل تلك الصواريخ أو منصات إطلاق للقوارب المسيّرة عن بُعد.

تعي القيادة الإيرانية أنها لن تحتمل تبعات مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة ، ولكن في حال قررت استهداف دول مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء لها، فإن الولايات المتحدة لن تستطيع كبح إرادة الردع عند أيٍ منهما، يمتلك كلاهما الأدوات اللازمة لاستباحة الأجواء الإيرانية وإلى أي عمق يشاء.

كذلك هو الحال إذا قررت إيران استهداف إسرائيل، وقد يكون في شبه المؤكد نشر إسرائيل لأكثر من غواصة من فئة دولفن في مياه قريبة من إيران في بحر العرب أو خليج عُمان.

قد تدفع الولايات المتحدة وإيران بالموقف إلى نقطة اللاعودة في حال حدث أي تصعيد عسكري، إلا أن نشوب مواجهة عسكرية مع أي من الأطراف سالفة الذكر سوف يدفع لتفجّر الوضع الإيراني داخليا. ذلك ما تخشاه القيادة السياسية في قُم وطهران. إيران تعيش حالة انكشاف سياسي واجتماعي هي الأخطر على نظامها منذ 1979.