بومبيو:فلتستعد كل دولة دواعشها من العراق الذي حملناه مسؤلية الحفاظ على الامريكان

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثناء زيارة إلى بريطانيا الأربعاء إن الولايات المتحدة تتوقع أن تعمل كل دولة على استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش في سوريا.

وسحبت بريطانيا هذا العام الجنسية من شابة كانت قد سافرت للانضمام إلى التنظيم. وألقت قضيتها الضوء على الإشكاليات التي تواجهها الحكومات‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬ الأوروبية عند التعامل مع المقاتلين الأجانب المتشددين وزوجاتهم وأطفالهم.

وردا على سؤال، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني جيريمي هنت، عما إذا كان يشعر بالإحباط من إحجام بريطانيا عن استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف داعش، قال بومبيو “نتوقع أن تعمل كل دولة على استعادة مقاتليها الأجانب وتواصل احتجاز هؤلاء المقاتلين. نعتقد أن ذلك ضروري للغاية”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حث بريطانيا وفرنسا وألمانيا على استعادة ما يزيد على 800 مقاتل أجنبي أسرى ومحاكمتهم.

وقال بومبيو إنه ناقش هذه المسألة مع زعماء العراق أثناء زيارة إلى بغداد الثلاثاء وإن على الدول أن تعمل معا لضمان ألا يضطر الغرب “أبدا لقتال هؤلاء الإرهابيين أنفسهم مرة أخرى”.

وأضاف بومبيو “ألقينا القبض عليهم. جرى احتواؤهم الآن ويتعين استمرار احتوائهم حتى لا يشكلوا أي خطر إضافي على أي شخص في أي مكان في العالم”.

زيارة إلى بغداد

وكان بومبيو قام بزيارة لم يعلن عنها مسبقا لبغداد واجتمع مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وغيره من كبار المسؤولين لبحث أمن الأميركيين في العراق وتوضيح المخاوف الأمنية الأميركية في ظل الأنشطة الإيرانية المتزايدة في المنطقة.

وجاءت الزيارة يوم الثلاثاء بعد يومين من قول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن واشنطن ستنشر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية أبراهام لنكولن وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب “الخطر الحقيقي الذي تشكله قوات النظام الإيراني”.

وقال بومبيو للصحفيين بعد اجتماعه مع عبد المهدي “تحدثنا معهم عن أهمية أن يضمن العراق قدرته على حماية الأميركيين في بلادهم بالشكل المناسب”.

وقال عبد المهدي إن الولايات المتحدة شريك استراتيجي مهم للعراق لكنه شدد على أن “العراق مستمر بسياسته المتوازنة التي تبني جسور الصداقة والتعاون مع جميع الأصدقاء والجيران ومنهم الجارة إيران”.

وذكر في بيان أصدره مكتبه يوم الأربعاء أن “العراق يبني علاقاته بالجميع على أساس وضع مصالح العراق أولا”.

دفاعا عن المصالح الأميركية

وذكر بومبيو أن الهدف من الاجتماع أيضا هو إطلاع المسؤولين العراقيين على “الخطر المتزايد الذي رصدناه” حتى يتسنى لهم أن يوفروا الحماية بشكل فعال للقوات الأميركية.

وعبر عن دعم بلاده للسيادة العراقية قائلا “لا نريد تدخل أي طرف في بلادهم وحتما ليس عن طريق مهاجمة دولة أخرى داخل العراق”.

وعندما سئل قبل الاجتماعات إن كان هناك خطر على حكومة بغداد من إيران وإن كان ذلك أثار المخاوف الأميركية على سيادة العراق أجاب قائلا “لا. بشكل عام هذا موقفنا منذ طرحت استراتيجية الأمن القومي في بداية عهد إدارة (الرئيس دونالد) ترامب”.

وعندما سئل عن قرار إرسال حاملة الطائرات والقاذفات إلى المنطقة قال إن واشنطن تريد الدفاع عن مصالحها من التهديد الإيراني وضمان أنها تملك القوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

وقال “الرسالة التي بعثنا بها للإيرانيين، على ما آمل، تضعنا في موقف نستطيع فيه الردع وسيفكر الإيرانيون مرتين في مسألة مهاجمة المصالح الأميركية”. وأشار إلى أن معلومات المخابرات الأميركية كانت “محددة للغاية” بشأن “هجمات وشيكة”.

وذكر أن الولايات المتحدة حثت العراق على التحرك بسرعة لإخضاع الفصائل المستقلة التي تقع تحت النفوذ الإيراني لسيطرة الحكومة المركزية، مشيرا إلى أن هذه الفصائل تجعل العراق “بلدا أقل استقرارا”.

وقبل مغادرة العراق تحدث مع المسؤولين العراقيين بشأن احتياجاتهم من الطاقة والبنية التحتية لاسيما في قطاعات الكهرباء والنفط والغاز الطبيعي. وقال إنه بحث معهم سبل المضي قدما بوتيرة سريعة في مشاريع قد تساعد على تحسين حياة العراقيين.