1 غزوة الزلفي
عبدالله بن بخيت الرياض السعودية
لا أحد رأى في غزوة الزلفي الإرهابية عودة لحضور الإرهاب في المملكة. فالنتيجة التي آلت إليها تكفي لإقناع من بقلبه مرض أن اللعبة القديمة قد ولّت إلى الأبد، أربعة رجال في عز الشباب مسلحين بأسلحة قوية فشلوا كامل الفشل في إنجاز أي من أهدافهم، بقراءة لخلفية الإرهابيين يتبين أن الانتقام محرك أساسي في الغزوة – كما أشارت العربية في أحد تقاريرها.. انتقاء مبنى المباحث هدفاً للعملية يؤكد ذلك، اتجه المجرم إلى خصمه المباشر، فجنود المباحث عدو شخصي لكل إرهابي، حطموا أحلامهم وأوهامهم. فالمسألة كما نرى ليست حرباً بين فسطاطين كما ادعى سيدهم ابن لادن ويدعون، مسألة الجهاد ليست سوى غطاء نفسي تمنح المنتقم شيئاً من الشرعية. فأي جريمة تحتاج من مرتكبها إلى غطاء ديني أو أخلاقي أو إنساني لكي يسير إلى هدفه كالأعمى.
هذه العملية تؤكد أن الإرهاب منظومة تظليل تتحرك تحت ستار الدين، عندما تراجع تركيبة داعش ستتأكد أن آخر قيمة تؤثر في الأعضاء هي الدين، القبلية والحزبية والأطماع والشهوات الشخصية واليأس شكلت مجتمعة الأسباب العميقة التي قام عليها التنظيم. ارتكز التنظيم على فلول حزب البعث وجنود الجيش العراقي المنحل ومن فقدوا مكانتهم الاجتماعية مع العهد الجديد، انضاف إليهم شذاذ الأرض من أوزبك وعرب ويائسي أوروبا والهامشيين. الشعارات والممارسات الدينية ليست سوى الجامع بين الأعضاء والمبرر الذي يحتاجه العضو لكي يعطي نفسه بعداً أخلاقياً لكيلا يصطدم بضميره.
بيان الإرهابيين الذين هاجموا مبنى المباحث خلا من أي أسباب جهادية، مبايعة البغدادي على المنشط والمكره ليست سوى كليشة، كلمات مفرغة من المعنى، بيعة لصنم زالت مؤسساته وادعاءات عن وجه الأرض،
أعتقد وأتمنى أن غزوة الزلفي هي آخر أعمال الشيطان على أرض المملكة، المؤشرات تدل على ذلك، هي في ذاتها مؤشر على النهاية، فشل ذريع في تحقيق أي قيمة عسكرية أو إعلامية، الهجوم على رجل الأمن في ثكنته فكرة غبية بكل المعايير، رجال الأمن مدربون ويقظون ومؤمنون برسالتهم ويملكون سجلاً طويلاً من الانتصارات في ذات الحرب، ويستحيل أن رجال المباحث أخذوا على حين غرة، كانوا في انتظار الأشرار، وصلت المعلومة وتفاصيل العملية قبل أن يصلوا برشاشاتهم، لا يمكن تفسير الهدف من هذه العملية سوى الانتقام، مسألة عائلية، فقدوا الأمل في تحرير والدهم أو قريبهم الموقوف فاتخذوا القرار اليائس، ليس للدين أو أي قضية طوباوية أي قيمة عندهم، حفظ الله المملكة وأهلها من كل الشرور.
2 ليس لدى البدري من يكاتبه
مشرق عباس
الحياة السعودية
لم يكن إبراهيم عواد البدري الملقب بـ أبي بكر البغدادي، ينوي وهو يتموضع لتصوير فيديو جديد للحديث عن معركة الباغوز واندحار تنظيمه هناك، لم يكن ينوي حتى الحديث عن المأساة الكبرى التي تركتها مغامرته الباهظة في العراق. أحداث السودان والجزائر ورئاسة نتانياهو أمور لا تعنيه، والحديث عن عمليات انتقامية في ثماني دول، ليس له معنى. ربما كانت الرسالة الوحيدة الممكنة التي أراد إيصالها إلى أنصاره، أو ما تبقى منهم، هي التي اختصرها في جملة واحدة “الله أمرنا بالجهاد ولم يأمرنا بالنصر”، وهي شيفرة إعلان موت ما.
أن يكون البغدادي حياً، بعد كل الدماء التي أراقها والمدن التي تهدمت تحت نصال جهاد تنظيمه، والأسر التي تحطمت في خيم اللجوء والمنافي الإجبارية، فذلك لم يعد خبراً. وأن يتم الإعلان عن مقتله غداً بقصف جوي أو اغتيال من بين خواصه، لن يكون صدمة، فالرجل الغارق في الـ “بارانويا” سيكتفي بلذة صناعة صورة صادمة لموته. لهذا، قدم شكره إلى الإعلاميين في تنظيمه قبل المقاتلين، فالأسترالي والبلجيكي والشيشاني صنعوا للخليفة تاجه وأزياءه في مواقع التواصل الاجتماعي، صمموا الصدمات المروعة في ذبح الأبرياء، وفرشوا أمامه الطرق لدخول مدن عظيمة لاذ مئات الآلاف من حراسها بالفرار أمام عشرات من مقاتليه.
لكن الصورة ليست سوى صورة، استنفدت خلال شهور لاحقة قدرتها على الترويع، وتطهرت قلوب الناس من الرعب الذي سببته، وصاروا يتمعنون في مشاهد الذبح والحرق والرمي من شاهق، يتأملونها كواجب مدرسي محتوم، من الضرورة مراجعته، ويتذكرونها في ملامح الضحايا التي لم تنجح قسوة البغدادي في تشويهها.
الرجل الذي تضخم اسمه في 2014 محيراً كل من عاش على الكوكب، لم يتبق من سرديته سوى ضخامة كرشه، ولون لحيته المخضّبة بالحناء، يشكو قساوة الصائلين على أنصاره، فهو ليس مستعداً في لحظة إعلان الموت أن يراجع سيل المظالم التي تركها خلفه، طريق السبايا وأبناء الاغتصاب، لعنة المحاجر والمخيمات والأطفال والنساء الذين لم يعرفوا شكل السقوف منذ خمسة أعوام، التاريخ الذي أهين واستبيح ونكل به، المنازل التي انهارت على أهلها، والدماء التي صبغت دجلة والفرات بلونها وبأسئلة أصحابها الخانقة.
في حربه التي يدّعي أنها أصبحت حرب استنزاف كونية بعدما كانت طائفية، لا يثير البغدادي الرعب، لا يستدعي أي عاطفة إنسانية جرى التلاعب بها، فقط يذكّر الجميع، بأنه صورة صنعت، ويمكن أن يتم صناعة غيرها غداً، مادامت أدوات التصوير متوافرة، والظروف متاحة، ومادام بالإمكان أن تلدغ الأصابع مرة ومرتين.
في خضم تزاحم المنتصرين لتقاسم إرث البغدادي، ينسى الجميع أي إرث يتقاتلون على نيله، فالمدن التي تركتها الحرب أكواماً من الأحجار القاتمة والنفوس المختنقة ببؤسها، ما عادت لديها قصة لترويها. حتى عندما يتجمع شباب في الموصل في محاولة لنشر الأمل، يخطفهم موت العبّارة المبهم، تسلبهم السياسات الرثة والشخصيات الأكثر رثاثة ضحكاتهم، وتطاردهم عيون التنكيل، ثمة من يريدهم أن يستمروا في دفع ثمن “داعش” وحدهم اليوم وغداً. ليس لأن هذه الشعوب مجبولة على إبدال “الطاغوت بالطاغوت” كما يعتقد البغدادي، بل لأنها شعوب مجروحة في هويتها، في ماضيها وفي مستقبلها، ولأن الطواغيت كالـ “غرغرينا” تهاجم الجروح المفتوحة. لهذا، سهل على البغدادي أن يكون خليفة لبعض الوقت، وسهل على المنتصرين عليه أن يتركوا جروح الناس مفتوحة وعرضة لطاغوت آخر.
ليس لدى البغدادي من يكاتبه، لم يعد ينتظر أخبار الولايات وتبجيل ولاتها، ستفرحه بين الحين والحين أنباء عن أولئك الذين يقتلون غيلة، عن سيارة ينجح أحدهم بتفخيخها، وعبوة يحملها انغماسي بين مصلين… الصورة لم تعد تفي بأغراضها، والخطابات الحماسية لم تعد تستدعي نفيراً، والرعب لا يعد رعباً حين يعيشه الناس ويتعايشون معه.
في معرض التأمل لصورة البغدادي الأخيرة، نبدو وكأننا فئران تجربة نجت بشق الأنفس من مذبحة مختبر ما، نستدعي تلك المهزلة الإنسانية الدامية التي مكنت هؤلاء القوم من مصير أمة عميقة، نستحضر مهازل السياسة العراقية التي سلمت رقاب الأبرياء إلى حفلة الجلادين. نغمض أعيننا، فيتكرر شريط الصور، ليس من بينها صورة إبراهيم البدري ولا حتى صور ضحاياه، بل صور أطفالنا الغافلين عن نزوة سياسية جديدة، إقليمية ودولية، ربما تدفع من قاع التاريخ بغدادياً آخر يستولي على غدهم.
3 ظُهور البغدادي المُفاجِئ يُؤكّد نهاية مرحلة إرهابيّة وبداية أُخرى أكثر خُطورةً ورُعبًا وخطأ كُل الحسابات الغربيّة.. ماذا تعني مُحاولته “مُحاكاة” أسامة بن لادن “مظهريًّا”؟ وهل حدّدت نُقوش الوسائد مكان مخبئه فعلًا؟ ولماذا لنا قراءة مُختلفة؟ افتتاحية
راي اليوم بريطانيا
أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) ظهر مرّتين بالصّوت والصّورة، الأُولى في تموز (يوليو) عام 2014، حيث أعلن قيام دولة “الخِلافة” من على منبر المسجد النوري الكبير في الموصل، والمرّة الثانية، وربّما ليس الأخيرة، عندما ظهَر في “فيديو” تحدّث فيه لمُدّة 18 دقيقة، وبتصويرٍ تقنيٍّ رفيعِ المُستوى، وأعلن فيه أنّه حيٌّ يُرزق، وأنّ دولة الخلافة انتهت بالصّورة التي كانت عليها.
مُحاكاة أبو بكر البغدادي لـ”مُعلّمه” الشيخ الراحل أسامة بن لادن، سواء بصبغ أطراف لحيته بالحنّاء، أو بجُلوسه على الأرض مُحاطًا ببعض أتباعه، مع الحِرص على وجود رشّاش “كلاشينكوف” إلى جانبه، كلها تُؤكّد أن الرّجل يُريد أن ينطلق إلى مرحلةٍ جديدةٍ عُنوانها العمليّات الإرهابيّة في مُختلف أنحاء العالم، والعودة إلى نهج تنظيم “القاعدة” الذي تخلّى عنه، وأراد إقامة دولة “الخِلافة” كنهجٍ بديل.
ظُهور البغدادي كان مُفاجأةً للكثيرين في الغرب والمِنطقة العربيّة معًا، وللتّأكيد على أنّه ما زال حيًّا ولم يُقتل، مثلما أفادت العديد من التّقارير الإخباريّة، ولكن اشتِغال مُعظم أجهزة الاستخبارات الغربيّة في تحليل الفيديو ونُقوش الوسائد والملابس، لتحديد موقع التّسجيل جُغرافيًّا ليس له أيّ قيمة فعليّة، لأنّها استخدمت الأسلوب نفسه لأكثر من عشر سنوات بعد القضاء على تنظيم “القاعدة” وحُكم حركة طالبان في أفغانستان ومُعظم عناصر قيادتيهما، وفشِلَت فشلًا ذريعًا في الوصول إلى مخبئه، أو الملا عمر، ولولا الطبيب الباكستاني الذي كشف السّر للأمريكيين مُقابل الحُصول على مُكافأةٍ ماليّةٍ تُقدّر بحواليّ 25 مليون دولار لبقي حيًّا حتّى هذه اللّحظة (ما زال مُعتقلًا في باكستان).
بن لادن كان يحرِص على حمل البندقيّة “كلاشينكوف” في كل تنقّلاته، ويضعها على حجره في مجالسه، لأنّه تربطه بها علاقة “عاطفيّة” و”رمزيّة” تعود إلى أيّام انخراطه في الجِهاد الأفغاني، ويتباهى بأنّه أخذها من جنرال روسي بعد أن قتله في أحد المعارك في جبال أفغانستان، ومنطقة تورا بورا تحديدًا، ولا نعرف قصّة “الكلاشينكوف” القديم الذي يحمله البغدادي، أو يضعه إلى جانبه في صدر مجلسه، وما إذا كان قد حصل عليه بعد معارك أم “هدية” من أحد مُقاتليه.
مكان أبو بكر البغدادي غير معروف، والقول بأنّه ما زال في منطقة على الحدود السوريّة العراقيّة، اعتمادًا على النّقوش ونوعيّة الملابس وغِطاء الرأس، لا يخرُج عن ميدان التكهّنات، وربّما كنوعٍ من التّضليل، وأحد فُصول الحرب الدعائيّة، ومن غير المُستبعد أن يكون غادر المنطقة المذكورة كُلِّيًّا، وانتقل إلى أخرى، بعد تصوير الشّريط، وبمُساعدة أجهزة مخابرات عربيّة أو أجنبيّة.
صحيح أنه حرص على التّأكيد على صُدقيّة الشّريط المُصوّر، وحداثته، من خِلال الحديث عن الأوضاع في السودان والجزائر، والانتخابات الإسرائيليّة، وهو الأسلوب الذي كان يتّبعه زعيم تنظيم “القاعدة” في جميع أشرطته، ولكن جودته، أيّ الفيديو، والهندسة الصوتيّة والضوئيّة المُحترفة، كلها عناصر تُوحي بأنّ الرجل لم يكُن في هيئة المُطارد، أو الشّخص المُترحّل من مكانٍ إلى آخر، وإنّما الآمن المُحاط ببعض الخُبراء الإعلاميين في تنظيمه، وخاصّةً في مُؤسّسة “الفرقان”، أحد أذرعته الدعائيّة.
الإشادة بمجزرة كنائس سيريلانكا التي أعلنت جماعة محليّة مُوالية للتنظيم مسؤوليّتها عن تنفيذها، يجب النّظر إليها على أنّها بداية مرحلة دمويّة جديدة تُؤشّر إلى هجمات إرهابيّة مُماثلة قادِمة، ليس في العواصم الغربيّة فقط، وإنّما في أماكن رخوة أمنيًّا في دول العالم الثّالث.
تنظيم “الدولة الإسلاميّة” ربّما يكون خسِر دولته وخلافته ومرحلة التمكّن فوق الأرض، ولكنّه لم يخسر قيادته، ولم يتخلّ عن الإرهاب الذي انشغل عنه داخليًّا للحِفاظ على هذه الدولة، وإدارتها، وشُؤون سبعة ملايين مُواطن تحت حُكمها، ولذلك بات أكثر خُطورةً في رأينا لأنّه تخلّى عن الأعباء الثّقيلة على كاهِله، فعمليّاته الدمويّة الخارجيّة كانت ثانويّة وأقل أهميّةً بالنّسبة إلى قيادته، ولكن الحال تغيّر الآن.
انتهت مرحلة “التّمكين” بعد هزيمة ثقيلة في غرب العِراق وشرق سورية، ولكن مرحلة “التّجميع″ و”التّجنيد” والانتقام الإرهابيّ الدمويّ قد تكون بدأت، فالأسباب التي أدّت إلى ظُهور هذا التّنظيم وبدعم أمريكيّ مُباشر أو غير مُباشر، ما زالت موجودة، وكذلك الحواضِن، وفي أكثر من مكانٍ في العِراق، واليمن، وسورية، وليبيا، وأفغانستان، وهُنا تكمُن الخُطورة.. واللُه أعلم.
4 البغدادي وما تبقى من «خلافة» الأوكار والكهوف افتتاحية
القدس العربي
بعد غياب أعقب ظهوره في تموز/ يوليو 2014 عبر شريط فيديو بالصوت والصورة وهو يلقي خطبة من منبر جامع النوري الكبير في مدينة الموصل ويعلن الخلافة وتنصيب نفسه «أمير المؤمنين»، عاد أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف إلى احتلال صدارة الأخبار العالمية في شريط فيديو جديد وطويل تتجاوز مدته 20 دقيقة.
وكما هو متوقع استهدف البغدادي من ظهوره الثاني هذا أن يكون بمثابة تكذيب لشائعات مقتله أو جرحه أو خضوعه لعمليات تجميل تخفي حقيقة شخصيته أو إصابته بعاهة دائمة أو مرض عضال، كما حرص على إثبات راهنية الشريط من الناحية الزمنية فتحدث عن وقائع حديثة العهد مثل معركة بلدة الباغوز في ريف دير الزور، والعملية الإرهابية في سريلانكا، وأحداث السودان والجزائر. كذلك لم يفته أن يبدو في الشريط مجالساً جماعة من رجاله، ومتحدثاً إليهم عن واقع «الخلافة» ومآثر «أمرائها»، ومستلماً «بيعة» مالي وبوركينا فاسو وهدايا أفغانستان.
هذا من حيث الأغراض الدعائية المباشرة للشريط والتي تركزت في نهاية المطاف على شخص البغدادي، وأنه بصحة جيدة ولحية محناة ويواصل قيادة «الدولة» و«الخلافة» وسلاحه الفردي على يمينه. وأما الأغراض العقائدية فهي بالطبع متعددة ومتشعبة، لعل الأبرز فيها تشديد البغدادي على أن معركة الباغوز التي انهزم فيها التنظيم ليست نهاية الحرب بين «الإسلام وأهله، مع الصليب وأهله»، وأن التكتيك اليوم هو حرب «استنزاف « بدليل قيام التنظيم بتنفيذ 92 عملية في ثماني دول.
وضمن هدف رفع معنويات أنصار «الخلافة» حيثما تواجدوا، وكذلك استنهاض «الخلايا النائمة» لكي تقوم بمبادرات «ثأرية» على غرار مجزرة الفصح في سريلانكا، تقصد البغدادي الإشادة بمتطوعي التنظيم من الأجانب الذين قاتلوا في الباغوز، أمثال الأسترالي والفرنسي والشيشاني. ولم تكن مصادفة أن يترافق بث الشريط مع عملية إرهابية تبنى التنظيم مسؤوليتها في دكا عاصمة بنغلادش، وأن تسفر مداهمة الشرطة لأحد الأوكار عن مقتل اثنين من المتطرفين. كذلك أعلنت السلطات الفرنسية تفكيك خلية إرهابية كانت تزمع القيام بعملية إرهابية كبيرة ضد قوات الأمن، حسب تصريح وزير الداخلية الفرنسي.
وإلى جانب هذا بدا ملفتاً للانتباه أن البغدادي وضع الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة والرئيس السوداني المخلوع عمر البشير في خانة «الطواغيت الساقطين»، رغم أنه ألقى باللائمة على حراك شعبي لم يفقه أن الخروج على الأنظمة السابقة لا يكفي لأن أنظمة أكثر «لؤماً» تحل محلها، والمطلوب هو الالتزام بالجهاد وعقيدة «الخلافة». وبذلك فإن البغدادي يسعى إلى تفادي الخطأ التكتيكي الذي وقعت فيه منظمة «القاعدة» حين أهملت التعاطي الكافي مع الانتفاضات العربية في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا.
ولعل الجانب الأهم في شريط البغدادي هو تركيزه على أن الحرب اليوم هي مع «الصليبيين» و«أهل الصليب»، وهذا يعني أن التكتيك المقبل هو تسعير العداء بين الإسلام والمسيحية على نطاق عالمي يتيح للتنظيم الإرهابي شحن مشاعر المسلمين وتشديد الإحساس بالمظلومية في نفوسهم وتجنيد المزيد من الأنصار والمتطوعين، كما يفسر استهداف الكنائس المسيحية في سريلانكا بدل المعابد البوذية مثلاً. ويبقى أن العنصر الأكبر الغائب عن أقوال البغدادي هو مستقبل «الخلافة» الفعلي على الأرض، في ما تبقّى لها من أوكار وكهوف.
5 الـبـحريـن خــط أحـمـر
فوزية رشيد اخبار الخليج البحرينية
رموز وقيادات تجمع بين الرداء الديني والجسد المليشياوي وتتصدر المشهد السياسي في العراق رغم إهمالها الكبير لكل مطالب الشعب العراقي وطموحاته حتى وصل هذا البلد العظيم إلى الحضيض في حقبة حكمهم منذ احتلال العراق في2003! هي الرموز والقيادات ذاتها التي تخضع بولائها الحقيقي للمرشد الإيراني فما إن تأتي الضربة على رأس المرشد حتى تتحرك الأذناب! وفي حركتها الهوجاء تضرب بنفسها يمينا ويسارا، وبهذه الخلفية جاء بيان «مقتدى الصدر» الذي أقحم البحرين وقيادتها فيه من دون مسوغ أو منطق ليكشف ما في صدره من غل تنتجه «التبعية الطائفية» لمن يحتل بلاده في ظل احتلال الأمريكان الذين لم يغيبوا ولن يغيبوا عن التأثير في المشهد العراقي، ويعملون اليوم على تحجيم التغول الإيراني الذي صنعوه بأيديهم هناك!
{ البحرين التي عانت من التدخل الإيراني الفج طويلا في شؤونها وأثبتت أنها قادرة على التحدي وتجاوز كل الأزمات فإن لا قيادتها ولا شعبها يعبؤون بتصريحات «الأذناب الإيرانية» سواء في العراق أو في لبنان أو أي مكان آخر لأن هذا البلد الذي ينعم بالأمن والاستقرار رغم مخططات التدمير والفوضى سيبقى مثالا للإنجاز وللنجاح في مواجهة الظروف المحيطة وسيبقى مكانا للتعايش والسلم الأهلي رغم التحريضات الإيرانية وتحريضات «أذنابها». فوعي القيادة ووعي الشعب البحريني يدركان أن القوة الحقيقية لهما هي في التفاف الشعب حول قيادته وشرعية الحكم التي أراد الصدر أن يقحمها في بيانه! ولهذا جاء رد الفعل الشعبي واضحا من كل الأطياف والمكونات على التدخل السافر في الشأن البحريني من مليشياوي مجنون، تتقلب بورصة مواقفه بحسب الرياح!
{ البحرين ليست ولن تكون الحلقة الأضعف كما يعتقد البعض فهذه القيادة وهذا الشعب أثبتا في أخطر وأكبر مؤامرة على المنطقة حجم الوعي واللحمة الوطنية، ولهذا فإن بيان الصدر الأسود لن يغير من حقيقة المواجهة البحرينية لكل من يعمل على العبث بأمنها واستقرارها مسنودة بعمقها الخليجي والعربي، مستنكرة بقوة بيان الصدر بل بيان الخارجية العراقية الذي أوضح أن التقارب البحريني – العراقي والخليجي – العراقي يحتاج إلى أن يتخلص العراق أولا من كل ما علق به من «الوسخ الإيراني» طوال السنوات الماضية ولا يزال يعلق به، ولكي يعود العراق إلى نفسه وإلى محيطه العربي، لا بد أن يخلص من كل المليشيات الطائفية التي زرعت الإرهاب في العراق، وتعمل على أن تكون بؤرة له في المحيط وخاصة حين يعيش نظام الولي الفقيه في مأزق يحاصره من كل مكان، فيعمل على تحريك أذنابه وأتباعه لافتعال الأزمات!
{ إن رد وزير الخارجية البحريني هو رد كل بحريني وطني، ومن المفترض ألا يقتصر الأمر على استدعاء السفير العراقي بل أن يكون الرد حاسما على بيان الخارجية العراقية والعمل السريع على وضع السلطة العراقية في موقع المسؤولية من تصريحات «الصدر» وغيره من المليشيات وخاصة أن الموقف المستغرب من الخارجية العراقية في بيانها وبدل أن تعتذر هي تطلب من البحرين الاعتذار! يدل على التماهي مع «البيان العبثي» الذي وصل الصدر فيه إلى المساس بشرعية الحكم في البحرين! وطالما بقيت المليشيات الموالية للنظام الثيوقراطي الإيراني في موقع السلطة والنفوذ والتأثير فإن أي تقارب خليجي لن يفلح في النهاية وعلى البحرين والسعودية تحديدا أن تتخذ مواقف أكثر حزما وردعا سواء لتلك المليشيات أو لمن يدافع عن تدخلاتها في الشأن البحريني والخليجي وعلى نظام الحكم في العراق أن يعرف جيدا الثمن الذي سيتوجب عليه دفعه إن لم يردع المأفونين الذين يسميهم (رموزا) ردعا تتضح فيه حقيقة موقف السلطة العراقية من التقارب مع محيطها العربي! حتى بات المطلوب للغرابة منها هو اتباع المبادئ والقوانين الدولية في احترام سيادة الدول واستقلالها ومنها مملكة البحرين وقيادتها الشرعية! فكيف وصلنا إلى هذا الدرك رغم التقارب!
أما «الصدر» الذي نفث ما في صدره كما فعل من سبقه مثل «نصراللات» وقادة بعض المليشيات الطائفية في العراق فإن مكان هذا «النفث المسموم» هو زبالة التاريخ! فالبحرين محصنة بشعبها وقيادتها والبحرين والقيادة خط أحمر، كما جاء في مواقع التواصل الاجتماعي كرد شعبي على ما جاء في «البيان الأسود» للصدر! وكل المؤسسات والجمعيات المدنية والأهلية والسياسية مطالبة أن تتصدر المشهد الشعبي تجاه أي تصريح يمس سيادة البحرين واستقلالها.
6 تبين خيوط لعبة مقتدى فريد أحمد حسن الوطن البحرينية
العبارة التي استفزت مقتدى الصدر والتي وردت في تغريدة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، التي رد من خلالها على إقحامه اسم البحرين في حديث لا علاقة لها به هي «أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين». ولعل مقتدى كان ينتظر ما يستفزه ليبدأ الجزء الثاني من مهمته والمتمثلة في إخراج مجموعة من البشر ليقفوا أمام قنصيلة المملكة في النجف الأشرف والسفارة في بغداد ليطالبوا باعتذار بدل أن يطالبوا من أخرجهم بأن يتوقف عن ممارسة أعمال «الحمقى المتسلطين» ويتسبب في إحراج العراق وتخريب علاقاتها مع الآخرين.
لو أن الصدر لم يكن كذلك وكان يعرف كيف هو شغل السياسة لما ورط نفسه وبلاده بالإساءة إلى البحرين. واضح أنه لو لم يقم بما قام به عن عمد – لا يدرك ما يجري من حوله. وواضح أنه لا يعرف أنه بتلك الحماقة يمكن أن يخرب جهداً كبيراً تم بذله كي يتوصل العراق إلى ما توصل إليه مع السعودية من اتفاقات ومساعدات بغية انتشاله من الوحل الذي استمر غائصاً فيه سنين طويلة. وهذا يعني أيضاً أنه لا يدرك ما تعنيه البحرين للسعودية.
الأصول هو ألا يقتصر استنكار ما صدر عن هذا الشخص على حكومات وشعوب البحرين والسعودية والإمارات والكثير من دول العالم وإنما أن يعبر المسؤولون العراقيون من مختلف الأطياف عن استنكارهم وشجبهم لما قال وأن يصفوها بالحماقة، فما قام به الصدر أضر بالعراق وبالحكم فيه قبل أن يضر بالبحرين، وليس مقبولاً أبداً حتى القول بأنه إنما يمثل نفسه بما قال، فهو «زعيم» من زعماء العراق!
مؤلم أن يتصرف مقتدى الصدر بهذا الشكل ويتسبب في تعكير الصفو وتوتير العلاقة بين بلاده والبحرين التي تقف دائماً مع استقرار العراق والحفاظ على سيادته. ومؤلم أن تتأخر السلطة في العراق عن وضع حد لحماقاته كونها المتضرر الأكبر منها. ومؤلم أن يكون هناك من العراقيين من يستحوذ عليهم مقتدى فيخرجهم ليعبروا عن غضبهم من أمر لا يدركون تفاصيله وأبعاده ولا يدرون أن مرتكب الخطأ هو «مقتداهم».
البحرين لم ولا تسيء للعراق وظلت دائماً داعمة له وعاملة على استقراره وسيادته وتنميته، لهذا فرح كل أهل البحرين بالاتفاقات الأخيرة بين العراق والسعودية وكبر أملهم في أن يجتاز العراق ما حدث له ومر به من آلام، ولهذا أيضاً يتألمون اليوم بسبب تصرف أحمق يمكن أن يتضرر منه العراق كثيراً.
البحرين تتمنى كل الخير للعراق، لكنها لا يمكن أن تقبل أبداً بحماقات كهذه التي ارتكبها مقتدى الصدر وأضرت بالعلاقة بينها وبين العراق وتسببت في إيجاد حالة من التوتر الرسمي والشعبي.
الزج باسم البحرين في وثيقة صادرة عن مقتدى الصدر خطأ ارتكبه هذا «الزعيم» جزاؤه وصفه بما لا يحب من أوصاف، حيث من حق البحرين وأهلها أن يعبروا عن غضبهم واستيائهم من هكذا تصرف، بل إن كلمة حماقة تظل دون القدرة على التعبير عن الخطأ الذي ارتكبه مقتدى.
ليس من عامل بالسياسة إلا ويبصم بالعشرة على أن ما قام به مقتدى الصدر كان مخططاً له وأنه نجح في تنفيذ الجزئية المطلوبة منه وأن إقحام اسم البحرين في تلك الوثيقة لم يكن بالخطأ، ولم يكن اعتباطاً أيضاً إخراج تلك المجموعة من البشر لتهتف ضد البحرين وتطالبها باعتذار. المشتغلون بالسياسة ومن يفهمون فيها يسهل عليهم تبين أن السيناريو تم وضعه من قبل ملالي إيران وأن الأمر له علاقة بالحال التي صار فيها النظام الإيراني المقبل على ورطة عدم تمكنه من بيع نفط الشعب الإيراني.
7 وزير خارجية البحرين يفضح مقتدى الصدر
سلمان ناصر
الوطن البحرينية
إن التصريح الذي أدلى به مقتدى الصدر قائد إحدى الميليشيات الإرهابية المشارك بتشكيل الحكومات المتعاقبة والبرلمان ومؤسسات الدولة العراقية، قبل أيام بزج اسم البحرين في قضايا العراق ليس وليد الصدفة، بل إن هذه التصريحات تأتي بشكل ممنهج من رؤوس الفتنة، كلما ازداد الخناق على نظام الولي الفقيه في إيران. لماذا نقول التصريحات الصادرة من العراق ممنهجة؟ لقد سبق تصريح الصدر، تصريح إبراهيم الجعفري وزير الخارجية السابق ونوري المالكي رئيس الوزراء السابق، عندما نظم وشارك في مؤتمر بالعراق لتنظيم «ائتلاف شباب 14 فبراير»، الذي أعلنته البحرين تنظيما إرهابيا عام 2014. ليس هذا فحسب بل إن هناك عددا من المطلوبين أمنيا لتورطهم بأعمال إرهابية تم تدريبهم بمعسكرات ميليشيات مشرعنة بالدولة العراقية على الأعمال الإرهابية واستخدام المتفجرات، هذا بجانب توفير الغطاء السياسي والمكاني والإعلامي عبر القنوات الفضائية الطائفية لهم في العراق، كما أن عددا منهم مازال مقيما بالعراق، وهناك آخرون شاركوا في ذات المؤتمر.
اليوم لسنا بصدد استنكار تصريحات تصدر من ذلك المعتوه أو ذا، إلا مسؤول فقط، بل إننا نحلل تلك التصريحات المتعاقبة التي أكدت أنها تصريحات ممنهجة تستهدف وحدة البحرين وتشحذ سيف الطائفية بها وتتدخل في شؤونها الداخلية بشكل فج، كما نواجه من يجاهر بدعم الجريمة العابرة للوطنية التي يحاربها المجتمع الدولي، عبر مجاهرته بحماية الأشخاص المطلوبين في قضايا إرهابية وتقديمهم بالقنوات الفضائية الطائفية على أنهم سياسيون أو حقوقيون أو مدونيون أو صحافيون. ونواجه سياسة دولة لا تستطيع لجم أذرع إيران لديها وتخترع تلك الدولة التبريرات السياسية لها تحت مسميات واهية. وعليه وجب اتخاذ الإجراءات الحامية عبر رفع قضايا دولية في حق هؤلاء والابتعاد عن الدبلوماسية التي لن تجدي نفعا مع دولة ترى من يصدر الإرهاب ويؤوي الإرهابيين عبر ميليشيات لديها عملا مؤسسيا مشروعا!
* نقطة آخر السطر:
لن نساوم ولن نتسامح مع هذه التصريحات أو مع أي متعاطف معها، ولن نهادن على أمننا ووحدتنا الوطنية، وثقتنا في نظامنا الحاكم، الذي يعد رمز الوئام والتلاحم والتسامح، لن تتزحزح، وأن هذه التصريحات الشاذة التي تصدر بين حين وآخر، لا تزيدنا إلا ثقة في أنفسنا وفي نظامنا السياسي.
كنا نتمنى أن نرى الهبة الشعبية كما شهدناها في عدد من قضايا الرأي العام من الجميع، للتصدي لهذه التصريحات والدفاع عن وزير الخارجية، بعد أن تم استهدافه عبر منصات التواصل الاجتماعي على إثر رده على المعتوه مقتدى الصدر حامل فكر المقبور الخميني.
قال الشاعر أبو العلاء المعري أحد الشعراء، والفلاسفة المشهورين في عصر الدولة العباسية:
طباع الورى فيها النفاق فأقصهم
وحيدا ولا تصحب خليلا تنافقه
وما تحسن الأيام أن ترزق الفتى
وإن كان ذا حظٍ صديقا يوافقه
يضاحك خل خله وضميره
عبوس وضاع الود لولا مرافقه
8 الصدر.. مراهق سياسي في الأربعين
حذيفة إبراهيم الوطن البحرينية
منذ غزو القوات الأمريكية للعراق في مارس 2003، برز سياسيو الصدفة في البلاد، حيث امتطوا دبابات الاحتلال، واستغلوا الفراغ السياسي حينها، وكان من بين تلك الأسماء مقتدى الصدر، الذي استغل اسم والده المرجع الديني السابق.
مقتدى الصدر شكل ميليشيات تحت مسمى «جيش المهدي»، لقتال القوات المحتلة، وبالفعل وقعت معارك كبرى بين الطرفين في عام 2004، إلا أنه سرعان ما استسلم، وسلم مقاتلوه أسلحتهم مقابل بضعة دولارات، أو مجلات فنية أمريكية!
وبعد شهور عدة، عاد جيش المهدي إلى الواجهة مجددا، ولكن هذه المرة بحجة حماية مدينة الصدر، ولكن تضارب تصريحات وتوجيهات قائده مقتدى، التي كانت تصدر في كل خطبة جمعة، أدى لضياع بوصلته مرات عدة، فهو يوميا يأمرهم بقتال الإرهابيين، وفي يوم آخر يدعوهم لسحب السلاح، والوقوف إلى جانب الدولة.
وفي 22 فبراير 2006، تغيرت معالم هذه الميليشيات مجددا حيث وقع تفجير المرقدين في سامراء، فأطلق مقتدى العنان لميليشياته بالثأر والانتقام من كل شخص يحمل اسم عمر، وبالفعل وقعت إحدى أكبر جرائم الحرب في تاريخ العراق بمقتل 1500 شخص في يوم واحد، فيما تم تفجير مئات المساجد التابعة للسنة، وتم الاعتداء على مئات الجوامع الأخرى، فضلا عن تفجيرات وقعت في مختلف الأحياء ذات الأغلبية السنية، لتصبح تلك السنة الأكثر دموية في تاريخ العراق بسقوط عشرات الآلاف من القتلى.
بعد تلك المجازر، انتبه الصدر إلى أن كعكة العراق قد فاتته، فأعلن تجميد جيش المهدي، وقرر التفرغ للعبادة والدراسة في قم الإيرانية، وكانت تلك الفترة لبناء علاقاته مع طهران بشكل أوسع.
مراهقته السياسية التي كانت تظهر في خطبه كل جمعة، وكلمته الشهيرة «حبيبي» التي ينادي بها أتباعه من على المنبر في خطب غير موزونة، وضعته في خانة الاستهزاء لدى الشعب، حتى لدى أبرز متابعيه، إلا أنها كانت أيضا سببا في ابتعاده عن كعكة العراق، والمراقد المقدسة، ليعود مجددا إلى إطلاق التصريحات المتضاربة ضد مختلف الجهات والدول ومنها دول الخليج.
حاليا، يجرب مقتدى الصدر مبدأ، خالف تعرف، حيث يؤيد إعادة لفت الانتباه إلى وجوده، بعد الاتفاقيات الأخيرة والخطوات الكبيرة للمملكة العربية السعودية في العراق، دون أن يحسب ردات الفعل ضده، والتي ستدخله في صراعات مع أتباعه الذين يتمنون العيش في البحرين.
ورغم بلوغه سن الـ45 إلا أن مراهقته السياسية لا تتوقف، ويحاول الآن أن يعود لدى الرادار الإيراني، حيث تحاول طهران إعادة البحرين إلى واجهة الإعلام مجددا، في خطوة انتحارية للأمام، بعد زيادة الضغوط الدولية والاقتصادية عليها.