1 لغز اختفاء البغدادي رشيد حسن الدستور الاردنية
بدأت الاسئلة والتساؤلات حول مصير البغدادي، اثر الاعلان عن تحرير كامل التراب العراقي والسوري من « داعش»، تفرض نفسها، لا بل تكاد تحاصر اميركا، المسؤولة الاولى عن تفريخ هذا التنظيم الارهابي… واطلاقه عبر الجغرافيا العربية، تجسيدا وتنفيذا لنظرية الفوضى الهدامة، التي بشرت بها حسناء الخارجية الاميركية.. افعى الكوبرا « كوندا ليزا رايس»..
وبوضع النقاط على الحروف…
ففي كل مرحلة من مراحل تحرير الاراضي العراقية والسورية، كانت الانظار تتجه الى امكانية القاء القبض على البغدادي..في هذه المدينة أو تلك..!!
فعندما بدأت معارك تحرير الموصل، قيل أن البغدادي والمقربين جدا من «الخليفة « متواجدون في المدينة، والتي اصبحت عاصمة الخلافة، كما اعلن البغدادي في أول خطاب له بعد الاستيلاء على المدينة..
وتم تحرير الموصل والانبار والفلوجة، وكافة الاراضي العراقية، ولم يعثر على البغدادي وكأنه «فص ملح وذاب» كما يقول المثل العربي.
وسرت شائعات بانه انتقل الى جنوب سوريا، وقيل الى تدمر، ومناطق في الغوطة، واخرون زعموا ان مقر القيادة انتقل الى شرق الفرات..وهكذا، شائعة تولد شائعة..الخ
وبعد تحرير كافة هذه المناطق الشاسعة جدا، وصولا الى شرق الفرات، حيث تم القاء القبض على اكثر من «4» الاف ارهابي من تنظيم داعش، واغلبهم من الجنسيات الاجنبية..
وكانت المفاجأة المحبطة.
لم يعثر على البغدادي..ليزداد اللغز غموضا..!!
ونعود ونسال من جديد..
أين ذهب البغدادي؟؟
في غمرة هذه التساؤلات المشروعة برزت شائعة جديدة تقول انه انتقل الى ادلب.. وهي المنطقة الوحيدة التي يتواجد فيها اعداد كبيرة من الارهابيين، بعد ان تم تحرير كافة المناطق الاخرى..
الى ان مطلعين على خفايا هذه التنظيمات الارهابية نفوا امكانية تواجد «البغدادي» في هذه المنطقة، كون «داعش» لا تملك تابعين لها في هذه المنطقة، لانها خاضع بالكامل لارهابي النصرة، بزعامة «الجولاني».. العدو اللدود «لداعش» و»البغدادي».
ونعود ونسأل..
أين اختفى «البغدادي»؟؟
وفي هذا الصدد، وفي محاولة لفك هذا اللغز، نشير بأن اميركا تملك الوسائل الحديثة، والتكنولوجيا المتقدمة والعناصر البشرية المدربة والكفؤة، ما يجعلها تعرف مكان «البغدادي «.
فالتكنولوجيا الحديثة والمتقدمة جدا، والمتمثلة بالاقمار الصناعية والطائرات المسيرة، المزودة بكاميرات دقيقة جدا.. لا يخفى عليها نملة تدب في شرق الفرات. ولا ضب يجري الى جحره في عمق بادية الشام.
ونضيف..
بان اخبارا كثيرة تسربت بعد هزيمة «داعش « في معاقلها في البوكمال وشرق الفرات، تشير بان القوات الاميركية قامت بارسال طائرات هليوكبتر، لالتقاط هؤلاء المرتزقة، وخاصة القادة منهم، ونقلهم الى قواعدها في المنطقة، تمهيدا لاعادة تاهيلهم، وتكليفهم بمهمات تخريبية جديدة.
هذه المعلومات تملك نصيبا كبيرة من المصداقية، في ظل اعلان اميركا عن رفضها الانسحاب من المنطقة، والابقاء على قواتها»400» جندي في شرقي الفرات والتنف.
فاذا أضفنا الى هذه المعلومة، معلومة أخرى، أو بالاحرى حقيقة أخرى.. وهي ان «داعش» وباعتراف كبار المسؤولين الاميركيين « ترامب،اوباما،كلينتون».. هي صناعة اميركية، لتدمير العالم العربي، واعادته الى العصور الوسطى تمهيدا لاحكام السيطرة عليه، ونهب خيراته وثرواته، وخاصة نفطه، وتعميد العدو الصهيوني كمسؤول عن المنطقة.
باختصار..
البغدادي وقادة «داعش» لم يغيبوا ولن يغيبوا عن العين الاميركية، يتحركون ويأكلون ويشربون وينامون ويتزوجون بالريموت الاميركي..
ولن نفاجأ اذا ما اكتشفنا بان «البغدادي» امام لمسجد في اميركا، او استاذ للدراسات الاسلامية في احدى جامعاتها او جامعات الدول التي تدور في فلكها… باسم جديد ولحية جديدة.
البغدادي في بطن الكنغر الاميركي..
2 نحن والعراق
د. فيصل غرايبة
الراي الاردنية
تحافظ علاقة الأردن مع العراق على الدوام على متانتها وجودتها ووثوقها، وذلك منذ العهد الهاشمي، الذي توجت العلاقة بين القطرين الجارين الشقيقين أثناءه باعلان «الاتحاد العربي» في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وان كانت العلاقات قد قطعت بسبب الانقلاب الدموي هناك، الا أن هذه العلاقات ما لبثت ان عادت بقوة في العهد القاسمي بعد أن تحرر من سيطرة الاتجاه الشيوعي عليه، واختار اتجاها قوميا صامتا، وارسل الأردن رجلا سياسيا قويا هو «وصفي التل» سفيرا له لدى العراق، والذي شرع في التمهيد لعلاقة سياسية تنموية بين البلدين، الا انه ما لبث ان كلفه الملك الراحل الحسين بتشكيل حكومته الأولى في بداية الستينيات، ولاقت ترحيبا على الصعيدين الداخلي الاصلاحي والخارجي السياسي، اذ حققت التوازن والمصارحة في العلاقات بين المواطن والمسؤول اردنيا، والتعاون والتفاهم عربيا.
ورغم ان العراق قد اختط خطا قوميا باتجاه مصر الناصرية في العهد العارفي الأول والثاني، الا أنه ظل يحافظ على علاقة استراتيجية مع الأردن، قوامها الاتفاق على المصلحة القومية العليا، والتي عبر عنها الجانبان بمرابطة فيلق من الجيش العراقي على الأراضي الأردنية،قبيل حرب 1967 وما بعدها بعدة سنوات. وتوثقت هذه العلاقات بقوة الأخوة والجوار، فأصبح الأردن بوابة العراق على العالم في البر والبحر والجو، ابان الحرب العراقية الايرانية التي اشتعلت لثماني سنوات في الثمانينيات المعروفة، مثلما مثل العراق البوابة الشرقية للوطن العربي، ومتوجا الأردن ذلك باعلان صيغة «مجلس التعاون العربي» الى جانب العراق ومصر واليمن كاحياء لفكرة الوحدة العربية وكتعبير عن التآخي العربي وكتكريس للتعاون والتكامل بين الأقطار العربية، ورحب الأردنيون باشقائهم العراقيين عابرين ومقيمين أو دارسين ومتعالجين، بالمقابل لم يبخل العراق بدعم الموازنة الأردنية العامة والامداد بمشتقات النفط باسعار تفضيلية وباثمان رمزية تكاد تكون مجانية، عدا عن الدعم العراقي للجهود الأهلية والمنظمات المدنية التطوعية في الأردن، كما استضافت بغداد الاتحادات العربية النوعية واتحادات النقابات المهنية العربية، وبادرت الى عقد العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات في اطار العمل العربي المشترك. وكان الأردن يواظب على حضورها ويعمل على انجاح أعمالها، وقد حظيت شخصيا بتمثيل الأردن في «اللجنة العربية لتوحيد مصطلحات التنمية الاجتماعية»، وفي تأسيس «الاتحاد العربي للتعليم التقني»، وفي مؤتمر عربي في جامعة الموصل لبحث دور العمل الاجتماعي في ازالة آثار الحرب، وفي جولة عربية على كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية في العراق.
وامتد التجاوب والمشاركة من الاردنيين ملكا وحكومة وشعبا تجاه الأخوة العراقيين حتى لما بعد الغزو الاجنبي 2003 وما سمي بسقوط بغداد، وظل على موقفه المبدئي الثابت في التعامل مع مختلف اطياف الشعب العراقي، وييسر اسباب العيش بكرامة والانتقال بحرية وسلاسة وحتى حقوق التملك والاستثمار على الأراضي الأردنية، للتخفيف من آلام الاقتتال الداخلي والنزوح عن السكنى والهجرة من البلاد والاغتراب في انحاء شتى من العالم.
وها هو الأردن اليوم يستأنف التعاون والتنسيق مع شقيقه الأكبر العراق، وكتعاونه المبادر والدائم والمستمر مع اشقائه العرب، عبر ديارهم الممتدة من المحيط المشرق الى الخليج الهادئ، ساعيا الى التكامل الاقتصادي والتناغم السياسي والتفاعل الثقافي، رسميا وشعبيا، من هنا الى هناك، ويتعاون في تهدئة الأوضاع واستئناف الحياة الطبيعية ومواصلة العطاء، بعد الآثار المحبطة والنتائج المؤلمة التي خلفتها عواصف ما سمي بالربيع العربي الجائر أو الدامي، وقد ابتليت به العديد من الأقطار الشقيقة مثل سوريا واليمن وليبيا، وتلاقي تدعياته الآن الجزائر والسودان.
3 عبّارة الموت نموذج لمأساة العراق
د. محمد عاكف جمال البيان الاماراتية
لم تقتصر تداعيات الفساد المتفشي بأوصال الدولة العراقية على ضياع المال العام ولا على تراجع الفرص أمامها للنهوض من كبواتها ولا على تعاظم ما يعصف بأمنها من مخاطر ولا على ما يلحق بسيادتها من انتقاص ولا على الكثير مما يتعلق بتردي مستوى حياة الفرد في أرجائها بل تجاوز ذلك إلى اقتناص حياة أناسها أفراداً وجماعات ممن هم ليسوا ضمن دائرة التنافس والتناحر بين نخبها المتصارعة على النفوذ والمصالح على عتبات مسرحها السياسي الدامي.
غرق العبّارة في نهر دجلة وعلى متنها أضعاف قدراتها على التحمل في مهرجانات الموصل الاحتفالية في عيد الربيع كشف عن حجم التقصير الحكومي الكبير على المستويين المحلي والاتحادي في مراعاة قواعد السلامة والالتزام بمعاييرها وكشف كذلك عن حجم اللا مبالاة إزاء التحذيرات التي تصدر عن الجهات الرسمية وعن غيرها ممن يعنون بالمياه والأمن والسلامة في الإبحار عبرها.
ما حدث في جزيرة أم الربيعين في الموصل في الحادي والعشرين من مارس الجاري غير مستغرب في سياق مسلسل النكبات التي يتعرض لها أبناء الشعب العراقي رغم أنه أكثر مرارة مما سبقه من مآسي لأن جل ضحاياه هم من النساء والأطفال في ظروف احتفالات عيد النوروز وفي أجواء بهجته.
يوم فُقد فيه ما يقرب من المائتي إنسان بين غريق ومفقود قد تترد الناس في الاحتفال به في المستقبل بعد أن أصبح يوم نكبة ومأتم. هذا الحدث هو الأول في ضخامة عدد ضحاياه منذ التفجير في الكرادة الشرقية في يوليو 2016 الذي فقد فيه ما يزيد على الثلاثمائة شخص من المدنيين حياته حرقاً.
ربما من السذاجة التساؤل عن المسؤول عن وقوع هذا الحدث الجلل، لأن الجواب عن ذلك لن يكون بضع كلمات أو الإيماء إلى بضعة مناصب وظيفية وإلى الأشخاص الذين يتنبؤوها بل يتطلب الإحاطة بكل جوانب هذا الحدث كنموذج لمأساة أوسع شملت العراق كله منذ العام 2003 وقد تتكرر مثلها أو ما يشابهها في المحافظات الأخرى لأن أجواء حصولها موجودة في كل مدينة عراقية.
لا أحد يتشكك بصدق ما اكتسى وجهي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من حزن وأسى عميقين ولا بعنف اهتزاز عواطفهما وهما يشاهدان جثث الأطفال ويستمعان إلى مواطني الموصل المصدومين من هول ما جرى والمصدومين أيضاً بمستوى العجز الحكومي عن مواجهته بغياب الدفاع المدني وبؤس تجهيزات واستعداد الشرطة النهرية.
ولكن مقاربتهما لذلك، وهما خير من يعلم، تتطلب ما هو أبعد كثيراً من مجرد تشكيل لجنة للتحقيق للتعرف على تفاصيل ما حدث أو إحالة محافظ الموصل ونائبيه إلى مجلس النواب واستصدار قرار بعزلهما أو معاقبة بضعة عمال مسؤولين عن تسيير العوامة.
حجم الحدث وجسامته يضعانهما في مواجهة مسؤولياتهما أمام الشعب والتحلي بالجرأة والشجاعة في مواجهة الفساد الذي أصبح بعرابوه وحواضنه وأجهزته ومنظوماته التي تطورت بشكل ملفت بمثابة عقيدة عابرة للمناطقية وللعرقية وللدينية وللمذهبية، عقيدة تمارس بإرادة أحزاب وتفرض بقوة السلاح بوساطة ميليشيات لم تستطع الحكومات المتعاقبة مواجهتها بسبب الضعف في كيانات الدولة وضعف همم وإرادات المسؤولين.
ما صنع هذه الكارثة خليط متراكم من الإهمال والتقصير وعدم الكفاءة وسوء الإدارة والجشع وغفوة الضمائر والاستهتار والاستهانة بحياة الناس. كل هذه الرزايا قد اجتمعت وتجذرت بسبب السياسات المنحرفة التي انتهجت منذ التغيير في 2003 التي انتعش الفساد واستشرى في رحابها ليصبح الآفة الأكبر والأصعب في المواجهة.
وسيلة العبور النهري التي غرقت لم تمتلك من المواصفات ما يؤهلها للحصول على مسمى «عبّارة» فهي لا تتعدى أن تكون «طوافة» متهالكة صنعت محلياً بشكل غير متقن عام 1997 ولم توضع قواعد لاستخداماتها ولا تتوافر فيها وسائل ضمان السلامة ولا الأشخاص المؤهلين للمساعدة في الحالات الطارئة وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول ترخيصها والسماح لها ولطاقمها بممارسة العمل بمعزل عن رقابة الأجهزة الحكومية وبتجاهل قواعد النشاط النهري التي يحددها مستوى المياه في النهر وسرعة جريانه وما يصدر من معلومات حول ذلك من وزارة الموارد المائية التي كانت قد أصدرت تحذيرات قبل يومين من الحادث من أنها ستطلق دفقات من المياه في النهر لارتفاع منسوبه في سد الموصل.
4 لماذا وقعَ دونالد ترامب قرار منح السيادة الاسرائيلية على الجولان وأهداه القلم لنتنياهو ولماذا قدمَ روبرت مولر تقريره في هذا التوقيت.. نود صفقة القرن وتداعيات تطبيقها على المنطقة والعالم مايا التلاوي
راي اليوم بريطانيا
نظرة على التاريخ:
مع بداية الحرب الأمريكية على العراق في عام ٢٠٠٣ واتهام الرئيس العراقي صدام حسين تصنيع أسلحة كيماوية وتحريك الشارع العراقي ضده مع خلق موجة غضب عارمة أنهت حكم صدام حسين وبدأت مرحلة احتلال البلد واستغلال موارده الغنية جداً من نفط وذهب كانت بوصلة الشر الأمريكي تتجه باتجاه الشرق الأوسط .
بعد عامين قام الموساد الاسرائيلي باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام ٢٠٠٥ في وسط بيروت وكان للحدث ماكان من رفض واستنكار الذي مهدَ الطريق أمام خلق التوتر في لبنان والمنطقة ومُطالبة الدولة اللبنانية خروج الجيش السوري من لبنان على أثر ماحدث واتهام باطل من بعض الأحزاب اللبنانية التي تتعامل مع اسرائيل الدولة السورية بذلك .
بعد عام بدأت الحرب الاسرائيلية التي قامت على لبنان عام ٢٠٠٦ والتي انتهت بانتصار ساحق لمحور المقاومة على الغطرسة الاسرائيلية لكنها تركت ردود فعل سلبية عند بعض اللبنانيين اتهموا المقاومة بأنها تُعرض البلاد لخطر الحرب وخلقت الانقسامات في الرأي العام اللبناني .
مع العودة إلى الحاضر والحديث عن بعض الرؤى المستقبلية :
في كُل لحظةٍ كانت تعلو الأصوات في أمريكا مُطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توضيح بشأن التلاعب بالانتخابات الأمريكية والضغط على حزبه وفتح تحقيق انتهى بتقرير لوزير العدل الأمريكي روبرت مولر يبرىء دونالد ترامب من التواطؤ مع روسيا في الانتخابات ادعاءات كانت أنهت حكم ترامب على الولايات المتحدة الأمريكية
كل هذا لدفع دونالد ترامب الموافقة على قرار ضم الجولان الى اسرائيل .
بالعودة قليلاً إلى الوراء والحديث عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ومع كل مفصل كان يتم تحريك المياه قليلاً للضغط على السعودية وولي العهد محمد بن سلمان المُتهم الأول في تنفيذ الجريمة البشعة التي أثارت غضب عربي وعالمي .
سيناريوهات يتم تفعيلها لتنفيذ أجندات اسرائيلية وأمريكية بالضغط على السعودية .
الربيع العربي الذي مزقَ جسد الأمة العربية ودفع بعض الدول العربية بالتعاون مع اسرائيل وأمريكا وتركيا إلى تقديم دعم للفصائل المُسلحة التي أوجدتها في سورية وفتح جبهات قتال على امتداد الجغرافية السورية تحت مُسمى ” ثورة ” وبعد سنوات من الدمار والحرب كان قرار منح السيادة الاسرائيلية على الجولان السوري بمثابة الجرح الذي عاد ونزف من جديد .
لإكمال دائرة البيكار قامت اسرائيل بتقديم دعم لوجستي للجماعات المُسلحة في صحراء سيناء المصرية للضغط على الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنعه من رفض ما سيُحدد له من قرارت وُقعت عنه مُسبقاً .
منذ أيام فُتح ملف شراء الغاز الأردني من اسرائيل في مجلس النواب وقد أثار الموضوع موجة خلاف عارمة لمعرفة ردود فعل الشارع من اتفاقية الغاز بين اسرائيل والأردن .
بعد فترة ليست ببعيدة سوف يتم دعم حِراك محدود ومدروس في الأردن من الممكن جداً أن يكون تحت شعار أزمة اقتصادية جديدة تؤدي إلى جملة استقالات في الحكومة .
أزمات تدفع الكيان الاسرائيلي إلى تفعيلها في وجه الدولة من أجل قضم الجغرافية الأردنية
في الشرح المُفصل السابق نظرة سريعة للأحداث التاريخية والمستقبلية والسياسة التي تنتهجها الدولة الأمريكية والكيان الاسرائيلي ضد الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تتحدث عنه رئيسة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس والرئيس السابق جورج بوش
هذا الشرق الأوسط الجديد شرق الحروب والدمار ،شرق الخلاف والتبعية والتطبيع الذي أرادوه أن يكون للوصول إلى تنفيذ بنود صفقة القرن وللحروب الجيوسياسية التي لن تنتهي في المنطقة
في النهاية أود أن أضيء على قرار ضم الجولان السوري المُحتل للسيادة الاسرائيلية ولما له من تداعيات خطيرة قد تنقل المنطقة وتضعها على صفيحٍ ساخنٍ ، أمس قامت الطائرات الاسرائيلية باستهداف المنطقة الصناعية ومطار حلب في عدوان همجي للتأثير على اجتماع مجلس الأمن الذي تزامن في بدايته مع لحظة تنفيذ العدوان
اسرائيل لن تُعيد الحقوق لأصحابها إلا بالقوة لأن ما أوخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة وهذا سيكون قرار حلف المقاومة في قادم الأيام .
5 العراقيون.. جسور لحروب الغرباء
حامد الكيلاني
العرب بريطانيا
في الوقت الذي أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على آخر جيوب تنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، فجر ثلاثة من أعضاء التنظيم أنفسهم في قضاء سنجار داخل الحدود العراقية، وتزامن ذلك مع تصويت مجلس النواب على إعادة انتشار القوات العسكرية في محافظة نينوى بعد معلومات استخباراتية متواترة عن نشاط متفاقم يهدد الوضع الأمني بما يستدعي أيضاً ضبط ومراقبة الحدود العراقية المتاخمة لقرية الباغوز السورية، وعلى مستوى تعداد فرقة من القوات النظامية.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب رحب بنهاية التنظيم متوعداً بالبقاء في حالة يقظة من تداعيات التطرف. تصريحات دولية متعددة المصادر كان يتوقع منها الإعلان عن نهاية داعش بما يتسق مع الاهتمام العام بالحرب على الإرهاب، لكن ثمة قلق يتنامى بين ثنايا تداول الخبر، لا يُفرط بفقدان الحذر تخوفا من تكيف بقايا التنظيم مع الظروف المستجدة.
بعد دحر التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل تسابقت أطراف إقليمية ودولية لتبني أسباب الانتصار إعلاميا، خاصة بعد الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء العراق السابق حيدر العبادي من بين أطلال الموصل ورأى فيه البعض استعجالا وارتباكا أملتهما التأجيلات المستمرة المحكومة بالعمليات والمواجهات المسلحة على الأرض والتي ليس من اشتراطاتها تنفيذ القرار السياسي رغم ما فيه من مكاسب انتخابية، لكن الأمور اتجهت في النهاية لصالح الإرادة الإيرانية في دعم الحشد “الشعبي” بالتركيز على دوره في المعارك وإن كانت أدوارا لها صلة بالإسناد ومهمات التطويق.
إيران وجدت حتى في كلمات الثناء الموجهة إليها مع كل الداعمين في الحرب على التنظيم، بما فيها التحالف الدولي وفي المقدمة منه الولايات المتحدة من قبل رئيس الوزراء، خروجاً على نص الولاء المذهبي، لذلك استأثرت بإعلان الانتصار من جهتها للترويج إلى حشدها الطائفي وزعماء الميليشيات الذين عملوا تحت إمرة قائد فيلق “القدس” في الحرس الثوري قاسم سليماني.
الحسابات مختلفة هذه المرة رغم أن الانتصار على تنظيم داعش في الباغوز السورية أهم وأعمق أثراً في جدوى الحرب على الإرهاب من انتصارات على طريق الاستهداف النهائي لآخر معاقله. رد الفعل الإيراني يمكن تلمسه في قضاء سنجار بما حدث من اشتباكات مع قوات الحماية المحلية التي تستظل بقوات حزب العمال الكردستاني الذي انفتح، بدوره، على قوات سوريا الديمقراطية في مهمات استكمال معالجة بقايا أهداف داعش ومتابعتها.
النظام الإيراني يراقب القضاء على تنظيم داعش في سوريا على يد الأكراد وبالدعم الأميركي انتظارا منه للموقف السوري من الأكراد وليس من هزيمة التنظيم، وما ستأتي به اللقاءات أو المفاوضات الكردية مع النظام السوري والتي سبق وإن عقدت عدة اجتماعات لم تسفر عن تفاهمات تأخذ في حسابها المتغيرات الحاسمة في الشمال السوري خلال السنوات الثماني من كارثة الحرب والتدخلات الدولية وبنادق الإرهاب المستأجرة عند الطلب.
هناك إعداد مسبق لعملية أو عمليات عسكرية مشتركة بين إيران والعراق وسوريا خارج التغطية الروسية، لكن لا تبتعد عنها كثيراً في النتائج ولن تكون تركيا بالضد منها، أولوياتها في سنجار وامتدادها في الأرض السورية باعتبار قوات سوريا الديمقراطية ميليشيات أو فصائل إرهابية ضمن معايير النظام السوري وحلفائه، كما هو حال حزب العمال الكردستاني.
اجتماع رؤساء أركان الجيوش في الدول الثلاث في العاصمة دمشق يؤسس لهذه العمليات بدوافع محاربة تسلل وتنقل الفصائل المسلحة ومنها عناصر داعش. روسيا لم تخف قلقها وعبرت عنه بزيارة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى دمشق بعد الاجتماع الثلاثي. البيانات الأهم في صراع المنطقة هي تلك الصادرة عن الولايات المتحدة الأميركية والتي تتحدث عن إبقاء 400 عسكري أميركي فقط في سوريا كقوة تدريب ومعلومات واتصال، أي أن الولايات المتحدة لم تدفع بجندي أميركي واحد في ساحة القتال ضد الجيب الأخير لمقاتلي التنظيم، بمعنى أن قوات سوريا الديمقراطية قاتلت تحت مظلة الإنابة بالحرب لتحقيق هدف دولي يتعلق بالحرب العالمية على الإرهاب وبخسائر إجمالية طيلة سنوات الحرب الماضية تقدر بـ11 ألف مقاتل.
الولايات المتحدة، كما يبدو، غير مستعدة للتضحية بجنودها بما يعزز مبررات تواجد قواعدها في العراق، إن في قاعدة عين الأسد في الأنبار أو في إقليم كردستان، لأهداف مراقبة النظام الإيراني وتمدده في الشرق الأوسط. تأكد ذلك خلال الحرب على تنظيم الدولة في الموصل، فالدماء كانت عراقية صرفة ومن كافة الصنوف أو العناوين القتالية بما فيها قوات البيشمركة أو قوات الحشد، أما المهمات العسكرية لقوات التحالف فقد اقتصرت على الإسناد وتحليل المعلومات والرصد بالأقمار الصناعية وسلاح الجو البعيد عن متناول المضادات الأرضية للتنظيم.
ماذا عن المهمات الأميركية المقبلة في العراق بعد أن وضع وزير الخارجية مايك بومبيو في زيارته الأخيرة للمنطقة تنظيمات القاعدة وداعش وإيران ضمن قائمة الإرهاب التي تهدد الأمن في العالم؟ من سينوب عن القوات الأميركية في مواجهة إرهاب ميليشيات الحرس الثوري في العراق؟
في سوريا الخيار الكردي لنيل الحقوق الإنسانية والتاريخية في جغرافيا الشمال السوري وفرّ للقوات الأميركية من ينوب عنها في حمل السلاح. في العراق الخيارات الكردية تستحق كذلك فصولاً من تجاذبات السياسة والدم والنفط على امتداد التواصل الكردي بين العراق وسوريا وإن تخللتها مساحة خاصة من العلاقة بين إيران والاتحاد الوطني الكردستاني بما يمكن أن تشكله كورقة ضغط على توجهات الإقليم في العلاقة مع الولايات المتحدة، أو في علاقة الإقليم مع فصائل الحشد الميليشياوي الذي تتطاير أوراقه في الموصل بعد انكشاف سطوته الأمنية والاقتصادية حتى على القوات النظامية في نهاية حتمية ومتوقعة لاستقواء أحزاب السلطة بسلاح المشروع الطائفي على حساب سلاح الدولة.
الحرب بالإنابة عن النظام الإيراني، ماذا يقابلها غير الحرب بالإنابة عن الولايات المتحدة؟ المنطق يهيئ لنا قراءة خارطة الدم المقبلة في العراق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حقيقة ما يجري من حصار لهوية الوطن واختصارها بحدود المحافظات والأديان والقوميات والمذاهب ومزادات الكوارث المتلاحقة.