مقالان عن العراق في الصحف العربية يوم الخميس

1 الحديث القديم
لارا علي العتوم الدستور الاردنية

لموقع الأردن بتوسطه بلاد الشام ومصر والعراق والحجاز وبالطبع قربه السياسي والديموغرافي والسيكولوجي من فلسطين كان للأحزاب نشاط مميز به، ان لم يكن الأردن هو القلب السياسي للعمل الحزبي آنذاك بالطبع لم يكن لصالح تقدمه السياسي بقدر ما كان يصب في مصالح أخرى.
تعُجّ الذاكرة الأردنيّة بالكثير من الأحداث والأمور التي أسهمت في تعزيز ما أسماه العض في حينه عملية التحول الديمقراطي التي شهدها الأردن عام 1989، والبعض الاخر أسماه «العودة»، بغض النظر عن التسميات التي امتلكتها تلك الفترة التي تعتبر كصافرة انطلاق للعمل الحزبي لذلك ارتبطت تسمياتها بعمل الأحزاب ونشاطها الذي اشتهر به الأردن.
الا ان العديد اعتبر الخطاب الأول لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله عند توليه العرش عام 1999 هي صفارة الانطلاق الحقيقية للعمل الحزبي لما أعطاه من مساحة للعمل الحزبي ورفع سقف حرية التعبير وغيرها من الأمور التي تعزز الحياة الديموقراطية في الأردن، فكان ولا زال التنوع في المرشحون في الانتخابات منهم المنتمون الى التيارات السياسية المختلفة في الأردن ومنهم أصحاب الاعمال وغيرهم مما كان له الأثر الكبير على الشريحة البرلمانية والحياة السياسية بشكل عام والأحزاب بشكل خاص.
فمنذ 1999 رأينا تغيرا ملحوظا في منظومة العمل الحزبي في الأردن، إذ تم توفير الدعم المالي للحزب مما كان له الأثر في تشكل العديد من الأحزاب وارتفاع عددها كما رأينا تشكل أحزاب من رحم أحزاب أخرى والعديد من التحالفات والتكتلات مؤثرة الأثر ولو كان بسيطا على إيقاع حرية التعبير واعمال مجلس النواب والحكومة والانتخابات بشكل خاص.
نشهد الان مباحثات بين من يمارسون النقد العلني لسياسات حكومية ومعارضة علنية لها، حزب الجبهة الأردنية الموحدة وتيار اليسار الديموقراطي للتحالف للانتخابات المقبلة بهدف إصلاحي فهل تنجح المباحثات ونشهد إضافة قوية وجديدة قديمة على الساحة الحزبية الأردنية أم سيتم الفراق لخلاف تقليدي وهو الخلاف على الصيغة والشكل؟؟!
2 سوريا مطالبة بتوحيد وقيادة المقاومة ضد الاحتلال بسام ابو شريف رأي اليوم بريطانيا

في يوم واحد هو 25/3 ، اتخذ ترامب ثلاثة مواقف تدل على عنصرية دموية ومغامرة تدميرية ، وجر العالم الى مزيد من العنف وسفك الدماء ، وهذا يتطلب موقفا حازما من الجميع ولكن رجال الكونغرس الاميركي ونساءه يأتون في مقدمة اللائحة ، عليهم أن يتحركوا لوضع حد لهذا الرجل الذي تجسدت فيه دموية الصهاينة وخزعبلاتهم تماما كما تجسدت في بوش عندما احتل العراق ، وارتكب جريمة قتل جماعية ذهب ضحيتها مليون عراقي ” وربما أكثر ” .
ترامب يشكل خطرا كبيرا ودمويا على العالم أجمع ، وفي بداية هذا العالم الولايات المتحدة فالولايات المتحدة في ظل حكم ترامب مؤهلة لخوض صراع داخلي دموي بين المسيحيين الصهاينة أو اليهود المسيحيين وبين المجتمع الاميركي الذي بقي موحدا استنادا للدستور وقوانين الحقوق المدنية .
الاميركيون ( وهم جميعا مهاجرون الى العالم الجديد ) ، وذبح الأوائل أهل البلاد وأقاموا ولايات متحدة بعد حرب أهلية بين اليمين العنصري وبين الديموقراطيين ذهب ضحيتها ملايين الأشخاص ، عائلات بأكملها وأطفال أحرقوا وأحرقت ممتلكاتهم في ظل هذه المعركة .
ترامب يجر الولايات المتحدة نحو الأجواء السامة أجواء التفرقة العنصرية واستخدام العنف وسيادة البيض على الملونين ورفض المهاجرين رغم أنه هو وعائلته من المهاجرين الى أرض الهنودالحمر .
والخطر الدموي يتمثل في سياسة خارجية لاتقوم الا على التهديد والابتزاز واستخدام القوة لتثبيت أو اثبات أن هنالك لغة القوة الاميركية تحكم العالم ، ترامب هو ” الرجل الأبيض الكبير ” ،المرعب الذي يأمر فيطاع ، يريد نفط الشرق الأوسط ويريد نفط ايران ونفط فنزويلا ، وفوق كل شيء ترامب مكلف من الصهيونية المسيحية بأن يحول اسرائيل الى شريك امبريالي يستفيد من الثروات المنهوبة ويستعبد معه شعوب الأرض .
اتخذ ترامب قرارا بانذار روسيا من التدخل في فنزويلا ، أي أنه يهدد روسيا كي لا تمد يد العون لشعب فنزويلا الذي يحاول ترامب تركيعه عبر عميل للسي آي ايه نظم قبل أربع سنوات ، وأصبح عميلا مرقما يحاول ترامب أن يعينه رئيسا لفنزويلا بدلا من الرئيس المنتخب ، وهنا يبدأ ترامب باللعب بالنار مع قوة كبيرة .
قرر ترامب تأييد الجرائم البشعة التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، فأضاف لها سلسلة من الجرائم التي تمس قوت الأطفال في فلسطين ودواءهم وتعليمهم وحياتهم ( فهو يؤيد قتل أواعتقال أو تعذيب أو محاكمة الأطفال الفلسطينيين على يد المحتلين الاسرائيليين ، وهذه بعرف الشرائع الانسانية والسماوية خطيئة لاتغتفر الا عند الصهاينة والمسيحيين الصهاينة ) .
وقام بالاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان تماما كما اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، العالم أجمع رفض ذلك ، وقبل العالم يرفض ذلك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتاريخ والجغرافيا ، لكنه أعطى التبرير : لمساعدة اسرائيل على الحفاظ على أمنها واستقرارها ، وكان قد اتخذ فرارات ضد الأونروا وفتح الباب أمام اسرائيل لمصادرة أملاك الأونروا التي تساعد الفلسطينيين ” مدارس ومستوصفات وعيادات وتأهيل ” ، واسرائيل تقوم بمصادرة هذه المؤسسات في مخيمات القدس كون ترامب اعترف بها عاصمة لاسرائيل ، وسيتلو ذلك وقبل نهاية مدة حكمه الأولى اعتراف ترامب بالضفة الغربية كيهودا والسامرة الاسرائيلية .
ولقد مهد لذلك أثناء حديثه عن منح الجولان لاسرائيل بقوله : ( ان عملية السلام يجب أن تقوم على ضمان أمن اسرائيل من خطر سوريا وايران وحلفائهما ) .
حتى لانحلم ونبقى مكاننا فيما الأرض تتحرك للأمام علينا أن نواجه الحقائق والواقع ، وأن ننطلق من هذه المواجهة الصريحة في خطة عمل تستند لمعطيات فعلية ، وواقع دقيق الوصف ومن أهم الحسابات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار هو الحساب التالي : يعتقد ترامب وفريقه العنصري بعد بحث مع الحليف الاسرائيلي أن خطوات ترامب ” القدس والجولان والضفة الغربية ” ، لن تواجه سوى بتصريحات للتطبيع مع اسرائيل .
كلامية لاقيمة مؤثرة لها ، وان الأطراف العربية غير قادرة على القيام بأي عمل يعرقل تنفيذ قرارات ترامب ، فقد خلقت الولايات المتحدة واسرائيل والأنظمة العميلة لاميركا أجواء وظروفا منذ جر العراق لغزو الكويت ، واحتلال العراق بعدها تجعل من أي تحرك جماهيري عربي بعيد المنال ، وما الحروب الارهابية التي شنت على العراق وسوريا ومصر واليمن ولبنان وفلسطين الا لخلق أجواء وظروف تسمح بتمرير هذه القرارات ، فقرار القدس اتخذ في ظروف تناقض حاد بين حماس وفتح وتخلخل الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وقرار الجولان اتخذ في ظروف تمديد الحرب على سوريا لتكون منهمكة في معركتها ضد الارهاب وتحرير الأرض من التنظيمات الارهابية ، والقرارات اتخذت بعد أن ضمن ترامب تفكك أوصال جامعة الدول العربية ، ودفع أنظمة اميركا في المنطقة للتطبيع مع العدو الصهيوني ، واتخذت بعد أن قرر ترامب دعم الحرب على اليمن ودعم التحالف السعودي على الرغم من بروز بعض أعضاء الكونغرس يطالبون بوقف هذه المساعدات .
المهم في الأمر أن ترامب ونتنياهو لايتوقعان أي رد فعل عربي عملي على القرارات الوقحة بشأن فلسطين والجولان ، انها فرصة لقوى المقاومة كافة اذ أن الشروع في مقاومةعامة لقرارات ترامب ” فعلية ” ، هو مالا يتوقعه الحلفان الصهيونيان الاميركي ترامب والاسرائيلي نتنياهو .
بومبيو هيأ لكل ذلك بزيارته الأخيرة التي استخدمها لاهانة العرب جميعا ، وتبليغهم بما عليهم أن يقبلوا به ( أهم الملفات التي بحثها في اسرائيل كان ملف الضفة الغربية وضمها لاسرائيل قبل حملة انتخابات الرئاسة الاميركية ) .
والشروع في المقاومة العملية وليس الكلامية يتطلب أن تبادر سوريا لجمع قوى المقاومة لبحث هذا الأمر ، والخروج بخطة عمل تعيد للحياة مقاومة التمدد والاحتلال الاسرائيليين .