7 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

1 جميلة بو حيرد: الثورة المستمرة..
طلال سلمان
راي اليوم بريطانيا

في 20 ايلول 1962 عشت مع شعبنا في الجزائر اللحظات المجيدة لانتخاب اول رئيس لجمهورية الجزائر الديمقراطية التي استولدتها ثورة المليون شهيد.
التقيت، مصادفة، عند باب مجلس النواب الزعيم العراقي صديق شنشل، الذي جاء، مثلي، ليعيش لحظة الفرح التاريخي بانتصار الثورة وقيام دولتها.
قصدنا الشرفة الداخلية المطلة على قاعة اجتماع “النواب” الذين لا شبيه لهم ولا مثيل في الكون: بعضهم مقطوع الساقين، وبعضهم بعين واحدة لان الثانية اطفأها رصاص الاحتلال الاستيطاني الفرنسي، وبعضهم مقطوع اليد او اليدين.
انبثقت، فجأة، امامنا اسطورة الجهاد الجزائري: جميلة بوحيرد، التي كانت قيادة الثورة قد نصبتها داعية لتحرر بلادها، فطافت في البلاد العربية خير رسول لأعظم ثورة شعبية في التاريخ العربي الحديث.
هتفت لصديق شنشل: هذه جميلة..
كان السياسي العراقي المخضرم قد عرفها، فتقدم منها وانا خلفه، وتوجه اليها بصوت مرتجف تخالطه الدموع: اسمحي لي يا بنيتي، أن اقبل يدك..
قالت “جميلة” مرتبكة وهي تحاول الابتعاد عنا: انا مش جميلة، يا عم، انا مش جميلة..
وحين ألح الصديق شنشل، وانا الح معه، غادرتنا بسرعة مدارية ارتباكها.
أمس، انتبهت إلى جميلة بوحيرد تتصدر التظاهرات الغاضبة التي خرجت، حاشدة، في الجزائر، تندد بإصرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على طلب تجديد ولايته للمرة الخامسة!
هل ما هو مأساوي ومثير للحزن اكثر من هذه “النهاية” لثورة المليون شهيد: رئيس عاجز، يُقاد إلى اللقاءات الرسمية فوق كرسي متحرك، يرفض أن يتقاعد فيرتاح ويريح ويحفظ كرامة شهداء بلاده الذين سقطوا من اجل استعادة هويتهم العربية الاصلية (عرباً وبربرا) وقرارهم الوطني المستقل.
الديمقراطية تحصن الثورة.. ومن دونها يصبح الصراع على السلطة او التمسك بها، وكأنها حق شخصي شرعي، اغتيالاً للثورة والمليون شهيد الذين مكنوها من الانتصار!
2 مؤتمر واشنطن لما يسمى بالمعارضة العراقية .. إسـتجـارة مـن الرمضاءِ بـالنارِ
احمد الاسدي
راي اليوم بريطانيا
لعـل أبـرز مـا يهيمـن علـى تفكيـر المـواطـن العـراقي البسيـط الــذي يعـانـي الأمـريـن بسـبب الواقـع المـزري الـذي فـرضتـه تـداعيـات الاحتلال الأمريكـي للعـراق 2003 , ومـا سبق هـذا الاحتـلال مـن حصـار أتـى على كل حيثيـات حياتـه وتـرك بصمـة محفـورة فـي واقـع شخصيتـه وهـويتهـا الوطنيـة يـدور حـول مـا هيـة الخـروج مـن هـذا المستنقـع والارتقـاء ولـو بالمعقـول وليس الافلاطونـي بواقع حياتـه الاقتصادية والسياسيـة والمجتمعيـة , حاله حال دول المنطقة على الأقـل وليس العالـم المتحضـر .
بدايـة يجـب التنويـة الـى أن البعـض يـريد التغـافـل عن حقيقـة إن العـراق لا زال تحـت وطأة هيمنـة القـرار الأمـريكـي , و الـذي يتحـدث عـن سيـادة وقـرار وطنـي وعـن ديمقـراطيـة وانتخـابـات مستقلـه فهو كمـن يتخفـى وراءاصـابعـه ويســتغبي عقـول البسطـاء فـي الشـارع , حيث حتـى الفسحـة البسيطـة التي تـركتهـا واشـنطـن ليتحـرك العراقيين فـي فضـاءهـا مُصـادره مـن قبـل طهـران ومطـرقـة أذرعهـا فـي الداخـل , سـواء كـانوا رجـال ديـن لهم سطوتهم المذهبيـة , أو تنظيمـات مسلحـة بعضهـا يتحرك تحت غطاء سياسي , وآخـر تحت مسميات فصـائل مقـاومـة .
الـرهـان علـى تغيير مـن الخـارج والتسـويق للخيـار الأمـريكـي الذي اخذ يتردد على الألسن فـي الآونـه الاخيـرة , و تعقـد لـه المـؤتمـرات والندوات ويسوق له اعلاميـا على غـرار مؤتمـر ميشغـن وبـاريس ,والمـؤتمـر المزمـع عقـده فـي واشـنطن تحت شعـار التخـلص مـن الوجـود الايـرانـي , فهـو رهـان الضـائعين الذين لا يعرفون أن يضعـوا اقدامهـم أيـن بسب افتقـادهم للمشروع الوطني وانفصالهم عن الواقـع العراقي والتعقيدات التي وصـل اليهـا بعـد 2003 , وما تلاهـا من اقتتال طائفي وتناحـر مجتمعـي وفـوضى سياسية وأمنيـة , وتفشي فسـاد وغلـو مذهبـي , وفوق كل هذا , ضيـاع الهوية الوطنيـة , و غياب انتماءها عند المواطن العراقي في الشـارع , لأنه بكـل بسـاطـة إستجـارة مـن الرمضـاءِ بـالنـارِ , ليس إلا .
كمـا إن فـرصـونيـا* التبـريـر للعـمالـة والارتهـان للمشروع الامريكي تحت مظلـة البراغماتيـة ومغالطـات سيـاسـة الفـن الممكـن التي يـُسـوق لهـا اليوم , تسحـب البسـاط من تحت اقـدام اصحاب هـذا التبرير المُخجـل وتضعهـم فـي ذات السلـة التي كانوا يضعـون خصومهـم فيها ويعايرونهم بهـا من الذيـن جاؤا خـلف الدبـابـة الأمريكيـة عام 2003 وجعلـوا مـن أنفسهم ادوات رخيصـه للغـازي والمحتـل الامريكي وشـرعنـوا عمليتـه السياسيـة الاحتلاليـة التي يجني العراقيين ثمار فسادها وانحرافهـا , حيث لا يمكـن الجمـع بين المبدئيـة والاخلاقيـة وبين العمالة والارتهـان الى محـتل ســوق خطيئـة غـزوه واحتلاله للعراق بأكاذيب علاقـة نظام الراحل صدام حسين بتنظيم القـاعـدة وأسلحـة الدمار الشـامل المزعـومـة , وعندما سقطت تلك الافتراءات امام الحقائق لجأ وكالعـادة الى خديعـة الديمقراطيـة والخلاص من ما اسمـاه بالدكتاتوريـة , والتي هـي الأخـرى وقفت عـاريـة امام واقـع الحال المزري الذي اوصل به العراق بعد انكشف زيف ديمقراطيته التحاصصية المذهبيـة العرجـاء الكاذبـة التي وعـد بهـا العراقيين وصـدقوهـا للأسـف .
التغيير فـي العـراق حـتمي , حيث العراقيين قـد غسلـوا اياديهم من الطغم الحاكمة التي افسـدت ونهبت , وأضاعت العراق وجعلت منه للأسف دولة بلا سياده ولا قانون ولا هوية , وأطاحت بمنظومته المجتمعية وأتت على ماتبقى من بناه التحتية ,وجعلت منه كعكعة محاصصه يتم تقاسمها كل اربع سنوات تحت يافطة الانتخابات والعملية السياسية , ولكـن يجـب أن يكـون التغيير بمشروع وطني عراقي يتجـاوز كـل المسميات المذهبيـة والوطنيـة , ويـؤسس لعمليـة سياسيـة عـراقيـة بعيـدة عـن التأثيرات الخارجيـة والمشاريـع الدوليـة والاقليميـة وفـي مقدمتهـا المشروعين الامريكي والايراني , وكل ما هـو مرتبط بهما من احزاب ومسميات سياسية داخليـة وادوات عمالاتية خارجية .
بكـل تأكيد نتفق مع الرأي القائـل بأن التنظير قـد يبدو بسيطـا بينما ماهو على أرض الواقع من التعقيد , يجعل من التغيير المنشود استحالة في المنظور القريب , لكـن تبقى الاراده وعدم اليأس , والانقلاب على الذات , والتحرر من تبعية المذهبه والطائفة و سطوة رجل الدين والعشيرة ,والانفضاض من حول الجماعات المسلحه بكل عناوينهـا وتجريدها من حواضنها الشعبية , هـي خارطـة الطريق الوحيده التي يمكن ان تصحح المسـار وتعيد العربة الى سكتها الصحيحه مثلما يقـال .
3 كردستان العراق بين مشروع الإعمار والحفاظ على روح الانسان محمد عبدالرحمن راي اليوم بريطانيا
هو تعاون بين الإتحاد الدولي للمؤرخين وجامعتي الموصل والحمدانية، لبدء مشروع الإعمار الآثاري والإحياء التراثي لنينوى، نحو الشروع بخطوات أعمال مؤتمر دولي في عينكاوا، فمنذ شهور بدأت اللجنة التحضرية المنبثقة من تفهمات الاتحاد الدولي للمؤرخين وجامعتي الموصل والحمدانية، مراحل تنظيم عملها وتحديد موعد إقامة مؤتمر دولي عام، بعد خلاصة مجريات العديد من ثوابت ومحركات تعميق مسارات المشروع الحضاري الكبير، وتنفيذ سبل النهوض بحملات الاعمار الآثاري والإحياء التراثي لنينوى وسهلها.
يقول الدكتور إبراهيم سعيد البيضاني، الأمين العام للاتحاد الدولي للمؤرخين: “منذ ‏اشهر عدة عملنا مع الجهات الساندة والمتعاونة لاختيار وتأهيل عدة لجان متخصصة ‏أخذت على عاتقها واجبات توجيه الدعوات للباحثين والمتخصصين في مجال التأريخ ‏والآثار والعمارة والفنون للمشاركة في اعمال المؤتمر.‏ ‏واضاف أنه :”سيتخلل المؤتمر اقامة معرض للكتاب وحملة اعلامية يشارك فيها ‏اعلاميون من العراق وتونس وسوريا لتسليط الضوء على أهمية آثار نينوى ‏الباذخة الجمال والروعة، بالاضافة إلى مزاياها الاخرى المعروفة”.‏
اوضحت المنسق العام لاعمال المؤتمر الدكتورة اطلال سالم القس حنا، أنه: “‏تمت تسمية عدد من اللجان، منها اللجنة العلمية وتضم شخصيات بحثية واكاديمية ‏من عدد من الدول العربية والعراق، واللجنة الاعلاميّة ولجنة صياغة التقرير ‏الاستراتيجي، ثم تسمية سكرتارية المؤتمر، التي تتلقى البحوث الكثيرة والمتنوعة”.‏ واكدت: “أن اكثر واعمق ما يهم مشروعنا هو الحفاظ على روح الانسان التي هي ‏اساس الوجود، ساعين إلى ترميم ما تأثر في دواخل ونفوس الناس عبر برامج تأهيليّة‏، ترمي إلى اصلاح ما تخرب”.
بداية يمكن القول أن ثقافة التنوع وفقًا للمبادئ التي تتجه إليه او تدعو إليه مؤسسات ومنظمات التوافق هي عمليات تقارب ودمج وتعزيز التمازج بين الثقافات بغية تحقيق وتنمية التواصل فيما بين اتباع تلك الثقافات، لأن هذه الثقافات المتنوعة هي بالاساس موجودة، ولكن تنقصها اليات التنمة والتواصل فيما بين الافراد التي يمثلونها وتعزيز وجودها في ذهنية الافراد والجماعات بمختلف انتمائاتهم. ليكتشف ذلك الثراء الثقافي والتنوع الحضاري الموجود فيه حتى يستطيع ان يكون عضوًا فاعلًا ضمن الأسرة الدولية، فالتقارب الثقافي شأن الجميع كأفراد ومسؤولية المؤسسات أن تعمل بما يساهم في تعزيز التنوع وصولًا إلى قبول الاخر المختلف والاقرار بثقافته وحضارته وتراثه وخاصة مع عصر التكنولوجيا التي باتت تخترق الحدود وتمزج الثقافات وتفرض ثقافات وأن لم تكن هناك محاولات جدية للحفاظ عليها –الثقافة المحلية وتنوعاتها– وتنميتها فانها ستتعرض للزوال والنسيان.
سمات التنوع في اقليم كوردستان
مثلما يعلم الجميع أن التنوع الثقافي الذي يتميز به اقليم كوردستان له سمات عديدة، إذ فيه التنوع الديني، حيث يوجد (المسلمين كورد وعرب– الايزيدية – المسيحيين – التركمان – الشبك – الصابئة المندائية – الكاكائية – الزرداشتية – البهائية) وغيرها من المكونات التي لها ثقافة وتراث مترسخ في ذهنية الافراد والتي تختلف من منطقة لاخرى، ثم هناك التنوع الثقافي اذ توجد ثقافات مختلفة لها جذور تاريخية عريقة، مثلًا التراث الثقافي الموجود في سنجار للايزيدية وتراث هاورامان لليارسان او تراث وثقافة ديانا وسوران او كفرى وكلار وكويى ورواندوز او ئاميدي وكركوك كل له سماته، وطبعًا لا يمكن أن ننسى التراث والتنوع الحضاري إذ تعتبر كوردستان مهدًا لحضارات عديدة بدأت من وجود أول انسان على وجه الارض النياندرتال في كهوف شاندر ومراحل لحضارات مختلفة من الميديين –الاشوريين وصولًا إلى التنوع التراثي، القومي والاثني ومنبعًا لظهور الأديان (الشمسانية –اليزدانية –الميثرائية –الزرداشتية) ثم انتشار اليهودية والمسيحية وقدوم الاسلام والتي تمثل مراحل حضارية مهمة لابد من التعرف عليها حتى نتعرف على منابع حضارة وتراث وثقافة شعوب المنطقة والتغيرات التي طرأت عليها.
هنا السؤال يتبادر إلى الذهن، ما هي العمليات التي تجري من اجل تعزيز هذا التنوع وفقًا للرؤية التي تدعو إليها اليونسكو في اعلان مبادئ لتسامح والتنوع والثقافي أي التي تهدف إلى تعزيز الرؤية لمكانتها –التنوع– في ذهنية الافراد؟ ما هي المبادرات الحكومية لتعزيز ذلك التنوع؟ وما هو مستوى وطموح مبادرات ومساهمات وسائل الاعلام والمجتمع المدني للاسهام بتنمية ذلك التنوع؟.
طبيعي للاجابة على هذه الاسئلة نحتاج إلى الكثير من استطلاعات الرأي القيمة والعلمية، لأنه في الاساس توجد مبادرت حكومية، خاصة تلك التي قامت بها لفترة وزارة الثقافة والشباب والرياضة، ثم كان ولايزال هناك تحرك مهم للمجتمع المدني لتعزيز التنوع من خلال العديد من المبادرات والفعاليت المستمرة على مدار السنة.
كيفية تعزيز التنوع في ذهنية الافراد؟
على مستوى تعزيز التنوع في ذهنية الافراد، نجد أنه لم تتعزز رؤية قبول والاسهام في تعزيز التنوع في ذهنية الافراد رغم كل تلك الجهود الكبيرة والسؤال بالسؤال يذكر، لماذا؟: إن التحديات التي تواجه تعزيز التنوع كثيرة وكبيرة ومتنوعة ايضًا، إذ يجب أن نشخص تلك التحديات حتى نستطيع أن نتجاوزها وكيفية العمل عليها ولكن هناك اسباب رئيسة واخرى مساندة لها او مكملة فالسبب الرئيس هو قلة وجود اسس تنمية ثقافة التنوع في العائلة، واستسلام غالبية الناس في اقليم كوردستان لمصدر معرفي واحد فيما يخص بالتعرف على الاخر والتعامل معه والقبول به كما هو وهو المصدر الديني، كما هناك مبادرات مستمرة منذ مئات السنين لمحو الثقافات الأصيلة والتراث العريق والفهم العميق لحضارة المنطقة واضفاء صيغة واحدة مستندة إلى الدين وهو دين الغالبية.
التحديات التي تواجه تعزيز التنوع
في الجانب الاخر هناك تحديات اخرى تواجه تعزيز التنوع في ذهنية الافراد: اولا –تتمثل في قلة المصادر المعرفية بخصوص التنوع اذ هناك شحة كبيرة في البحوث والدراسات باللغة الكوردية او المترجمة من لغات اخرى حول هذا المنبع المعرفي –ثانيًا– هناك الخطاب الاحادي للافراد والجماعات، كل واحد يقر بأن ثقافته وتراثه هو الابرز والاهم ويحاول أن يعممها وفق منظوره وليس وفق منظور من يقبل بها كما هي –ثالثا– ثم هناك الخطاب الديني الذي يعد العامل الاهم في محو ثقافات والتركيز على ثقافة بعينها، وطبعًا في الكثير من الاحيان الازدواجية في الخطاب الديني تكون سببًا في عدم تعزيز ثقافة التنوع الذي في الغالب يدعو إلى تقبل الاخر المختلف شكليًا ولكن في الاساس توجد تحديات داخلية تمنعه من ممارسة وتعزيز ذلك القبول بالتنوع.
عليه وبغية الحفاظ على التعددية والتنوع وجعله مصدر ثراء حضاري في اقليم كوردستان لابد أن نفهم أن العملية يجب أن تمر وفق المسار الصحيح كالاتي:
-في المرحلة الاولى التعرف على التنوع كتراث وحضارة وثقافة وفكر انساني ماذا يمكن أن تفعل كل جهة من جانبها بهذا الخصوص.
–ثم القبول به أي القبول بكل الثقافات كما هي وليس الانتقاص منها من قبل الافراد وتدريجيا الجماعات.
–ممارسة وتعزيز التنوع أي أن نمارس عملية الاقرار بالتنوع ونساهم في تعزيزه فرديًا حيثما رأيناه بحاجة إلى الدعم والمساندة أي نشعر الاخر المختلف ثقافيًا أنه له مكانة وقبول.
لذلك فأن ما نحتاج اليه في اقليم كوردستان لتنمية ثقافة التنوع هي توفير مصادر معرفية واسعة، ومبادرت مدنية وحكومية ودينية مستمرة على مدار السنة، والتشجيع والاستناد على مبادرات مؤسسات الامم المتحدة في هذا الخصوص لأحياء هذ التراث الثقافي الغني والثري والعمل بما يؤدي أن تنعكس هذه الفعاليات والمبادرات في وسائل الاعلام بشكل واسع وممنهج ومهني ضمن برامج محددة واخرى مفتوحة تزود المتلقي في اقليم كوردستان بمصادر التنوع الثقافي وترشده إلى الاستفادة منها دون تحييز او تمييز وأن تقدم وسائل الاعلام جميع الثقافات المتنوعة بنفس الاهمية ونفس الاهتمام، فعندما يكون هناك تعزيز للتنوع سيكون عنصرًا مهمًا للاستقرار وارضًا خصبة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تساعد كثيرًا في مسألة تقارب الثقافات لتصبح عاملًا للاستقرار السياسي وسيادة القانون في النهاية وتنمية المجتمع وفق الاسس الصحيحة في أن يشعر كل واحد أن ما يمتلكه من ثقافة لها مكانتها وما عليه من انتماء لا يشعره بعدم المساواة.
في النهاية يبقى أن نقول أنه “قد يكون الواقع تاريخيًا أنه لم تتمكن الأنظمة التي تعاقبت على دفة الحكم في العراق بموجب توافقات دولية – إقليمية من بناء الدولة الوطنية، المعبرة عن طموحات وتطلعات جميع مكوناتها، والمطمئنة لها عبر الاعتراف بخصوصياتها وحقوقها ضمن إطار وحدة وطنية طوعية”.
4 من العصائب و14 فبراير إلى النجباء، الرابط واحد سعيد الحمد الايام البحرينية
كنا نقوله ونكتبه ونؤكد وقد بدأوا الآن يقفون عليه ويؤكدونه باتخاذ اجراءاتٍ ضد هذه المليشيات الإرهابية التي تشكل خطراً تجاوز المنطقة العربية ليهدد عواصم غربية.
خطر التشكيلات الإرهابية ليس منحصراً في بلدٍ أو منطقة جغرافية واحدة أو محدودة، بل هو اخطبوط بألف ذراعٍ وذراع ما يستدعي توحيد جهود اجتثاثه من جذوره أو تجفيف منابع تمويله.
كانت إدارة اوباما وخارجيتها على وجهٍ خاص بقيادة هيلاري كلينتون يتحايلون على هذه الحقيقة ويتجاهلون الوثائق والأدلة والبراهين التي تثبت ذلك لخدمة اجندة تلك الادارة «الاتفاق النووي» وتمكين التيارات الثيوقراطية التي وجدت ادارة اوباما لديها استعداداً للتدجين إلى آخر الشوط نظير مساعدة واشنطن لها في الوصول والسيطرة على الأنظمة وعلى الدول التي اجتاحها «سونامي الربيع العربي» بغض النظر عن النتائج.
وهي نتائج دفعت البلاد العربية وحدها ثمنها المكلف والباهض على كل صعيد.
في صراع المصالح تختفي المبادئ هذا مفهوم في عرف بعض الانظمة، لكن ان تختفي انظمة مدنية لصالح بدائل وأنظمة ثيوقراطية تسلطية فهذا غير مفهوم إذا كانت وراء صناعة هكذا بدائل أنظمة ديمقراطية «امريكا» أوباما وهيلاري اللذين اخلا بالمعادلة.
انتهاء ولاية اوباما وسقوط هيلاري اعادا المركبة الامريكية إلى السكة الصحيحة فيما يتعلق بنظام الملالي الإيراني ومليشياته وتنظيماته الإرهابية، وكانت الضربات ومازالت تتوالى على تلك التنظيمات الاخطر علينا وعلى العالم.
«عصائب أهل الحق» لقيس الخزعلي استنفرت كوادرها وصعدت لهجتها وتهديداتها بعد ان تم وضع «النجباء» وهي ذراعها الضارب الآخر على قوائم الارهاب وهي القوائم التي سبق وضع العصائب عليها، وسبقتهم الحركة الإرهابية التي خرجت من تحت مظلة العصائب ونعني بها حركة 14 فبراير التي تبنت العديد من العمليات الإرهابية المروعة في البحرين.
وقد كشفت الوثائق والأدلة والبراهين ان منبع التنظيمات المذكورة واحد هو ما يسمى بالحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني تحديداً الذي اتخذ من العراق مقراً لعملياته وتخطيطاته واتصالاته بهذه الجماعات التي تم فتح معسكرات تدريب وتأهيل إرهابي لها في العراق وايران على حدٍ سواء ومن خلال كوادر إرهابية موزعة على العاصمتين.
وبالنتيجة فتجفيف نشاط هذه المليشيات والتنظيمات يأتي ضمن استراتيجية محاصرة انشطة ايران ونظامها الناشطة في تصدير «الثورة الإرهابية» في المنطقة.
لذا سنلاحظ تنمر لهجة هذه المليشيات العدوانية ليس لانها ستدخل في مواجهة مع واشنطن ولكنها تصرخ ألماً للتمويل المادي الضخم والكبير الذي سيتراجع وربما ينحسر كثيراً بعد تقصيص أجنحتها واذرعتها بوصفها تنظيمات إرهابية ناشطة لصالح من يمول ويدفع «إيران» التي يكفيها ما تعانيه من حصار اقتصادي ومالي ونفطي ووضع ادخلي متفجر.
وفي هذا السياق تأتي خطوة الحكومة البريطانية بموافقة برلمانها بوضع حزب اللات اللبناني على قوائم الإرهاب وهي خطوة ستكتمل دائرتها المطلوبة والمأمولة إذا ما حذت الدول الأوروبية حذو بريطانيا.
صحيح اننا الآن لا نعول على قرب هذه الخطوة ليتخذها الاتحاد الأوروبي الذي يلعب في الوقت بدل الضائع لصالح رفع الضغوط على إيران لخدمة مصالحه الاستثمارية والتجارية والمالية، لكنها «إيران» تبدو غير مقتنعة او غير راضية عن التحرك الأوروبي لصالحها وما تصريحات خامنئي عن «خبث» الأوروبيين الا رسالة واضحة انها تطلب وتضغط من أجل دعم اوروبي اكبر يساهم في انقاذ وضعها الداخلي، وهو وضع ألمح فيه روحاني إلى مقترح بأن يتولى وبالتالي يتحمل خامنئي قيادة المرحلة وما سيترتب عليها في القادم من شهور صعبة ومستنزفة حد الألم.
5
سامحني يا «شوارزكوف» صالح الشايجي الانباء الكويتية

في مقالي الأخير المنشور يوم الجمعة الأخير المصادف للثامن من هذا الشهر والمعنون «في بطن النملة» وقعت في خطأ أعتذر لكم عن وقوعي فيه.
أما الخطأ فهو تسميتي لقائد قوات تحرير الكويت في معركة «عاصفة الصحراء» حيث أسميته «غورباتشوف» بينما هو الجنرال الأميركي «نورمان شوارزكوف»، أما «غورباتشوف» فهو آخر رئيس شيوعي للاتحاد السوفييتي السابق الذي تفكك وعادت جمهورياته إلى شعوبها، فصرنا نسمع بـ «جورجيا» و«أرمينيا» و«أذربيجان» و«أوكرانيا» و«كازاخستان» وغيرها من جمهوريات كانت قوام اتحاد استمر لسبعين عاما تقريبا وكان يمثل القوة العظمى الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية ثم انهار وتفكك.
ما أردت قوله فيما أكتب اليوم هو سبب وقوعي في هذا الخطأ الجسيم والذي خلطت فيه بين اسم محرر بلادي واسم رئيس لجمهورية غدت من ذكريات الأمس.
السبب في رأيي قد يكون في تجاهل اسم «شوارزكوف» وعدم تخليده ليبقى محفورا في أذهاننا ككويتيين حيث لم يتم تكريم هذا الرجل الذي قاد جيوش ثلاث وثلاثين دولة من أجل تحرير بلادنا، ورغم هذا فلم ينل التكريم الذي يستحقه بإطلاق اسمه على شارع أو منشأة عسكرية أو أي رمز يحفظ اسمه في ذاكرات الأجيال القادمة.
ومثله أيضا تم تجاهل اسم الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش وهو السبب المباشر في تحرير بلادنا، وتم الاكتفاء بدعوته وآخرين من الرؤساء الذين ساهمت بلدانهم في حرب التحرير إلى زيارة الكويت وتكريمهم، وهو كما نرى فعل مؤقت لا يدوم مثل إطلاق الاسم على أحد الشوارع أو الطرق أو الجسور أو أي منشأة أخرى بحيث يبقى الاسم قيد التداول.
أطلقنا اسم جمال عبدالناصر على أحد أكبر شوارعنا، رغم أنه لم يفعل لبلادنا خيرا، بل كان له عام 1961 وحين هدد عبدالكريم قاسم باحتلال الكويت، موقف شبيه بمواقف دول الضد التي اتخذت جانب العراق عام 1990 وانحازت للغازي العراقي.
أما عبدالسلام عارف الرئيس العراقي الأسبق فقد أطلقنا اسمه على أحد الشوارع رغم وقوفه ضد الاعتراف بدولتنا الفتية آنذاك، ولقد كتبت فيما سبق مقالا مفصلا عنه.
بينما يتم تجاهل من حرر بلادنا، مع الأسف.
6 الدخول الإسرائيلي على خط «التوتر المحكوم» في سورية
حسين معلوم الحياة السعودية

أن يُعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أخيراً، أن إسرائيل وروسيا تعتزمان تشكيل «فريق مشترك» لانسحاب القوات الأجنبية من سورية، فهذا يدفع إلى التساؤل حول الجديد الذي تم الاتفاق عليه بينهما، خلال زيارة نتنياهو إلى موسكو (أواخر الشهر الماضي) أيضاً، أن يُضيف هذا الأخير «وضحت بشكل لا يقبل التأويل أن إسرائيل لن تسمح بأي تموضع عسكري لإيران في سورية»، فهذا، وإن كان يؤشر إلى الجديد الذي تم الاتفاق عليه بين بوتين ونتانياهو؛ إلا أنه، في الوقت نفسه، يُثير الاستفهام حول «قواعد اللعبة» بين إسرائيل وإيران في سورية… هل تغيرت؟ ثم، أن تتوافق تصريحات نتانياهو، من حيث التوقيت، مع حسم واشنطن الجدال الدائر، دولياً وإقليمياً، في ما يتعلق بمصير قواتها في المنطقة «الشمال شرقية»، وقرارها بسحب أغلبية هذه القوات مع الإبقاء على 400 عسكري منها فقط، كـ «وجود رمزي»، فهذا، يدفع إلى التساؤل حول مدى التوافق الأميركي الإسرائيلي، بخصوص إخراج الميليشيات العسكرية الإيرانية من بلاد الشام. أيضاً، إذا أضفنا إلى ذلك التفاهم الروسي الإسرائيلي الأخير، فهذا، يُثير الاستفهام حول مدى التناقض في المصالح «الروسية – الإيرانية»، على الساحة السورية، تحت سقف «التحاف الاستراتيجي» بينهما؟
وأخيراً، أن تتصاعد نبرة الانتقاد الروسي، بعد زيارة نتانياهو إلى موسكو، بخصوص عدم التزام تركيا ببنود «مذكرة التفاهم»، التي تم الاتفاق عليها، بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد، في إدلب السورية، فهذا، يطرح التساؤل حول التغير الحاصل في الموقف الروسي تجاه أنقرة، على الأقل من منظور أنه منذ الاتفاق على مذكرة التفاهم هذه، لم تلتزم تركيا بها، بل تم اختراقها من الجانب التركي بعد الإعلان عنها بأيام. أيضاً، إذا لاحظنا التقارب الحاصل بين أنقرة وطهران، ومحاولات إنشاء تقارب ثلاثي بينهما مع العراق، تزامناً مع زيارة الرئيس التركي إلى بغداد الشهر المُقبل، فهذا يُثير الاستفهام حول مدى التناقض في المصالح بين «ثلاثي سوتشي»؟
هذه التساؤلات، وغيرها، تُشير إلى التعقيد الذي ينتاب الأزمة السورية، وتفردها من بين أزمات المنطقة الأخرى، بإنتاج المزيد من التعقيد، والتشابك، الذي يطال أطراف هذه الأزمة، من دون استثناء، وإن بدرجات مختلفة. إلا أن الأهم، هنا، هو الدخول الإسرائيلي كـ «لاعب» إقليمي، ضمن أطراف الأزمة؛ وبالتالي، لنا أن نتصور مدى التأثير الحاصل جراء هذا المتغير الجديد؛ ليس، فقط، على مسارات الأزمة، ولكن، وهذا هو الأهم، على الوضع الجغراسي لمنطقة الهلال الخصيب.
وإذا اقتربنا أكثر من النقاط التي تُشكل في ما بينها بانوراما الصورة، لنا أن نُلامس ثلاثاً منها، على هيئة رؤوس أقلام لتوضيح ملامح هذه الصورة.
من جانب، هناك الاختلافات بين ثلاثي أستانة، التي تبدت بوضوح خلال القمة الأخيرة التي عُقدت في سوتشي. فهناك المعارضة الروسية الإيرانية للمقترح التركي، بخصوص إقامة منطقة «آمنة» عميقة، تكون لأنقرة اليد الطولى فيها، حيث ترى موسكو أن مساحة بعمق «15 – 20» كيلومتراً كافية؛ كما أن هناك، أيضاً، المعارضة التركية للاقتراح الروسي الإيراني، بتفعيل اتفاقية «أضنة»، بكل ما تعنيه من مصالحة أردوغان مع النظام السوري.
وبالتالي، لنا أن نتصور كيف يمكن أن تؤثر هذه الاختلافات، كنتيجة لتناقض المصالح بين تلك الأطراف، على مستقبل ما تم اعتباره «تحالفاً استراتيجياً» بينها، إذ يحول تقدم المصالح الروسية دون استفادة طهران من الاتفاقات الاقتصادية مع الحكومة السورية؛ ناهيك عن أن تلك المصالح نفسها، تتعارض مع وجود «الحرس الثوري» الإيراني، ومحاولة طهران الإفادة من ذلك، تبعاً لاتفاقية التعاون العسكري التي عقدتها مع دمشق الصيف الماضي. في الوقت نفسه، يُعبر تصاعد نبرة الانتقاد الروسي لأنقرة بعدم الوفاء بالتزاماتها، عن مدى التناقض في المصالح بين الطرفين؛ على الأقل من منظور عدم موافقة أنقرة على إخلاء الساحة، تاركة وراءها كل الاستثمارات التي حاولت توظيفها ببلايين الدولارات. من جانب آخر، هناك التقارب التركي الإيراني، ومحاولات إنشاء «تقارب ثلاثي»، على المستوى الاستراتيجي، مع العراق، عبر زيارة الرئيس التركي المُقررة إلى بغداد الشهر المُقبل؛ وهو التقارب الذي يستهدف دعماً تركياً لتوغل إيراني أكبر في العراق، في مقابل دعم إيراني لتركيا في سورية، بما يعني محاولة تقاسم النفوذ بينهما في سورية والعراق. إلا أن مثل هذا التقارب، وإن كان يتعارض مع النظرة الجغراسية الروسية لبلاد الشام والعراق؛ فهو، في الوقت نفسه، يصطدم بالهدف الاستراتيجي الأميركي، الذي يُعبّر عنه الإبقاء على وجود عسكري رمزي لها في سورية. إنه الهدف الذي يتمحور حول «منع أي تواصل بين العراق وسورية».
وبالتالي، لنا أن نتصور أن القوات الأميركية المُنسحبة من سورية، سوف تُعزز وجودها في العراق، وسوف تترك «داعش» يتحرك بحرية على جانبي الحدود بين البلدين؛ وذلك لمنع التواصل بينهما، من حيث سعي كل منهما لـ «التحالف» مع إيران، ومن بعدها روسيا، كما هو حاصل الآن، خاصة مع دعم بكين لهذه التوجهات، التي لا تزال في طور البناء؛ وهو ما يعني أن الوجود الرمزي للقوات الأميركية، هو محاولة لإبقاء «إقليم شمال سورية» خارج سيطرة روسيا وحلفائها؛ فضلاً عن كونه رسالة وضحة بأن واشنطن لم، ولن، تترك الساحة السورية، وأنه لا بد من التفاهم معها قبل فرض أي ترتيبات تتعلق بمستقبل سورية.
من جانب أخير، هناك «التوافق» الإسرائيلي الأميركي، على ضرورة إخراج الميليشيات المسلحة الإيرانية من الساحة السورية؛ كما أن هناك، أيضاً، «التفاهم» الإسرائيلي الروسي، كما عبّرت عنه تصريحات نتنياهو بعد زيارته الأخيرة إلى موسكو، حول تشكيل «فريق مشترك» لانسحاب القوات الأجنبية من سورية؛ وهو ما يؤشر ليس، فقط، إلى دخول إسرائيل على خط الأزمة السورية، كـ «لاعب» إقليمي، بل، وهذا هو الجدير بالتأمل والاهتمام، يُلمح إلى التغير المتوقع في «قواعد اللعبة» بين إسرائيل وإيران في سورية؛ خاصة في حال عدم قدرة إيران على الدخول في مواجهة مفتوحة معها، كما يبدو راهناً.
وبالتالي، لنا أن نتصور أن الأولوية الإسرائيلية، وإن كانت تتحدد في الوقوف دون تثبيت قواعد إيرانية في سورية، منتشرة بين الجنوب والوسط والغرب؛ فإن التوافق مع الأميركان والتفاهم مع الروس، حول هذه الأولوية، يؤكد أن إقامة قواعد عسكرية إيرانية على الحدود مع إسرائيل، يُخالِف النظرة الجغراسية لكل من واشنطن وموسكو. ولعل هذا يتأكد إذا لاحظنا ضبابية الموقف الروسي من الضربات الجوية التي شنتها، وتشنها، إسرائيل على تلك القواعد؛ ولاحظنا، أيضاً، كيف وسّع الإسرائيليون دائرة «الملاحقة الجوية» التي رُسمت لهم، من أربعين إلى أربعة وثمانين كيلومتراً ما وراء الجولان، ثم تجاوزوها في استهداف مراكز التجمعات الإيرانية وميليشياتها، دون أن تستطيع الأخيرة الرد عليهم.
في هذا السياق، سياق الصورة التي تبدو عليها بانوراما الأزمة السورية، وإلى حين إشعار آخر، يكون من المتوقع استمرار تفعيل سيناريو «التوتر المحكوم» في سورية، إلى أن ترتضي الأطراف الدولية، المُتنافسة في الأصل على قيادة النظام الدولي، بتسوية مُعينة للأزمة السورية تكون محل توافق بين هذه الأطراف.

7 الكويتيون في عسر والحكومة تبذر المال على العرب!
أحمد الدواس
السياسة الكويتية

هناك شارع في الكويت لم يسمع به الشباب الكويتي، اسمه شارع الــتــــيل “ياء ممدودة”، هي الأحرف الثلاث الأولى من كلمة تيــليــغراف أي إرسال الرسائل برقياً، الاسم ولاشك جميل أطلقه الكويتيون على شارع في حولي لأن إرسال البرقيات كان يجري فيه، ولكن حكومتنا أسمت الشارع “شارع تونـس” كما هي عادتها في ارتكاب الأخطاء منذ نصف قرن، ولم تكتف بذلك، بل أنشأت منطقة سكنية أسمتها “القيروان” قرب الدوحة، وجاءت شركة فأسمت مجمع القيروان في حولي كذلك.
في يوم 29 نوفمبر 2016 نشرت “السياسة” خبراً يقول ” الكويت تقرض تونس 500 مليون دولار خلال 5 سنوات لإنعاش اقتصادها”، ثم خبر منح تونس 22 مليون دينار لدعم شبكات توزيع المياه، هذا عدا عن الاستثمارات الكويتية الضخمة في هذا البلد .
هذه دولة اتخذت موقفاً عدائياً ضد الكويت أثناء الاحتلال العراقي، ويُذكر ان أحد الكويتيين خرج بعد الصلاة في مساجدها فضربه التونسيون لأنه كويتي، وكان راشد الغنوشي، مرشد الإخوان في تونس حينذاك، قد بارك الغزو العراقي الغاشم على الكويت ولعن الكويتيين على منابر المساجد في بلده، متمنيا زوالهم، فلماذا لاتسترجع الكويت الاسم القديم شارع “التيـل”، لاسيما ان دول المغرب العربي لاتقيم للكويت وزناً والدليل عدم تسمية سكة أو عاير فيها باسم الكويت !
هناك أيضاً اليمن، ساعدنا وأنشئنا فيه جامعة صنعاء، ومستشفيات ومدارس ودفعنا معاشات للمعلمين فيه من أموال الكويت فوقفت ضدنا أثناء الاحتلال، لبنان أحببناه منذ أواخر الخمسينات وفي النهاية يهدد حزب الله المجرم الكويت، هناك أيضاً كوبــا التي اتخذت موقفاً معاديـاً ضد الكويت أثناء الاحتلال، فماذا فعلنا تجاه كوبا ؟ لقد أقمنا علاقات ديبلوماسية معها ، ذهبنا إليهم ونحن نبتسم ومددنا يدنا نصافحهم ونفتح سفارة كويتية في هافانا،وصرنا فرحين بإقامة العلاقة معها !
سورية، وبعد الدمار الهائل الناجم عن الحرب الأهلية السورية تحتاج الى 100 مليار دولار سنويا ، نعم “سنويا” لإعادة إعمار ما هدمته الحرب، فمن سيدفع ياترى ؟! الجواب واضح تعالوا يادول الخليج ساعدونا، والله حالة، هم يخطئون ونحن ندفع ، وهكذا فأموال الكويت وأموال أبنائنا ليست لنا بل لهذا البلد العربي المتخلف أو ذاك، ناكر الجميل لتصليح عيوبه وأخطائه !
وزير المالية قال في سنة 2016: “ان المساعدات الكويتية الخارجية خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت ما يزيد عن 42 مليار دولار كدعم لاقتصادات دول عربية وودائع ومنح من دون رد وهبات، بخلاف ديون مستحقة تفوق 10 مليارات دينار”، ثم ان الكويت أنفقت على مؤتمرات كثيرة بشكل يفوق ميزانيات دول أفريقية وآسيوية، من بينها مؤتمر للمصالحة اليمنية فلم يتصالح اليمنيون ، ومافتئت الكويت تبدي استعدادها لاستضافة مؤتمرات جديدة عن أزمات أخرى، وشبابها الكويتي يصطف في طابور طويل ينتظر الوظيفة، والموظف الكويتي البسيط أو المتقاعد لايغطي معاشه نفقات حياته المعيشية .
ان الأقربين أولى بالمعروف، والكويتيون أحق بالفضل من غيرهم ، فلو صرفت الكويت على أهلها نصف ما صرفته على الخارج لأنهت مشقة ثلاثة أرباع شعبها الذين يعانون العسر وتكاليف المعيشة .
ماشأننا نحن والعرب الآخرين؟ يكفي أننا ساعدناهم بعد التحرير مع دول أفريقية وآسيوية، هل المطلوب من الكويت دعمهم أبد الدهر؟ إننا لانملك ثروة، فالثروة الحقيقية هي “الزراعة” كمايقول علم الاقتصاد لا احمد الدواس ، لذلك فان الغني هو الدول العربية بما فيها من أنهار وزراعة ، فالزراعة تُـطعم الإنسان منذ بدء الخليقة، لاالكويت بجدبها وفقر بيئتها ذات المورد الناضب يوما ما ، ثم تعالوا، فالسيارة الكهربائية سيستخدمها العالم عما قريب ، مايعني انخفاض الطلب على النفط وتدني سعره فتتضاءل إيرادات البلاد، ولن تغطي الكويت المصروفات العامة، وستدخل في حالة الفقر ، وسنتحسر على تبديد أموال الدولة، وهنا لن يسأل عنا من ساعدناهم في حالة العسر ولن يقرضونا فلســاً واحداً.