في تقرير حديث لها قالت الأمم المتحدة إن عددا كبيراً من المدنيين الأفغان قُتل العام الماضي بسبب تزايد الهجمات الجوية من جانب القوات التي تقودها الولايات المتحدة والتفجيرات الانتحارية.

وقال التقرير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان إن الصراع هناك أسفر عن مقتل 3804 مدنيين بينهم 927 طفلا وهما رقما قياسيان بزيادة نسبتها 11 في المائة في أعداد القتلى المدنيين عن عام 2017.

 

وقال تاداميتشي ياماموتو كبير مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان إن ”أفضل طريقة لوقف القتل وتشوه المدنيين هي وقف القتال. ولهذا نحتاج إلى بذل قصارى جهدنا لإحلال السلام“.

وتسببت الهجمات الانتحارية والعمليات الجوية في سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين سجلته على الإطلاق بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان. أما العمليات على الأرض، وعلى الأخص بين قوات موالية للحكومة وجماعات مناهضة لها، ظلت ثاني عامل يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين.

 

وأوضح التقرير أن 1185 مدنيا قُتلوا كما أصيب 1427 جراء عمليات نفذتها القوات الموالية للحكومة. أما عملياتها الجوية فتسببت في سقوط 492 طفلا بين قتيل وجريح إذ أن الكثير من الهجمات كانت على عناصر مناهضة للحكومة مختبئة وسط المدنيين.

وقالت ميشيل باشليه المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ”حقيقة أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في هذا العام هو الأعلى، أمر صادم“. وذكر التقرير أن حركة طالبان مسؤولة عن 1751 من الضحايا المدنيين في 2018 مقابل 916 في عام 2017 في حين قتل تنظيم الدولة الإسلامية أو أصاب 2181 مدنيا العام الماضي.

 

وردت طالبان في بيان لها على لسان قاري محمد یوسف احمدي المتحدث الرسمي قائلا لقد جاء في هذا التقرير بأنه بالنسبة إلى السنوات الماضية ازدادت الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، وفي هذه المرة أيضاً نُسبت مسؤولية 37 في المائة من الخسائر المدنية إلى طالبان دون أي مبرر ودليل موجه. نحن نرد تقرير يوناما هذا، وللأسف الشديد تتعامل عدد كبير من إدارات حقوق الإنسان بما فيها يوناما مع موضوع الخسائر المدنية الإنساني في إطار المصالح الأمريكية.

وقال ان جميع الأفغان شهود بأن الاحتلاليين الأمريكيين وبحسب اعترافاتهم أمطروا على الأفغان في العام الماضي أكثر من 7,000 قنبلة، وكل ليلة شنوا ما بين مداهمتين إلى خمس مداهمات ليلية على منازل المدنيين مما تسببوا في خسائر مدنية كبيرة.

وإذا ما قدرنا وزن القنبلة الأمريكية الواحدة بـ 20 كيلو غراماً، فإنهم ألقوا في مجموعها (140,000) كيلو غراماً من البارودة على الأقل على منازل، وقرى، وأسواق، ومساجد، ومستوصفات ومنشآت عامة للأهالي العزل.

واردف إن إغماض العيون على هذا العمل الوحشي الكبير، وإن إلقاء مسؤولية نسبة 37 في المائة من الخسائر المدنية على طالبان ليدل بشكل واضح بأن هذا التقرير تم ترتيبه ناقصاً، وبالاستفادة من منصة يوناما لوضع مواد دعائية وبروباغندا في اختيار ومتناول وسائل الإعلام.

 

إن طالبان تعتبر هذا النوع من التقرير البعيد عن الإنصاف ليوناما في مثل هذا الموضوع البشري الحساس إستفادة سيئة من قبل يوناما، وتعد هذا العمل مخالفاً لجميع الأصول المقبولة للأمم المتحدة، وللروح التأسيسي لتلك المنظمة.

 

إن 83 في المائة من حوادث الخسائر المدنية تقع نتيجة القصف الجوي العشوائي الأمريكي، وفي المداهمات على منازل الناس، ونتيجة استعمال الأسلحة الثقيلة من قبل جنود إدارة كابل، ونتيجة أعمال غير مسؤولة من قبل الميليشيات ، حيث أن الشعب الأفغاني يشاهدونها بأم أعينهم.

وقال إن طالبان إلى أبعد الحدود يحتاطون للحفاظ على حياة المدنيين، وإن يوناما لن تقدر تقديم مثال تثبت فيه حصول كذا في المائة خسائر عمدية للمدنيين في أي هجوم لطالبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد