تساءل الكاتب آدم تايلورفي مقال نشره اليوم الجمعة في صحيفة واشنطن بوست التي ايدت بوش لشن الغزو عن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي بالعراق في حال قررت بغداد إصدار تشريع لإجبار تلك القوات على الخروج من البلاد.
وتابع،ان ترامب قدم دفاعاً عن قرارين أخيرين سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأيضاً المحادثات مع طالبان، التي قد تؤدي إلى انسحاب أمريكي من أفغانستان، غير أنه تملص من قضية انسحابه من العراق، وهو البلد الذي تخوض فيه الولايات المتحدة حرباً لا نهاية لها.
وأوضح بعد نحو 16 عاماً من غزو العراق من قبل الولايات المتحدة لا يزال هناك نحو 2500 جندي أمريكي هناك زارهم ترامب نهاية العام الماضي، وذلك بعد وقت قصير من إعلانه غير المتوقع عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا، حيث ينظر ترامب إلى القوات الموجودة في العراق على أنها مُهمة لتعزيز الحضور الأمريكي.
وأكد ترامب خلال زيارته لتلك القوات على عدم وجود خطط فورية للانسحاب من العراق، ثم عاد هذا الأسبوع لتسليط الضوء مجدداً على تلك القوات بعد أن أشار إلى أنها يمكن أن تستخدم في مهمة مراقبة النفوذ الإيراني.
وأضاف الكاتب: “رفض برهم صالح تلك الفكرة، وقال لن نسمح بذلك، فالعراق لا يريد أن يكون طرفاً أو محوراً في أي نزاع إقليمي بين بلدان متعددة، وفي اليوم التالي أعلن عبد المهدي أن العراق لن يسمح للقوات الأمريكية بمحاربة أي بلد آخر انطلاقاً من أراضيه، فالقوات الأمريكية لم يسمح لها بالدخول للعراق إلا لمحاربة الإرهاب.
وقال أن القوات الأمريكية التي عادت إلى العراق عام 2014 بعد انسحابها من هناك عام 2011، جاءت برغبة وطلب من الحكومة العراقية بعد أن أضحى تنظيم داعش على أعتاب بغداد، ومن ثم فإن مهمتها التي اعترف بها قادة في الجيش الأمريكي هي مكافحة الإرهاب.
ونقل الكاتب عن جوزيف فولت، رئيس القيادة المركزية للقوات الأمريكية خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة، يوم الثلاثاء الماضي، قوله: إن “مهمة القوات الأمريكية لاتزال تتركز على الطلب الذي تقدمت به الحكومة العراقية؛ وهو مكافحة الإرهاب”.
وقال الكاتب: إن “العراق وامريكا لم يوقعا اتفاقية تحدد شروط الوجود الأمريكي، بمعنى أن هذا الوجود هو فقط بناء على طلب حكومة بغداد. بالنسبة لترامب يبدو أن العراق مكان منطقي للقواعد الأمريكية؛ إذ يمكن من خلاله مراقبة إيران أو مواجهتها”.
واضاف لقد حاولت الحكومة العراقية أن تتجنب الوقوع في صراع بين واشنطن وطهران، الجارة القوية لبغداد، وينظر إلى عادل عبد المهدي،على أنه يسعى للتوصل إلى حل وسط، فهو مدعوم من سياسيين شيعة يتقدمهم مقتدى الصدر، الذي يعتبر أحد الشخصيات الشيعية النافذة التي لها موقف مناهض من إيران.
ويعتقد الكاتب أن زيارة ترامب إلى العراق في ديسمبر الماضي، وعدم لقائه بأي مسؤول عراقي، تشكل خطراً على طبيعة العلاقة المرتبكة أصلاً بين العراق والولايات المتحدة.
وتساءل الكاتب: إذا ما قرر العراق إخراج القوات الأمريكية فكيف سيكون رد الرئيس ترامب؟
وقال إن ترامب انتقد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، مؤكداً أنه كان على الولايات المتحدة أن تُبقي قواتها هناك لوقت طويل، ولكن يبدو أنه من المحتمل أن تفعل إدارة ترامب بالعراق ذات ما فعلته في سوريا، فهو يرغب بالنهاية في الحد من الانتشار الأمريكي بالشرق الأوسط، ومن ثم قد يقرر الانسحاب بحجة أن مهمة محاربة تنظيم الدولة قد انتهت.