أفاد تقرير لفريق من الأمم المتحدة،مكذبا ترامب في خطابه الاتحادي ولقائه مع وزراء خارجية 80 دولة بأن تنظيم “داعش” لم يهزم في سوريا، مشيرا الى انه لا يزال الأخطر بين الجماعة الإرهابية.
ويناقض هذا الاستنتاج تماماً ما أعلنه الرئيس الأميركي بشأن القضاء التام على التنظيم.
ويشير فريق المنظمة الدولية لمراقبي العقوبات، في تقريره المقدم إلى مجلس الأمن، إلى وجود ما بين 14 ألف و18 ألف مقاتل للتنظيم المتطرف في سوريا والعراق، من بينهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل أجنبي.
وأفاد التقرير بأن “التنظيم لم يُهزم بعد في سوريا لكنّه لا يزال يتعرّض لضغط عسكري شديد في ما تبقى له من أراض في معقله في شرق البلاد”، مشيرا الى ان “التنظيم أظهر تصميماً على المقاومة وقدرة على شن هجمات مضادة”.
وكان ترامب أعلن في 19 كانون الاول الماضي أنه قرر سحب ألفي جندي أميركي من سوريا، مؤكداً دحر التنظيم المتطرف.
وناقض ترامب في قراره تقييم مدير الاستخبارات الأميركية دان كوتس الذي اعتبر أن التنظيم يشكل تهديداً قوياً في الشرق الأوسط وللغرب.
والأربعاء، جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التزام بلاده إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم “داعش”، لكنّه أشار إلى أن المقاربة قد تتغير.
وصنّف التقرير الأممي، الذي تناول أيضا تنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى أدرجتها الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب، تنظيم داعش المتشدد الأكثر خطورة بينها.
وجاء في التقرير أن “تنظيم داعش لا يزال مرتبطاً بأنشطة إرهابية أكثر من التنظيمات المنافسة، لذا فهو يشكل أخطر تهديد متخطياً بأشواط التنظيمات الأخرى”.
وأورد تقرير مراقبي العقوبات أن التنظيم المتطرف تحول، بعد خسارته أراضي في العراق وسوريا، إلى شبكة سرية.
وتابع التقرير أن “التنظيم قد تقلّص إلى مجموعة متشتتة وهو يعطي توجيهات لبعض المقاتلين بالعودة إلى العراق للالتحاق بالشبكة هناك بهدف الصمود وتعزيز الصفوف والارتداد في المنطقة المركزية”.
وتوقّع التقرير أن يكون بإمكان تنظيم داعش المتشدد أن يعيد التركيز على العمليات الإرهابية في الخارج، لكن قيادته المركزية “تفتقد في الوقت الراهن للقدرة على إدارة هجمات دولية”.
ويبقى التنظيم المتطرف، الذي سيطر في 2014 على مساحات شاسعة في العراق وسوريا، تنظيماً عالمياً وإن تراجعت اعتداءاته في الخارج في 2018 مقارنة مع 2017.
ويستند التقرير بشكل كبير على معلومات دول أعضاء في الأمم المتحدة ويتناول الفترة بين تموز وكانون الاول 2018.
ولا يزال ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مقاتل في صفوف التنظيم الذي باتت سيطرته تقتصر على جيب صغير في سوريا قرب الحدود مع العراق في محيط بلدة “هجين” يخوضون القتال، غالبيتهم من العراق، بحسب التقرير.
وتقدّر إحدى الدول الأعضاء عدد المقاتلين الفاعلين للتنظيم في العراق بنحو ثلاثة آلاف مقاتل، لكن حكومات أخرى تؤكد أن عددهم أكبر بكثير.
وأشار التقرير إلى اعتقال نحو ألف مقاتل للتنظيم في العراق وما يناهز هذا الرقم في شمال شرق سوريا لكن الحكومات تواجه صعوبات في التثبّت من جنسياتهم.