7 مقالات عن العراق في الصحف العربية والاجنبية عن العراق يوم الاربعاء

1 لماذا فشلت المظاهرات العراقية حتى الآن؟
هيفاء زنكنة
القدس العربي

بعد هدوء نسبي، عاد المتظاهرون للاحتجاج بمدينة البصرة، جنوب العراق. عادوا مطالبين بذات المطالب التي دفعوا ثمنها غاليا: حياة العشرات واعتقال ناشطين واختطاف آخرين لا يعرف مصيرهم. فمنذ شهر تموز/ يوليو، في العام الماضي، والمتظاهرون يطالبون بأبسط الخدمات من الماء الصالح للشرب والكهرباء إلى توفير فرص العمل ووضع حد للفساد المتفشي، بأنواعه، في مؤسسات الدولة. يتظاهرون في بلد هو ثالث أعلى بلد مصدر للنفط بالعالم، وتنطلق أصواتهم بغضب ومرارة ورجاء من محافظة تعتبر أم النفط في العراق. وحين تجاوز الإحساس بالظلم مداه وأستهدف المتظاهرون مراكز الأحزاب والأداة المحلية باعتبارها تجسيدا للفساد الإداري والسياسي، وكما في المرات السابقة، جوبهوا بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
في أيلول/سبتمبر، من العام الماضي، وبعد مظاهرات شهرين تحت أشعة الشمس الحارقة، هطلت على سكان البصرة، زخات من زيارات مسؤولين حكوميين وممثلي المرجعية الدينية بمدينة النجف، وهم يحملون أطنانا من الوعود لتحسين الأوضاع. الا ان أيا منها لم يتحقق. عاد المسؤولون إلى الاستكلاب حول المناصب وعاد ممثلو المرجعية لاعتلاء منصة خطبة الجمعة واعظين. اختفت الأموال وتبخرت الوعود. فقرر المتظاهرون، يوم الجمعة الماضي، العودة إلى الشارع للاحتجاج. وهذه ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها نيران الاحتجاجات إلى حد منح الناس أملا بالتغيير ثم يخفت وهجها تدريجيا ويعود من يعود إلى داره وقد أضيفت طبقة جديدة من خيبة الأمل إلى حياته. وشباب البصرة ليسوا الوحيدين الذين يخاطرون بحياتهم للاحتجاج على الأوضاع وتقديم قائمة مطالب، تبقى في مضمونها، واحدة. بل انهم حلقة في سلسلة مظاهرات واعتصامات لو قمنا برصدها واحدة واحدة لوجدنا إنها تجاوزت المئات، منذ غزو البلد عام 2003.
وزيارة قصيرة إلى آلة البحث «غوغل» ستقود الباحث إلى صور مذهلة لساحات وشوارع المحافظات والمدن العراقية المكتظة أحيانا بالمتظاهرين والخالية الا من العشرات في أحيان أخرى. احتجاجات تمتد من شمال العراق إلى جنوبه، من إقليم كردستان إلى مشارف حقول النفط الجنوبية. تدحض الصور وقائمة المظاهرات الطويلة، المتعددة، فكرة اقتصار الاحتجاجات على «إرهابيين» من محافظات تم وسمها إعلاميا ودعائيا بالإرهاب. إذ تزين الاحتجاجات خارطة العراق بمدنه من السليمانية إلى الموصل والرمادي وبابل والناصرية والبصرة مرورا ببغداد التي شهدت امتداد روح الربيع العربي اليها عام 2011 على مدى شهور من الاعتصامات في ساحة التحرير، بقلب بغداد، فيما أطلق عليه أسم سلسلة «جمعة الغضب».
توجهت المظاهرات نحو المحتل، بشكل خاص، في فترة الاحتلال الانكلو أمريكي المباشر (2003 ـ 2011)، خاصة في مدن غرب العراق (الفلوجة والرمادي مثالا) لتنتقل بمطالبها نحو الحكومات العراقية (المنتخبة ديمقراطيا افتراضا) في السنوات التالية، في بقية المدن، لتشمل توفير الخدمات والحقوق الأساسية، من تعليم وصحة وسكن، ونال إقليم كردستان نصيبه من الاحتجاجات ومواجهتها بالعنف من قبل قوات الأمن والشرطة.
ركن المحتجون إلى الصمت، خاصة، بعد ان أصدرت المرجعية الدينية بالنجف، فتوى الجهاد ضد الدولة الإسلامية (داعش)، وباتت «داعش» أداة مقبولة محليا ودوليا، قانونيا ودينيا، لاتهام أي محتج بالإرهاب والداعشية.

اعلان الحكومة العراقية النصر على منظمة « داعش»، ومجيء حكومة جديدة أطلقت الوعود بالشفافية والقضاء على الفساد، بسخاء حاتمي، وما تلاه من تلاشي الوعود، أعاد الإحساس بالظلم بين المحتجين إلى موقع الصدارة. فعادت الاحتجاجات المتناثرة في عدة مدن

الا ان اعلان الحكومة العراقية النصر على منظمة « داعش»، ومجيء حكومة جديدة أطلقت الوعود بالشفافية والقضاء على الفساد، بسخاء حاتمي، وما تلاه من تلاشي الوعود، أعاد الإحساس بالظلم بين المحتجين إلى موقع الصدارة. فعادت الاحتجاجات المتناثرة في عدة مدن.
عند مراجعة كثافة وتعدد الاحتجاجات، واستمراريتها في أرجاء البلاد على مدى طويل يقارب 16 عاما، ومع أعداد الضحايا الكبير وخطف الناشطين بالإضافة إلى قصف مدن المحتجين بالبراميل المتفجرة (في الفلوجة)، نجد أنفسنا أمام سؤال مُلح هو: لماذا لم تحقق المظاهرات والاعتصامات، المطالب التي لايزال المتظاهرون يطالبون بها؟
هناك، بطبيعة الحال، مجموعة عوامل متداخلة، من بينها تسرب النفس الطائفي إلى بعض المظاهرات وتدخل المرجعية الدينية لصالح الحكومة بحجة تهدئة الحال وشعبوية الخطاب السياسي للأحزاب المسيطرة بحكم الفساد بالإضافة إلى استخدام بعبع «الإرهاب».
الا ان أحد العوامل المهمة التي غالبا ما يتم تجاهلها هو محلية الاحتجاجات أو، بأحسن الأحوال، امتدادها الجزئي المستند إلى التحشيد الطائفي والعرقي بعد التغييرات السكانية التي مررت بعد الاحتلال وافرغت مناطق كثيرة من اختلاطها التاريخي الطبيعي. فحركات الاحتجاج في إقليم كردستان، مثلا، لا تدفع الشباب إلى الاحتجاج في الرمادي أو كربلاء أو البصرة والعكس بالعكس، حتى حين تكون المطالب واحدة وشاملة مثل القضاء على كابوس أو إرهاب الفساد أو المطالبة بالأجور وحق العمل. لا تطرح الحركات المحلية حلولا جذرية وطنية عامة للتغيير، وبسبب طبيعة مطالبها وكونها بلا قيادات ذات خبرة في تطوير سيرورة الاحتجاج نرى انها تصبح ضحية تلاعب الأحزاب والفساد إذ تستغل في الصراعات على المناصب، حالما تتم مساومتها لقاء تحقيق أحد المطالب حتى تتخلى وتستكين ثم تعاود الخروج إلى الشارع بعد حين، مما يجعلها بسبب هذا التذبذب عاجزة عن قلب المعادلة الموجودة وعاجزة عن كسب جمهور صامد.
الإشكالية الأخرى هي فشل هذه التحركات الاجتماعية في استقطاب شرائح المجتمع المختلفة بالإضافة إلى فشل قوى المجتمع المدني، النقابات خاصة، في الانضمام اليها، باستثناء شركة نفط الجنوب، برئاسة حسن جمعة. فاحتجاجات خريجي هندسة النفط الشباب الذين لا تقوم شركات النفط بتعيينهم هم وعمال النفط الآخرين بل تجلب العمال والمهندسين الأجانب، لم تشهد يوما انضمام نقابة المحامين أو المعلمين أو اتحاد الكتاب والصحافيين لمساندة احتجاجهم، ولا دورا لغرف التجارة لمناهضة الفساد والابتزاز وفرض النزاهة في المجال الاقتصادي اليومي. بينما تبين تجربة الإحتجاجات والانتفاضات الشعبية في العالم إلى ان دور المهنيين في تزعم التظاهرات تمنحها درجات من الانضباط والنضوج والحصانة من الإختراق والتلاعب. تشير التجربة العراقية حتى الآن إلى تجميد الاحتجاجات في أماكنها بدون ان تتمكن من قطع خطوة أخرى باتجاه التجذر المجتمعي والاحساس العام بانه لم يعد هناك من حل غير العمل الجماعي، من الخريجين الشباب والعمال والطلبة والفلاحين إلى المهنيين ونقاباتهم. والانتقال من مرحلة الاحتجاج إلى إنتفاضة للتغيير تبدأ بالعصيان المدني الشامل والاضراب العام وكل النشاطات النقابية المحلية والعامة المبرهنة على التحرر الفعلي من الطائفية والعرقية، المستندة على فكر يخرج من الاطار المحلي إلى العام، ومن المصلحة الفردية إلى الوطنية لا بمفهومها الدعائي الفارغ الذي يتشدق به الساسة الحاليون بل المفهوم الجامع الذي تربينا عليه يوم لم نكن نُعرف أنفسنا بالطائفة أو الدين بل بكوننا عراقيين.
2 الديمقراطية الأميركية كانت كارثة على الشرق الأوسط فرانسيس غيلس العرب بريطانيا

بعد الحادي عشر من سبتمبر، قام المحافظون الجدد في الولايات المتحدة بصياغة رؤية للسياسة الخارجية، فضّلت استخدام القوة لفرض مؤسسات ديمقراطية على الأشخاص المضطهدين، بحجة عدم قدرة الناس الخاضعين للحكم الدكتاتوري على تحديد مصيرهم، مما يعطي القوى الأجنبية التزاما أخلاقيّا بتحسين مصيرهم عوضا عنهم.
أشار عالم السياسة الأميركي، أندرو باسيفيتش، إلى أنّه على الرغم من إمكانيات القوات المسلحة الأميركية التي وصلت إلى ذروتها في حقبة ما بعد الحرب الباردة، فإن هذه القوات المجهزة والموهوبة والمدربة تدريبا عاليا، والمنظمة، غير قادرة على إنجاز أي من المهام الأساسية التي تم تكليفها بها. وقال “نرسل القوات إلى الحرب لكنها لا تحقق السلام. وبدلا من ذلك، يبدو أن حروب أميركا ومناوشاتها ستستمر دون نهاية”.

يوضّح باسيفيتش في تحليل نشر على موقع “توم ديسباتش” أنّ هناك العديد من الأسباب التي تفسر هذه الحالة المؤسفة، فالخدمات المسلحة قد صممت لإظهار القوة العسكرية على أساس عالمي؛ فالدفاع عن الولايات المتحدة هو عبارة عن فكرة ثانوية، بعد أولويات أخرى مثل محاولة تهدئة مقاطعة قندهار في أفغانستان أو المواجهة مع الجماعات المسلحة في الصومال.
في الشرق الأوسط، الذي كان محور معظم النشاط العسكري الأميركي على مدى الجيل الماضي، تستند الفكرة الإمبريالية الديمقراطية على الاقتناع بأن الناس في هذه المنطقة الشاسعة متجانسون ثقافيا، وأن طبقاتهم الوسطى قوية سياسيا، وأن مواطنيهم يدركون واجباتهم تجاه بعضهم البعض، وأن الأساس الاجتماعي والمؤسسي للديمقراطية موجود.
أدرك قادة عسكريون بريطانيون وفرنسيون كبار خلل هذا التحليل، وعارضوا بلدانهم في الانضمام إلى الولايات المتحدة في العراق سنة 2003، وليبيا عام 2011. رأى بعض القادة بعد فترة قصيرة من سقوط نظام طالبان في أفغانستان أن محاولة بناء الديمقراطية في ذلك البلد كان عملا غبيّا، على الرغم من التطلعات الديمقراطية للعديد من الأفغان.
لا يستطيع الكثير من الناس هناك الاتفاق على الخطوط الأساسية للأمة، ناهيك عن الطبيعة الأساسية للدولة. يعرّف الأصوليون هناك، في جميع أنحاء العالم العربي، “الأمة” بأنها جماعة المؤمنين المسلمين الذين تحكمهم العلاقات وفق الشريعة الإسلامية، في حين يعرّفها القوميون بأنها مجموع المواطنين الذين يشتركون في لغة وثقافة وتراث، والمرتبطين بالقوانين المدنية والمؤسسات العلمانية.
تحدّد الأقليات في أفغانستان وإيران والدول العربية “الأمّة” من حيث سماتها الطائفية الخاصة، التي تهيمن عليها المؤسسات التي تضمنها، مثل الموارنة في لبنان. وتعرّف الأقليات غير العربية المصطلح عبر الاجتماع في اللغة، حيث يعتبر الأمازيغ في الجزائر مثالا على ذلك.
أقامت تونس، المتجانسة دينيا ولغويا، نقاشات ديمقراطية منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011، إثر ثورة كانت نابعة من الداخل، لم يتم تشجيعها أو التأثير عليها من الخارج. تعتبر الطبقة الوسطى التونسية أقوى من معظم الطبقات الوسطى في الدول العربية، وفي هذا البلد يعتبر وجود المرأة وتأثيرها أهم من وجودها وتأثيرها في أي مكان آخر من أماكن المنطقة، بفضل تحررها قبل ثلاثة أجيال في عهد الحبيب بورقيبة.
تشكل الصحوة العربية مأزقا هائلا للولايات المتحدة. فمع تجاهل الديمقراطية باسم النفط في بداية “الحرب الأميركية من أجل الشرق الأوسط الكبير” -وهو عنوان كتاب باسيفيتش الذي نشر في 2016- فإن الولايات المتحدة سبق وأن أعلنت نفسها أعظم بطل في الديمقراطية، بعد 11 سبتمبر.
منذ ظهور الجمهورية الإسلامية في إيران في 1979، استنتج صناع السياسة في الولايات المتحدة أن القضاء على طرف واحد سيء هو مفتاح حل مشكلة أكبر. وقد فشل صانعو السياسة الأميركيون أكثر من مرّة في إدراك عدم وجود هدف موحد “للحرب ضد الإرهاب”. هناك أسباب أخرى أعمق، وراء عدم استعداد العالم العربي الأوسع للديمقراطية.
إن العقل العربي قادر تماما على التفكير الليبرالي لكن الحواجز الاجتماعية والمؤسساتيّة تشكل عقبات هائلة أمام تحقيقه. إنّ الحواجز تعارض روح الضوابط والتوازنات، وفصل الحريات الدينية والدولة والحريات الفردية التي تميز معظم الديمقراطيات الغربية.
لقد ورث الشرق الأوسط من أسلافه العثمانيين وغيرهم، تقليدا من البيروقراطية المركزية والاستبدادية التي يرمز إليها الملوك أو الدكتاتوريون العسكريون، الذين كان لديهم توطيد قوتهم وقمع المعارضة والحفاظ على الامتيازات الاقتصادية للعشيرة أهم من التنمية الاقتصادية والتعليمية. وظلّت قوى الطبقة المتوسطة ضعيفة عندما واجهت قواتا عسكرية أو ملكيّة أو دينية، ذات أولويات بعيدة عن الديمقراطية.
لا يعتمد الحكم الديمقراطي ببساطة على الانتخابات الحرة، إذا لم تكن مصحوبة بإصلاح مؤسسي واقتصادي، فإن النتيجة تبقى حالة من الجمود، كما تكتشف تونس. كما أعطت الانتخابات الحرة في العراق السلطة للشيعة ونفوذا أكبر لإيران، وهو عكس ما كان يقصده المحافظون الجدد في الولايات المتحدة. وبقيت مصر تحت سلطة من يقود الجيش.
قبل الغزو الأميركي للعراق في 2003، حذر أكاديمي أميركي كبير رئيس هيئة موظفي نائب الرئيس الأميركي من أن الانتخابات الحرة في العراق ستعطي قوة أكبر لإيران. وكان الرد المتغطرس من لويس “سكوتر” ليبي: “أنت تفهم التاريخ، ونحن نصنعه”.
أطلقت الإمبريالية الديمقراطية العنان الطائفي والعرقي والأيديولوجي الذي أعاد الشرق الأوسط ثلاثين سنة إلى الوراء. لقد فشلت تماما في إعادة إحياء معظم البلدان التي زارتها. وأصبح الصراع الطائفي والعرقي، واستعادة الحكم الاستبدادي، من عواقب نظرية تدميريّة.
ربما يكون دونالد ترامب أكثر حكمة مما نعتقد. لكنه من الغريب أن تكون سياسة رئيس ذي توجهات معادية لتوجهات باراك أوباما، في سوريا مشابهة لسياسة سلفه.
3 أبناء الرافدين محمد مبارك البيان الاماراتية

التمعّن في زحف وتدفق الجمهور العراقي على الملاعب المختلفة في المدن الإماراتية من أجل مساندة منتخبهم الوطني يثير الإعجاب لمن يتابعه، ويكشف عن أهمية المنتخب في بث السعادة بقلوب كل أبناء الرافدين، والذي أصبح العامل الأول في نشر الفرح والبهجة وإعادة رسم البسمة المفقودة بين مختلف أطياف المجتمع العراقي المتعدد الأعراق والديانات والمذاهب، هذا الفريق الكروي يحملُ همّ ومسؤولية توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية والنهوض بكل قطاعات الحياة، مستمداً قوته وصلابته من عراقة الحضارات الأقدم في تاريخ الإنسانية التي سكنت أرض الرافدين وهي سومر وأكد وبابل وأشور وكلدان.
أسود الرافدين وبالمناسبة هو آخر منتخب عربي يحقق لقب كأس آسيا عام 2007، يعد أكثر المنتخبات شباباً في البطولة الحالية بمتوسط أعمار لا يتجاوز 24 عاماً، وبحيوية وروح وحماس الشباب قدم لوحات كروية جميلة في دور المجموعات واستحق التأهل، ويستعد لخوض معترك مرحلة خروج المغلوب، متسلحاً بثقته الكبيرة بإمكانياته والروح القتالية التي يعرف عنها ابن العراق، ودافعه الأكبر مواصلة المشوار ونشر الفرح بين الملايين من الشعب العراقي في الداخل والخارج والمتابعين عن كثب لكل الأحداث والتفاصيل الدقيقة لمنتخبهم في هذه البطولة القارية.
الترابط بين الشعبين الإماراتي والعراقي قديم ولا يمكن أن يفسده العابثون، وقد رصدنا بعض المواقف التي تثلج الصدور من الجانبين، نذكر منها السلوك الحضاري للمشجع العراقي بعد انتهاء المباريات بالإصرار على تنظيف المدرجات قبل مغادرة المكان لأنه اعتبر نجاح البطولة جزءاً من مسؤوليته، كذلك المبادرة التي تكفل فيها لاعب منتخبنا الوطني السابق محسن مصبح بشراء مجموعة من التذاكر وتوزيعها على الجمهور العراقي للاستمتاع بالأجواء الكروية التي تجوب الإمارات في الوقت الراهن ودعم منتخبهم، وترديد الأهازيج الإماراتية من قبل العراقي، بالإضافة إلى التفاعل الرائع بين أبناء الشعبين في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد شاهدنا كيف اجتاح الفيديو الخاص بكبير المشجعين العراقيين وهو يتحدث عن الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان «طيّب الله ثراه» والنهضة في الإمارات مواقع التواصل الاجتماعي.
«العراق جمجمة العرب، وكنز الرجال، ومادة الأمصار، ورمح الله في الأرض، فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر».
4 كلش زين مهدي! محمد الجوكر البيان الاماراتية

يسعى الأشقاء العراقيون لإعادة الحياة الرياضية، التي تعد المؤسسة الأكبر والأهم في تاريخ رياضة كل بلد، والرياضة العراقية مشهودة في الملاعب والمشاركات الدولية والقارية، بعد الانتصارات التي حققوها، فهم أصحاب تاريخ حافل، ولهم صولات وجولات في كل الدورات القارية والدولية، ووجودهم في بطولة آسيا حالياً، تأكيد على مكانتهم الرياضية التاريخية، ومن بين الأمور التي نتوقف عندها اليوم، هو تكريم محمد الرميثي نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لكأس آسيا، المشجع العراقي «مهدي»، في مبادرة طيبة، تؤكد حرص قادتنا على التشجيع المثالي، فقد لخص مهدي، المشجع الذي يطوف العالم خلف منتخب بلاده، ويصيح بأعلى صوته عراق عراق، وفي اليومين الماضيين، انتشر عبر المواقع والقروبات، وأصبح حديث الشارع الرياضي، مبيناً مدى حبه لقادتنا ولشعبنا، وجاءه الرد مباشرة، ونيابة عنا، رحب «بو خالد» وهو يكرم الرجل في مكتبه بمجلس أبوظبي الرياضي، فالتقدير جاء إيماناً بأهمية دور الجماهير، لنقول له ولأمثاله «تستاهلون أبناء الرافدين»، وهذا المشجع عرفته خلال البطولة العربية، التي جرت بالقاهرة، على كأس الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله عام 2000، وكان مرافقاً لفريق الشرطة العراقي، وفيها جمع أول لقاء رياضي كروي العراق والكويت، وشهد بيت العرب القاهرة، اتفاقية توأمه العلاقة الرياضية بين نادي الكويت والشرطة، وأفتخر دائماً بأن قلم العبد لله، تم به التوقيع على التعاون المشترك بين رئيسي وفدي البلدين الشقيقين، وهما مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، ورعد حمودي الحارس الكروي العملاق، حيث كنت مشرفاً إعلامياً يومها على اللجنة الإعلامية في البطولة العربية،
اليوم، نشعر بضرورة مساندة الأشقاء في العراق، ومنهم الرياضيون، ونتمنى أن تستمر الرياضة العراقية، فهذا البلد بحاجة لجهود أبنائه في كل القطاعات الرياضية.
وجود أبناء الرافدين معززين مكرمين في كل البطولات العربية والقارية والدولية والإقليمية، مطلب حيوي، نرحب بمثل هذه المبادرات الإنسانية، التي تزيد من رصيدنا جميعاً، واختتم قائلاً: هلا عيني هلا، و(كلش زين مهدي).. والله من وراء القصد
5 الجيش الأميركي والمعارك الحزبية تشارلز لين واشنطن بوست

هل يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على أمنها القومي واستقرارها الحكومي بعد استقالة وزير الدفاع «جيم ماتيس» مع بداية العام الجديد؟ سؤال جيد، لكن هناك سؤالاً أفضل: ماذا تعني استقالته بشأن سلامة نظامنا السياسي، الذي اعتمد بدرجة كبيرة على تولي جنرال متقاعد حديثاً من قوات البحرية الأميركية الإشراف على الجيش.. جنرال تمكن من العمل كوزير في المقام الأول لأن الكونجرس أعفاه من أحكام قانون عام 1947 المعروف بـ«قانون الأمن القومي»؟ ومن الواضح أن حدود سلطة خوض الحرب بين الفرعين التشريعي والتنفيذي، وبين الجندي والحكومة، لم تتطور مثلما تصورها الآباء المؤسسون تماماً. وقد بدأ ذلك التشابك والتداخل قبل فترة طويلة من تولي الرئيس دونالد ترامب، ويبدو على الأرجح أن الوضع سيتدهور. فبموجب الدستور، للكونجرس سلطة إعلان الحرب، وتمويل القوات المسلحة، ووضع القواعد التي يعمل الجيش بموجبها. والرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ولديه السلطة الأساسية لتولي المهام الدبلوماسية اليومية. ومن الناحية العملية، كانت نتيجة هذا التقسيم للعمل مجدية وإن لم تكن كاملة، حتى في بداية الجمهورية، غير أنه كان هناك دائماً وضوح بشأن هدفيه المتمثلين في حكم القانون والإدارة المدنية للجيش.
لكن صعود الولايات المتحدة على الساحة العالمية في القرن العشرين حوّل السلطة من الكونجرس إلى الرئيس، ومن خلاله، إلى فيالق الضباط العسكريين. وبعد حرب فيتنام، أضاف الكونجرس قيوداً قانونية من خلال «قانون سلطات الحرب» لعام 1973، لكن ثبت ضعف هذه القيود نسبياً. فالرئيس الراحل بوش الأب وجورج بوش الابن سعيا وحصلا على موافقة الكونجرس لخوض حروب في الشرق الأوسط، بينما أنكرا أنهما في حاجة حقيقةً إلى هذه الموافقة. وفي عام 1999، أبقى الرئيس كلينتون على المقاتلات الأميركية في المعارك فوق البلقان رغم فشل التصويت على التفويض في مجلس النواب الذي كان يهيمن عليه «الجمهوريون». وقد أرسل الرئيس أوباما القوات الأميركية لمحاربة تنظيم «داعش» في سوريا استناداً إلى تفسير مبتكر للسلطة التي منحها الكونجرس للرئيس بوش الابن لمواجهة تنظيم «القاعدة» في أفغانستان (وفي أماكن أخرى) في عام 2001.
ولا يزال هذا الشيك «شبه المفتوح» في دفتر الشيكات، على رغم من محاولات بعض المشرعين من حين إلى آخر تحديثه، أو بمعنى أدق تقييده!
ومن المفارقة أن إخفاق الجهود التشريعية الرامية إلى تقييد التفويض الرئاسي في الحرب على الإرهاب التي شارفت على إكمال عامها الثامن عشر هي من تركت الكونجرس في حاجة إلى «ماتيس» من أجل الوقوف بين القوات وميول الرئيس الجديد القادم من خارج التيار السياسي من دون خبرات حكومية سابقة. وقد أراد المشرعون بشدة أن يصبح الجنرال رئيساً بحكم الأمر الواقع لشؤون الجيش، لدرجة أنهم أعفوه من حظر قانون الأمن القومي على الضباط السابقين الذين يخدمون في منصب وزير الدفاع حتى يمرّ سبع سنوات على الأقل على تقاعدهم.
وقد كانت التوقعات أن «ماتيس» قد يتصادم مع ترامب بشأن اندفاع الأخير صوب شن الحروب، لكن لم يتخيل أحد أن استقالة الوزير ستكون بسبب محاولة الرئيس إعادة القوات إلى الوطن من حرب غير معلنة.
وقد حدث ذلك عندما نال الرئيس الذي يرفع شعار «أميركا أولاً» السيطرة على المؤسسة العسكرية الناتجة عن الحرب الباردة، والتي كانت مصممة ليديرها المتجاوزون للقومية إلى العالمية.
ويبدو أن منتقدي ترامب في «البيت الأبيض» قد أربكهم أمره بالانسحاب بدرجة أنستهم أن الكونجرس يمكنه إعلان الحرب على تنظيم «داعش» في سوريا غداً، ولا يجرؤ ترامب على الاعتراض!
وليس عليكم أن تفكروا ما إذا كان ترامب اتخذ قراراً صحيحاً بشأن سوريا وبالأسلوب الصحيح أم لا، للإقرار بأنه كان لديه الحق في فعل ذلك، أو لتتساءلوا أي الدلالتين على وجود خلل سياسي يدعو للأسف بدرجة أكبر: حقيقة أن الرئيس تحدى نصيحة جنرالاته أم أن هناك أموراً كثيرة معلّقة على افتراض أنه لم يتحداها! وبالطبع، إن المخاوف من التهور في غياب حنكة «ماتيس» في محلها، وكذلك الاحتجاجات ضد استغلال القوات الأميركية في العراق كخلفية للتصريحات الغاضبة ضد «الديمقراطيين».
6 عاصفة الصحراء.. الأمل والفرح دالي الخمسان الانباء الكويتية

في فجر يوم السبت 17يناير 1991 بدأت قوات التحالف الدولية حملة جوية مدمرة على قوات النظام العراقي المعتدي على الكويت أطلق عليها «عملية عاصفة الصحراء» بمشاركة 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبرعاية وموافقة المجتمع الدولي المتمثل في مجلس الأمن الدولي.
نستذكر تلك الساعات الأولى لبداية عاصفة الصحراء من مدينة «بعقوبة» العراقية حيث كنت أسيرا مع مجموعة من الزملاء الضباط الأبطال من مختلف القطاعات بمعسكر الأسرى في بعقوبة وكيف كانت تلك اللحظات المفرحة لنا ونحن نسمع دوي الانفجارات الهائلة بالعاصمة العراقية وكل الأماكن وصوت المضادات العراقية غير الفاعلة في محاولة يائسة لصد الطائرات والصواريخ حيث كانت فرحتنا نابعة من الأمل في تحرير بلادنا والشوق إلى عودتها حرة مستقلة وقد عم الفرح والابتهاج جميع الأسرى الضباط في ذلك اليوم المجيد.
إن بداية تحرير الكويت كانت بعملية عاصفة الصحراء التي ساهمت في تدمير البنية التحتية للقوات العراقية وكشفت عن ضعف القوة العسكرية وسوء تخطيط القيادة الحاكمة للنظام العراقي التي لم تستوعب الدروس وغيبت العقل وأقنعت الأغبياء والحمقي، الذين كانوا يمجدون النظام ويساندونه، بأن أم المعارك ستدمر القوات الدولية.
نستذكر بكل فخر كل القوات الخليجية المشاركة في عاصفة الصحراء والقوات العربية والغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية الصديقة التي ساهمت في عودة الحق والنظام وتحرير بلادنا الكويت لتبقى واحة أمن وأمان لكل من سكن فيها ولتعود عضوا فعالا ومستقلا يسهم في أداء دوره الكبير تجاه المجتمع الدولي ويعمل على رفاهية شعبه وراحته في كل مناحي الحياة.
تبقى الكويت رغم أنف الحاقدين والشامتين بلدا عربيا مسلما حرا مستقلا أدام الله عليه الأمن والسلام والرفاهية والاستقرار.
7 هل تفكك واشنطن ميليشيات إيران في العراق؟ مشعل أبو الودع الحربي السياسة الكويتية

منذ تولي الرئيس دونالد ترامب زمام الامور في البيت الابيض وهو يصلح كل ما افسده اوباما،خصوصا الملف الايراني الذي كاد ان ينهي الدور الاميركي في الشرق الاوسط بسبب غباء ادارة اوباما في التعامل مع نظام الملالي الارهابي،الذي استطاع في حقبة اوباما تحقيق مكاسب ومد نفوذه الى عدد من دول المنطقة مستغلا بذلك الاتفاق الفاشل الذي تم ابرامه بين الدول الكبري وايران،ودفعت دول المنطقة ثمن هذا الاتفاق الذي ابرمه اوباما مع نظام الملالي الارهابي.
ترامب مازال يواجه نظام الملالي، لكن المواجهة لن تكون سهلة، فالولايات المتحدة امامها تحدي المليشيات التي نجحت ايران في استغلالها ضد اعدائها،وهي تمثل خطرا كبيرا على المصالح الاميركية في المنطقة وعلى حلفاء الولايات المتحدة، لكن ترامب لايخشى هذه المواجهة التي تقتضي اتخاذ القرارت بشجاعة،لذلك طلبت واشنطن من العراق تفكيك المليشيات التابعة لايران وارسلت قائمه تضم 67 ميليشيا الى الحكومة العراقية وطالبت بتجميدها وسحب السلاح منها.
بومبيو زار العراق اوائل هذا العام والتقى بالرئاسات الثلاث لبحث الخطوات القادمة لواشنطن في العراق بعد انسحاب القوات الاميركية من سورية وانشاء قواعد عسكرية جديدة في العراق، وما تخشاه الولايات المتحدة استخدام ايران لهذه المليشيات لاستهداف اهداف اميركية في العراق،بالاضافة الى تهديد حلفاء واشنطن في المنطقة باطلاق الصواريخ عليهم،وهذا ما تخطط له ايران الان للرد على العقوبات القاسية التي فرضتها واشنطن على ايران وزادت من معاناتها وعزلتها.
ايران تحركت بعد هذا الطلب الاميركي وزارمحمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني العراق والتقى قادة الميليشيات التابعة لايران لتحريضهم على رفض الطلب الاميركي وعدم تسليم سلاحهم،وهذا ما قد يجعل العراق فوق صفيح ساخن اذا رفضت هذه المليشيات تسليم سلاحها الى الحكومة العراقية، وقد نشهد مواجهة اميركية مع هذه الميليشيات المدعومة من ايران على ارض العراق.
تسليم المليشيات سلاحها يعني نهاية ايران في العراق،وهذا ما تسعى اليه واشنطن،لكن الجميع في العراق يعرف ان الحكومة العراقية لا تملك القرار، وان هذه المليشيات هي التي تحكم العراق وتتحكم في المشهد السياسي بالعراق كما يفعل “حزب الله “في لبنان.
قرار واشنطن حرك المياه الراكده في الشارع العراقي الذي يطالب منذ فترة طويلة بحل هذه المليشيات التابعة لايران وجعل الشارع العراقي يتفاءل بمستقبل العراق اذا تم حل هذه المليشيات الارهابية والطائفية، والكرة في ملعب حكومة عادل عبد المهدي فهل يستجيب للطلب الاميركي وينجح في تفكيك الميليشيات التابعة لايران؟ هذا ما سوف تكشف عنه الايام المقبلة.