المطرود ماكغورك في واشنطن بوست :بزمني ابعدنا داعش عن أبواب بغداد

اكد المبعوث السابق للرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق المطرود بريت ماكغورك، على ان الرئيس الأمريكي اتخذ قراره “دون مداولات أو مشاورات من الكونغرس والحلفاء”، مضيفا “على الفور استنتجت أنني لم اتمكن من التأثير على التعليمات الجديدة، لذا قدمت استقالتي في 22 كانون الأول الماضي”.

وإن قرار سحب القوات الامريكية من سوريا خطأ فادح، وان أعداء واشنطن سيملؤون الفراغ الذي سيتركه الانسحاب وتمثل فرصة حياة جديدة لداعش.

وقال ماكغورك في مقال بصحيفة واشنطن بوست، ان “طلب ترامب وضع خطة للانسحاب من سوريا حماقة في ظل عدم وجود تقييمات دقيقة للمخاطر التي ستنجم عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، بالإضافة إلى دراسة وضع كل من تركيا وتنظيم داعش”.

واضاف، “لقد قطعنا مسافة طويلة خلال أربع سنوات فقط، فقبل ذلك الحين كان داعش على أبواب بغداد، أما اليوم وفقا للأمم المتحدة، فإن العراق أكثر أمنا من أي وقت مضى منذ أن بدأت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في العمل منذ ستة أعوام”

واوضح انه “تحققت هذه المكاسب بشق الأنفس من خلال تكريس شركاء أمريكا في القتال على الأرض، قوات الأمن العراقية والبشمركة الكردية ومقاتلي المعارضة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، الذين دفعوا جميعهم ثمنا باهظا بالدماء”.

وبين، ان “مفتاح الانتصارات التي تمت على كان الوجود العسكري الامريكي الصغير والفعال في سوريا”، مشيرا إلى أن هذا الوجود الذي بدأ في العام 2015 “ساعد على شل قدرة داعش على التخطيط وشن الهجمات من سوريا أو العودة مرة أخرى إلى العراق”.

واشار ماكغورك، انه “في شهر كانون الاول الماضي، اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وأخبرني عن تغيير الرئيس للخطط، حيث سيعلن الانتصار على داعش وسيوجه القوات الأمريكية نحو الانسحاب من سوريا، عدت على الفور إلى واشنطن للمساعدة في تخفيف الآثار المترتبة على هذا القرار، خاصة بين شركائنا في التحالف”.

ولفت ماكغورك إلى أن “الأسوأ ما في الأمر, أن ترامب اتخذ هذا القرار المفاجئ بعد اتصال أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أخذ اقتراح أردوغان بمحاربة داعش داخل سوريا على محمل الجد”.

وشدد على أن تركيا “لا تستطيع أن تعمل على بعد مئات الأميال من حدودها في أرض معادية بدون دعم عسكري أمريكي كبير، والعديد من جماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا تشمل المتطرفين الذين أعلنوا صراحة نيتهم محاربة الكرد وليس داعش”.

وخلص ماكغورك في مقاله بالتشديد على “عدم تضييق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في سوريا لعدم منح داعش إمكانية العودة من جديد، من خلال ضمان بقاء قوات سوريا الديمقراطية سليمة، وضمان الوصول المستمر إلى المجال الجوي من خلال تجنب الاحتكاك بروسيا، ويمكن تحقيق هذا الأمر الأخير من خلال دعم إسرائيل”.