4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

1 السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
سعيد الشهابي القدس العربي
عندما انتقد وزير الخارجية الأمريكي، جورج بومبيو الاسبوع الماضي سياسات الرئيس السابق، باراك اوباما، في الشرق الاوسط كان عليه ان يدرك ان ايا من سياسات بلده في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم تحسم الصراعات ولم تحل الأزمات الا نادرا. وربما كان القاء القنبلتين على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين هما المرة الوحيدة التي حسم فيها صراع مسلح بشكل شبه نهائي ولكن بلا اخلاق او قيم. فلا سياسات جونسون ونيكسون في فيتنام ولا حرب بوش في الكويت ولا عدوان نجله لاحقا على العراق ادت الى حسم كامل للمشاكل التي تعصف بالبلدان. بل ربما ساهمت السياسات الأمريكية في إطالة أمد الصراعات العالمية.
فسياستها تجاه القضية الفلسطينية منعت التوصل لاي حل بعد مرور سبعين عاما على الاحتلال الاسرائيلي. وتدخلها العسكري في العراق أسس لمشاكل متواصلة لذلك البلد ولأمريكا نفسها وحالت دون توقيع اتفاقية حماية القوات الأمريكية « SOFA». ومع ان أمريكا اعلنت انسحابها من ذلك البلد الا انها تراجعت عن ذلك واعادت قواتها مجددا. وسياستها في سوريا لا تختلف كثيرا. فهي متأرجحة بين الانسحاب والبقاء، وعلى حلفائها ان يقرأوا نواياها بوضوح ليقرروا مستقبلهم ويستشرفوا مصيرهم. وتدخلها في اليمن داعمة للعدوان السعودي ـ الاماراتي ساهم في إطالة أمد الحرب ولكنه لم يحسمها. اما ما سمي «الحرب على الإرهاب» فحظوظها متأرجحة ولا توحي بهزيمة ساحقة لهذه الظاهرة التي توسعت كثيرا بعد اعلان تلك «الحرب». تلك السياسات لم ترض أصدقاء أمريكا ولا اعداءها. فحكام الخليج غير مطمئنين للدعم الأمريكي لهم ولذلك يسعون لاحداث توازن في العلاقات بمد الجسور مع روسيا والصين. اما مناوئو أمريكا فلا يرون في تلك السياسة قدرة على قيادة العالم نحو الأمن والاستقرار، بل تساهم في بقاء التوتر واستمراره.
الشرق الاوسط ساحة مضطربة تزيدها التدخلات الأمريكية توترا. فلا الانظمة قادرة على اقامة ديمقراطيات حديثة تلبي مطالب شعوبها التي تثور بين الحين والآخر مطالبة بالاصلاح السياسي، ولا المعارضات مسموح لها باحداث تغيير سياسي حقيقي يؤسس لحريات عامة واحترام حقوق الانسان. وما يحدث في السودان يكشف احد وجوه ازمة السياسة الأمريكية. فالرئيس السوداني مدرج على قائمة المطلوبين من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهم خطيرة منها ممارسة الإبادة في دارفور، ولكن أمريكا ليست جادة في اعتقاله، ولم تطلب من حلفائها في افريقيا والخليج القاء القبض عليه لدى زياراته الرسمية لهذه البلدان.
والسودان ما يزال مدرجا على قائمة الإرهاب ولكن واشنطن لا تمانع ان تشارك القوات السودانية في الحرب على اليمن التي تدار عملياتها الجوية من مراكز القيادة والتحكم في الرياض التي يشارك خبراء أمريكيون وبريطانيون في ادارتها. وحتى سياسة أمريكا تجاه ايران ليست واضحة او ثابتة. في البداية انتقدت ادارة ترامب سياسة اوباما التي اتجهت لتهدئة النزاع الأمريكي ـ الايراني، وادت في النهاية لتوقيع الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى. وكانت باكورة سياسة ترامب الخارجية الغاء ذلك الاتفاق. هذا الالغاء لم ينحصر اثره بالعلاقات الغربية ـ الايرانية بل اصاب العمل الدولي المشترك بضربة موجعة لأنه ادى لتداعي الثقة في العمل المشترك واظهر هشاشة النظام السياسي الدولي الذي لم يستطع الالتزام بوثيقة تاريخية مهمة. واليوم يسعى الأمريكيون لمد الجسور مع طهران، وآخر هذه المساعي التواصل في باكستان مع مسؤولين ايرانيين لطلب الحوار والعودة الى طاولة المفاوضات، وفق ما اكده أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني.
هل سياسات أمريكا تساهم في اقرار الامن والسلم الدوليين؟ للاجابة على ذلك يجدر تحليل الوضع الدولي ازاء «الحرب ضد الإرهاب». فبعد قرابة العشرين عاما هل يمكن ادعاء انتصار تلك الحرب ام اخفاقها؟ من مشاكل السياسة الأمريكية انها تتأسس احيانا على امزجة السياسيين خصوصا الرئيس ترامب، وانها تسعى كذلك لجذب اهتمام اعلامي ضخم، وانها ألزمت نفسها بثوابت غير انسانية او اخلاقية كضمان التفوق الاسرائيلي العسكري على الجانب العربي وضمان امنها وربط ذلك كله بالسياسة الخارجية الأمريكية. فقبل شهر واحد اعلن ترامب ان الحرب على الإرهابيين في سوريا قد حسمت ضدهم وانه عازم على سحب القوات الأمريكية من سوريا. ولكن سرعان ما اصطدم به حلفاؤه الذين اختلفوا معه في تقييم الموقف واكدوا ان المجموعات الإرهابية في سوريا ما تزال ناشطة وان الحرب ربماساهمت بتقليص نفوذها وانتشارها الجغرافي ولكنها لم تقض عليها. هذا يعني ان على ترامب اعادة توجيه سياسته الخارجية في الشرق الاوسط نحو استمرار المواجهة مع المجموعات الإرهابية مهما تطلب الامر. ولكن هل أمريكا مستعدة لذلك سياسيا ونفسيا واقتصاديا؟ هل أمريكا مستعدة للاعتراف بان دعمها الحرب التي تشارك فيها السعودية والامارات والبحرين على اليمن ساهمت في توسيع نفوذ تنظيم القاعدة وداعش في المناطق التي تحتلها قوى التحالف؟
كانت السياسة الأمريكية حتى العام 2017 تجاه سوريا والعراق تطلب من حلفائها عدم تطبيع العلاقة مع نظاميهما. وبعد ان اقتنعت واشنطن باستحالة بسط نفوذها كاملا عليهما طلبت من اولئك الحلفاء المبادرة لتوطيد العلاقة مع العراق. وفجأة وبدون مقدمات فتحت السعودية والامارات والبحرين سفاراتها في بغداد، وتم تطبيع العلاقات وتبادل الزيارات. وكان لرئيس الوزراء السابق، الدكتور حيدر العبادي دور في ذلك التطبيع. ويبدو ان أمريكا لم تستطع ممارسة تأثير كامل على
التحالفات الداخلية العراقية او إبعاد حزب الدعوة عن رئاسة الوزراء منذ إسقاط نظام البعث في 2003. ولكن دخول التحالف السعودي ـ الاماراتي على الخط استطاع تحقيق ذلك. ففي غضون عام واحد استطاع المال السعودي توفير رأي عام خصوصا في المناطق الشيعية في جنوب العراق مناهض لكل من حزب الدعوة وايران. فخرجت التظاهرات في البصرة ضد ايران، وجاءت الانتخابات البرلمانية لتمزق حزب الدعوة «الحاكم» الى فصيلين فيضعف وجوده. ويمكن القول ان من اكبر اخطاء الدكتور العبادي فتح الباب امام السعودية والامارات للولوج للعراق واستخدام المال النفطي لاحداث تغييرات اسقطته وحزبه من الحكم، كما فعلت في مصر قبل خمسة اعوام من ذلك. هذا التحالف هو الذي شن الحرب على اليمن وهو الذي يمارس دورا خطيرا في تونس.
ويبدو ان أمريكا عرفت حدود نفوذها عندما تتدخل في الدول بشكل مباشر، فشجعت المحور السعودي ـ الاماراتي المدعوم اسرائيليا على استخدام المال النفطي سلاحا ضد التغيير الذي تنشده الشعوب العربية. هذا التراجع الأمريكي له اسبابه المحلية والاقليمية، كما انه باهض التكلفة المادية والبشرية. ولذلك اوعزت واشنطن لدول المحور المذكور بالتوجه لسوريا وفتح سفاراتها في دمشق. هذا الحضور شجع وزير الخارجية الأمريكي على القول بأن بلاده ستواصل العمل من خلال «الدبلوماسية» مع حلفائها من أجل طرد آخر جندي إيراني من سوريا حتى بعد انسحاب الجنود الأمريكيين من البلاد. وتعهد وزير الخارجية الأمريكي في خطابه بالجامعة الأمريكية في القاهرة يوم الخميس الماضي بأن تواصل واشنطن العمل على أن «تحتفظ إسرائيل بالقدرات العسكرية» التي تمكنها من «الدفاع عن نفسها ضد نزعة المغامرة العدوانية للنظام الإيراني». انه دور منوط بالتحالف السعودي ـ الاماراتي الذي فعل الامر نفسه في العراق.
هذه بعض ملامح السياسة الأمريكية الجديدة ـ القديمة في الشرق الاوسط، وهي تعتمد في جانبها الظاهر على التحالف السعودي ـ الاماراتي وفي تخطيطها على الدعم الامني الاسرائيلي. مع ذلك ليس من المبالغة القول إن السياسة الأمريكية التي لم تنجح سابقا لن يكتب لها النجاح مستقبلا لأنها مؤسسة على فرضيات تتداخل فيها عناصر عديدة من بينها الشعور بالقوة اللامتناهية والتعصب والغطرسة، وهي لا تنتمي لمنظومة قيمية او فهم حقيقي لتطور المجتمعات والقيم وانماط الممارسة.
2 كركوك معضلة العراق القديمة المتجددة ادهم ابراهيم راي اليوم بريطانيا

اثيرت مشكلة كركوك مرة اخرى اثر قيام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برفع علم اقليم كوردستان على احد مقراته في هذه المدينة , وسرعان ماايده الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي برر ذلك على اعتبار ان كركوك مدينة متنازع عليها ولايوجد اي مانع قانوني من رفع علم كوردستان فيها , ومثل ذلك تصعيدا خطيرا في هذه المدينة ذات الاعراق المختلفة ان كركوك مدينة تاريخية قديمة طورها الانكليز لتكون من اكبر المدن النفطية بعد ان تم استخراج النفط فيها ومن طبقات قريبة من سطح الارض منذ عام 1926. و يعتبر نفطها من النفوط الخفيفة ، وحقول النفط فيها تتميز بغزارة الانتاج وجودته . وفيها النار الازلية التي لاتنطفئ لكثرة الغاز الذي يخرج تلقائيا من الارض . وبالرغم من انها مدينة ذات موقع ستراتيجي واثري ايضا الا انها تتميز ايضا بالتنوع السكاني . ان مدينة كركوك مدينة وادعة واهلها يتميزون بتقبل الاخر ولاتوجد اي عدائية بين سكانها رغم تنوعهم على مر الزمان . وبسبب النفط الغزير والاحتياطي الكبير فيها اصبح التنازع على اشده بين الحكومة المركزية واقليم كوردستان منذ امد بعيد .
وبعد غزو العراق واعداد الدستور الجديد اعتبرت كركوك من المناطق المتنازع عليها بين الاقليم والحكومة المركزية شأنها شأن بعض المناطق في الموصل وديالى وصلاح الدين . وقد نص الدستور في المادة 140 على تسوية موضوع المناطق التي سميت بالمتنازع عليها خلال فترة محددة . الا ان الحكومة المركزية ظلت تماطل في البت فيها وهي تراهن على الزمن . والحكومات المشكلة منذ الاحتلال الامريكي للعراق والى يومنا الحاضر تسوف وتماطل في كثير من المسائل وتترك القضايا للزمن وكثيرا مايكون الزمن في غير صالحها ولذلك نرى ان المشاكل والصراعات ظلت مستمرة لا بل اشتدت اكثر فاكثر وبمرور الايام . ومنها مشكلة كركوك . ولما تماطلت الحكومة المركزية وسكتت على استئثار الكرد بها لفترة من الزمن فقد تسبب ذلك مجددا بالتغيير الديموغرافي لها مما اصبح اعادتها الى وضعها السابق مهمة شبه مستحيلة وكلما طال الزمن رسخ التعصب القومي فيها . خصوصا بعد ان دخل التركمان على الخط من جديد وشعورهم بالتهميش وهم يعتبرون كركوك مدينة تركمانية ايضا .
اضافة الى ان هناك اطماع اقليمية فيها مثل تركيا التي تدعي حرصها على ضمان سلامة سكانها من التركمان ، وايران التي سارعت الى عقد صفقات تصدير نفط كركوك اليها بعد ان تمت سيطرة الحكومة المركزية عليها في حزيران الماضي .
وعادت مسألة تهريب النفط الى السطح مرة اخرى حيث كانت الحكومة المركزية تتهم الحكومة المحلية فيها بانها تغض الطرف عن عمليات التهريب التي تقوم بها مافيات تنسب الى الحزبين الكرديين , وبعد عودة كركوك الى الحكومة المركزية عادت عمليات تهريب النفط فيها مجددا , وكل طرف يتهم الطرف الاخر بالتهريب . ويبدو ان عصابات التهريب تستند على اي حركة سياسية فيها سواء كردية كانت ام عربية او من الحشد الشعبي وعلى مرأى ومسمع الحكومة المركزية.
لعل محاولات التغيير الديموغرافي المستمر في كركوك تعد من اخطر المسائل التي تواجهها المدينة وهو ليس وليد الساعة , فقد حاولت الحكومات السابقة منذ العهد الملكي مرورا بنظام عبد الكريم قاسم وكذلك العهد السابق للاحتلال الذي قام بتوطين العرب فيها بعد منحهم حوافز مادية وسكنية . الا ان اغلبهم قد غادرها في السنوات الاخيرة لاسباب عديدة.
رغم قيام الحكومة الاتحادية باعادة السيطرة عليها في 16 تشرين اول / اكتوبر عام 2017 فان الاوضاع فيها مازالت غير مستقرة واخذت جهات عديدة تهدد مواطنيها بالسلاح او التفجيرات ، اضافة الى الدعايات المنتشرة في خطورة احتلالها من الدواعش في محاولة لاعادة سيطرة البيشمركة الكردية عليها . كما تم استغلال الخروقات التي يقوم بها بعض عناصر الحشد او الميليشيات المحسوبه عليه لاثبات زعزعة الامن فيها . ويقابل هذا كله دعوات قياديين من الحزبين الكورديين الاتحاد الوطني والديموقراطي الكوردستاني من ان الكورد لن يتنازلوا عن مدينة كركوك ويسمونها قدس كوردستان لترسيخ ارتباطها بالاقليم . مما يعطي الانطباع باننا امام نزاعات مسلحة جديدة حول هذه المدينة الوادعة ، غير النزاعات السابقة التي امتدت لفترات طويلة . ويبدو ان وضع كركوك اشبه بمشكلة كشمير بين الهند والباكستان فاغلب الحروب بين الدولتين كانت بسبب هذه المقاطعة . . اننا لانريد لمدينة كركوك المسالمة ان تكون محل صراعات مسلحة , ولانريد مزيدا من النزاعات المسلحة في العراق لاحول كركوك ولا حول اي منطقة من مناطقه .
ولعل من اخطر القضايا التي تواجه كركوك والمناطق المسماة المتنازع عليها هي التغيير الديموغرافي ، فبالرغم من المحاولات العديدة لاجراء التغيير الديموغرافي لمنطقة من المناطق فانها لم تنجح يوما في العراق ، ولكنها تسبب نزاعات مستمرة وعداءات متقابلة.
ان قادة اقليم كوردستان حاولوا تكريد كركوك بكل الطرق وهم بذلك لايختلفون عن كل الحكومات المركزية السابقة وكذلك الحالية التي تغض النظر عن عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي الجاري ليس فقط في كركوك وانما في كثير من مناطق العراق مثل سهل نينوى وجرف الصخر وديالى ومحيط بغداد وغيرها . ان بقاء العقليات الشوفونية والطائفية سائدة في العراق سوف تجعله بؤرة دائمة للنزاعات وردود الافعال المسلحة التي عانى منها الشعب العراقي امدا طويلا , وانه غير مستعد لمزيد من التضحيات برجاله وماله. ان النظرة العقلانية والمنصفة للامور واعطاء كل ذي حق حقه سيحقق العدل بين كل مكونات الشعب العراقي ويمنع سفك مزيدا من الدماء لا في كركوك فقط بل وفي كل مدن ومناطق العراق.
3 سعادتنا في مبنى السعادة!!
محمد الجوكر
البيان الاماراتية
برغم تأهلنا إلى دور الـ 16 لكأس آسيا 2019 لكرة القدم، قبل مباراتنا في الجولة الأخيرة اليوم أمام تايلاند، وذلك بعد خسارة منتخب اليمن لنضمن الصعود كأفضل الثوالث بجانب منتخبات السعودية والأردن والعراق وإيران والصين وكوريا الجنوبية، وتتحول آخر لقاءات الجولة الثالثة إلى لقاءات مصيرية بغض النظر عن موقف الفرق المتأهلة، فالصراع سيكون قويا خاصة في مباراتي العراق وإيران «الأربعاء»، والسعودية وقطر «الخميس»، ويتأهل إلى الدور المقبل بطل ووصيف كل من المجموعات الست، فضلاً عن أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثالث، ولقاء إيران مع العراق هو قمّة مباريات المجموعة التي تذكرنا بأيام زمان، عندما كانت السيطرة للبلدين على قمم الكرة في القارة، وبالأمس التقيت بالنجم الإيراني الشهير حسن روشان، والذي لعب لفريق الأهلي بدبي عام 79 وبعدها بسنة أعلن كابتن المنتخب الوطني الزميل أحمد عيسى اعتزاله اللعب في مايو عام 80 قبل نهائيات الكويت بأربعة أشهر، ويعد الدوري في تلك الفترة واحداً من أشهر المواسم التي أقيمت، حيث شهد تشكيل المنتخب الوطني والمشاركة بكأس آسيا للمرة الأولى عام 80، وفي مبنى السعادة بمقر نادي شباب الأهلي بدبي فرحتنا لا توصف، نلتقي ونشاهد المباريات في أجواء عائلية كروية، حيث تضم الجلسة الكثيرين من قيادات الرياضة الإماراتية، وعدداً من اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في بطولات مختلفة منها كأس آسيا، وتشاء الظروف أن نجلس ونشاهد المباريات بسعادة لأننا في مبنى السعادة وهذا يكفي!.. ومن القاعة نفسها يتواصل معنا المدرب القدير حشمت مهاجراني الذي قاد منتخبنا في أول نهائيات عرفتها الكرة الإماراتية، لأن «مجلسنا» يستعيد ذكريات آسيا، وهو حالياً يقوم بالتحليل لمباريات البطولة لتلفزيون بلاده، بينما يعتبر اللاعب حسن روشان واحداً من أفضل اللاعبين الأجانب الذي لعبوا بدورينا، وساهم مع الأهلي في الفوز بدرع الدوري للأبد، حيث يزورنا دائماً لارتباطه بالنادي الذي تألق فيه بعد العودة من كأس العالم بالأرجنتين عام 78.
ـــ منتخبنا في «العين» لمواجهة تايلاند، والتي يتطلع فيها الأبيض لتأكيد صدارته للمجموعة بفرصة كبيرة لتحقيق نتيجة إيجابية، برغم أن المنافس التايلاندي قد كشف عن نواياه في مباراته الأخيرة، والأمر الطيب ما يشعر به لاعبونا بدار الزين بالأجواء الطيبة والحفاوة، وظهر على «عيالنا» بالروح المعنوية العالية عزمهم على تقديم مستوى يرضي الجميع وبدء صفحة مختلفة.. والله من وراء القصد.
4 لن ينهض العراق إلا بالتخلص من الميليشيات الإيرانية داود الفرحان

الشرق الاوسط السعودية

يتزايد القلق الشعبي في العراق من تحول ميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفية إلى سلطة فوق القانون وأعلى من سلطات الدولة. فهذه الميليشيات تشكلت كما هو معروف بناء على فتوى من المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني لحماية بغداد ومدن الجنوب من احتمال زحف «داعش» بعد احتلال التنظيم الإرهابي محافظات نينوى وصلاح الدين وأطراف ديالى والأنبار في عام 2014. لكنها ما لبثت أن تحولت إلى «فرق موت» جديدة تطارد السنة في مدنهم وقراهم ومخيماتهم، حتى أصبح دخول أي مواطن سنّي من سكان هذه المحافظات إلى بغداد يحتاج كفيلاً ضامناً من سكانها! وهذا التنظيم تم ربطه شكلياً بوزارة الدفاع العراقية، وهو في الواقع يأتمر بما يقرره «فيلق القدس» بقيادة سليماني الذي كان يتفقد علناً معسكرات هذه الميليشيا التي ترفع صور الخميني وخامنئي وعلم إيران على دباباتها ومدرعاتها وناقلات جنودها.
بعد الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، لم يكن الرأي العام العراقي والإقليمي يعرف من الميليشيات العراقية المسلحة التي تمولها إيران غير «منظمة بدر» الذراع العسكرية للمجلس الإسلامي الأعلى. وهذه المنظمة، كما اعترف علناً رئيسها هادي العامري كانت تقاتل إلى جانب الجيش الإيراني و«فيلق القدس» ضد الجيش العراقي في الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988).
المتابع للمشهد العراقي منذ الاحتلال الأميركي حتى اليوم يلاحظ تصاعد النفوذ الإيراني في العراق وتغلغله، ليس في المدن والشوارع وحدها، وإنما في الأجهزة العسكرية والأمنية والمخابراتية والاقتصادية والحزبية.
ولا تخفي أو تنكر طهران أن «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري تغلغل في المشهد العراقي المضطرب، وتحديداً منذ تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء في بغداد عام 2008. وظهرت على الأرض عشرات الميليشيات، الإيرانية التنظيم والتمويل والتسليح والتوجيه، تجوب المدن العراقية كلها، باستثناء إقليم كردستان، وكانت أشهرها في البداية ميليشيات «بدر» و«عصائب أهل الحق» و«حزب الله» العراقي و«جيش المختار» و«جيش المهدي» الذي غيّر اسمه إلى «سرايا السلام»… لكن هناك ميليشيات لا تقل عنها إجراماً ورعونة وفارسية مثل ميليشيا «كتائب الخراساني» و«ميليشيا أبو الفضل العباس» التي ذاع صيتها السيئ في عملياتها الإرهابية ضد الشعب السوري في الحرب السورية.
وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي يرفع شعار «دولة القانون»، كان يدعم علناً وسراً ليس الميليشيات العراقية الخارجة عن القانون فقط، وإنما «فيلق القدس» نفسه، بقيادة الإرهابي الأشهر قاسم سليماني. وبعد تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة، أطلق تصريحات من نوع «لا سلاح خارج سلطة الدولة»، وهو في الوقت الذي كان يعني بذلك الميليشيات، وجّه رسالة تحذير أيضاً إلى العشائر التي تَحَوَّل كل منها إلى ميليشيا عشائرية تتدخل في البتّ والفصل في قضايا كثيرة، خارج السلطة القضائية والشرطة، بما يعزز الانفلات الأمني العام في الدولة، ويُحول البلد إلى ما يشبه جمهوريات الموز برايات طائفية.
العراقيون لا يحتاجون شهادة من منظمة العفو الدولية أو أي منظمة أخرى على فظاعة جرائم هذه الميليشيات الإيرانية التي لا تقل إرهاباً ودموية عن تنظيم داعش، لكن المنظمة أوضحت قبل سنين على لسان دونا تيلا روفيرا، كبيرة مستشاري شؤون الأزمات في منظمة العفو الدولية أنه «من خلال منح الحكومة العراقية مباركتها للميليشيات التي ترتكب بشكل منتظم انتهاكات مروعة، يظهر أن الحكومة العراقية تُجيز ارتكاب جرائم الحرب وتؤجج دوامة العنف الطائفي الخطرة التي تعمل على تمزيق أوصال البلاد». . بل إنها أخطر منه، لأنها مدعومة من إحدى دول جوار العراق، هي إيران، التي أدمنت لعبة الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين ودول أخرى.
لقد وصف السيد مقتدى الصدر واحدة من تلك الميليشيات، وهي «عصائب أهل الحق»، المنشقة عن «جيش المهدي» التابع للصدر نفسه، بأنها «تضم قتلة بلا دين». وهذه المنظمة تتعمد استفزاز سكان المدن والقرى السنية، سواء باعتقال أبنائها أو قتلهم أو سرقة المنازل والمتاجر أو تنظيم استعراضات مسلحة طائفية، كما حدث في حي الأعظمية وسط بغداد أكثر من مرة.
صَدَقَ من قال: «إن هذه الميليشيات نسخة من (داعش) بمذاق إيراني». وكلها استقوت بدعم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي وفّر لها غطاء حكومياً ورواتب ومعاشات تقاعدية من ميزانية الدولة وملابس عسكرية ورتباً وأسلحة وسيارات تحمل أرقاماً حكومية ومقرات معلومة ومسيرات علنية في الشوارع واستعراضات قوة. بل إن هذه الميليشيات تمتلك معتقلات تمتلئ بأبناء الطائفة السنية رجالاً ونساء وأحداثاً، ونفذت عمليات تصفيات دموية في السجون أو خلال ترحيل المعتقلين والسجناء من محافظات الشمال إلى محافظات الجنوب. وتم توسيع عملياتها إلى محافظات الجنوب، لمطاردة واعتقال واغتيال أبرز رموز مظاهرات الاحتجاج في تلك المحافظات.
بلاد الرافدين التي كانت تشتهر بحضاراتها المزدهرة القديمة والكتابة المسمارية ومسلة حمورابي وجنائن بابل المعلقة والتمور والمقامات وناظم الغزالي والنفط والسياب والجواهري وألف ليلة وليلة، صارت تشتهر أيضاً بالفساد الحكومي والميليشيات السائبة.